عبد المنعم جبر عيسي
24/09/2008, 09:55 PM
أكتب لك اليوم ، ولا أدري إن كانت كلماتي سوف تصل إليك ؟
أنا من أحبك يوما .. بل من عاش لحبك .. أهمس لك بصدق لم تعرفينه .. وقد نالت مني طعنتك ؛ أدمت فؤادي ..
أعترف لك برسالة أخيرة ..
يغمرني إحساس .. ربما لم يمر بي من قبل .. تمنيت لو أبكي ، لكنه قدرنا نحن الرجال ، نرفض دمعا قد يكون فيه راحة لأبداننا ؛ وشفاء لقلوبنا .. نكابد المشاق .. نعاني الصعاب .. ونحمل داخلنا إحساسا بالضعف ، نجتهد في إخفائه .. ثم ..
نستسلم للمصير المحتوم ..
مازال نفس الإحساس يجتاحني .. أجدني أشد الناس شقاء في هذا الكون ، أتلفت حولي .. أبحث عن أحبة ؛ عبروا يوما دنياي .. ملأوا حياتي بالحياة .. وقلبي بالأمل .. لا أري منهم أحدا .. أين هم الآن .. ؟ بل أين أنا ؟
آلاف الأسئلة تغمر خاطري ، لا أجد بنفسي قدرة علي تحملها .. أرفض تصديقها .. قبولها ؛ وهي ساطعة أمامي بكل وضوح ، لها قوة الشمس في ناظري ، كثر رفضي لكثير من الحقائق هذه الأيام ، كنت أرفض الإعتراف بهزيمتي ، بما ضاع مني أو لحق بي ..
أتراني نسيت أحبتي ؟ ربما .. لكنك أنت .. في أعماق الروح .. تلافيف النفس .. أبدا لا تغيبين !
أذكرك جيدا في آخر لقاءاتنا .. قلت :
- قدرنا .. أن نفترق !
صرخت فيك :
- لم ؟!
لا أدري إلي أي مدي وصلت صرختي ، رأيت في عينيك إصرارا وعزما ، افتقدتهما كثيرا .. رأيتك قاسية في قرارك - وكنت قديما تمنيني بالقرب .. وتعدينني بالوصل - أنت من علمتني أن أقاوم إحساس اليأس ، حتي صدقت !
تعلقت روحي وكل كياني بهاتفي النقال ، تمسك به يدي مرتعشة ، تضغط رقما أحفظه عن ظهر قلب ، يعاودني نفس الصوت ؛ أجده كئيبا رغم عذوبته :
- الهاتف الذي طلبته غير موجود بالخدمة !
أكذب أذني .. أرفض التصديق .. بل أهرب من شبح الإعتراف .. هو أمل العمر .. ذخيرتي .. أبحث من خلاله عن حلم مر بي ، كان موجودا بالفعل .. أكان سرابا عشته ؟ لا يمكن لحلمي الكبير أن ينتهي لهذه النهاية الهزيلة .. يعاودني أملي من جديد .. عذرا .. أقصد يأسي .. أعاود الكرة .. فيعاودني نفس الرد ، ألقي بهاتفي جانبا .. وقد أضناني جحودك .
من المؤكد أن هناك خطأ من نوع ما ؛ ليس خطئي بكل تأكيد .. أخفي ملامحي بكلتا يدي ، أخفي معها إحساسا بهزيمة ؛ أجدني مضطرا لقبولها الآن .. إعلانها علي الملأ ..
أذكر لحظتها أن كفي عانقت كفك ، فنزعتها مذعورة .. همست :
- إنهم يرقبوننا !
فصرخت فيك ثانية :
- من هم ؟ أين هم ؟ أنا لا أري منهم أحدا ..
ثم ابتعدت .. ابتعدت كثيرا ..
هل أنت سعيدة الآن بما صنعت بي ؟ أتراك تنامين ملء الجفون وقد حرمتني النوم ؟
أنا هو .. ذلك الكيان الهلامي الهش .. كان يوما معك .. يجتهد في المقاومة .. حتي بلغ الغاية ؛ النهاية .. ما سعي يوما إليها .. قد يكون هذا غاية جهدي .. أو قدري .. لا يهم .. قد تكون تلك مصيبتي : عشت عصرا من القيم ، ومبادئ أضحت عقيمة .. وطنت نفسه علي أن أعيش حلما كبيرا .. بإمكانات لا تصل بي .. صدقتك حتي أخذ إيماني بك شكل المرض ، تغلغل داخلي حتي النخاع .. !
أتذكر شعورا تدفق داخلي ؛ بأنك ما كنت يوما لي .. وكنت أنا لك طول الوقت .. أذكر خوفك من مجهول لا أراه .. تتفجر داخلي معه أحاسيس كثيرة ، وأحزان لا تعد .. أدرك حجم مأساتي الآن .. وقد عشت أملا لا وجود له .. وألما لا يحتمل .. و ..
أيمكن للحب أن يكون قرين الغدر .. رفيق الجحود والجور ؟!
ها أنا ذا أقف أمام طيفك .. أقاوم ضعفك ..
أعلنها مدوية ..
أنا هو .. من يلتحف رايته البيضاء .. يتبختر داخلها مذبوحا ..
آلمتني طعنات غدرك .. و ..
قتلني إحساسي .. حلمي .. أدمتني وعودك !
أنا هو .. من صدق في عينيك وهم البراءة .. أكاذيب الإنتظار !
أقولها لك وحدك ..
اذهبي حيث تريدين .. لن أنسي قلبا أحببته .. عشت له .. تمنيته رفيقا لدربي .. قرينا لروحي .. فقد علمتني الإخلاص .. حتي لقلب ليس لي .. قلبك أنت ..
اذهبي حيث تشائين ..
