المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المتنبي .....هل يستحق هذه الشهرة



يوسف أبوسالم
08/09/2008, 06:33 PM
كلنا قرأ المتنبي
ومن لم يقرأه فقد قرأ بعضا من إبداعاته
التي كانت وستظل خالدة على مر الحقب
ومثلما شغل المتنبي الناس والشعراء في عصره
لا يزال ( مالىء الدنيا وشاغل الناس ) كما يقال عنه
ولست في معرض تقييم شعر هذا النابغة
ولا يحتاج عبقري مثله أن يقيمه أنا أو غيري
ولكن لأن هذا الشاعر الكبير كان كبيرا وما زال
فقد شغل به كبار الكتاب والنقاد والمفكرين
فقد تناوله طه حسين في كتابه الشهير ( مع المتنبي )
وتناوله محمود شاكر في دراسته الشهيرة ( المتنبي )
وكذلك تناوله كثير من القدماء والمستشرقين

والقضية التي أطرحها للنقاش .....

هل يمكن فصل القيمة الأدبية البحتة للشعر أو للعمل الإبداعي
عن الهدف أو الغرض الذي كتبت من أجله ...!؟
هل الغاية تبرر الوسيلة ..!؟
بمعنى ......

أن شاعرا كبيرا كالمتنبي اقتصر معظم شعره أو أهمه على الأقل على المدح والتكسب
وكان يسخر شعره لمدح من لا يستحق ( مثل كافور الإخشيدي )
وحينما لم يأخذ منه مصلحته ..عاد فهجاه ...هجاءً مقذعا

فما هو مدى الصدق في شعر كهذا ...!؟

وهل يجوز تسخير الشعر لأغراض مصلحية ...شخصية ...!؟

والسؤال الأهم

وبمعزل عن كل ما يقوله النقاد قديما وحديثا
هل يستحق المتنبي الذي سخر شعره للمديح ولأغراض شخصية
كل هذه الشهره والمجد الأدبي ......!!؟

هذه قضية مطروحة للنقاش في هذا المربد
وآمل من الزملاء مشاركتنا الرأي
مع الإحترام للجميع

يوسف أبوسالم

طارق شفيق حقي
08/09/2008, 10:52 PM
سلام الله عليك

أرى أن نقول ما يجول في أذهاننا دون خشية مصطنعة


دائما الحوار يعلمنا و يطورنا وينمي محاكمتنا العقلية ومهارتنا ، علاوة على المعلومة

فيما يتعلق بالشعراء بشكل عام
ربما نظن أن للشاعر في ما سلف قيمة اجتماعية مرموقة

وهذا ينافي الواقع

لم يكن يتمتع الشاعر بشكل عامبمكانة اجتماعية جيدة
فهو في الغالب يشبب في النساء ويتعرض لذكرهن وهذا ينافي طبيعة البيئة العربية المسلمة

وأكثر الشعراء تورط في الهجاء ، والهجاء نقصية أخلاقية كبيرة في المجتمع

أما عن المدح فربما نعيبه اليوم للتكسب وقد كان أقل المقاصد كرهاً في المجتمع

بالتأكيد هجاء الشاعر منافحاً عن الدين والعشيرة هو أمر محمود
كذلك الغزل العذري يقابل التشبيب
وأخيراً المدحة الذكية التي تكبر القيم في الخلفاء وتحثهم بشكل فني على التمسك بها


الشهرة الكبيرة لا تعني المكانة المرموقة
كما هي اليوم شهرة الغانيات

والأمثلة بحوزتي كثيرة
هذا الشق الأول

كثير من النقاد العرب الأوائل فضلوا البحتري على المتنبي وبشار بن برد

ذلك أن الانسيابية والصنعة المطبوعة غلبت قصدية المتنبي وبشار في كثير من أشعارهم

لا شك أن المتنبي شاعر أريب اشتهر بالحماسة والمدح

لكن ربما ما خلده هو البلاط

وأذكر هنا أن شعراء الحداثة يجلون المتنبي كثيراً ربما للذهنية في صوره
هو وبشار

ويعتبر نقاد الحداثة أن أول حداثي هو بشار ، وربما يقول البعض أنه أبو نواس

تحياتي

يوسف أبوسالم
09/09/2008, 03:13 PM
سلام الله عليك

أرى أن نقول ما يجول في أذهاننا دون خشية مصطنعة


دائما الحوار يعلمنا و يطورنا وينمي محاكمتنا العقلية ومهارتنا ، علاوة على المعلومة

