المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هناك أمل



وائل
24/10/2005, 09:18 PM
يخطىء كل من يعتقد أن العالم العربي وصل إلى مرحلة الاستسلام لأنه غير قادر على مجابهة أو مواجهة أو التصدي لكل ما تفرض عليه من رغبات أميركية... ويرتكب خطيئة كل من يقول ويدعي أن عالمنا العربي أصيب بمرض العجز والضعف وأنه غير قادر على التعافي من هذا المرض... ونشك بكل من يدعو إلى القبول بالأمر الواقع المفروض علينا، والسير بالركب الأميركي حتى نتفادى صدامات ومواجهات، ونجنب عالمنا العربي المزيد من الويلات والاضطرابات..
إننا لعلى ثقة كبيرة في أن عالمنا العربي لم يفقد جميع قدراته وامكانياته، ولم يستسلم لكل الاملاءات الاميركية، وإننا لعلى يقين من أن العالم العربي ما زال قوياً ويستطيع أن يتخطى الصعاب التي تواجهه، وكل الضغوطات الممارسة عليه.
نعلم جيداً أن النفوذ الأميركي السياسي تغلغل داخل العديد من الأنظمة العربية حتى وصل إلى مرحلة النهش بعظامها، وأن هذا النفوذ يفرض ما يريده على هؤلاء القادة والحكام، ولا يستطيع أحد منهم أن يتفوه بكلمة واحدة تغضب السلطان الحاكم في البيت الأبيض الاميركي..
ونعلم أن العديد من الأنظمة العربية تخاف من ضياع السلطة القابضة عليها، وتهاب من أن يكشف الاميركان الكثير من الفضائح يحركون من خلالها "شعوب" هذه الأنظمة لتنتفض ضدهم وتطيح بهم..
ولكننا على يقين بالمقابل أن ليس جميع قادتنا العرب مستسلمين... ومنبطحين وعاجزين... هناك العديد من القادة الذين ما زالوا يحتفظون بكرامة قوية، وقادرين على لعب دور فعّال في احياء "الهيبة" العربية على الساحة الدولية، وفي توحيد الصف العربي والتوصل الى موقف واحد موحد لمواجهة الأخطار المحدقة بعالمنا العربي. وما زالت هناك دول لها قدراتها وثقلها على الساحة العربية، إن حاولت إعادة جمع شمل صفوفها، قادرة على قلب الموازين وقلب الطاولة على كل من يريد أن يستبيح أمتنا العربية.
في أوائل التسعينات حاولت اسرائيل وبدعم أميركي خداع عالمنا العربي من خلال جره إلى التطبيع ولكن التحالف الثلاثي المصري السعودي السوري الذي تمثل في قمة الاسكندرية أوقف حالة الهرولة نحو التطبيع، ووضع النقاط على الحروف... وهذا التحالف إن تم إحياؤه قادر على فعل الكثير لصالح أمتنا العربية وكذلك لصالح هذه الدول الثلاث..
صحيح أن هناك فتوراً في العلاقات ناتجاً عن ظروف ومعطيات كثيرة ومنها انهماك كل قطر من هذه الأقطار بقضاياه الداخلية التي أثيرت ودعمت من اميركا لابعاد هذه الاقطار عن معالجة القضايا المصيرية والانشغال في قضايا داخلية قد تكون مهمة ولكنها ثانوية أمام ما يحاك ضد جميع أقطارنا العربية من دون استثناء.. وما تتعرض له سورية من حملات وضغوطات لا تقل أهمية عما تتعرض له السعودية ومصر من انتقادات ومطالبات وتدخلات... وما يصيب سورية من "مكروه" لا سمح الله سينعكس سلباً على جميع أقطارنا العربية وفي المقدمة مصر والسعودية... إذ أن الادارة الاميركية وبصورة علنية ومكشوفة تتهم السعودية بالوقوف وراء "التطرف الاسلامي" وعناصره الذين ارتكبوا جريمة 11 سبتمبر عام 2001.. وتتهم مصر بأنها بعيدة كل البعد عن مسيرة الاصلاح والديمقراطية... بالاضافة إلى محاولة زج سورية في كل حدث نسمع عنه في عالمنا العربي ليحملها مسؤوليات جسام... ولتبرير أي اعتداء أو إجراءات قد تتخذ ضدها بحجج وذرائع غير سليمة، وباتهامات باطلة وملفقة..