وسأبقي علي العهد .. منتظرا حلمك ..
حلم المستحيل !
أنا من أحبك يوما .. بل من عاش لحبك .. أهمس لك بصدق لم تعرفينه .. وقد نالت مني طعنتك ؛ أدمت فؤادي ..
أعترف لك برسالة أخيرة ..
يغمرني إحساس .. ربما لم يمر بي من قبل .. تمنيت لو أبكي ، لكنه قدرنا نحن الرجال ، نرفض دمعا قد يكون فيه راحة لأبداننا ؛ وشفاء لقلوبنا .. نكابد المشاق .. نعاني الصعاب .. ونحمل داخلنا إحساسا بالضعف ، نجتهد في إخفائه .. ثم ..
نستسلم للمصير المحتوم ..
مازال نفس الإحساس يجتاحني .. أجدني أشد الناس شقاء في هذا الكون ، أتلفت حولي .. أبحث عن أحبة ؛ عبروا يوما دنياي .. ملأوا حياتي بالحياة .. وقلبي بالأمل .. لا أري منهم أحدا .. أين هم الآن .. ؟ بل أين أنا ؟
آلاف الأسئلة تغمر خاطري ، لا أجد بنفسي قدرة علي تحملها .. أرفض تصديقها .. قبولها ؛ وهي ساطعة أمامي بكل وضوح ، لها قوة الشمس في ناظري ، كثر رفضي لكثير من الحقائق هذه الأيام ، كنت أرفض الإعتراف بهزيمتي ، بما ضاع مني أو لحق بي ..
أتراني نسيت أحبتي ؟ ربما .. لكنك أنت .. في أعماق الروح .. تلافيف النفس .. أبدا لا تغيبين !
أذكرك جيدا في آخر لقاءاتنا .. قلت :
- قدرنا .. أن نفترق !
صرخت فيك :
- لم ؟!
لا أدري إلي أي مدي وصلت صرختي ، رأيت في عينيك إصرارا وعزما ، افتقدتهما كثيرا .. رأيتك قاسية في قرارك - وكنت قديما تمنيني بالقرب .. وتعدينني بالوصل - أنت من علمتني أن أقاوم إحساس اليأس ، حتي صدقت !
تعلقت روحي وكل كياني بهاتفي النقال ، تمسك به يدي مرتعشة ، تضغط رقما أحفظه عن ظهر قلب ، يعاودني نفس الصوت ؛ أجده كئيبا رغم عذوبته :
- الهاتف الذي طلبته غير موجود بالخدمة !
أكذب أذني .. أرفض التصديق .. بل أهرب من شبح الإعتراف .. هو أمل العمر .. ذخيرتي .. أبحث من خلاله عن حلم مر بي ، كان موجودا بالفعل .. أكان سرابا عشته ؟ لا يمكن لحلمي الكبير أن ينتهي لهذه النهاية الهزيلة .. يعاودني أملي من جديد .. عذرا .. أقصد يأسي .. أعاود الكرة .. فيعاودني نفس الرد ، ألقي بهاتفي جانبا .. وقد أضناني جحودك .
من المؤكد أن هناك خطأ من نوع ما ؛ ليس خطئي بكل تأكيد .. أخفي ملامحي بكلتا يدي ، أخفي معها إحساسا بهزيمة ؛ أجدني مضطرا لقبولها الآن .. إعلانها علي الملأ ..
أذكر لحظتها أن كفي عانقت كفك ، فنزعتها مذعورة .. همست :
- إنهم يرقبوننا !
فصرخت فيك ثانية :
- من هم ؟ أين هم ؟ أنا لا أري منهم أحدا ..
ثم ابتعدت .. ابتعدت كثيرا ..
هل أنت سعيدة الآن بما صنعت بي ؟ أتراك تنامين ملء الجفون وقد حرمتني النوم ؟
أنا هو .. ذلك الكيان الهلامي الهش .. كان يوما معك .. يجتهد في المقاومة .. حتي بلغ الغاية ؛ النهاية .. ما سعي يوما إليها .. قد يكون هذا غاية جهدي .. أو قدري .. لا يهم .. قد تكون تلك مصيبتي : عشت عصرا من القيم ، ومبادئ أضحت عقيمة .. وطنت نفسه علي أن أعيش حلما كبيرا .. بإمكانات لا تصل بي .. صدقتك حتي أخذ إيماني بك شكل المرض ، تغلغل داخلي حتي النخاع .. !
أتذكر شعورا تدفق داخلي ؛ بأنك ما كنت يوما لي .. وكنت أنا لك طول الوقت .. أذكر خوفك من مجهول لا أراه .. تتفجر داخلي معه أحاسيس كثيرة ، وأحزان لا تعد .. أدرك حجم مأساتي الآن .. وقد عشت أملا لا وجود له .. وألما لا يحتمل .. و ..
أيمكن للحب أن يكون قرين الغدر .. رفيق الجحود والجور ؟!
ها أنا ذا أقف أمام طيفك .. أقاوم ضعفك ..
أعلنها مدوية ..
أنا هو .. من يلتحف رايته البيضاء .. يتبختر داخلها مذبوحا ..
آلمتني طعنات غدرك .. و ..
قتلني إحساسي .. حلمي .. أدمتني وعودك !
أنا هو .. من صدق في عينيك وهم البراءة .. أكاذيب الإنتظار !
أقولها لك وحدك ..
اذهبي حيث تريدين .. لن أنسي قلبا أحببته .. عشت له .. تمنيته رفيقا لدربي .. قرينا لروحي .. فقد علمتني الإخلاص .. حتي لقلب ليس لي .. قلبك أنت ..
اذهبي حيث تشائين ..
وسأبقي علي العهد .. منتظرا حلمك ..
حلم المستحيل !