أحمد عدوان
03/09/2008, 11:37 PM
اليهود حقد تاريخي لا يهدأ
أحمد محمود عدوان
أشعر بالدهشة والأستغراب ،حينما أتصفح كتب التاريخ المختصة بسرد الحقبة الزمنية لتواجد اليهود ،وأقامتهم الغير شرعية في الجسد العربي ،وأزداد دهشة عندما أري هذا الغل الذي يضمرونه في قلوبهم للعرب ،والمسلمين وأستخدام لقدراتهم وجبروتهم، وجلافتهم في تطبيق هذا الغل على أرض الواقع ببث وزرع حقدهم في جسد الأمة .
وعلى النقيض وبخلاف تلك المعاملات التي يبديها لهم العرب من التطبيع والتسليم بالأمر الواقع ،بل وطياً لكل السجلات والمؤامرات والتنكيل بحقهم ،بطول هذه الألوف من السنين ،فما أسرعهم للتسليم كلما دعت إسرائيل للصلح أو بادرت بمعاهدات السلام المضللة .
وقديماً قالوا :لا تطمئن إلي العدو وإن أبدي لك المقاربة ،وإن بسط لك وجهه ،وخفض لك جناحه ،فإنه يتربص بك الدوائر،ويضمر لك الغوائل ،ولا يرتجى صلاحاً إلا في فسادك ،ولا رفعة إلا بسقوط جاهك.
وقال بعض الحكماء:إذا أحدث لك العدو صداقة ،لعلةًً ً ألجأته إليك ؛فمع ذهاب العلة رجوع العداوة كالماء تسخنة فإذا أمسكت عنه عاد إلى أصله بارداً ،والشجرة المرة لو طليتها بالعسل لم تثمر إلا مراً .
وصدق المثل العامي القائل :لا تقل للعدو حبيب حتي تقول للحمار طبيب .
إن اليهود كل يوم يزدادون كبراً وتعالياً ،ونحن كل يوم نزداد ذلاً واستسلاماً ،بالرغم أن الله - سبحانه وتعالي - أعطانا من الخصوصيات ما يملكنا به لسيادة الأرض كلها ،بل وما يطيب له أنفسنا فنحن خير أمة أخرجت للناس أنتم - يا أمة محمد - خير الأمم وأنفع الناس للناس.
تأمرون بالمعروف, وهو ما عُرف حسنه شرعًا وعقلا وتنهون عن المنكر, وهو ما عُرف قبحه شرعًا وعقلا وتصدقون بالله تصديقًا جازمًا يؤيده العمل. ولو آمن أهل الكتاب من اليهود والنصارى بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاءهم به من عند الله كما آمنتم, لكان خيرا لهم في الدنيا والآخرة, منهم المؤمنون المصدقون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم العاملون بها, وهم قليل, وأكثرهم الخارجون عن دين الله وطاعته. وحقا قول الله تعالي (( {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110.
إذا فلماذا كل هذا الهوان في معاملة هؤلاء ونحن أكثر العارفين ،بسياساتهم ومؤامراتهم المحبوكة للقضاء علي الإسلام ،اليهود أقذر الناس في المعاملات والعبادات ،ولو رجعنا إلي تاريخهم يوم أن شق لهم الله البحر ،وأغرق فرعون وأتباعه نصرة لهم وتخليصهم من البطش والذل ،ويسرت لهم الأمور .
فهاهم ينقضون العهود ويبدلون ،ويخربون فعبدوا العجل ونقضوا العهد ،الذي عاهدهم عليه نبيهم ،وعصوا ربهم ونسوا أمر دينهم فالفسق والبغي والعصيان والخيانة طبعهم ،فكيف إذاً تؤمنون لهم وتسلمون وتطبعون معهم ،في حين أنهم لم يبقوا علي عهدهم مع نبيهم ومع الله أفيكونون صادقين معكم !! .
