View Full Version : شيءٌ من ذكرياتي
عابر سبيل
05/08/2008, 09:29 PM
شيءٌ من ذكرياتي أسردها في حلقات .
الحلقة الأولى " دراستي الجامعية التي تحولت لغربة "
بعد تخرجي مدرسا للغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , وتعييني في إحدى المدارس القريبة من قريتي :أحسست براحة نفسية عظيمة وتخلصت من هم ثقيل كان يتربع على كاهلي .
أحسست و أنا أدخل باب المدرسة وللمرة الأولى في حياتي مدرسا بتجاوزي لمرحلة من مراحل حياة الإنسان ، مرحلة التلقي والجهد المترتب عليه ، تجاوزتها إلى مرحلة البذل والعطاء مرحلة المنفق على من يبتغون ويطلبون .
تجاوزت غربة دامت أربع سنين , غربة مكان وزمان .
مكان ليس ببيت العائلة العامر وزمان ليس بزمان قريتنا البدائي .
مكان ليست فيه أمي تعد طعامي وفراشي ، زمان ليس فيه تغريد عصفور الصباح وتهليل وتكبير الفلاح .
مكان ليس فيه رحابة " الباحة " وشموخ " الروشن " ، زمان ليس فيه نم باكرا لتصحو باكرا
غربتي التي دارت أحداثها في عاصمتنا الرياض لا تبعد عن قريتي سوى 120 ميلا
لكن الزمان والمكان الذين ذكرت شيئا منهما ساعدا على قسوتها ومعاناتي منها .
أعود مرة أخرى للمكان والزمان :
المكان : غرفة صغيرة معدة لنزيل واحد , حيث الوحدة بكل تعبيراتها سرير صغير يزاحمه مكتب أصغر ودورة مياه أعزكم الله . خارج الغرفة مبان مرتفعة متشابهة مرقمة كي لا تتيه ، محاطة بسياج وحراسة مشددة . أفنية جميلة ومشجرة أين ما تقع عينك لا تقع إلا على منظر جميل أشجار وممرات ومسطحات خضراء , ولكن من سمع منكم بمدينة الأشباح ولم يرها فليذهب إلى مدينة الإسكان الطلابي بجامعة الإمام . سكانها ألوف ومع ذلك تجلس الساعة تلو الساعة تنظر مع شباك غرفتك لا ترى أحدا ولا تسمع صوتا ... ويستثنى من ذلك أوقات الصلاة و وقت الذهاب صباحا لمقاعد الدراسة وظهرا بعد الانتهاء .
الزمان : زمن السرعة زمن الفرصة الواحدة إن لم تستثمرها ضاعت... فمنه العوض وعليه العوض .
زمن القطيعة و التفكك زمن المصالح الشخصية .. زمن الغربة وما من غربة , زمن المادة والجري خلفها زمن يقول الرجل فيه أعطني مالا وانقلني لجهنم على سيارتك . زمن جعلني في عالم ليست تحتضنه جبال نجد ورمالها علم ليست تغطيه سماء نجد الصافية بصفاء نفوس أهلها وعقائدهم ... هل هنا نجد أم هل نجد هنا ؟؟؟؟
تخرجت أخيرا وحصلت على وثيقة إطلاق الصراح تخرجت ولم يبقى من فتيل القنبلة إلا اليسر تخرجت في الوقت المناسب وقبل الانفجار النفسي بقليل .
عدت محملا بذكريات مريرة وتجارب معيشية واجتماعية فاشلة .
عدت أخيرا لبيت عائلتي عدت لقريتي عدت لأسمع صوت العصافير و أشتم رائحة الطين صباحا ورائحة الطعام ونحن خارجون من صلاة العصر عدت و أنا ألتفت في كل مشاويري يمنة ويسرة أخشى أن أمر على شخص دون أن ألقي عليه السلام وأسأله عن حاله وحال أهله ... عدت إلى من ملأ مسمعي بأصوات الأطفال وهم يلعبون بأصوات الحيوانات وقت الأصيل تذكرنا بموعد عشائها
عدت لأجد التواصل الروحي والاجتماعي ، عدت وذكريات الغربة تتساقط كأوراق الخريف وحدة تلو الأخرى ... عدت والعود أحمد .
الحلقة الثانية : الانترنت ومشرفة منتدى الأسرة في موقع محافظتنا الخاص ............................تحياتي العاطرة عابر سبيل
د.ألق الماضي
08/08/2008, 07:13 PM
على الرغم من قسوة الذكريات أحيانا ووحشتها وما تثقل به من مشاعر عدة فإننا على الرغم من ذلك حين نستعيدها نشعر بقوتنا ونعجب من / بأنفسنا حين نرى مقدرتها على مواجهات الصعوبات والمشاعر المتنوعة...
