المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبعاد الصراع في جورجيا



طارق شفيق حقي
26/08/2008, 04:17 PM
وصلت الرسالة التالية للمربد:



أبعاد الصراع فيجورجيا

بقلم: حسن الحسن
روسيا اليوم هي دولة رأسمالية بامتياز، همها الأول عقد الصفقات وانعاش الوضعالاقتصادي الروسي والحفاظ على مصالحها الخاصة، لا حمل أيديولوجية أو رؤية بديلة)كما الشيوعية سابقاً) إلى العالم.

ميدل ايست اونلاين

اقتحمت القوات الروسية الأراضي الجورجية رداً على ما قامت به الأخيرة من اجتياح مباغت لاوسيتيا الجنوبية، أحد الإقليمين )اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا( اللذين يخضعان لحكم ذاتي مدعوم من روسيا، نتج إثر صراع بين الإقليمين وبين السلطة المركزية في جورجيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

ثارت ضجة كبيرة على ما قامت به روسيا، كما جرى تضخيم ما أقدمت عليه، إلى درجة استدعت وسائل الإعلام ومن حضر فيها من مراقبين ومحللين، إلى اعتباره صحوة الدب الروسي، ذلك الذي قاد حلف وارسو زمن الاتحاد السوفياتي ضد حلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، في صراع بين القطبين الدوليين، عرف أثناءها بالحرب الباردة.
إن قيام روسيا بإرسال عدة آلاف من جنودها إلى جورجيا، واستعادتها السيطرة التامة على اوسيتيا الجنوبية وإقليم أبخازيا، هو أدنى ما يمكن توقعه من دولة تصنف ضمن دائرة الدول الكبرى في العالم. وهي إذ تقوم بذلك لا تغير قوانين اللعبة السياسية الدولية، فضلاً عن أنها لا تجترح نظاماً عالمياً جديداً. وهذا أقل ما يمكن أن تفعله روسيا بعد أن بدأت أميركا تعبث بخاصرتها الرخوة في منطقة القوقاز من خلال نظام ساكشفيلي في جورجيا.

رغم ما بدا من سرعة ردة فعل روسيا، فإن الملاحظ أنها كانت محدودة نسبياً، حيث أنها لم تقم باجتياح العاصمة الجورجية، كما لم تغير نظام ساكشفيلي الموالي لأميركا (مع قدرتها العسكرية على ذلك). ما يعني أن ما قامت به روسيا هو لحفظ ماء الوجه، ولا يقارن البتة مثلاً، بما أقدمت عليه الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، من اجتياح لأفغانستان واحتلال للعراق، وفرض لأجواء رعب دولي تحت طائلة "الحرب على الإرهاب"، ونشر لقواعدها العسكرية في مناطق واسعة من العالم وصلت إلى حضن النفوذ الروسي التقليدي (جمهوريات وسط آسيا)، مبتغية بذلك إنفاذ رؤيتها في العالم، الهادفة إلى تفردها المطلق في رسم السياسة الدولية، من غير منافس لها أو شريك، ضاربة عرض الحائط بالقوانين والأعراف الدولية، غير آبهة سوى بما يحقق مصالحها الاستراتيجية.

إن فهم ما يجري في جورجيا، لا يمكن أن يتأتى بمعزل عن فهم واقع الصراع الدولي، ذلك الذي برزت معالمه جلية إبان قرار الولايات المتحدة احتلال العراق وتغيير النظام فيه. حيث أبدت أوروبا امتعاضها من عنجهية أميركا وتصدت علانية للمشروع الأميركي لاحتلال العراق، كما رفضت مؤخراً دعوة أميركا لضم جورجيا وأوكرانيا إلى حلف الناتو. وأوروبا إذ تفعل ذلك، لا تتصرف بحسب معايير أخلاقية أو انسجاماً منها مع القوانين الدولية، إنما لأنها تعلم أن أجندة أميركا في العالم تصطدم مع مصالحها، سواء فيما يتعلق بالعراق أو فيما يتعلق بانضمام جورجيا وأوكرانيا (المواليتين لأميركا) إلى حلف الناتو، إذ تعلم أوروبا أن أميركا تستطيع أن تجرجرها إلى مواجهة لا تحمد عقباها مع روسيا، فتستنزف حينها روسيا وتضيق الخناق على أوروبا. هذا فضلاً عن مناوئة أوروبا لأميركا في أماكن مختلفة من وراء ستار، كما هو الحال في السودان ولبنان وموريتانيا والصومال.