فيما يتعلق بالشعراء بشكل عام
ربما نظن أن للشاعر في ما سلف قيمة اجتماعية مرموقة

وهذا ينافي الواقع

لم يكن يتمتع الشاعر بشكل عامبمكانة اجتماعية جيدة
فهو في الغالب يشبب في النساء ويتعرض لذكرهن وهذا ينافي طبيعة البيئة العربية المسلمة

وأكثر الشعراء تورط في الهجاء ، والهجاء نقصية أخلاقية كبيرة في المجتمع

أما عن المدح فربما نعيبه اليوم للتكسب وقد كان أقل المقاصد كرهاً في المجتمع

بالتأكيد هجاء الشاعر منافحاً عن الدين والعشيرة هو أمر محمود
كذلك الغزل العذري يقابل التشبيب
وأخيراً المدحة الذكية التي تكبر القيم في الخلفاء وتحثهم بشكل فني على التمسك بها


الشهرة الكبيرة لا تعني المكانة المرموقة
كما هي اليوم شهرة الغانيات

والأمثلة بحوزتي كثيرة
هذا الشق الأول

كثير من النقاد العرب الأوائل فضلوا البحتري على المتنبي وبشار بن برد

ذلك أن الانسيابية والصنعة المطبوعة غلبت قصدية المتنبي وبشار في كثير من أشعارهم

لا شك أن المتنبي شاعر أريب اشتهر بالحماسة والمدح

لكن ربما ما خلده هو البلاط

وأذكر هنا أن شعراء الحداثة يجلون المتنبي كثيراً ربما للذهنية في صوره
هو وبشار

ويعتبر نقاد الحداثة أن أول حداثي هو بشار ، وربما يقول البعض أنه أبو نواس

تحياتي


أخي طارق
مساء الخيرات

أحترم فيك مناقشتك للموضوع بصراحة
وأنا حين طرحت التساؤل ..كان هدفي ولا يزال
هل نحن نقدر ونحترم ونعجب بشاعر ما استنادا إلى أن جمهور المثقفين يقولون ذلك
أو استنادا إلى أننا نخجل من طرح وجهة نظرنا المخالفة إن وجدت
هل نحترم شاعرا ما أو مفكرا ما لأننا وجدنا آباءنا يفعلون
أم أننا قرأنا الرجل من كافة جوانبه
واحترمناه وقدرناه استنادا إلى ما أنتجه لنا من إبداع
ومهما قيل في المتنبي ..قديما وحديثا
لكنني أردت وما زلت أن أعرف وجهة نظر مفكري وشعراء المربد فيما طرحت
لعلنا نقف منهم على جديد
وها أنت تطرح خطوطا عريضة رائعة
ننتظر من أهل المربد المتابعة والمناقشة
وتحياتي

محمدذيب علي بكار
09/09/2008, 07:08 PM
الاخ يوسف مساء الصفاء والنقاء . اخي يوسف لقد أثرت قضية قديمة وحديثة في نفس الوقت . اما بالنسبة لساؤلك الاول .ماهو مدى الصدق في شعر كهذا؟ اذا كان المقصود الصدق الادبي فهو ليس كذلك . امااذا كان المقصود الصدق بشكل عام فمثل هذا لانحترم فيه الا انه ناقل لموروث وهو صانع حاذق متمكن من صنعته يلبسه لمن يشاء او تكون المنفعة عنده اكثر .اما السؤال الثاني .هل يجوز تسخير الشعر لاغراض مصلحية . . . شخصية ؟ هنا تجدر الشارة ان هناك شعراء كثر قديما وحديثا لايأتيهم الهام الشعر الا على بلاط السلاطين والمتنبي واحدا منهم . ومن منظور اخلاقي هولايجوز . الا كما ذكر الاستاذ طارق للدفاع عن قضية عامة او كما سخر بعض الشعراء في التصدي لمن يسئ للرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم كقصيدة البردة ومعارضة شوقي لها وقد اكتسب شوقي لقب امير الشعراء بعد قصيدة نهج البردة . وهذا فارق واضح وبعيد كل البعد عن المتنبي . اما بالنسبة للسؤال الثالث . هل يستحق المتنبي الذي سخر شعره في المديح والاغراض الشخصية كل هذه الشهرة والمجد الشخصي .؟ طبعا هو لايستحق من وجهة نظري . لكنه حصل عليها لالسباب التالية . كون اسمه اقترن ببعض المواقف التاريخية التي نعتبرها من ماضينا المجيد . وعندما تقرأالقصيدة سواء كانت مديح او هجاء تجد الاكثرية يبحثون عن سبب هذا المديح او الهجاء . الصور الشعرية التي يوظفها المتنبي هي كانت في عصر كانت فيه الدولة الاسلامية في عز قوتها . لذلك كله فقد استفاد المتنبي من هذه الظروف . اننا نحترم الموروث الذي نقله المتنبي . وليس المتنبي كشخص . تقبل تطفلي انا لست مفكرا ولا شاعرا انما قارئ عادي اخوك محمد