لكل منا ذاكرة حبلى...
الكنانة ملأى ...
فانثرها هنا أخي الكريم...
بانتظارك...
الجمانة
14/08/2008, 11:56 PM
ذكريات جميلة رغم مرارتها ..
ننتظر بقية ذكرياتك وسردك الماتع فلا تطل ..
عابر سبيل
16/08/2008, 12:22 AM
على الرغم من قسوة الذكريات أحيانا ووحشتها وما تثقل به من مشاعر عدة فإننا على الرغم من ذلك حين نستعيدها نشعر بقوتنا ونعجب من / بأنفسنا حين نرى مقدرتها على مواجهات الصعوبات والمشاعر المتنوعة...
لكل منا ذاكرة حبلى...
الكنانة ملأى ...
فانثرها هنا أخي الكريم...
بانتظارك...
أشكرك من الأعماق على المرور الكريم
هي كما قلتي
.
.
.
نكتب الذكريات هربا من هذا الواقع المتأزم
وعندما نمعن النظر نجد أن ذكرياتنا كانت تدور في واقع مشابه
نحن نعيش في مثل الدوامة نهرب خوفا ... فإذا نحن في أحضان من هربنا منه خوفا .
تحياتي العاطرة لشخصك الكريم عابر سبيل
عابر سبيل
16/08/2008, 12:29 AM
ذكريات جميلة رغم مرارتها ..
ننتظر بقية ذكرياتك وسردك الماتع فلا تطل ..
طابت أيامك
إشادة عزيزة
ذكريات مرة كما قلتي أتجرع من مرارتها كلما كتبت , لذلك أتذوقها رشفة رشفة لكي لا تنفرني مرارتها .
تحياتي العاطرة عابر سبيل
الجمانة
23/08/2008, 12:23 AM
أين بقية الذكريات أيها العابر .؟!!!!
عابر سبيل
23/08/2008, 08:27 PM
الحلقة الثانية " الإنترنت ومشرفة قسم الأسرة والطفل في منتدى محافظتنا "
لم أكن في طفولتي ولدا مدللا , كما لم أكن مهمشا مهملا , لذلك لم أعش طفولتي مثل ما عاشها أطفال الدلال والنعمة
لم أذكر يوما أني طلبت من أحد لعبة أو ثمنا لها , أو طلبت شيئا مماثلا لما يمتلكه أترابي من لعب و وسائل ترفيه .
كنت ألهو و أمرح مع من حولي بما يتيسر من إفرازات الطبيعة , سيوف من خشب وخيول من جذوع النخيل وكرة من علب المشروبات الفارغة , وهكذا .
نشأة ولله الحمد لا أنظر إلى ما في أيدي الناس , ولم يكن يغريني ما يمتلكون , عودت نفسي أو بالأصح عودت على هذا النسق من الحياة , هي سنة حسنة لعلي أزرعها في نفوس أبنائي مستقبلا .
تحملت مسؤوليات اجتماعية منذ الصغر , كان والدي حريصا على أن يقوم كل فرد بدوره في الحياة , لذلك شاركت في رعي الغنم , وساهمت في حصاد العلف لها , تسلقت النخيل أجني ثمارها , عملت جنبا إلى جنب مع كل من كان بحاجة لمساعدة , كنا نعمل بمبدأ التكافل الاجتماعي الذي حث عليه الدين الحنيف , حالنا في ذلك حال المجتمعات القروية والتجمعات الصغيرة
رغم المسؤوليات التي تحملتها وذكرت شيئا منها ، إلا أني لم أتحمل مسؤولية عاطفية تجاه الغير .
كنت أستمتع بالحنان والتعاطف عندما يأتيني من الغير , كنت أحزن وأتألم كنت أعاني من ضغوط ومتاعب مثل بقية البشر , وكنت أجد اليد الحانية كنت أجد المساعدة والمساندة .
أما أن أكون سندا للغير في شيء عاطفي أو وجداني أو أن أكون يدا حانية رحيمة ؛ فلم يحدث شيء من ذلك مسبقا .
دخل فهدٌ بأناقته المعتادة ونحن جلوس في غرفة المدرسين وقت الراحة .
