المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الْجُرْحُ ...



أبو شامة المغربي
23/08/2008, 08:35 AM
الجُرْحُ

… ولم تكن في سائر أيامها المنقضية إلا مرتعا للناظرين ومتنفسا للخواطر، وكل من جال فيها وتأمل الحسن الذي يشع من أرجائها، وأرهف السمع إلى السكينة التي ينطق بها كل ما فيها، إلا وصارت عيونه على سفر، وغدا ما يقتنصه سمعه من صور منسابا في بصره …

إنها اليوم لا تجد من أكثر أهلها القدامى من يرثيها، وتأبى أن تستجدي منهم الرثاء لنفسها، وتكره أن تنظر في وجوه من فرطوا فيها وعقوها، ولم يحفظوا عهدها ولم يقدروها حق قدرها، وحتى ما آلت إليه من حال سيئة، يشق عليها أن تبديه للغرباء، الذين داسوا هامتها بأقدامهم، ولوثوا جنباتها بأوزارهم وآثامهم …

أخرس نثرَ الناثرين شحوبُها القاتل وذبولها الخانق، وألجم نظمَ الناظِمين حزنُها الشديد وأساها العميق، فلم يعد لأي حديث بين حطامها مقامُ، وشق عليها بعد كل ما ألم بها من دمار أن تعثر على بلسم لجرحها أو تجد لنزيفها فطامُ، مثلما عسر على ذات الجرح الغائر التآمُ …

ابو مريم
23/08/2008, 05:36 PM
الجُرْحُ



… ولم تكن في سائر أيامها المنقضية إلا مرتعا للناظرين ومتنفسا للخواطر، وكل من جال فيها وتأمل الحسن الذي يشع من أرجائها، وأرهف السمع إلى السكينة التي ينطق بها كل ما فيها، إلا وصارت عيونه على سفر، وغدا ما يقتنصه سمعه من صور منسابا في بصره …


إنها اليوم لا تجد من أكثر أهلها القدامى من يرثيها، وتأبى أن تستجدي منهم الرثاء لنفسها، وتكره أن تنظر في وجوه من فرطوا فيها وعقوها، ولم يحفظوا عهدها ولم يقدروها حق قدرها، وحتى ما آلت إليه من حال سيئة، يشق عليها أن تبديه للغرباء، الذين داسوا هامتها بأقدامهم، ولوثوا جنباتها بأوزارهم وآثامهم …



أخرس نثرَ الناثرين شحوبُها القاتل وذبولها الخانق، وألجم نظمَ الناظِمين حزنُها الشديد وأساها العميق، فلم يعد لأي حديث بين حطامها مقامُ، وشق عليها بعد كل ما ألم بها من دمار أن تعثر على بلسم لجرحها أو تجد لنزيفها فطامُ، مثلما عسر على ذات الجرح الغائر التآمُ …


حزن عميق يعم القصة ،وقد بدا الجرح عميقا والمأساة كبيرة..
أحسنت أستاذ أبو شامة وأصبت بسردك وتقديمك لهذه الصورة..
أبو مريم

أبو شامة المغربي
09/09/2008, 09:31 AM
http://www.rwafee.com/up/uploads/db2acc2c6d.jpg