إن ما قامت به الولايات المتحدة من خلال اجتياح ساكشفيلي لاوسيتيا الجنوبية هو استفزاز واضح لروسيا. وبين توقع أن لا تقوم روسيا بشيء (ما يعني سقوط هيبتها تماماً) وبين أقصى ما يمكن أن تقوم به بهذا الصدد (أي اجتياح روسيا للعاصمة الجورجية وإسقاط نظام ساكشفيلي)، الذي لو حصل، لأوجد ذريعة كافية لأميركا كي تستنفر دول العالم ضد روسيا، وفرض عقوبات عليها ستؤثر بشكل مباشر عليها وعلى أوروبا المستفيد الأول من امدادات مصادر الطاقة الروسية. إلا أن روسيا كما أوروبا (بقيادة فرنسا حالياً) تدرك أبعاد الاستفزاز الأميركي لها في جورجيا، وعليه فقد اكتفت روسيا بعملية اجتياح محدودة لجورجيا، كما سارع الروس لتبني الخطة الفرنسية، وصمتوا عن مطالبهم بمحاكمة ساكشفيلي ونظامه لاقترافه جرائم حرب، بل وسحبت قطعها العسكرية إلى وضع قريب مما سبق. فعل الروس كل ذلك لسحب ذرائع أميركا. وفيما كانت الأخيرة تعبر عن خيبة أملها من بطء تنفيذ روسيا للمبادرة الفرنسية، كانت فرنسا تهلل بإنجاز روسيا لتعهداتها!

على كل، لم يمنع استدراك أوروبا وروسيا مكامن الفخ الأميركي، من قيام الولايات المتحدة باستغلال الوضع القائم وتوقيع اتفاقية الدرع الصاروخي مع بولندا بعد أن أتمت الاتفاق مع تشيكيا على نصب الرادارات اللازمة لذلك. وتأتي أهمية نصب هذا الدرع، (الذي يكتمل بناؤه كما هو متفق عليه بحلول 2013) من كونه سيحيل المنظومة الصاروخية الروسية (الباليستية) إلى التقاعد المبكر، ما يعني شل قدرات روسيا الهجومية. كما يعني مزيداً من نفوذ أميركا في أوروبا الشرقية على حساب أوروبا الغربية. إضافة لهذا قامت الولايات المتحدة باستثمار ما حصل لتوجيه الرأي العام الغربي لدعم ضم جورجيا وأوكرانيا إلى حلف الناتو، ولذلك لم يتوان ساكشفيلي من لوم أوروبا علناً (وباللغة الإنجليزية) على تخاذلها إزاء جورجيا ومنعها من الالتحاق بحلف الناتو، فيما كانت كوندوليزا رايس بجانبه تتعهد بإتمام هذا الأمر، وهو ما يحرج بل ويضعف الموقف الفرنسي - الألماني الرافض له. كما لا يغفل أيضاً، إن أميركا ستستعمل ما حصل في جورجيا لإحكام قبضة ساكشفيلي على الحكم، والتخلص من مناوئيه في الداخل، وترسيخ العلاقة مع الولايات المتحدة. كما تخدم هذه الخطوة الاستفزازية لروسيا وما يترتب عليها من تداعيات، الإدارة الأميركية الحالية التي تحاول أن تدفع الإدارة الأميركية القادمة لتبني خياراتها بشأن الوضع الدولي، واستئناف النهج السياسي الذي تسلكه حالياً.