وقال بصوت المنتصر : بدأت الإنترنت تعمل اليوم في محافظتنا , لم يبدي الجميع اهتماما بالموضوع , فقط أنا والأستاذ فهد و وكيل المدرسة الأستاذ محمد كنا المتحمسين لهذه التقنية .
أحسست بفرح كبير كنت أنتظر هذه اللحظة وكنت مستعدا لها حيث اشتريت حاسبا وهيأته لهذه الخدمة من فترة ليست بقصيرة .
خرجت من المدرسة وخرجت من عالم قريتنا الصغير ودخلت عالما جديدا ليس كعالمي المعتاد .
قرأت وشاهدت أشياء لم أكن لأشاهدها في عالمي الصغير .
زادت الزيارات بيني وبين زميلي فهد وكل منا يطلع الآخر بما اكتشفه في هذا العالم الجديد .
اكتشفت منتدى باسم محافظتنا أنشأه مدرس سابق في المدرسة الثانوية التي تخرجت منها , كانت ترطني به علاقة طيبة و أنا طالب ولكنه انتقل للعاصمة واستقر هناك .
سجلت في هذا المنتدى بمسمى (( سائرٌ بدرب اللا عودة )) و لم أخبر أحدا بذلك , تطورت علاقتي به أحسست بانتماء شديد لهذا المنتدى البسيط .
كان مدير الموقع يحذف الأرشيف القديم ليخفف الضغط على المنتدى كانت المساحة المحددة صغير حاله كحال المنتديات العربية في تلك الفترة , كانت قليلة وتفتقد للإمكانات التقنية التي تتوفر الآن .
نورة " مشرف قسم الأسرة والطفل "
كنت عضوا فاعلا في المنتدى و مطلع على كل جديد فيه , كانت نورة من أنشط الأعضاء كانت تضع موضوعا كل يوم تقريبا , وكانت تكتب موضوعاتها بين الساعة السابعة والنصف والثامنة صباحا .
كنت متابعا لها , ولم أجد موضوعا واحدا لها خرج من دائرة الحزن والألم .
كانت تمتلك أسلوبا ساحرا في وصف أحزانها و آلامها وما تتعرض له من ظلم .كانت مشاعري تحترق و أنا أقرأ ما يخطه قلمها .
كنت أتسأل : أي حالة نفسية تعيشها هذه الإنسانة , وأية متاعب تتكبدها , و أي متغطرس جبار تعيش تحت وطأته , وكيف لمثلها أن تصمد وتعيش كل هذه المدة .
تعقيبات كثير وردود لموضوعاتها , لاحظت أنها لا تهتم بمن يشيد بأسلوبها أو بلغتها في الكتابة , كانت تهتم بمن يعزيها ويواسيها .
بدأت أجاريها و أذكرها بالأجر المعد للصابرين , وأن الاستسلام والضعف لا يولد إلا الهزيمة .
تعلمت من مواضيعها كيف أقرأ السطور وما بين السطور , تعلمت كيف أفهم الإيحاءات والإشارات .
بعد شهرين من التعايش مع واقعها المر وصلتني رسالتها الأولى على الخاص .
تقول فيها " هل تملك طوق نجاتي "
لن أتكلم عن هذه الرسالة وما أحدثته من ضجة كبيرة داخلي , مكثت وقتا و أنا أتأملها , سؤال من أربع كلمات ولكنه يحتاج للإجابة عنه صفحات .
أخيرا أرسلت لها " لا أدري عن أي طوق للنجاة تحتاجين لأعلم أأمتلكه أم لا "
أرسلت لي " هل أنت ملتزم "
أرسلت لها فورا وغضبٌ يجتاحني " أنا مقصر جدا في الواجبات فما بلك بالنوافل , ولكني أحمل بين جنبي قلب يؤمن بالله ويخشى عذابه "
أرسلت لي بعد ذلك " أنا لا أريد سوى هذا القلب "
توقفتُ عن الكتابة ولم أرد .
بعد ساعة وصلتني رسالتها الرابعة : - سأتذكر عبارتها لعل الذاكرة تسعفني - ( أخي العزيز .السائر : أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة متزوجة من قريب لي من جهة أمي منذ تسعة أشهر , عندما تغيب الشمس تشتعل في داخلي نار عظيمة , تدخلني عالم آخر وتفقدني التركيز فلا أعرف حتى اتجاه القبلة .
أقبل الليل و أقبل معه موعدٌ ينام بجواري وحش مفترس .
