المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبواب اليقين



مروان الطيب بشيري
01/09/2008, 10:30 AM
أبواب اليقين
" بين النطق والصمت برزخ فيه قبر
العقل وفيه قبور الأشياء " - النفري -


رسالة

إلى من بيد الأبوة بطش بطشة عقيم جاءه الولد بعد عتي الكبر..
إلى أبي مرة أخرى ..

باب الدخول

دخلت المقبرة وليس الداخل يا أبتي كالخارج.. جئتك على ذكرى.. ولسان النطق يذكر " كل من عليها فان " .. سلام عليك في مسكن الإنسان .. قلبي مقبرة ..
وبعد:
- فاعلم أن لحبك بعد الموت سطوات .

باب العتاب

وقلت له وأنا أسري بالوجد محمولا على قدم اللهفة " قلبي يؤلمني " .. تتأهب من مرقد اللوم شكواي .. جوامع العتاب تراصت فانبثت فانتبهت أن من مات مات ..
وسألته لما تستضيمني بالرحيل وتعذبني بخبأة وجهك تحت الثرى ؟
ولما لنهر اللطف جريان يحيد عن شجري ؟؟..

باب من كلام الوالد

سألتك يا ولدي بحق " نون .. والقلم وما يسطرون .." وبمن ذكر " قاف .. والقرآن المجيد.." في العتمة .. لا تطلب النقطة من فراغ .. ولا تغرف صبرك من ميزاب الجزع فإن عجز الشك لا ينقض به جدار اليقين .
ومن كلامه .. ألبستك قميص الوجد من بعد عري انقطاعك .. يتم قلبك ..
ومن كلامه .. استوزرت حكومة الكشف على بحر روحك الأمية . والدواء عند صاحب العزة والجبروت وحده .. غاض ..

باب ما لم يقله الولد

سألت ربك أن فكني من فك الفراق وردني للسلامة قاطعا حبل مذلتي.. وأطرح في فناء الصبر سويداء قلبي .. رحمة .. محبة .. أو سحقا وتعذيبا فينتهي الحدثان .

باب الخروج

قال حفار القبور يشيعني " إذا فارق الحب قلبك فقد انقطعت عن الجسد " فرأيتك أبي متحد على ماهية الروح.. مفيض وجدي بك إليك في رياض الشوق فاض .. على جبهتك أثر الشعر وفي عينيك أودية سالت بتسنيم الولاية .. وكنت تستنشق معنى الخلوة من تراب الخضر ورائحة أيوب وعرق داوود على حديد الوحدانية وقلت لي " لا تبك .. إنك ماض " .. فمسحت على وجهك دمع الوحدة .. وبكيت .

محمدذيب علي بكار
01/09/2008, 01:43 PM
أبواب اليقين
" بين النطق والصمت برزخ فيه قبر
العقل وفيه قبور الأشياء " - النفري -


رسالة

إلى من بيد الأبوة بطش بطشة عقيم جاءه الولد بعد عتي الكبر..
إلى أبي مرة أخرى ..

باب الدخول

دخلت المقبرة وليس الداخل يا أبتي كالخارج.. جئتك على ذكرى.. ولسان النطق يذكر " كل من عليها فان " .. سلام عليك في مسكن الإنسان .. قلبي مقبرة ..
وبعد:
- فاعلم أن لحبك بعد الموت سطوات .

باب العتاب

وقلت له وأنا أسري بالوجد محمولا على قدم اللهفة " قلبي يؤلمني " .. تتأهب من مرقد اللوم شكواي .. جوامع العتاب تراصت فانبثت فانتبهت أن من مات مات ..
وسألته لما تستضيمني بالرحيل وتعذبني بخبأة وجهك تحت الثرى ؟
ولما لنهر اللطف جريان يحيد عن شجري ؟؟..

باب من كلام الوالد

سألتك يا ولدي بحق " نون .. والقلم وما يسطرون .." وبمن ذكر " قاف .. والقرآن المجيد.." في العتمة .. لا تطلب النقطة من فراغ .. ولا تغرف صبرك من ميزاب الجزع فإن عجز الشك لا ينقض به جدار اليقين .
ومن كلامه .. ألبستك قميص الوجد من بعد عري انقطاعك .. يتم قلبك ..
ومن كلامه .. استوزرت حكومة الكشف على بحر روحك الأمية . والدواء عند صاحب العزة والجبروت وحده .. غاض ..

باب ما لم يقله الولد

سألت ربك أن فكني من فك الفراق وردني للسلامة قاطعا حبل مذلتي.. وأطرح في فناء الصبر سويداء قلبي .. رحمة .. محبة .. أو سحقا وتعذيبا فينتهي الحدثان .

باب الخروج

قال حفار القبور يشيعني " إذا فارق الحب قلبك فقد انقطعت عن الجسد " فرأيتك أبي متحد على ماهية الروح.. مفيض وجدي بك إليك في رياض الشوق فاض .. على جبهتك أثر الشعر وفي عينيك أودية سالت بتسنيم الولاية .. وكنت تستنشق معنى الخلوة من تراب الخضر ورائحة أيوب وعرق داوود على حديد الوحدانية وقلت لي " لا تبك .. إنك ماض " .. فمسحت على وجهك دمع الوحدة .. وبكيت .
الاخ الكريم مساء الابداع . لقد اتحفتنا في اول ايام رمضان بهذه الومضات السريعة والقوية وهي عمل ابداعي وتحتاج الى قراءة مطولة انتمكن من فك الرموز المكثفة تمتلك لغة عالية وبلاغة وهنا امر مرورسريع ولي عودة .اهلا بك اخا كريما وكاتبا مبدعا في مربدنا الغالي وكل رمضان وانت بخير اخوك محمد

مروان الطيب بشيري
01/09/2008, 03:34 PM
المبدع محمد ذيب علي بكار..وافر الشكرأجزيه إليك على جميل المرور والثناء ...مودتي

طارق شفيق حقي
01/09/2008, 10:55 PM
أرحب بك أخي الكريم مروان الطيب بشيري في المربد
هذه لغة تفجر معانيها وتوفر العناء الطويل
هي تعرف أين تذهب وتوغل لذلك تختم في النهاية بقولها:
فمسحت على وجهك دمع الوحدة .. وبكيت
لله درك كم تعاني من قسوة وألم يفتت القلب
لكنك لست وحيداً
على الأقل هي الحكمة تصاغ على لسانك :
إذا فارق الحب قلبك فقد انقطعت عن الجسد


أهلاً وسهلاً بك في المربد

مروان الطيب بشيري
02/09/2008, 10:32 PM
تعريجك يبهجني ..تقبل وافر المودة

يوسف أبوسالم
03/09/2008, 12:42 PM
أخي مروان
مساء الورد

في ومضاتك هذه
لغة مكثفة ..ورموزها عميقة ولعل هذه
الومضات حاولت الإتكاء على التراث
من حيث الشكل والتصنيف إلى أبواب
وبين حين وآخر تطلق حكمة ما لعلها هي الهدف
لكن الخط العام الذي يربط الأبواب معا
هو القلق المنبعث من التساؤل الوجودي
عن الميلاد والحرية
هي محاولة انعتاق من قيد المحسوس
إلى قيود لا محسوسة ربما
على كل هذه قراءة أولى
ولي عودة
تحياتي

مروان الطيب بشيري
03/09/2008, 04:47 PM
انطباعات عريقة في المعنى..تهتز وتنثني بكل جميل .. أشكر مرورك ..مودتي