المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لقاء حواري مع الأخ الكريم سيد سليم



أبو شامة المغربي
30/09/2008, 08:36 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
لقاء حواري مع الأخ الكريم
سيد سليم
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
سلام الله عليك في البدء أخي الكريم سيد سليم ورحمته تعالى وبركاته
أما قبل ...
فعيد فطر مبارك سعيد
وبعد ...
أحييك وأرحب بك ثانية أخا كريما في رحاب المربد المزهرة بكل حرف عربي أصيل ازدان بتحية الإسلام الخالدة ...
بحروف من مسك وطيب أجدد لك التحية، وبكلمات من أريج وشذى أهدي إليك هذا اللقاء الحواري، وقبل أن أبسط هذا الجسر الثقافي التواصلي على هذه الصفحة المربدية المشرقة، أرى في ما أرى أن أستهل هذا المقام المعرفي بتمهيد تأملي، وبباقة تليها من ورودك الشعرية ...
***
يستطيع المرء أن يلاحظ في غير عناء ودون مشقة نقاشا وجدالا مثيرا للفضول العلمي حول " الأدب الإسلامي"، وهذا يبعث المرء على المبادرة إلى السؤال في شأن ما يسمع من أحاديث، وبخصوص ما يقرأ من كتابات تتخذ لها "الأدب الإسلامي" محورا ومدارا ...
ترى هل الدافع الحقيقي إلى كل ما أثير ويثار عن "الأدب الإسلامي" قديمه وحديثه، كامن في طبيعة وخصائص هذا اللون من الأدب؟ أم أن معظم ما كتب وقيل في حقه، ما هو إلا تحصيل حاصل، ولا يعدو كونه حواشي وحواشي على الحواشي؟
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
روح النصر باقية
سلوا التاريـخ عمـا قـد رآه * وسجلـه ووثـقـه قـرونـا
يريكم مـن دفاتـره فصـولاً * تضيء طريقكم نـوراً مبينـا
وآخر ما رواه سطـور نـورٍ * جرى تسجيلها من أرض سينا
ففي رمضان كان الزاد صوماً * أمد القلـب نورا والجبينـا
سيد سليم
***
سؤال قبل الأسئلة
من هو سيد سليم جملة وتفصيلا؟
سؤالي الأول
ما الذي يعنيه الأدب الإسلامي بالنسبة إليك؟ وما الذي يدل عليه في رأيك؟
سؤالي الثاني
هل الأدب الإسلامي ظاهرة ثقافية عابرة؟ أم أن هذا اللون من الأدب ذو أصل ثابت، وذو جذور عتيقة؟
سؤالي الثالث
كيف ترى صفة الأديب الذي يكتب الأدب الإسلامي، هل هو أديب مسلم أم أديب إسلامي؟
سؤالي الرابع
أثمة من صلة مميزة بين الأدب العربي والأدب الإسلامي؟ أم أنهما وجهان لعملة واحدة؟
سؤالي الخامس
حسب اعتقادك هل يجسد الأدب الإسلامي جسرا ممتدا بين الأدب والإسلام؟ ثم ما جوهر العلاقة القائمة بينهما؟
سؤالي السادس
ما الذي تراه في شأن رسالة الأديب المسلم؟ وكيف تنظر إلى مسألة الفصل بين الأدب والإسلام؟
سؤالي السابع
كيف تنظر اليوم إلى حال الأدب الإسلامي مقارنة بحاله في الماضي؟
سؤالي الثامن
ما هو في رأيك الجنس الأدبي الذي ينفرد بالحظ الأكبر من الأدب الإسلامي المعاصر؟
سؤالي التاسع
هل ثمة من إضافات نوعية للأدب الإسلامي قصب السبق فيها؟
سؤالي العاشر
ما حقيقة الصلة بين النقد والأدب الإسلاميين في الظرف الراهن؟
سؤالي الحادي عشر
حسب اعتقادك، ما نصيب الأدب الإسلامي القديم والحديث من البحث العلمي الجامعي المعاصر في سائر البلاد العربية؟
سؤالي الثاني عشر
ترى هل سبق أن قرأت بعض السير الذاتية الأدبية الإسلامية، نثرية كانت أم شعرية؟
سؤالي الثالث عشر
ما حظ سيد سليم الصبي من كتابات فريد البيدق اليوم؟
سؤالي الأخير
هل ثمة من أسئلة ترقبت مني نثر حروفها في هذا المقام الحواري، فلم أهتد إليها؟ ما عساها تكون؟ وما إجاباتك عليها؟
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
هذه أسئلتي الحوارية، التي أرجو أن تجد بين ثنايا حروفها الاستفهامية نصيبا مما كنت تستشرفه من بعيد أو تنتظر بزوغ هلاله عن قريب، وهي باقة حروف أهديها إليك وإلى أهل المربد وزواره الكرام أزهارا في مزهرية مربدية، ثم إنها قطر من غيث، وغيض من فيض، ومنتهى القصد والمبتغى أن تضيف جديدا أو تضيء قديما، وعسى أن تقر بها وبحروف إجاباتك المنتظرة أذهان وأفئدة القراء الكرام والقارئات الكريمات، وأن يتقبلوها ويتقبلنها بقبول حسن، وينبتوها وينبتنها نباتا حسنا ...
في انتظار حروف إجاباتك مشرقة محلقة في سماء هذه الواحة المربدية الصافية.
حياك الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com

