المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة



سارة خلوف
13/09/2008, 10:20 PM
اعتدت على جلوسي على ذلك المقعد ...
والقطار يمضي ... ويمضي بعيدا
لم اعد أخاف من ظلام الأنفاق ... فهي بقصرها وبطولها تنتهي
لكن هذا النفق طويل جدا ... انظر بعيدا .. باحثة عن قطرة ضوء
عن رائحة الهواء وهي ممتزجة بالماء .. ماء الندى
سيزول الأمل على هذه الحالة ... لكن لا
أغمض عيني .. وهناك في الأعماق .. ألمح عيون الأمل
لكنها تمطر دموعا ......
أغرس في حقول المستقبل شتلات نبتة تدعى الإيمان
ستزهر يوما ما ...أليس كذلك ؟؟؟
يتوهج القمر ... كلما كان الليل أكثر سوادا
كلما مررت بنظري على داره اترك له باقات من عبير الابتسامات
اليوم وأنا أسير على طريق العمر أوقفني رجل هرم قال أنه يريد نصيحتي
ناداه صمتي حبذا يا عم لو تطلعني على جواهر حديثك ..
قال يا ابنتي أسألك بالله أن ترحلي ..
هنا لا مكان يتسع ... لا أرض ولا سماء لكي
لا عيون تسمعك ولا قلوبا تحكي لكي
يا ابنتي في غفلة عن الزمان أتيتي ... ولن يدعك لتكملي
قلت له يا عم لي صغيرا .. يشق علي ما تراه مناسبا
مسح قلقي بابتسامته .. وقال ..
أول ما يعشقه الصغار .. التحليق بعيدا فلا تأمني لطيور الأرض
كما أن السماء تبكي لتنمو الأرض ..فمن البكاء لا تسأمي
وعلى صغيرك لا تبخلي
............................................
لم يكمل ..ونام من فوره ..على سرير تعبي .....
من أنت سيدي ... يا عم ... !!!
مرض الخسارة عاد يسري في مقلتي
كان من داخل مملكتي .. صوته
إنه أحد أفراد أسرة روحي
لكنه وقد رحل ترك النصيحة على حافة الهاوية
صغيري ينظر إلي ... أراه مقفل الشفاه
لكن الكلمات تغادر عالمه لتوصل إلي غايته
طفلي .. أراني اليوم من خلال السمع أشياء لم تكن غريبة عليه
لكنني ما رأيتها شخصيا حتى اليوم
رأيته بعشقه ينأى عن الوجود...وأراني من يعشق ويا لجمالها الغير معهود
رأيته يسقي الوحدة بماء الشوق...ينبت حنينه صورتها على أوراق الورد
أبهرتني يا صغيري...
يا لليلك .. ويا لصمتك .. ويا لصبرك .. ويا لإخلاصك
ضاعت حروفي من أرقك .. وألمك
أراك وكأنك اخترت الزهد دوائك ...
وأسأل الله أن يكون لك الشفاء عاجل الخطى
لكنني .. أرى أنك لا تملك مكانا تجلسني فيه ... ومنذ طرقت باب حياتك
في الباب أنتظر ...
إنه الفقر يا ولدي ... ليس ذنبك
وأن لا أحظى بمقعد في دارك أرتاح عليه ... ليس جريمة
أتيتك في وقت غير مناسب ... لكن الوقت مناسب دائما للمستحيل
لذلك .. لا تخجل من كون ممتلكاتك ممتلئة
منسحبة ...
حتى لا يبقى طفلي في قلق .. يبحث لي عن مكان ولا يجد
أغلق الباب ورائي .. أخاف عليك من الغرباء
أذكر جبران عندما يمشي على الشاطئ قائلا :
على هذه الشواطئ أتمشى أبدا...
بين الرمل والزبد...
إن المد سيمحو آثار أقدامي ...
وستذهب الريح بالزبد ...
أما البحر والشاطئ فيظلان إلى الأبد ...
..............................
ستختفي أثار دخولي على حياتك .. أنت الشاطئ
ستزول ذكريات كلمات عشقي ..حبي البحر
ستبقى أنت وسيبقى حبي
ولن أبقى أنا
كما أن جبران ليس ممن يلمسون الأشياء المقدسة قبل أن يغسلوا أصابعهم بالنار
..........
وقدسيتك .. جعلتني لا أكتفي بأصابعي ... اغتسلت بكامل حياتي
النار لا تكفي ... أنت أرفع من ذلك مقاما
أسأل نفسي ما تريد أن يصلني من هكذا قصيدة
وتلك الكلمة الطويلة المعنى المتردد على المسامع ما نصيبي منها
أيكون نصيب الأسد ...ذاك...
أدامك الله ... أدام وجودك
وإن كان حبي الدائم ثقيل لا يحمل ... فلا أدامني في حياتك
لكنني صدقا ... منسحبة ... وبكل هدوئك المعتاد
سأدعو لك دائما ... ليكون ليلك وقتا مخصصا للنوم ..للراحة
ولا أريد منك القلق عند صمتي ..
أنا عندما أصمت .. يزداد كلامي جمالا وتزداد معانيه تألقا
ومن يسمعني في صمتي ... شخص توصل إلى معرفتي
ما أعظم مشاعري .. لأنها تصدر لك
ما أعمق كلماتي .. عندما تحكي عنك
ما أرق قلبي .. وهو يخفق بك
ما أسعدني من فتاة .. عندما نظرت إليك
كما أنني لا أحب البحر إلا كما هو ... بماء وليس بأشياء اخرى
ابتسم فأنا دائمة الدعاء لك ..طالما أن الأرض تحتي ولم تبادلني المكان
ليكن الله في عونك .. لتزهر حياتك سلاما وأمانا وراحة
أنا بخير فلا تقلق يوما علي ...طالما أنت هنا
إذا أردت رؤيتي سعيدة مبتسمة ... ابتسم ولا تحزن أبدا
وكذلك اليوم ... ما زلت أراك جميلا بأبهى صورة

عابر سبيل
15/09/2008, 02:19 AM
الأخت سارة
أبدعتي في رسالتك التي تسبح في أعماق الروح
مناجاتك و خيالك ومشاعرك وعواطفك زخرفت هذا النص الجميل
نعم يا سارة ستزهر شتلات الإيمان
نعم يا سارة سنسعد جميعا عندما نرى الإبتسامة في وجوه الغير

تقبلي إعجابي بما كتبت .. أخوكِ العابر

احمد ال رشراش
21/09/2008, 08:57 PM
الاستاذة ....... سارة خلوف

تحية عطرة

هذا نص فلسفي بحت

بوح راقي مع ابداع حرفي واضح

لعله ( القطار ) قد مضيتي فيه بابداعك

تقبلي مني احترامي وتقديري

دمتي مبدعة

اخوك
احمد ال رشراش