المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سَبْقٌ صَحَفِيٌّ



أبو شامة المغربي
24/09/2008, 11:25 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif










سَبْقٌ صَحَفِيٌّ

... ثم أكب على الورقة يخط تفاصيل الحدث الجديد، الذي انفرد بمعرفة خبره دون غيره، والشوق يشده ويجذبه إلى رؤية تلك التفاصيل منشورة في يومها قبل الغد، وقد شغلت قلب الصفحة الثالثة من الصحيفة، بينما تم التمهيد لها بتقديم وجيز، وأثبتت الإشارة إليها بعنوان طويل عريض مصحوب بإحالة على الصفحة الأولى ...

فما إن فرغ من الكتابة حتى شرع يقرأ على نفسه ما كتب بصوت مسموع إلى أن ختمه بقوله: ... وما يزال البحث جاريا على قدم وساق عن مدبر ومرتكب هذه الجريمة الشنعاء ...

تم له ما أراد قبل أن يشهد الليل منتصفه، حتى إذا أفاق الصبح واستيقظ قراء الصحف المواظبين على قراءتها، صادفت الأبصار أثناء تجوالها ما بين العناوين البارزة خبر الحدث مختزلا في عبارة مشوقة وباعثة على إذكاء شعلة الفضول لدى القارئ، قد سخر صاحبها منتهى فطنته وحدسه وتركيزه من أجل صياغتها ...

جريمة أغرب من الخيال

تلك كانت عبارة العنوان الذي أغرى كثيرا من القراء بالتهافت على الصحيفة، وقراءة تفاصيل الحدث بنهم شديد منقطع النظير، إذ لم يمكن كل منهم عينيه من مغادرة الصفحة الثالثة، أو سمح لهما بالميل عنها ذات اليمين أو ذات الشمال، قبل أن يبلغ بهما آخر حرف من كلمة الخبر الأخيرة ...

فتنته بدوره عبارة العنوان، وهي تتوسط الصفحة الأولى، منسابة بحروف حمراء تنزف دما قانيا، وتبعث شيئا من التقزز في أعين الناظرين، بقدر ما تقذف برعب خفي في قلوبهم، وما يشبه الدمع يتقاطر على العنوان غزيرا من فوق، يوحي بالحزن والأسى والألم، ثم إنه وجد نفسه منجذبا بقوة إلى قراءة تفاصيل الحدث من جديد، ومحاولة ارتداء أحوال القراء، وهم يبعثون الحياة بتخيلهم في ما يقرأون من مجريات الحدث ...

عندما أتم قراءة ما تولى كتابته بنفسه قبل التوجه به إلى مقر الصحيفة ونشره، إبتسم وتساءل قائلا: ترى كيف ستكون حال القراء إذا علموا أني من ارتكب تلك الجريمة النكراء؟...












http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

محمدذيب علي بكار
27/09/2008, 05:44 PM
الأديب القاص الدكتور . قمة الأبداع أن يكون بطل القصة وبطل السبق الصحفي وبطل المتلقين هونفسه . لهذه القصة نكهة خاصة . دمت مبدعا . محمد

يوسف أبوسالم
27/09/2008, 06:39 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif

http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif











سَبْقٌ صَحَفِيٌّ



... ثم أكب على الورقة يخط تفاصيل الحدث الجديد، الذي انفرد بمعرفة خبره دون غيره، والشوق يشده ويجذبه إلى رؤية تلك التفاصيل منشورة في يومها قبل الغد، وقد شغلت قلب الصفحة الثالثة من الصحيفة، بينما تم التمهيد لها بتقديم وجيز، وأثبتت الإشارة إليها بعنوان طويل عريض مصحوب بإحالة على الصفحة الأولى ...



فما إن فرغ من الكتابة حتى شرع يقرأ على نفسه ما كتب بصوت مسموع إلى أن ختمه بقوله: ... وما يزال البحث جاريا على قدم وساق عن مدبر ومرتكب هذه الجريمة الشنعاء ...



تم له ما أراد قبل أن يشهد الليل منتصفه، حتى إذا أفاق الصبح واستيقظ قراء الصحف المواظبين على قراءتها، صادفت الأبصار أثناء تجوالها ما بين العناوين البارزة خبر الحدث مختزلا في عبارة مشوقة وباعثة على إذكاء شعلة الفضول لدى القارئ، قد سخر صاحبها منتهى فطنته وحدسه وتركيزه من أجل صياغتها ...