سيد سليم
01/10/2008, 09:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيين المبعوث رحمة للعالمين؛ اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وجميع أحبابهم في كل زمان ومكان.
أخي الحبيب الدكتور/ عبد الفتاح أفكوح ـ أبو شامة المغربي
أحبابي الرواد والأعضاء الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وكل عام وأنتم جميعا بخير؛ بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأعاد الله الأيام المباركة علينا جميعا بالصحة والعافية والستر وعلى الأمة الإسلامية باليقظة والتوحد والنصر.
أرجو أن تقبلوا عاطر شكري لكم وترحيبي بحواركم الطيب وأسئلتكم الإبداعية التي تغطي أهم ما في موضوع الأدب عامة والأدب الإسلامي خاصة وشكري موصول لإتاحة مثل تلك الفرصة لمزيد من التعارف بين الأحبة.
سؤال قبل الأسئلة:
من هو سيد سليم جملة وتفصيلا؟
ما دمتم اشترطتم الجملة والتفصيل؛ فإليكم الآتي على قدر المستطاع بتوفيق الله تعالى ومن فضله:
إليكم ما جاء عني في كتاب معجم أدباء مصر، طبعة وزارة الثقافة 2004 ـ مصر، مع إضافة بعض المستجدات:
- الاسم: سيد سليم سلمي محمد
- تاريخ الميلاد: 8/9/1962
- مكان الميلاد: قرية عرب مطير ـ مركز الفتح ـ محافظة أسيوط ـ جمهورية مصر العربية.
- المؤهل: حاصل على الليسانس في اللغة العربية جامعة الأزهر + دبلوم الدراسات الإسلامية العليا.


- العمل: مدرس في التعليم الثانوي ـ خطيب ومحاضر بالأوقاف.
العضويات:
ـ عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية.
ـ عضو رابطة الأدب الحديث.
ـ عضو اتحاد الكتاب العرب على الإنترنت.
ـ مشرف صفحة أدب وثقافة جريدة صوت العروبة ط. القاهرة باريس.
* الإصدارات:
دواوين شعر:
ـ نفثات روح 1997، الجمعية المصرية لرعاية المواهب.
ـ أصداء نفس، الجمعية المصرية لرعاية المواهب.
ـ نفحات قلب في حب أهل البيت، الجمعية المصرية لرعاية المواهب.
كتب ودراسات وحوارت:
ـ من كنوز الشعر والحكمة، دار النيل للطباعة والنشر.
أحلى عشرين قصيدة في حب أهل البيت، دار النيل للطباعة والنشر.
ـ الجماعات المتطرفة معايشة وحوارات، دار النيل للطباعة والنشر.
ـ أحلى عشرين قصيدة في حب أهل البيت، ط2، دار غريب للطباعة والنشر.
* الجوائز والتكريم:
ـ جائزة في اللقاء القمي للشعراء الشبان 1994.
ـ الميدالية البرونزية وشهادة تقدير في اللقاء الإبداعي 1997.
ـ جائزة في المسابقة الفكرية الكبرى 1998.
ـ الجائزة الأولى في مسابقة رواد الفكر 1998.
ـ درع السدة الأشراف، دولة الكويت 2005.
* دراسات عن الكاتب:
ـ دراسة ماجستير عن الشعر الوطني لشعراء أسيوط في النصف الثاني للقرن العشرين، ضمن مجموعة شعراء، كلية الآداب، جامعة سوهاج.
ـ دراسة دكتوراة عن الشعر الديني لشعراء أسيوط، كلية اللغة العربية، جامعة الأزهر.
ـ دراسة دكتوراه عن مكة عند شعراء مصر المعاصرين، كلية اللغة العربية، الرياض.
ـ دراسة نقدية عن مختارات الشاعر: (أحلى عشرين قصيدة في حب أهل البيت).
ـ مجموعة من الدراسات النقدية والمقالات للشاعر في الصحف والمجلات المحلية والدولية.
ـ تحت الطبع:
ـ كتاب: (حب السادة أهل البيت بين التشيع والتصوف والتطرف).
ـ كتاب: (مع الصالحين في أوصافهم، استغاثاتهم ودعواتهم، حكمهم الشعرية والنثرية).
ـ ديوان: (نفثات روح) طبعة ثانية.
ـ ديوان: (أصداء نفس) طبعة ثانية.
- ديوان: (نفحات قلب في حب أهل البيت) طبعة ثانية.
ـ أخوكم سيد نشأته ريفية؛ فقريتي عرب مطير هي آخر قرى محافظة أسيوط من الناحية الشرقية، ومحافظة أسيوط تعتبر وسط الصعيد المصري.
ـ تلقيت تعليمي في المدرسة الابتدائية الوحيدة في القرية، وفيها حفظت قدرا كبيرا من القرآن الكريم، وبعد الحصول على الشهادة الابتدائية التحقت بالمدرسة الإعدادية، وكان افتتاحها من حظ دفعتنا، ونظراً لتفوقي في اللغة العربية؛ أشار بعض أساتذتي أن ألتحق بعد الإعدادية بالأزهر الشريف؛ فكان ذلك، ثم كلية اللغة العربية جامعة الأزهر، ثم حصلت على دبلوم الدراسات الإسلامية العليا، ولم أكمل لظروف.
ـ بدأت التفكير في الكتابة وحب التأليف وأنا في السنة الثالثة من المرحلة الجامعية، وبعد التخرج اشتركت في كثرة من المسابقات الأدبية والثقافية وتفوقت وتم تكريمي على مستوى الجمهورية في الكثير منها.
ـ حبب الله إلى قلبي منذ صغري السادة أهل البيت؛ عليهم مع جدهم أفضل الصلاة وأتم السلام؛ فعشت بينهم ومعهم وفيهم وبينهم أنقب في تراثهم وأبحث عن مناقبهم أسأل الله أن يقبلني مولى لهم وخادما لجنابهم، وأن يجمعني بهم في الدنيا والآخرة.
وإلى اللقاء مع السؤال الأول، إن شاء الله تعالى، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

سيد سليم
02/10/2008, 07:49 AM
سؤالي الأول
ما الذي يعنيه الأدب الإسلامي بالنسبة إليك؟ وما الذي يدل عليه في رأيك؟
الذي يعنيه الأدب الإسلامي بالنسبة لي: هو التعبير بالكلمة الطيبة عن الإنسان والكون من خلال أخلاقنا الإسلامية وما انطبع داخلنا وفي وجداننا الإيماني.
يدل الأدب بهذا المعنى على السمو الروحي، والنبل العاطفي؛ فالكلمة الطيبة أثرها متسع وعطاؤها ممتد متجدد: "ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمةٍ خبيثةٍ كشجرة خبيثةٍ اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء"
(27:24ـ إبراهيم)
والكلمة الطيبة عطاؤها متجدد ومستمر وباقٍ بعد موت صاحبها، وقد خلق الله الإنسان وعلمه البيان ليكون منفعلاً في نفسه موجها لمجتمعه، ويكون قلمه كالماء المنهمر الذي يطفئ نار الفتنة ويزرع المحبة والسلام في أرض القلوب المتعطشة إلى الخير والبر.