ولا يخفى على أحد من أن الإدارة الاميركية عملت وما زالت تعمل على ايقاع الخلاف بين أقطارنا العربية من أجل إضعاف العالم العربي، ومن أجل منع أي تحالف عربي عربي لمواجهة الاملاءات والشروط والرغبات الاميركية الاسرائيلية المشتركة... وستواصل أميركا أيضاً العمل الجاد لتقسيم عالمنا العربي، وتقسيم أقطاره الى دويلات صغيرة يكون من الصعب التوحد، ويكون من المستحيل الوصول إلى وحدة سواء على المستوى الاقتصادي أو الصحي أو التربوي أو السياسي.. ويكون من السهل تمرير ما تخططه أميركا من مشاريع سياسية أو اقتصادية وسياسية الخ..
لكن، ورغم كل ما نعانيه، ورغم كل الجهود الاميركية وتأثيراتها على ساحتنا العربية، ورغم محاولات أحداث الفرقة ورفع درجة الفتور في العلاقات العربية العربية، إلا أن الأمل ما زال قائماً في أن الدول القيادية الثلاث سورية ومصر والسعودية قادرة على التنسيق السياسي لمنع المزيد من التدهور أو الفتور في العلاقات العربية، ولوضع حد للتدخل الخارجي بالشؤون الداخلية لاقطارنا العربية، وللكف عن توجيه اتهامات باطلة وتلفيق حجج وأعذار لتبرير "تدخلات" مستقبلية خطيرة جدا جدا... ولمنع الادارة الاميركية من ارتكاب "حماقة عسكرية"... قد تحول المنطقة بأسرها إلى ساحة دمار وعنف ومعاناة..
ومن هنا فإن الدول الثلاث مطالبة بإعادة التنسيق والاتصالات الى الدرجة التي كانت قبل سنوات والى المستوى الذي تستطيع من خلاله التأثير السياسي على الساحة الدولية وعلى الساحة الاميركية بوجه الخصوص.
إن العاهل السعودي الجديد الأمير عبد الله يتميز بخلفيته القومية الوطنية، وبمواقفه السابقة النبيلة... ولهذا فعليه أن يخرج من أسوار العرش الذي اعتلاه مؤخراً، وينسق مع مصر وسورية، وان يقف إلى جانب سورية موقفاً شجاعاً وحازماً وحاسماً.. كما وقفت سورية ومصر الى جانب السعودية في أحلك الأيام وفي أصعب الظروف قبل 15 عاماً..
إعادة الحياة للمحور العربي الثلاثي بين دمشق والقاهرة وجدة قد تكون وسيلة فعالة في وضع حد للزحف الاميركي داخل عالمنا العربي. وقد تكون بداية جيدة لاعادة صياغة موقف عربي فعّال وقوي لمواجهة الأخطار المحيطة به..
على عالمنا العربي أن يفعل أكثر من أحياء المحور الثلاثي، ولكننا نطالب بالبدء بهذه الخطوة لعلنا انطلقنا نحو المزيد من التضامن والتعاضد لوضع حد لانهيار عالمنا العربي وأوقفنا زحف وانتشار سرطان الاملاءات الاسرائيلية الأميركية في جسد أمتنا العربية... إنها أمنية كل عربي في أن نبدأ من جديد وبقوة وفي أسرع وقت.. وأملنا كبير في أن عالمنا سيتجاوز المحنة التي تعصف به... وسينسف ويسقط كل ما يخطط له من تقسيم وتجزئة واستباحة

سالم سليم
25/10/2005, 02:55 PM
اتمنى ان اكون متفائل مثلكم

ولو اني لا اعرف الكثير عن السياسة العربية وعالم السياسة على الاطلاق

تحياتي وتقديري