جريمة أغرب من الخيال



تلك كانت عبارة العنوان الذي أغرى كثيرا من القراء بالتهافت على الصحيفة، وقراءة تفاصيل الحدث بنهم شديد منقطع النظير، إذ لم يمكن كل منهم عينيه من مغادرة الصفحة الثالثة، أو سمح لهما بالميل عنها ذات اليمين أو ذات الشمال، قبل أن يبلغ بهما آخر حرف من كلمة الخبر الأخيرة ...



فتنته بدوره عبارة العنوان، وهي تتوسط الصفحة الأولى، منسابة بحروف حمراء تنزف دما قانيا، وتبعث شيئا من التقزز في أعين الناظرين، بقدر ما تقذف برعب خفي في قلوبهم، وما يشبه الدمع يتقاطر على العنوان غزيرا من فوق، يوحي بالحزن والأسى والألم، ثم إنه وجد نفسه منجذبا بقوة إلى قراءة تفاصيل الحدث من جديد، ومحاولة ارتداء أحوال القراء، وهم يبعثون الحياة بتخيلهم في ما يقرأون من مجريات الحدث ...



عندما أتم قراءة ما تولى كتابته بنفسه قبل التوجه به إلى مقر الصحيفة ونشره، إبتسم وتساءل قائلا: ترى كيف ستكون حال القراء إذا علموا أني من ارتكب تلك الجريمة النكراء؟...






































http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif

د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)














أخي أبوشامة المغربي
مساء الإبداع

حقا إنه سبق صحفي مميز
سبق كخبر
وسبق كفكرة
وكأسلوب قص يفوح بعطره الخاص
منذ الإستهلال المميز كمدخل للقصة ( ...ثم أكب )
وهو يعبر عن فراغه من جريمته ثم انهماكه بسرد التفاصيل
أسلوب رسم الشخوص مميز حقا
وأسلوب السرد متفرد
قصة جميلة ذات فكرة لافتة
شكرا لك

أبو شامة المغربي
30/09/2008, 07:17 AM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
سلام الله عليكما أهل الجود والكرم
محمد ذيب علي بكار - يوسف أبوسالم
ورحمته جل وعلا وبركاته
أما قبل ...
فعيد فطر مبارك سعيد، وكل حول وأنتما بألف خير، والله عز وجل أسأل أن يعيد أمثال أمثاله علينا جميعا، وعلى كافة المسلمين في سائر بقاع الأرض بالصحة والسعادة والبركة ...
وبعد ...
لكما سناء الشكر الجزيل على جميل قراءتكما وتلقيكما بقبول حسن ما نثرت من حروف على أديم هذا السهل القصصي الخصب الندي، ولكما بهاء التقدير الجميل على ما أزهر وأورق من كلماتكما في ظلال هذه الدوحة المربدية السامقة في العلياء بكل حرف عربي أصيل جلي، والله تبارك وتعالى أسأل أن يجعل كل كلمة نخطها باليمين من جنس ما ينفعنا وينفع سوانا ويمكث خالدا حيا، وأن يباعد بيننا وبين كل زبد سيذهب جفاء آجلا أم عاجلا، ما بعدت السماء عن الأرض ...
حياكما الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)

احمد ال رشراش
01/10/2008, 10:47 AM
الاستاذ ........ ابو شامة المغربي

تحية عطرة

وكل عام وانت بالف خير

ايها المبدع الرائع

اقف دائما عند نصوصك لاستقرا هذا الفكر الرائع

نعم سبق صحفي

هوة من من قام بالجرم وهو من قام بالنشر فكان ذلك السبق

رائع

تقبل مني احترامي وتقديري

دمت اخا غاليا

اخوك
احمد ال رشراش

أبو شامة المغربي
02/10/2008, 09:38 PM
http://img141.imageshack.us/img141/8740/15lv.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-150.gif
سلام الله عليك أخي الكريم
أحمد آل رشراش
ورحمته جل وعلا وبركاته
أما قبل ...
فعيد فطر مبارك سعيد، وكل حول وأنت بألف خير، والله عز وجل أسأل أن يعيد أمثال أمثاله علينا جميعا، وعلى كافة المسلمين في سائر بقاع الأرض بالصحة والسعادة والبركة ...
وبعد ...
لك سناء الشكر الجزيل على جميل اهتمامك المتواصل بما أرسل محلقا شاديا من حروف في سماء هذه الواحة القصصية السنية، وعلى حسن تلقيك المسترسل بقبول حسن لما أنثر من كلمات في ظلال هذه الدوحة المورقة الندية، ولك في ذات الوقت بهاء التقدير الجميل على ما أزهر وأورق من كلماتك البهية ...
حياك الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
aghanime@hotmail.com (aghanime@hotmail.com)