إن العجرفة الصهيونية مازالت مستمرة ومازالت أبتسامتهم العريضة التي تتسم في المؤتمرات واللقاءات التي يتهافت عليها العرب ،لعقدها كلها أبتسامات خداعة ،وكلها مؤتمرات فاشلة وكلها مضيعة للوقت ،حيث نزداد نحن استسلاماً ويزدادوا هم تماسكاً وقوة في بنيانهم الذي بنوه حجر فوق حجر ،وكذبة فوق كذب ،وخداع من فوقه خداع .
أن التفكير الصهيوني الباغي في اللقاءات أو المعاهدات تختلف تماماً ،عن التفكير الذي يذهب من أجله المفاوض العربى ،أن التفكير الصهيوني المتعجرف ينصب في خدمته ومصلحته وكسب المزيد من الوقت لبناء الجسد الصهيوني في الشرق الأوسط ،بينما الشرق الأوسط في المنظور الصهيوني عبارة عن جسد شاخت وضعفت قواه.
وصار كالقلب الميت لجسم مترهل قد أشرف علي التمزق والأنهيار ،طمعاً في إقامة دولة إسرائيل ،التي تلوح في أفكارهم الممتدة من النيل إلى الفرات ،ولهذا ماضون في طريقهم لتمزيق الأمة وتعمل علي مساعدتهم ،آليات كثيرة وعلي رأسها تلك المؤتمرات والمعاهدات الصهيونية العربية .
وفي ظل هذا كله ،مازال العرب جميعا في غفلة ومازال حسن الظن بالعدو هو أسلوب التعامل مع هؤلاء المجرمين ،الذين يقتلون أبنائنا ليل نهار ويمكرون ويدبرون إلي تمزيق الأمة إلي مزق وشراذم إذ ً فكيف ،نذهب لمعاهدتهم بالسلام ،وكيف نشركهم بالعيش معنا ونأمنهم علي أرضنا وهم أول من يعمل علي أستنزاف الأرض وقتل الأبناء وتشريد الأهل وسلب الخيرات .
وهم أول من يضعون الخنجر في ظهورنا ،فما زالت القوي العربية والأنظمة تخشى من ذلك العش العنكبوتى والذي ينصب شباكه في عقر الدار،ومازالت تهادنه وتتحالف معه ضد مصالحها ،وتناسوا أن العرب هم من هزموا التتار ،وتفتت كل أحلامهم الأستعمارية علي أرضنا ،وتناسوا أن الأمة العربية والإسلامية هي من دحرت الأحتلال الصليبي عن البلاد.
وبددت أطماعهم ولم تتبدد تلك الأطماع باللهاث وراء اللقاءات والأجتماعات ،ومعاهدات السلام الكاذبة والتطبيع مع العدو ،بل بالدم والتضحيات الجسام وتدمير خط برليف وطر اليهود من مصر ،ومن شبه جزيرة سيناء أقرب مثال .
نحن لا نحرض علي القتال ولكننا عفنا حالات الإستكانة وحالات الإستذلال نحن لا ندعو للحرب بل نريد أن نسترد أرضنا المغتصبة التي دنسها اليهود ،نريد أن نسترد شرف الأمة وعزتها بدحر اليهود واسترداد الأقصي والديار،أخيرا إن كان حكامنا يريدون سلامة كراسيهم ،وبقاء مناصبهم وأستمرارية لصلاحياتهم ،إذا فليأخذوا العبرة مما يحدث فإسرائيل اليوم هي إسرائيل الغد ،فما يحدث في فلسطين والعراق ولبنان سيحدث في باقى البلدان العربية،لأن إسرائيل تريد تمزيق الأمة وتفتيت ما تبقي لنا من وحدة ،فليتحدوا وليقفوا وقفة رجل واحد أمام الطوفان فالمصيبة سوف تتطال الجميع إن لم نتداركها .