طارق شفيق حقي
11/09/2008, 10:59 PM
سأعود لا أعلم متى لموضوع الصدق والقيم وارتباطها بالشعرية

لكني أذكر هنا كملحق : أننا في المربد وفق ما قمت به من خطوة جريئة ، وكنا قد قمنا بها سابقاً
لا بد أن نكسر كل الأصنام التي ألفيناها في ميدان الأدب

ونكسر هذه القدسية الوهمية عن أعمالهم

لا بد لنا من تصحيح مسار الأدب وإلا ما فائدة ساعاتنا التي نقضيها في الشابكة

حياك الله

روان أم المثنى
11/09/2008, 11:47 PM
http://www.sf7at.com/vb/images/smiles/0000145.gif

الشاعر المبدع الأستاذ

يوسف أبو سالم

أشكرك على إثارة هذا الموضوع

ولا أدري هل تحول الموضوع إلى دفة أخرى

غير المتنبي فصارت تتحدث عن شعراء تلك العصور أجمع؟

الحق أنني أختلف مع الأستاذ الكريم

طـــارق في قوله أنه آن لنا أن نحطم تلك الأصنام

ولا أقول هذا تمجيدا ولو مجدت لا أظنني مخطئة

ومع ذلك فنحن لا نريد أن نمجد المتنبي وسواه كالإمعة

تقول ما يقول الناس، لكننا حتى هذا اليوم

شغلنا المتنبي وسواه

وإذا كان مدح أو هجا أو وصف أو تغزل

فقد أبدع في هجائه حين هجا وفي مديحه حين مدح

ولنغض الطرف عن الأغراض والمصالح الدنيوية التي

التمسها شعراء تلك العصور

لكنهم أرسوا لنا قواعد فنية وخلدوا لنا إبداعا جما

أرجو أن نكون موضوعين في أحكامنا بقدر الإمكان

وهذه دعوة للإنصاف كما قال الأستاذ طارق

ولنبدأ معا..

http://www.sf7at.com/vb/images/smiles/0000145.gif

طارق شفيق حقي
12/09/2008, 12:02 AM
الأخت الكريمة روان

كنت أقصد بالأصنام بعض الشعراء في زماننا هذا
ولازال عسر هضم وجداني لرفع الإعلام لبعض الشعراء ، و التعمية على كثير من المبدعين ، لازال يؤرقني فهؤلاء المبدعون هم أخوة ونحن هنا في هذا المنبر يجب أن ندافع عنهم ونرفع من صوتهم ونصلت الضوء الحقيقي عليهم
وما كانت فعاليات مثل مسابقة المربد الأدبية إلا تصب في هذا المصب وترجو ذلك الرجاء

ونحن نقدر ونمجد تراثنا لا شك ولا ريب، لكننا كذلك نقف وقفة نقدية تحرك النقد في عقولنا وتحثنا على المقارنة والعمل النقدي، وإن كنا ننادي بتمجيد التراث ، فلا ننادي بجمود هذا التمجيد
أرجو أن أكون قد أبنت وأعربت