سيد سليم
02/10/2008, 01:08 PM
سؤالي الثاني
هل الأدب الإسلامي ظاهرة ثقافية عابرة؟ أم أن هذا اللون من الأدب ذوأصل ثابت، وذو جذور عتيقة؟
ليس الأدب الإسلامي ظاهرة ثقافية عابرة؛ إنما تمتد جذوره بعمق في أرض الإسلام الولى؛ فقد عرف الإسلام كثرة من الشعراء الذين أثروا المجتمع بالكلمة الطيبة، مثل سادتنا: حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، ومن الشواعر، مثل الخنساء، وهي الشاعرة التي نافست كبار شعراء الجاهلية وتفوقت على معظمهم، بل إن لهذا الأدب جذورا تسبق البعثة النبوية، ويكفي أن نرى أن من المخضرمين (الذين حضروا الجاهلية والإسلام) مثل هذين العلمين: حسان والخنساء، وإن أردنا المزيد؛ نقول: إن نبينا سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ سمع قول الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً * ويأتيك بالأخبار من لم تزود
فقال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: "هذا من كلام النبوة"
كما أن هذا الأدب مستمر وسيستمر ـ بفضل الله تعالى ـ فأهل الفضل موجودون في كل عصر ومصر، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

سيد سليم
02/10/2008, 10:41 PM
:o
سؤالي الثالث
كيف ترى صفة الأديب الذي يكتب الأدب الإسلامي، هل هو أديب مسلم أم أديب إسلامي؟
سؤال جميل، بل هو الأجمل عندي؛ فهو من جمال، أخي الحبيب ـ وحول إجابته دارت نقاشات متعددة، واختلافات متنوعة، ومجمل القول فيما أرى، ومن خلال ممارساتي أقول: الأديب الذي يكتب الأدب الإسلامي هو الأديب الذي يراعي آداب الإسلام عند الكتابة؛ فهو لا يقترف فحش القول في الغزل، أو في الهجاء، والأديب الإسلامي يكتب في كل الفنون من مدح وغزل وحتى الهجاء ويحاكي السابقين في كل لونٍ وفنٍ؛ إلا أنه لا يكون مسفاً في أدبه. وقد وصفت أحد أساتذتي من الأدباء الإسلاميين بقولي
جمعت محاسن الشعراء حتى * أتاك الشعر بسَّامـاً نضيـرا
فأنت البحتـري إذا تسامـى * وأدخل في مواجدنا السـرورا
أبو تمام في جمـع المعانـي * يُجَمِّلهـا وينسجهـا حريـرا
أيا متنبي القرطاس تفضـي * بحكمته ولا تزهـو فخـورا
ويا قيسـاً إذا ناجتـه ليلـي * فألهب من محاسنها شعـورا
وما قارفت فحش أبي نواسٍ * وما خالطت في هجوٍ جريـرا
حديقة شعرنا جمعت صنوفـأ * ومن فمكم خلاصتها زهـورا
مبادئُ لا تُسـاوَم فـي علـوٍ * ولو ساقوا لك الدنيا مهـورا
ولا يشترط في الأدب الإسلامي أن يكون الأديب مسلماً؛ فقد اعتبر سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ شعر أكثر من شاعرٍ جاهلي اعتبر شعره أدباً إسلامياً، مثل بيت طرفة في إجابة السؤال السابق، ووصفه ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ بيت لبيد الشهير بأنه: "أصدق كلمة قالها شاعر" وهو البيت الآتي:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل * وكل نعيم لا محالة زائل
فكما يستطيع الأديب المسلم أن يكتب أدباً يجافي الخلق الإسلامي؛ يستطيع الأديب غير المسلم أن يكتب أدباً يوافق الفضائل الإسلامية، وقد كتب كثرة من الشعراء غير المسلمين شعراً هو من أجمل الشعر؛ مدحاً في سيد الخلق ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ والأمثلة كثيرة، وأذكر لكم أنه من حسن الحظ أني قد اجتمعت في لقاء قريب بأخي وأستاذي الصحفي والكاتب الإسلامي الكبير الأستاذ / محمد عبد الشافي القوصي، وقد حدثنا فيه عن كتابة الجديد: (محمد مشتهى كل الأمم) وقد ذكر ضمن مباحث الكتاب جانباً أدبياً لأدباء غير مسلمين، وقد تفضل بإمدادي بهذا المبحث الهام الذي استفدت وأستفيد منه؛ فالشاعر/ حليم دمّوس (1888-1957) يخاطب سيد الخلق ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ قائلاً:
أمحمدٌ والمجد بعض صفاتهِ * مجّدتَ في تعليمك الأديانا
بُعِثَ الجهادُ لدن بُعِثتَ وجُرّدتْ * أسياف صحبك تفتح البلدانا
ورفعت ذكر الله في أميّةٍ * وثنيةٍ ونفحتها الإيمانا
مرحى لأُميٍّ يُعلّم سفرهُ * نبغاء يعرب حكمة وبيانا
إني مسيحيٌّ أحبُّ محمداً * وأراهُ في فلك العُلا عنوانا
وهذا، شاعر القطرين (خليل مطران) يقول في قصيدته: "رسالة محمد .. رسالة الله":
عانى (محمد) ما عانى بهجرتهِ*لمأربٍ في سبيل اللهِ محمودِ
وكمْ غُزاةٍ وكمْ حربٍ تجشّمها*حتى يعودَ بتمكينٍ وتأييدِ
كذا الحياةُ جهادٌ، والجهادُ على*قدْرِ الحياةِ، ومن فادى بها فُودِي!
أما الشاعر المهجري (جورج صيدح) والذي نال شهرة واسعة بين مجايليه، فكثيراً ما كان يوظّف المعاني والدلالات القرآنية بما يخدم به أفكاره ورؤاه الإبداعية، فيقول في قصيدته "صحراء يثرب":
شَرَفاً حِراءَ الغارِ هل * كحِراءَ في الدنيا مكان؟