ـــــــــــــــــــــ
كاتب /إسلامي مستقل
mahmoud200646@hotmail.com
أحمد محمود عدوان
أشعر بالدهشة والأستغراب ،حينما أتصفح كتب التاريخ المختصة بسرد الحقبة الزمنية لتواجد اليهود ،وأقامتهم الغير شرعية في الجسد العربي ،وأزداد دهشة عندما أري هذا الغل الذي يضمرونه في قلوبهم للعرب ،والمسلمين وأستخدام لقدراتهم وجبروتهم، وجلافتهم في تطبيق هذا الغل على أرض الواقع ببث وزرع حقدهم في جسد الأمة .
وعلى النقيض وبخلاف تلك المعاملات التي يبديها لهم العرب من التطبيع والتسليم بالأمر الواقع ،بل وطياً لكل السجلات والمؤامرات والتنكيل بحقهم ،بطول هذه الألوف من السنين ،فما أسرعهم للتسليم كلما دعت إسرائيل للصلح أو بادرت بمعاهدات السلام المضللة .
وقديماً قالوا :لا تطمئن إلي العدو وإن أبدي لك المقاربة ،وإن بسط لك وجهه ،وخفض لك جناحه ،فإنه يتربص بك الدوائر،ويضمر لك الغوائل ،ولا يرتجى صلاحاً إلا في فسادك ،ولا رفعة إلا بسقوط جاهك.
وقال بعض الحكماء:إذا أحدث لك العدو صداقة ،لعلةًً ً ألجأته إليك ؛فمع ذهاب العلة رجوع العداوة كالماء تسخنة فإذا أمسكت عنه عاد إلى أصله بارداً ،والشجرة المرة لو طليتها بالعسل لم تثمر إلا مراً .
وصدق المثل العامي القائل :لا تقل للعدو حبيب حتي تقول للحمار طبيب .
إن اليهود كل يوم يزدادون كبراً وتعالياً ،ونحن كل يوم نزداد ذلاً واستسلاماً ،بالرغم أن الله - سبحانه وتعالي - أعطانا من الخصوصيات ما يملكنا به لسيادة الأرض كلها ،بل وما يطيب له أنفسنا فنحن خير أمة أخرجت للناس أنتم - يا أمة محمد - خير الأمم وأنفع الناس للناس.
تأمرون بالمعروف, وهو ما عُرف حسنه شرعًا وعقلا وتنهون عن المنكر, وهو ما عُرف قبحه شرعًا وعقلا وتصدقون بالله تصديقًا جازمًا يؤيده العمل. ولو آمن أهل الكتاب من اليهود والنصارى بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاءهم به من عند الله كما آمنتم, لكان خيرا لهم في الدنيا والآخرة, منهم المؤمنون المصدقون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم العاملون بها, وهم قليل, وأكثرهم الخارجون عن دين الله وطاعته. وحقا قول الله تعالي (( {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }آل عمران110.
إذا فلماذا كل هذا الهوان في معاملة هؤلاء ونحن أكثر العارفين ،بسياساتهم ومؤامراتهم المحبوكة للقضاء علي الإسلام ،اليهود أقذر الناس في المعاملات والعبادات ،ولو رجعنا إلي تاريخهم يوم أن شق لهم الله البحر ،وأغرق فرعون وأتباعه نصرة لهم وتخليصهم من البطش والذل ،ويسرت لهم الأمور .
فهاهم ينقضون العهود ويبدلون ،ويخربون فعبدوا العجل ونقضوا العهد ،الذي عاهدهم عليه نبيهم ،وعصوا ربهم ونسوا أمر دينهم فالفسق والبغي والعصيان والخيانة طبعهم ،فكيف إذاً تؤمنون لهم وتسلمون وتطبعون معهم ،في حين أنهم لم يبقوا علي عهدهم مع نبيهم ومع الله أفيكونون صادقين معكم !! .