أما من يتوقع بأن ما وقع في جورجيا قد أدى إلى صحوة الدب الروسي وبالتالي إلى استئنافه الحرب الباردة ضد حلف الناتو، فإن الواقع يجافيه، فروسيا اليوم هي دولة رأسمالية بامتياز، همها الأول عقد الصفقات (البيزنس) وانعاش الوضع الاقتصادي الروسي والحفاظ على مصالحها الخاصة، لا حمل أيديولوجية أو رؤية بديلة (كما الشيوعية سابقاً) إلى العالم. لذلك فإن حسابات روسيا النفعية البحتة ستدفعها لمداراة مصالحها مع الدول الرأسمالية الكبرى. وتبني روسيا لسياساتها على هذا الأساس (منذ انهيار الاتحاد السوفياتي) هو الذي كتفها عن مواجهة الولايات المتحدة وهي تختطف أوروبا الشرقية من بين يديها، وتمزق يوغسلافيا أهم مراكز نفوذها أمام عينيها. وهو الذي أدى بروسيا إلى ترك الولايات المتحدة تستعمل "الحرب على الإرهاب" كغطاء بشع لتمرير سياساتها من دون أن تتصدى لها أو تحاول فضحها وكشف أكاذيبها.

حسن الحسن

رزاق الجزائري
13/11/2008, 09:03 AM
قد اتفق مع جل ما جاء في المقال واظن ان بدايته كانت لمقطع من خطاب بعد الحرب لبوتن او ميدفيديف وهو موجه لاوربا اولا لفهم لعبة المصالح مع استدراك ان الغرب عموما لم يحسب يوما روسيا دولة غربية حتى بعد الجهد الكبير الذي قام به بطرس الاكبر لذلك فقد كانت دوما هي و الامبراطورية العثمانية تعتبر كارث للتخلف الشرقي.
كما ان ابعاد الصراع هي متشابكة كثير فللعلم روسيا هي حليف الغرب الاول في افغانستان و تأثيرها على مسار الحرب هناك كبير جدا مما يجعلنا لا نفهم هل من مصلحة افتعال هاته الحرب هل الولايات المتخدة من افتعل الصراع ام روسيا ذاتها كتغيير للتوازنات كما ان البعد الايديولوجي لا يمكننا الغائه كثيرا مع التفريق بين الرأسمالية الاوربية المبنية على اساس التكافؤ و الراسمالية الامريكية المبنية على اساس الحرية.فاعلان الروس انهم لن يقبلو بعد اليوم عالما احادي القطب و مساعيهم العملية لذلك بالموازاة مع تقدم الحلف الاطلسي الى حدودها كما الاستقطاب الحادث في اوربا بين موال للسياسة الامريكية و خصوصا من الدول الشرقية و صاخب مبدأ مستقل خضوضا الدول الفاعلة كفرنسا والمانيا و نذكر ان روسيا اواخر التسعينات كانت عرضت على الاوربيين اقامة درع صاروخي يحمي اوربا بدل الدرع الامريكي الظاهر ان الصراع في ابعاده هو بين محاولة هيمنة امريكية قديمة جديدة على اوربا و تزايد نفود روسي مع نزعة استقلالية لاوربا عن المحورين.
قد تكون الرئية اكثر تفصيلا في دراسة الجوانب التاريخية للصراع مع بعده الجيوسياسي و الجيواسترتيجي.لانه لا يمكن الفصل بين هاته الابعاد الثلاثة .

طارق شفيق حقي
13/11/2008, 04:59 PM
يا أخي رجعتنا للسياسة

ما كان لي صديق في قبة المربد بعد رحيلك


خيو الدب الروسي كشر عن أنيابه
والثعلب العجوز لم يفعل شيئاً

والكاوي بوي الأمريكي غدر به حصانه هذه المرة

والضحية كانت جورجيا