د.ألق الماضي
12/09/2008, 03:08 AM
بما أن الحديث عن المتنبي الذي شغل الناس ، وكثر حساده ...
فسأدلي بدلوي في جزئية لاحظت أنها طرقت هنا وعيبت عليه...
نعم المتنبي شاعر بلاط لكنه ليس كشعراء المديح هو شاعر يعتز بعروبته ويؤمن بها ؛ لذا أشعل الثورة وهو في مقتبل عمره وتنقل بين القبائل وسجن ...من أجل ماذا؟! من أجل أن ينتقل الحكم للعرب ويتخلص من الأعاجم الذي أضعفوا الدولة الإسلامية ؛ لذا حين وفد على الحمدانيين وأقام عند أبي العشائر في البدء كان ذاك من أجل عروبة حكام هذه الدولة ودفاعهم عن ثغور الأمة ...وحين زار سيف الدولة ابن عمه أعجب سيف الدولة بالمتنبي وبادله المتنبي الإعجاب ذاته...وقد كان سيف الدولة يحمل صفات العربي الأبي من شجاعة ولسن وقوة ...إلخ وهو ما يبحث عنه المتنبي...فدعاه سيف الدولة لبلاطه وهنا تتجلى لنا نقطة تدل على الأنفة والكبرياء العربي فلو كان المتنبي يتكسب بمديحه لما اشترط على سيف الدولة ألا يقبل الأرض بين يديه وأن ينشد شعره وهو جالس...قبل سيف الدولة الشرطين ونشأت علاقة خاصة بينه وبين المتنبي ...وقد أحبه المتنبي كما لم يحب أحدا غيره لتمثل الصفات التي ينبغي أن توجد في الحاكم العربي المسلم فيه حتى أصبح يرافقه في حروبه...المتنبي أحب سيف الدولة ؛ لذلك جود المديح ...وهو أول شاعر مزج شعر الحب بالحرب في بيت...لن أطيل في سرد حكايته مع سيف الدولة ...فما ذكرته يكفي للدلالة على أن مدائح المتنبي لسيف الدولة لم تكن من أجل المال وإنما هي مدائح محب لمحبوبه...أما مديحه لكافور ومن ثم انقلابه عليه وتحوله إلى الهجاء فكان من أجل القضية التي آمن بها ؛ فهو قد أقبل عليه مكسور الخاطر بعدما حدث بينه وبين سيف الدولة بفعل الوشاة فأقنع بمدحه لعله يحصل على ولاية ؛ وهنا بدأ بصيص أمل يراوده ؛ إذ سينطلق من تلك الولاية لتتحيق حلمه في القضاء على الأعاجم وتكوين ولاية عربية ...لكن حين خذله كافور لم يبق لديه سبب لاستمراره على أمر ينافي مبدأه...فهو يكره الأعاجم وكافور منهم...
خلاصة القول : شعر المتنبي خاصة المديح والهجاء يحتاج لدراسة الملابسات المحيطة به حتى لا نقع في الخطأ ونروج لأحكام مكرورة دون قراءة ما وراء السطور...

روان أم المثنى
12/09/2008, 07:43 PM
شعر المتنبي خاصة المديح والهجاء يحتاج لدراسة الملابسات المحيطة به حتى لا نقع في الخطأ ونروج لأحكام مكرورة دون قراءة ما وراء السطور...







http://www.al-wed.com/pic-vb/872.gif

الأستاذة الغالية الأريبة

د. ألق الماضي

بارك الله فيك فهذا محور هام

ألقيتِ عليه الضوء بحنكتك وحصافة رأيك

وأعلم أن استاذ طارق يريد أن يوصل لنا فكرة

هامة لكنه لم يعرب عنها بوضوح كما يبدو لي

أنا أنتظر توضيحك أستاذ طارق

والإعراب عن هوية أولئك الذين

ذكرتهم في ردك الأخير

لكم كل المودة



http://www.al-wed.com/pic-vb/872.gif

طارق شفيق حقي
17/09/2008, 11:23 PM
سيكون ذلك بإذن الله
لكن في وقته

صلاح الحسن
03/12/2008, 09:18 AM
كلنا قرأ المتنبي
ومن لم يقرأه فقد قرأ بعضا من إبداعاته
التي كانت وستظل خالدة على مر الحقب
ومثلما شغل المتنبي الناس والشعراء في عصره
لا يزال ( مالىء الدنيا وشاغل الناس ) كما يقال عنه
ولست في معرض تقييم شعر هذا النابغة
ولا يحتاج عبقري مثله أن يقيمه أنا أو غيري
ولكن لأن هذا الشاعر الكبير كان كبيرا وما زال
فقد شغل به كبار الكتاب والنقاد والمفكرين
فقد تناوله طه حسين في كتابه الشهير ( مع المتنبي )
وتناوله محمود شاكر في دراسته الشهيرة ( المتنبي )
وكذلك تناوله كثير من القدماء والمستشرقين

والقضية التي أطرحها للنقاش .....

هل يمكن فصل القيمة الأدبية البحتة للشعر أو للعمل الإبداعي
عن الهدف أو الغرض الذي كتبت من أجله ...!؟
هل الغاية تبرر الوسيلة ..!؟
بمعنى ......