إن العجرفة الصهيونية مازالت مستمرة ومازالت أبتسامتهم العريضة التي تتسم في المؤتمرات واللقاءات التي يتهافت عليها العرب ،لعقدها كلها أبتسامات خداعة ،وكلها مؤتمرات فاشلة وكلها مضيعة للوقت ،حيث نزداد نحن استسلاماً ويزدادوا هم تماسكاً وقوة في بنيانهم الذي بنوه حجر فوق حجر ،وكذبة فوق كذب ،وخداع من فوقه خداع .
أن التفكير الصهيوني الباغي في اللقاءات أو المعاهدات تختلف تماماً ،عن التفكير الذي يذهب من أجله المفاوض العربى ،أن التفكير الصهيوني المتعجرف ينصب في خدمته ومصلحته وكسب المزيد من الوقت لبناء الجسد الصهيوني في الشرق الأوسط ،بينما الشرق الأوسط في المنظور الصهيوني عبارة عن جسد شاخت وضعفت قواه.
وصار كالقلب الميت لجسم مترهل قد أشرف علي التمزق والأنهيار ،طمعاً في إقامة دولة إسرائيل ،التي تلوح في أفكارهم الممتدة من النيل إلى الفرات ،ولهذا ماضون في طريقهم لتمزيق الأمة وتعمل علي مساعدتهم ،آليات كثيرة وعلي رأسها تلك المؤتمرات والمعاهدات الصهيونية العربية .
وفي ظل هذا كله ،مازال العرب جميعا في غفلة ومازال حسن الظن بالعدو هو أسلوب التعامل مع هؤلاء المجرمين ،الذين يقتلون أبنائنا ليل نهار ويمكرون ويدبرون إلي تمزيق الأمة إلي مزق وشراذم إذ ً فكيف ،نذهب لمعاهدتهم بالسلام ،وكيف نشركهم بالعيش معنا ونأمنهم علي أرضنا وهم أول من يعمل علي أستنزاف الأرض وقتل الأبناء وتشريد الأهل وسلب الخيرات .
وهم أول من يضعون الخنجر في ظهورنا ،فما زالت القوي العربية والأنظمة تخشى من ذلك العش العنكبوتى والذي ينصب شباكه في عقر الدار،ومازالت تهادنه وتتحالف معه ضد مصالحها ،وتناسوا أن العرب هم من هزموا التتار ،وتفتت كل أحلامهم الأستعمارية علي أرضنا ،وتناسوا أن الأمة العربية والإسلامية هي من دحرت الأحتلال الصليبي عن البلاد.
وبددت أطماعهم ولم تتبدد تلك الأطماع باللهاث وراء اللقاءات والأجتماعات ،ومعاهدات السلام الكاذبة والتطبيع مع العدو ،بل بالدم والتضحيات الجسام وتدمير خط برليف وطر اليهود من مصر ،ومن شبه جزيرة سيناء أقرب مثال .
نحن لا نحرض علي القتال ولكننا عفنا حالات الإستكانة وحالات الإستذلال نحن لا ندعو للحرب بل نريد أن نسترد أرضنا المغتصبة التي دنسها اليهود ،نريد أن نسترد شرف الأمة وعزتها بدحر اليهود واسترداد الأقصي والديار،أخيرا إن كان حكامنا يريدون سلامة كراسيهم ،وبقاء مناصبهم وأستمرارية لصلاحياتهم ،إذا فليأخذوا العبرة مما يحدث فإسرائيل اليوم هي إسرائيل الغد ،فما يحدث في فلسطين والعراق ولبنان سيحدث في باقى البلدان العربية،لأن إسرائيل تريد تمزيق الأمة وتفتيت ما تبقي لنا من وحدة ،فليتحدوا وليقفوا وقفة رجل واحد أمام الطوفان فالمصيبة سوف تتطال الجميع إن لم نتداركها .
ـــــــــــــــــــــ
كاتب /إسلامي مستقل
mahmoud200646@hotmail.com