أخذ الشهادةَ من شِفا * هـِ المصطفى أخذ البنانْ
في صدرهِ ضمَّ النّجيَّ * وصانَ معجزة الزمانْ
وتنزّلتْ أمُّ الكتا * ب على اليتيمِ مع اللبانْ
فهدى الأعاربَ ذلك الـ * أُمّيُّ بالسُّور الحِسانْ
أضحوا وفي الدنيا لهم * شأنٌ وعند الله شأنْ
يا صاحبيّ بأيّ آلاء * يا صاحبيَّ يأيّ آلاء
كذلك من المسيحيين الذين شادوا بعظمة رسول الله، الشاعر (إلياس قنصل) وهو من شعراء المهجر الجنوبي، وهو صاحب المطولة العظيمة التي سماها (النبي العربي الكريم) وطبعها مستقلة في 32 صفحة من القطع المتوسط وعدد أبياتها 83 بيتاً, افتتحها بمقدمة قال فيها من بين ما قال: (قرأت لأحد الكتّاب مقالة, فإذا هي التحامل الكافر على الأمة العربية، والتلميح الفاجر إلى جمودها لتمسكها بالقرآن الكريم .. وكررت إلى التاريخ أراجع مرة جديدة، سيرة النبي الهاشمي ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ فإذا بي مرة جديدة أمام دنيا من الأخلاق السامية والمواقف الجبارة، خططت للعالمين صراط الحق والهدى والعدالة الاجتماعية الصحيحة التي يبحث عنها الناس، ويسفكون بين الفترة والفترة لتركيزها دماءهم! واستعرضتُ أعمال الذين يدّعون أنهم يريدون أن يقودوا العالم إلى رياض السلام والطمأنينة فلم أجد إلاّ أظافرهم تمزق المقدسات الإنسانية، وإلاّ الكذب والخداع فيما يبدون وفيما يكتمون فخفّ استغرابي لتحامل الكاتب وتضليله، ورأيتني أتقدم إلى الرّد عليه بسلسلة من المقالات كشفت نياته، وفضحت ترهاته، وجعلته من القوم الخاسرين.
ثم اندفعتُ إلى جلاء الشعور الذي ساورني، وأنا أمعن في استقصاء البطولات التي ظهرت في أمتي - وفرعها في السماء - فكانت قصيدتي هذه .. أنا لم أطالع في سيرة الرسول حياة نبي دعا الناس إلى عبادة الواحد القهار فحسب .. وإنما طالعت فيها - إلى ذلك - استعراضاً لوقائع العزة والكرامة وصوراً عما تستطيع أمتنا أن تأتيه من الأفعال لو عمدتْ إلى الأخلاق العربية فجعلتْ منها النور الذي يهديها سواء السبيل) ثم يصدّر إلياس قنصل قصيدته في مدح النبي محمد بقوله:
ماذا تهمّ طوارق الحدثان * خلق الجهاد لكلّ ذي وجدان
الحقّ شرعك فامضِ فيه مؤمّلاً * ما آبَ غير الكفر بالخذلان
عميتْ نفوسُ الناس من أهوائها * فأعِدْ جمال النور للعميان
لا فرق بين ملفّف بضلالهِ * وملفّف بنواصع الأكفان
ثم ينتقل الشاعر (إلياس قنصل) بعد ذلك إلى الحديث عن أحداث ووقائع من السيرة العطرة، وثبات الرسول في دعوته، والتصدي لإغراءات القوم التي عرضوها عليه من مالٍ وجاهٍ وسلطان ... فيقول:
إني ذكرتكَ يا محمدُ والعِدى * يتألبون تألّبَ الذؤبانِ
ضَرَبَتْ على أبصارهم وقلوبهم * ليلَ الفسادِ أصابعُ الشيطانِ
إني ذكرتُكَ يا محمدُ مُصغياً * لحديثِ عمٍّ ناصحٍ حيرانِ
يغريكَ بالذهب الوفير وكم عنتْ * للفِلْسِ من مُهَجٍ ومن أذهانِ
إنْ كنتَ تبغي أن تكون مسوّداً * جاءتْ إليكَ سيادة الأقرانِ
ما المالُ حين تقيسهُ برسالةٍ * عُلْويةٍ؟ ما المجدُ؟ ما القمرانِ؟
مَثَلٌ من الخُلُقِ الجليلِ تركتهُ * درساً لكلِ مناضلٍ متفانِ
ويختتم الشاعر "إلياس قنصل" قصيدته، معتذراً عما إذا كان قد قصّر فيما كان يصبو إليه من مدح وثناء أو خانه التعبير في الوصول إلى الكمال المحمدي، فيقول:
يا منْ يثيرُ حماستي بكمالهِ * عذراً إذا شاهدتَ ضعف لساني
هي باقةٌ تُهدى إليكَ زهورها * من خير ما يزهو به بستاني
ومن أشهر شعراء المهجر الجنوبي يبرز لنا اسم (رشيد سليم الخوري) الذي اشتهر بلقب "الشاعر القروي" وقد صاغ قصيدة رائعة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف بعنوان "عيد البرية" يشيد بهذه المناسبة العطرة، وما فيها من ذكريات غالية، فيقول:
عيد البرية عيد المولد النبوي*في المشرقين له والمغربين دوي
عيد النبي ابن عبد الله من طلعتْ*شمس الهداية من قرآنه العلوي
بدا من القفر نوراً للورى وهدى*يا للتمدّن عمّ الكون من بدوي
وسبحان الله!! فهو له الكمال وحده؛ والأديب إنسان مهما كان؛ فقد يكون إسلامياً ويجمح به الخيال؛ فيكتب بعض المخالفات ما يعد شططاً في القول أو شطحاً في الخيال، وقد يكون غير إسلامي ويكتب قصيدة إسلامية تبقى خالدة في مسامع الزمان؛ فالعبرة بالحال الغالب، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ثروت سليم
03/10/2008, 02:59 PM
الأخ الحبيب الشاعر والأديب
الأستاذ/ سيد سليم
كل عيد وأنتَ بألف عيدٍ وسعادة
كان لابد لي أن أرحب بك في هذا اللقاء المبارك
قد تأخرتُ أو قصَّرتُ .. ولكني أحببتُكَ في الله
قرأتُ لقاءك وهمساتك الشعرية الصادقة هنا
فاقبل تحيتي وتقديري ولي عودة إن شاء الله
مع تقديري
أخوكم
http://www.ebnalnil.com/vb/images/smilies/zy70yf.gif