أن شاعرا كبيرا كالمتنبي اقتصر معظم شعره أو أهمه على الأقل على المدح والتكسب
وكان يسخر شعره لمدح من لا يستحق ( مثل كافور الإخشيدي )
وحينما لم يأخذ منه مصلحته ..عاد فهجاه ...هجاءً مقذعا

فما هو مدى الصدق في شعر كهذا ...!؟

وهل يجوز تسخير الشعر لأغراض مصلحية ...شخصية ...!؟

والسؤال الأهم

وبمعزل عن كل ما يقوله النقاد قديما وحديثا
هل يستحق المتنبي الذي سخر شعره للمديح ولأغراض شخصية
كل هذه الشهره والمجد الأدبي ......!!؟

هذه قضية مطروحة للنقاش في هذا المربد
وآمل من الزملاء مشاركتنا الرأي
مع الإحترام للجميع

يوسف أبوسالم


أتوقع أن شهرة المتنبي لم تكن بسبب مدحه

بل بتفوقه في الأدوات الفنية

وقدرته على صوغ عمق الإنسان الوجودي بعبارات بسيطة وصور فريدة

ولذلك ملاً الدنيا

وما زال يشغل الناس

الباز
03/12/2008, 04:41 PM
ألف شكر أخي الشاعر أبو سالم على إثارة هذا الموضوع القيم ..

لن اطيل الحديث و إنما أحببت فقط الإشارة إلى جانب الصدق في شعر المتنبي ..

و لنأخذ كمثال قصيدته في مدح كافور :

كفى بك داءً أن ترى الموتَ شافيا ** و حسب المنايا أن يكن أمانيا

فقد أنكر عليه النقاد القدماء و تابعهم كثير من المحدثين في سوء هذا المطلع
من منطلق أنها قصيدة مدح و هذا المطلع ليس فيه تأدب مع الملوك و بالتالي
عابوه عليه و اعتبروه من أسوإ المطالع ..
لكن الحقيقة غير ذلك ؛ فهذا المطلع من أجود مطالع المتنبي و أصدقها
فهو كما قالت أختنا الدكتورة ألق كان عند سيف الدولة معززا مكرما ثم حالت
الظروف و الوشاة بينهما فخرج مما كان فيه إلى ضيق شديد ألجأه مكرها إلى مصر
و مدح كافور ليس من أجل مدحه و إنما من أجل إثبات أنه في مستوى التحدي
لسيف الدولة و لمنافسيه عنده و ذلك بالوصول إلى ولاية أو منصب كبير عند كافور ..
لكنه لم يجد ما تمناه من ولاية و قوة عند كافور و بالتالي شعر بخيبة أمل كبيرة
و هو يرى فقدان مكانته المرموقة عند سيف الدولة و عدم إيجاد البديل عنها ..
و هذا المطلع من أصدق المطالع و اجودها ..
و لهذا أوافق الدكتورة على ما ذهبت إليه من دراسة الظروف و الملابسات
المحيطة بكل قصيدة ..

----------------
لمزيد من التفصيل في الدراسة النفسية للشعر و بالاخص المطالع
يمكن مراجعة كتاب مطلع القصيدة العربية و دلالته النفسية للدكتور عبد الحليم حفني


تحيتي و تقديري

يوسف أبوسالم
03/12/2008, 05:23 PM
أتوقع أن شهرة المتنبي لم تكن بسبب مدحه

بل بتفوقه في الأدوات الفنية

وقدرته على صوغ عمق الإنسان الوجودي بعبارات بسيطة وصور فريدة

ولذلك ملاً الدنيا

وما زال يشغل الناس


أخي صلاح
مساء الخيرات

أوافقك تماما أن شهرة المتنبي

انبثقت من أدواته الفنية

ومن إحكام جمله الشعرية الدقيقة

ولولا ذلك لما بقيت تتردد على ألسنة الناس حتى الآن

وأصبح جزء كبير من أشعاره

تجري على ألسنة الناس تلقائيا

لتغلغلها في عمق النفس الإنسانية

ودقة صورها

فهاهو يقول ما لم يقله غيره

ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

ويقول

جوعان يأكل من زادي ويتركني
لكي يقال عظيم القدر مقصود

وكذلك

كفى بك داء أن ترى الموت شافيا
وحسب المنايا أن يكن أمانيا

وأيضا
ولكن الفتى العربي فيها
غريب الوجه واليد واللسان

وهكذا يملك هذا العبقري ما لايملكه غيره فعلا من أدوات فنية

ومن جزالة اللفظ والجملة الشعرية

ومن إحكام نسيجه الشعري

تحياتي

يوسف أبوسالم
03/12/2008, 05:29 PM
ألف شكر أخي الشاعر أبو سالم على إثارة هذا الموضوع القيم ..

