المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صراع النفوذ 3-3 .



جاسم الرصيف
28/08/2008, 02:55 AM
جاسم الرصيف


ـــــــــــــــــــــــــــــــ


صراع النفوذ في العراق ( 3- 3 )


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





في تقريره لشبكة ( كاونتر بنج ) الأمريكية يقول المحلل السياسي البريطاني : ( عندما يسأل المواطن العراقي عن الحالة الأمنية ، غالبا ما يقول : إنها تمضي نحو الأحسن ،، ولكن الناس يعنون بكلامهم أن الوضع أفضل مما كان عليه في السنتين الأخيرتين ) ، وتلك حقيقة لاخلاف عليها مبطنة بجملة من الألغام التي يمكن تشخيصها كما يلي :





اولا : ان هذا ( الأحسن ) من الوضع الأمني ، متغير ، قد ينقلب الى عكسه في اية لحظة ، وعلى دلالة ماقاله كوكبرن نفسه في ان المراسلين الأجانب يوجهون كاميرات مصوريهم نحو العراقيين المارة فقط ، ولكنهم لايوجهونها لفرق الحماية العسكرية المسلحة التي ترافقهم خوفا عليهم ، واغلبها اميركي كالعادة التي شاءها النفوذ الأيراني في العراق على حماقة امريكية . أي أن ( أحسن ) الأحوال الأمنية للإعلام الأجنبي ، وحتى العربي ، هي في وجود قوات إحتلال تحمل سلاحها ضد الشعب العراقي ، وعلى دلالة ان بغداد مازالت تصنف عالميا ( كأخطر عاصمة ) .





ثانيا : أحياء بغداد مازالت أسوار الفصل العنصري الطائفي تزداد فيها بأمر من قوات الإحتلال المركب ، وبتغطية تامة من حكومة المضبعة الخضراء عراقية الوجه أيرانية كردية الولاء . وثمة ( 2.4 ) مليون عراقي مهاجر في سوريا والأردن ، ومالايقل عن ثلاثة ملايين من المهجرين داخل العراق من جراء الإحتلال ، وهؤلاء قنبلة موقوتة دائمة الخطر ضد كل قوى الإحتلالات وحلفائها ، تمثل ثقلا حجمه لايقل عن : واحد من كل خمسة عراقيين ، واذا إستثنينا شمال العراق ، فقد يمثل هذا الثقل : ربع الشعب العراقي الذي تضرر وبشكل مباشر من الإحتلال وحلفائه عربا وغير عرب ، وكل هذا الجزء المتضرر فطن الى حقيقة انه الخاسر الوحيد من كل مايجري في وطنه اذا بقيت الأحوال على ماهي عليه الآن ، حتى لو وصفت بأنها ( أحسن ) مما كانت عليه قبل سنتين ، كما تلمس وبما لايقبل الشك بأن التفرقة الطائفية والقومية العنصرية التي ورّدها الإحتلال هي مقتل للجميع لابد من الخلاص منه حالما تؤاتي الظروف .





ثالثا : ظهور ميليشيات أعلنت ان مصيرها يرتبط بمصير قوات الإحتلال هو لغم مستقبلي آخر ، ففي الوقت الذي تهيئ فيه أميركا نفسها لترحيل معظم قواتها من العراق ، لأنها تدعي ان الوضع الأمني ( مطمئن ) ، يبدو وضع الصحوات السنية ، غير المرحب بها أيرانيا ، متأرجحا بين العمل السياسي كأحزاب تظاهر العملية السياسية الحالية واسباب فشلها اكثر من اسباب نجاحها ، وبين العودة لحمل السلاح ضد قوات الإحتلال كما كانت تفعل ، فيما تستعيد البيشمركة الكردية علاقاتها ( التأريخية ) مع أيران بديلا عسكريا للقوات الأمريكية في العراق ، وعلى دلالة تحالفها المباشر مع جماعة عبد العزيز احكيم الأيراني حسبا ونسبا ، ودلالة الزيارات الكردية المكوكية المكثفة مؤخرا لطهران ، وهذا التحالف المصيري ، السني والشيعي والكردي ، مرفوض من قبل الأكثرية العربية الكردية التركمانية في العراق .





رابعا : وضوح العجز الأمريكي عن مواجهة ايران نووية على جملة من الدلالات :





اولها ، علم اميركا الأكيد ان مايسمى بالقوات العسكرية العراقية ملغومة بقادة ايرانيين ، وسبق وان اكدت وسائل الإعلام الأمريكية نفسها ذلك ، وان هذه القوات يمكن ان تنقلب ضدها عند حصول أية مواجهة بين اميركا وايران ، وهذا يفسر مصطلح ( الرهائن الأمريكان ) في العراق حسب الإعلام الأيراني ،،


ثانيها : علم اميركا الأكيد ، والمتأخر جدا ، بأنها مرفوضة من قبل اكثرية عراقية ساحقة غيّبتها وسائل الإعلام حسب ، ولكنها حاضرة تنتظر أية فرصة للخلاص من الإحتلال ،،


وثالثها ، أن القوات الأمريكية المتعبة في العراق غير قادرة على مواجهة أرضية مباشرة للجيش الأيراني في حال حصول اي حرب بين الطرفين ،،


ورابعها ، تهديد ايران باستعمال النفط سلاحا من خلال غلق مضيق هرمز ، وهي قادرة على ذلك ، وهذا ماقد يشعل حروبا أخرى من نوع آخر كلها ستكون ضد اميركا وحلفائها ، وهذا ما تستقتل اميركا لتحاشيه ، لأنه قد يكون الضربة القاضية لقطبها الأوحد ،،


وخامسها ، التهديد الايراني المباشر لمصالح اميركا في كل دول الخليج العربي التي قتلها ترهل الإتكال على اميركا وحدها دون دول العالم .





ومن هذا يتضح أن الخيال الذي هيأ لصانع الحروب الأمريكي انه قادر على شراء اتباع ايران الذين إدعوا أنهم عراقيين ، بأموال عراقية منهوبة ، قد أثبت حماقة تأريخية فريدة ، سمّتها أيران ( معجزة أيرانية ) ، ونسمّيها نفوذا ايرانيا نجح في الوصول الى حدود الكويت والسعودية والأردن وسوريا ، كما نجح وبإمتياز في إستعمال النفط سلاحا لتدمير شامل أقليميا ودوليا ، على حساب أميركا التي مازال بعض قادتها ينامون على وسائد غرورهم ونفاق حلفائهم .





الصراع القادم على النفوذ في العراق ، بعد زوال الصراع بين اميركا وايران ، سيكون واضحا بين مقاومة وطنية عراقية ، سنية وشيعية ، ضد أيران وحلفائها في المنطقة فقط .





jarraseef@yahoo.com


http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=255633&Sn=CASE