سيد سليم
03/10/2008, 03:34 PM
يا مرحبا بأخي وأستاذي الحبيب مهندس الكلمات الشاعر/ ثروت سليم، وكل عام وأنتم جميعا بخير؛ بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وأعاد الله الأيام المباركة علينا جميعا بالصحة والعافية والستر وعلى الأمة الإسلامية باليقظة والتوحد والنصر، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
:o

سيد سليم
04/10/2008, 04:12 PM
سؤالي الرابع
أثمة من صلة مميزة بين الأدب العربي والأدب الإسلامي؟ أم أنهما وجهان لعملة واحدة؟
الصلة بين الأدب الإسلامي والأدب العربي كالصلة بين المسلم العربي والمسلم غير العربي؛ فالأدب العربي هو الرائد والمعلم، والذين دخلوا الإسلام من غير العرب تعربوا عن حبٍ؛ فأحبوا العربية؛ حباً في كتاب الله الكريم وسنة المصطفى ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ وأجادوا وأبدعوا في شتى فنون العلم والأدب، بل إنهم أضافوا وجددوا في أدبنا بصفة عامة.
فكم رأينا من العلماء والفقهاء من غير ذوي الأصول العربية من بلغوا شأواً بعيداً في علم الفقه والأصول، كالإمام الأعظم أبي حنيفة، والنحو، كسيبويه، والأدب والاجتماع كابن خلدون، والشعر كابن زيدون، ولا ننسى الشاعر الصوفي من أسميه بالفيلسوف المربي الروحي جلال الدين الرومي صاحب أناشيد (المثنوي) والذي أطلق عليه (قرآن فارس) وكثرة من العمالقة الكبار.
وبإطلالة سريعة على مراحل تطور الأدب في عصوره المختلفة؛ تجد للأدباء غير العرب إضافات هامة ومفيدة، والموشحات الأندلسية تعد إضافة جديدة ومبتكرة اقتدى فيها العرب بالأندلسيين.
وفي العصر الحديث فيلسوف ومفكر الإسلام محمد إقبال الذي عرفنا بنفسه قائلاً: "إن جسدي زهرة في حبة كشمير، وقلبي من حرم الحجاز وأنشودتي من شيراز"
فعلاقة الأدب الإسلامي بالعربي كعلاقة الفرع بالأصل، والتلميذ بالأستاذ، ويا حبذا الفرع الذي يضيف ويجدد ويبتكر، ولا ينكر للأصل العريق الذي له فضل الريادة والتعليم!


وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أبو شامة المغربي
24/10/2008, 04:31 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4806/fanoos9ktsx4.gif
http://www.al-wed.com/pic-vb/16.gif
http://www.uaelove.net/romantic/images/backbghearts.gif
سلام الله عليك من جديد أخي الكريم
سيد سليم
ورحمته جل جلاله وبركاته
وبعد ...
أحييك في المستهل بتحية الإسلام الخالدة، ولك من أخيك أبي شامة المغربي غيث الشكر الجزيل، وفيض التقدير الأصيل على جود وسريع إجابتك الدعوة إلى هذا اللقاء الحواري المزهر في رحاب المربد الزاهر ...
وإني قرأت لك حروفا طيبة زكية، لا أحسب القراء الكرام والقارئات الكريمات إلا وقد أصغوا بأذهانهم متفائلين، وأرهفوا سمع أفئدتهم مستبشرين إلى ما تلقوه من كلماتك بالقراءة، ولا أراهم إلا كما أراني، وقد وجدنا الرحلة في فضاء هذا اللقاء الحواري شيقة مفيدة، والإبحار مشوقا ممتعا ...
في انتظار بقية حروف إجاباتك السنية
حياك الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com

أبو شامة المغربي
24/10/2008, 04:41 PM
http://www.kuteart.com/WR611437.JPG

سيد سليم
28/10/2008, 10:52 AM
وعليكم السلام أخي الحبيب ورحمة الله تعالى وبركاته
آسف لفترة الانقطاع الماضية فقد كنت مشغولا للغاية
كنت أتمنى أن تتكرم بتنسيق الردود التي تظهر بصورة لا أعلم سببها؛ لعدم خبرتي بمجال التنسيقات وغيرها، لا حرمني الله منكم، ومع بقية الردود؛ بتوفيق الله تعالى، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

سيد سليم
28/10/2008, 10:54 AM
سؤالي الخامس
حسب اعتقادك هل يجسد الأدب الإسلامي جسرا ممتدا بين الأدب والإسلام؟ ثم ما جوهر العلاقة القائمة بينهما؟
· نعم يمثل الأدب الإسلامي جسراً عظيماً بين الأدب والإسلام؛ فالكلمة الطيبة شعراً كانت أم نثراً لها أثرها في تحريك العواطف، الدينية وإحياء المشاعر النبيلة، وبالتالي دفع المتلقي إلى حب تعاليم الدين، مع محاولة معايشة التدين واقعياً؛ ففي أربعة أبيات فقط استطاع فيلسوف وشاعر الإسلام محمد إقبال أن يتواصل مع المتلقي من خلال واقعية قائمة وحال مُعاش كما استطاع أن يقنع المتلقي بزيف الحضارة غير المرتبطة بالعطاء الروحي والضابط الديني، كما استطاع أن يرفعنا معه إلى الملأ الأعلى والاتصال بالله ـ عز وجل ـ والاعتماد عليه؛ ونبه في أول جملة أن الحضارة ليست مذمومة في ذاتها، إنما أتت المذمة في سوء استغلالها؛ ولذلك وصفها بأنها: (المدنية الحمقاء) فقد حثنا على لفظ الحمقاء والاعتماد على فضل الله بالبحث عن حضارة أعلى وأسمى، وهذا هو جوهر العلاقة بين الأدب والإسلام؛ فلننظر إلى ما في الأبيات من تواصلٍ وتلاقٍ:
هي المدنية الحمقاء ألقت * بهم بين المذاهب حائرينا
لقد صنعت لهم صنم الملاهي * لتحجب عنهم الحرم الأمينا
عطايانا سجايا مرسلاتٌ * ولكن ما وجدنا السائلينا
ولو صدقوا وما في الأرض نهر * لأجرينا السماء لهم عيونا