لن اطيل الحديث و إنما أحببت فقط الإشارة إلى جانب الصدق في شعر المتنبي ..

و لنأخذ كمثال قصيدته في مدح كافور :

كفى بك داءً أن ترى الموتَ شافيا ** و حسب المنايا أن يكن أمانيا

فقد أنكر عليه النقاد القدماء و تابعهم كثير من المحدثين في سوء هذا المطلع
من منطلق أنها قصيدة مدح و هذا المطلع ليس فيه تأدب مع الملوك و بالتالي
عابوه عليه و اعتبروه من أسوإ المطالع ..
لكن الحقيقة غير ذلك ؛ فهذا المطلع من أجود مطالع المتنبي و أصدقها
فهو كما قالت أختنا الدكتورة ألق كان عند سيف الدولة معززا مكرما ثم حالت
الظروف و الوشاة بينهما فخرج مما كان فيه إلى ضيق شديد ألجأه مكرها إلى مصر
و مدح كافور ليس من أجل مدحه و إنما من أجل إثبات أنه في مستوى التحدي
لسيف الدولة و لمنافسيه عنده و ذلك بالوصول إلى ولاية أو منصب كبير عند كافور ..
لكنه لم يجد ما تمناه من ولاية و قوة عند كافور و بالتالي شعر بخيبة أمل كبيرة
و هو يرى فقدان مكانته المرموقة عند سيف الدولة و عدم إيجاد البديل عنها ..
و هذا المطلع من أصدق المطالع و اجودها ..
و لهذا أوافق الدكتورة على ما ذهبت إليه من دراسة الظروف و الملابسات
المحيطة بكل قصيدة ..

----------------
لمزيد من التفصيل في الدراسة النفسية للشعر و بالاخص المطالع
يمكن مراجعة كتاب مطلع القصيدة العربية و دلالته النفسية للدكتور عبد الحليم حفني


تحيتي و تقديري


أخي الصقر
مساء الفل


بلا شك فإن شاعرا مثل المتنبي

رغم كل ما كتب عنه من دراسات

لا يزال بحاجة إلى دراسات أكثر سواء لمجمل شعره

أو للظروف المحيطة بكل قصيدة من قصائده

والنقطة الرئيسية التي طرحتها هنا

هي أن هذا الشاعر الكبير على ما يملكه من أدوات فنية

كما قال أخي صلاح

وظّفَ كثيرا من شعره لغايات المدح

ولو وظفه لغايات أخرى لبلغ آفاق الآفاق

على ما بلغه من شهرة وشاعرية

تحياتي

مروان قدري عثمان مكانسي
05/12/2008, 12:08 PM
وقفتَ ومافي الموت شك لواقف
كأنك في جفن الردى وهو نائم
بالله عليك أخي طارق ، هل يحسن هذا القول شاعر آخر ؟
المتنبي ثروة شعرية ضنَّ أن يأتي الزمان بمثلها
لكن هل نقدسه ونغفر زلاته ؟
طبعاً لا ، إن أحسن قلنا : أحسنت ، وإن أساء شددنا عليه وأمسكنا عنه
تحياتي لك ولصاحب الاقتراح .

يوسف أبوسالم
05/12/2008, 10:19 PM
وقفتَ ومافي الموت شك لواقف
كأنك في جفن الردى وهو نائم
بالله عليك أخي طارق ، هل يحسن هذا القول شاعر آخر ؟
المتنبي ثروة شعرية ضنَّ أن يأتي الزمان بمثلها
لكن هل نقدسه ونغفر زلاته ؟
طبعاً لا ، إن أحسن قلنا : أحسنت ، وإن أساء شددنا عليه وأمسكنا عنه
تحياتي لك ولصاحب الاقتراح .



شكرا لك أخي مروان

لا تقديس لأحد

ولا أحد فوق النقد والتقييم وإعادة التقييم

نقول هذا ونحن نعلم يقينا أننا نملك شاعرا عبقريا بلا حدود

ونقول هذا لنشير إلى أمر هام

إذا كنا لا نغفر زلات المتنبي

ونضعه في بوتقة النقد
أفلا يتعظ شعراؤنا وخصوصا الجدد منهم
ويتقبلون النقد بروح رياضية

كل الشكر وتحياتي