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سيد سليم
05/11/2008, 11:38 AM
سؤالي السادس
ما الذي تراه في شأن رسالة الأديب المسلم؟ وكيف تنظر إلى مسألة الفصل بين الأدب والإسلام؟
إن رسالة الأديب المسلم رسالةٌ واضحة، فهي تعتمد على العاطفة النبيلة نحو الإنسانية، بل والكون كله وما فيه من عوالم، ويستطيع الأديب المسلم أن يأخذ بأيدي الكثيرين إلى الدرب الصحيح من خلال التعبيرات المشرقة روحياً والمشعة بحرارة الإيمان.
أما موضوع الفصل بين الأدب والإسلام؛ فإني أرى أنه من خلال تعريفنا للأدب الإسلامي في بداية الحوار: (هو التعبير بالكلمة الطيبة عن الإنسان والكون من خلال أخلاقنا الإسلامية وما انطبع داخلنا وفي وجداننا الإيماني) فالمخالف لا يعد أدباً إسلامياً؛ حتى وإن كان صاحبه مسلماً، والموافق أدب إسلامي ولو جاء عن غير مسلم؛ فالعامل الأخلاقي في التعبير هو المعيار للأدب لا للأديب.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أبو شامة المغربي
21/11/2008, 06:24 PM
http://www.business-estate.com/35204_pen_hand.jpg

سيد سليم
30/11/2008, 10:45 AM
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وكل عام وأنتم بخير بمناسبة تلك الأيام الطيبة الكريمة المباركة؛ أعادها الله علينا جميعا بالصحة والعافية والتوفيق لما يحب ويرضى
سبحان الله! لقد تعددت مشاكل الكمبيوتر لديّ كما أني اتصل بالشبكة عن طريق التليفون الأرضي العادي؛ فآسف جدل للانشغال أو التأخر
كما أنه ـ والحمد لله ـ قد صدر كتابي الجديد؛ وكنت مشغولاً به
لا حرمني الله وصل الأحبة
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سيد سليم
30/11/2008, 10:59 AM
سؤالي السابع
كيف تنظر اليوم إلى حال الأدب الإسلامي مقارنة بحاله في الماضي؟
أرى أن الأدب الإسلامي اليوم أكثر كماً مما مضى، ولكنه أقل حظاً؛ بسبب تضييق عوامل النشر والانتشار على الأدب الإسلامي، مع التوسعة والإفساح المبالغ فيهما ـ مع المعذرة للتسمية ـ لأدب المجون والفراش والعهر، والأدب الراقص، بل وأدب دورات المياه؛ فقد كانت القصيدة في الماضي ينظر إليها كتعبير له دلالات وعطاءات دون النظر إلى جنسيتها، أما الآن فالحرب أو على الأقل الإبعاد لأدب العفة والفضيلة، وهم يقولون ظروف العصر، وكأن العصر يصنعنا ولا نصنعه.

سيد سليم
20/12/2008, 02:43 PM
سؤالي الثامن
ما هو في رأيك الجنس الأدبي الذي ينفرد بالحظ الأكبر من الأدب الإسلامي المعاصر؟
الحظ الأكبر ـ فيما أرى ـ للشعر؛ لوجود كثرة من الدواوين، ووجود المزيد من المعارضات والمساجلات مما لا يتوفر لغير الشعر.
سؤالي التاسع
هل ثمة من إضافات نوعية للأدب الإسلامي قصب السبق فيها؟
• للأدب الإسلامي قصب السبق في كثرة من المواقف؛ فقد دافع عن الدين الإسلامي في بداية الدعوة وصد جيوش الطاعنين في دعوته، كما رصد أحداث السيرة النبوية والتاريخ والجهاد وصور المعارك الإيمانية كأنك تراها،وعبر كذلك عن الأخلاق النبيلة، والرحمة في التصرفات الحكيمة.
والشعراء المحبون جاءت أشعارهم في قمة التألق والإبداع، ولم تكن نظماً كما يتخرص بعض مبتثري الحواس المدعين للحداثة؛ ففي البداية نرى سيدنا حسان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ دافع عن الرسول والرسالة، كما وصف جمال وشأن الحبيب ـ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ـ بقوله:
أغرٌ عليه للنبوة خاتمٌ*
من الله مشهود يلوح ويُشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه*
إذا قال في المس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله*
فذو العرش محمود وهذا محمد
وأبو تمام يصف فتح المعتصم لعمورية، ويرد على طائفة المنجمين الذين حذروه من المعركة في هذا التوقيت؛ إلا أنه خالف تخرصاتهم، وتم له النصر بفضل الله تعالى:
السف أصدق أنباءً من الكتب*
في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف في*
متونهن جلاء الشك والريب
وابن سناء الملك عندما وصف البطل صلاح الدين وجهاده بقوله:
طلعت عليهم بالصباح من الظبا*
يحيط به ليلٌ من النقع مظلم
وكما أشاد أبو تمام بالمعتصم في فتحه لعمورية، أعجب كذلك ابن سناء الملك، ببطولات صلاح الدين وجيشه في معاركه؛ فقال:
طلعت عليهم بالصباح من الظبا*
يحيط به ليل من النقع مظلم
فساء صباح المنذرين لأنه*
صباح به زرق الأسنة أنجم
وجيش به أُسْد الكريهة غُضَبٌ*
وإن شئت عقبان المنية حُوَّم
يعفون عن كسب المغانم في الوغى*
فليس لهم إلا الفوارس مغنم
إذا قاتلوا كانوا سكوتاً شجاعةً*
ولكن ظُباهم في الطُلى تتكلم
ألِفْتَ ديار الكفر غزواً فقد غدا*
جوادك إذ يأتي إليها يحمحم
وما يعصم الكفارَ عنك حصونهم*
ولا شيء بعد الله غيرك يعصم
وفي العصر المملوكي الذي شُهِر بأنه عصر انحطاط الشعر؛ نجد الشاعر الملهم ـ الذي شدا بأعظم قصيدة عرفت في المدح النبوي ـ البوصيري ـ رحمه الله ـ يصف سيد الخلق مع إخوانه الأنبياء ـ عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام ـ بقوله:
فاق النبيين في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ*
ولم يدانوه في علمٍ ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمسٌ*
غرفاً من البحر أو رشفاً من الدِيَم
فهو الذي تم معناه وصورته*
ثم اصطفاه حبيباً بارئ النسم
فمبلغ العلم فيه أنه بشرٌ*
وأنه خير خلق الله كلهم
وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بها*
فإنما اتصلت من نوره بهم
فإنه شمس فضلٍ هم كواكبها*
يبدين أنوارها للناس في الظُلَم

سيد سليم
20/12/2008, 02:44 PM
سؤالي العاشر
ما حقيقة الصلة بين النقد والأدب الإسلاميين في الظرف الراهن؟
أرى أن الصلة بين النقد والأدب الإسلاميين ضعيفة؛ لأسباب، منها:
ـ عدم الانتشار للأدب الإسلامي وبالتالي فإن الناقد يجد صعوبة في التعرف على المزيد من الأدباء وأدبهم
ـ المحاربة الخفية أو المعلنة من معظم النظم العربية لكل ما هو إسلامي مع الترحيب بالعكس
ـ عدم الالتفات بالتشجيع للأدب الإسلامي من معظم المؤسسات الكبرى
ـ تكاسل بعض الأدباء الإسلاميين؛ للظروف السابقة تلك وشعورهم بشيء من الإحباط؛ مما يدفعهم إلى قناعتهم بأنفسهم وانكفائهم على ذواتهم، وتسليمهم للأمر الواقع؛ انتظاراً للفرج، وهو قريب إن شاء الله تعالى.
سؤالي الحادي عشر
حسب اعتقادك، ما نصيب الأدب الإسلامي القديم والحديث من البحث العلمي الجامعي المعاصر في سائر البلاد العربية؟
الحمد لله؛ فمن الناحية الأكاديمية نصيب الأدب الإسلامي كبير في هذا المجال وفي مختلف جامعات العالم، إنما المشكلة في أن معظم ذلك داخل جدران الجامعات، ولم يحصل على التلميع الإعلامي كغيره.
سؤالي الثاني عشر
ترى هل سبق أن قرأت بعض السير الذاتية الأدبية الإسلامية، نثرية كانت أم شعرية؟
قراءاتي في هذا المجال عامة، وأجمل ما أمتعني في هذا المجال المعارك الفكرية بين المفكرين الكبار؛ فهي من أجمل السير المعبرة عما عند الأديب من اتجاهات فكرية وثقافية وأدبية ولغوية، كما أحب متابعة سيرة ومسيرة أي أديب اقتنع به.

سيد سليم
20/12/2008, 02:58 PM
أتمنى من اخي الحبيب تنسيق الموضوع

أبو شامة المغربي
27/12/2008, 02:32 AM
http://www.kuteart.com/WR611437.JPG

سيد سليم
22/04/2009, 12:06 AM
أولاً: أقدم أسفي واعتذاري؛ بسبب انشغالي بظهور كتابي الجديد، وسفري لدولة الكويت الشقيقة لحضور احتفالات، وبعض الحوارات.
سؤالي الثالث عشر
ما حظ سيد سليم الصبي من كتابات فريد البيدق اليوم؟
· فريد البيدق أستاذ يصلح أن يكون أساتذة؛ فله في فنون اللغة أفنان، وهو حريص على اللغة ككيان كلي يتمثل كجسم لكل عضو فيه دوره المكمل للبقية، وإن لم أشرف بالتلمذة على يدية، فقد تتلمذت على مايراه من أساتذة كرام.
وحظي هو الحب للمشرب نفسه
سؤالي الأخير
هل ثمة من أسئلة ترقبت مني نثر حروفها في هذا المقام الحواري، فلم أهتد إليها؟ ما عساها تكون؟ وما إجاباتك عليها؟
· بصراحة حواركم جميل جداً وهو من حسن إبداعكم وغطى الكثير مما يعتمل في نفسي مما كنت أود بثه للأحباب؛ ولكن كنت انتظر منكم أسئلة عن أدب الحداثة، وشعر التفعيلة والشعر الحر والشعر العامي (مع التحفظ على التسمية (شعر) لبعض أنواع المسميات ولكن صارت التسمية أمرا واقعياً)
· وأجيب عن ذلك بقولي:
ـ الحداثة: إذا قصد بها التحديث والتجديد والابتكار؛ مما يضيف جديدا ويضفي جمالاً؛ فأهلا ومرحبا بها، أما إذا كانت بمعنى الخروج عن النص الأخلاقي والذهاب إلى الفحش والخنا والفجور؛ فلا مرحبا.
ـ شعر التفعيلة شعر أصيل، وغالباً ما يكون تفكيكاً للتفعيلات المتجاورة من البحر الواحد
ـ الشعر الحر: يتكون من لفظين: (شعر، حر) ولا يمكن الجمع بينهما؛ فالشعر شعر له ضوابطه، والحر حر دون ضوابط
ـ الشعر العامي يكون بلهجة من اللهجات المحلية المستعملة منه ما هو جيد، ومنه ما هو ردئ، ومن السهل وصوله إلى الجمهور الذين لا يجيدون اللغة الفصيحة
وقد تحدثت عن الشعر قي اكثر من قصيدة لي، ومما قلته عن الشعر الأصيل؛ مدحاً لأحد أساتذتي؛ حين رد على تحيتي له بتحية أحسن منها:
قلدتنـي ببديـع عـالـيَ الـرتـب = يا قاضيَ الشعر بل يا حـارس الأدب
أهديت تلميذكم مـن فيضكـم مِننـاً = يا سابقاً في جميل الفـن والطـرب
الشعر علـمٌ لـه أصـل يـلاذ بـه = وأصله عن بحور الضـاد والنُجُـب
الشعـر موهبـةٌ والعلـم رافـدهـا = إن المواهب دون العلـم فـي تبـب
همـا جناحـاه لا تحليـق دونهمـا = فإن أصيب جناح صار فـي عطـب
الشعر جسـمٌ بهـيٌ فـي تكاملـه = روح ترى من شفوف الغيب والحجب
الشعر أصداء نفسٍ عـن مواجعنـا = كيما نثور علـى الأهـواء والنُـوَب
الشعر إن لم يكـن بالنبـل متشحـاً = وبالعفاف فليس الشعر مـن أربـي
هيـام روحٍ بـحـب الله تنعشـنـا = تجلو القلوب من الأحـزان والكـرب
مرآة قلبٍ صفـا للنـور فانعكسـت = أنوار ربي تريك الحق عـن كثـب
يا قاضي الشعر والميزان فـي يـده = حساس يبدي عيار الشعر كالذهـب
عدالة الشعر مـن دستورنـا نبعـت = وواضعوه لنـا هـم سـادة العـرب
قد لمَّـع القـوم غربانـاً بأجهـزةٍ = للنشر حتى بدوا في صورة الشهـب
نجوم فحـشٍ لهـم دُورٌ تبـث أذى = نراه في الصحف الصفراء والكتـب
لا حبذا أدب الإلحاد حيـن بـدا = رجساً من القول أو داءً من الجـرب
حناجر الغرب من أفواههـم نطقـت = تآمـراً فأصابـوا الكـل بالوصـب
كم من غرابٍ له نعـقٌ يصـك بـه = آذاننـا بمسَمَّـى الشعـر بالـكـذب
كم من مواهب في دنيا الجمال لهـا = عطرٌ من الفـن والإبـداع والطـرب
كم من مواهب في أوطاننا طُمسـت = لما اعتلى البوم عرش الفـن والأدب
إن الحداثة عن أصـل لنـا ورثـت = كالشمس دائبةٌ من سالـف الحقـب
عريقة الأصل مـا عيبـت بشائنـةٍ = وفـي تجددهـا موصولـة النسـب
جديدة الحسن مـن دنيـا محاسنهـا = تأتي المعانـي كغيـدٍ نُهَـدٍ تُـرُب
يحيا الوليـد هزيـلاً دون مرضعـةٍ = يدعى لقيطـاً إذا مـا قيـل دون أب
فيا جمال الهدى والخير عشـت لنـا = فيضاً من البحر أو غيثاً من السحب
يا مرسي الحب والإبداع صغت لنـا = نظماً من الـدر والياقـوت والذهـب
تلميذكم في سمـاء الحـب أغنيـةٌ = جاءت ترانيمها في أهل خيـر نبـي
همو حياتي ومنهاجـي وعاطفتـي = وهم مناهل إحساسـي وهـم أدبـي
ما أكرم الشعر سلسـالاً بحبهمـو ! = فالشعر في حبهم من أفضل القُـرَب
فاصدح جمال الهوى عَطِّرْ مسامعنـا = من حبهم وجميل الفعـل والحسـب
ما قاله ابـن سليـم فـي محبتكـم = غرفٌ من البحر أو سطرٌ من الكتـب
إن جاء شعـريَ إبداعـاً لـه ألـقٌ = فأنت لاشك فـي ذا قدوتـي وأبـي


وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أبو شامة المغربي
20/06/2009, 09:26 AM
http://www.ss1ss.com/albumsm/99312.gif
http://www.islamroses.com/zeenah_images/34.gif

ريمه عبد الإله الخاني
20/06/2009, 10:54 AM
السلام عليكم
حوار اكثر من رائع
مررت به وسوف اكمل ما ورد باذن الله لقيمته وغناه
تحيتي للاديب والمحاور

أبو شامة المغربي
20/06/2009, 07:20 PM
http://www.ss1ss.com/albumsm/99312.gif
http://www.islamroses.com/zeenah_images/34.gif

سيد سليم
22/06/2009, 10:34 AM
أكرمك الله أخي الجبيب، الدكتور عبد الفتاح (أبو شامة المغربي)، وزادك من فضله وجزاك خيراً على ما تفضلت به من حوار؛ لاحرمنا الله منكم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

سيد سليم
22/06/2009, 10:42 AM
أختي الكريمة ريمه عبد الإله الخاني شرفت ونورت، وفي انتظار عودتك، شاكر لك ما تفضلت به؛ لاحرمنا الله منكم، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أبو شامة المغربي
04/07/2009, 09:19 PM
http://www.kaau.org/attachment.php?attachmentid=293&stc=1&d=1133720236

سيد سليم
04/07/2009, 10:46 PM
أكرمك الله أخي الحبيب، وبحق أمتعتني معك ومع الأحبة وجعلتني أسبح في أنهارالأدب وبحور الشعر، وأعود إلى الماضي الجميل؛ فجزاك الله وكل القراء خيراً، ولا حرمنا وصلكم، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

أبو شامة المغربي
17/07/2009, 07:15 AM
http://img403.imageshack.us/img403/1800/487787x51lmirndnkh9.gif
http://img444.imageshack.us/img444/2668/yehyea81f0cc6aa1rd0dy3.gif

سيد سليم
17/07/2009, 08:12 AM
أشكر اخي الحبيب، على عاطر الورد، وصافي المورد، ولذة الورود

أبو شامة المغربي
17/07/2009, 11:14 PM
http://img401.imageshack.us/img401/7514/58900204fb1fw9.gif
http://img401.imageshack.us/img401/8676/61wq7.gif