أخي العزيز السائر الناس يموتون مرة واحدة و أنا أموت كل ليلة , أتجرع سم الموت مع كل نهشة ينهشني فيها هذا الذئب المسعور , ذئب ينهشني وينشرني ويطويني يأكل من جسمي الغض حتى يشبع فإذا شبع نام على جنبه وأعطاني ظهره
هو ينام ويعلو شخيره و أنا أظل على ظهري غارقة في هول صدمة تتكرر كل ليلة غارقة في صمتي وأنيني أكفكف دمعي بكفي الواهنة و ألملم ما تطاير من شعري , أرتب خواطري و أسطر آلامي لكي أكتبها صباحا عندما يذهب لعمله ’ أنني أموت أيها السائر كل ليلة .. هل تعرف معنى أن تموت كل ليلة .
أيها السائر هل تعرف أين أنا الآن , أنا في قرية من قرى الجوف أبعد عنك وعن أهلى مئات الكيلومترات
أيها السائر هل تملك طوق نجاتي ؟ وهل ما كتبته يكفي ؟ أم أفرغ كنانتي وأنثر ما تبقى من أسراري .
أيها السائر أسمي الحقيقي سارة وليس نورة . طاب يومك وعسى أن يطيب ليلي ... سارة
لن أتحدث عن حالي لحظة القراءة ... كانت حال المذبوح يترنح في مستنقع دمه .
أرسلتها رسالتي الثالثة وحمل ثقيل يرزح فوق عاتقي " نعم أملك طوق نجاتك , وما كتبتي يكفي "
أرسلتها وليتني لم أرسلها .
الحلقة الثالثة " أين طوق نجاتي "
الجمانة
23/08/2008, 08:39 PM
كان الله في عونها وعون من يقرأ الآن ....
إلي بالحلقة الثالثة ، ولا تطل أيها السائر العابر ..
د.ألق الماضي
23/08/2008, 08:48 PM
أشعر أن الحلقة الثالثة تحمل الشيء الكثير...
بالانتظار...
حنين الذكريات
23/08/2008, 10:32 PM
ذكريااااااااااات وأي ذكريااااااااااااااااات...
كان الله في عون الجميع...
ننتظر ما في جعبتك أيها العابر...
بكل شوق نتابع...
فلا تطل الغيبة....!!
الناصري
28/08/2008, 10:48 AM
.
.
ذكرياتٌ أو مذكراتٌ أو أقاصيص ..جميلة أيها العابر..!!
.
ما رأيكم أن يقص كلٌّ منا قصته !! هيا
.
.
عابر سبيل
28/08/2008, 11:50 AM
الجمانة .
د. ألق الماضي .
حنين الذكريات .
الناصري .
شرفٌ لي أن تقرأوا وتعجبوا بما كتبُ
ممتٌن للمرور ..... ..... ......... ............ .............. العابر
سيدي الكريم عابر سبيل
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
سررت جداً بقراءة ذكرياتك
تمتلك أسلوباً رائعاً ومميزاً في السرد
جعلتني أنجذب لقراءة المزيد من فيض قلمك
بانتظار جديد ما يخطه قلمك
دمت بود
رزان
د.ألق الماضي
03/09/2008, 04:26 AM
.
.
ذكرياتٌ أو مذكراتٌ أو أقاصيص ..جميلة أيها العابر..!!
.
ما رأيكم أن يقص كلٌّ منا قصته !! هيا
.
.
ما رأيك أن تبدأ ...؟
لأنك صاحب الاقتراح...!
?<..
علي عبدالرحمن
08/09/2008, 10:23 AM
الاخ العزيز /
تقبل مني خالص تحياتي واعجابي ..... منذ فترة لم أدخل لهذا المنتدى الرائع ..... ولكن سعدت كثيرة عندما قرأت لك تلك المذكرات .... انت بارع في سردك للأحداث ... ولك اسلوب شيق وجاذب
اتمنى لك دوام الابداع
طارق شفيق حقي
08/09/2008, 11:24 PM
سلام الله عليك أخي الكريم عابر سبيل
الحلقة الأولى تتناول صراع الروح بين الريف والمدينة
فابن الريف صاحب الروح المنطلقة يحس أن هذه البنايات وهذا الازدحام يأكل روحه، فيعيش ممزق الذات
وكثيراً ما كتب في ذلك القصائد والروايات والقصص
كتبت مرة قصة اسمها هسيس الأفكار ربما تصور شيئاً يشابه ما ذكرت لكن بقالب لقصة لو أردتها ابحث في محرك امربد (أسفل المنتدى ) عن هسيس الأفكار
كذلك لو أحببت قصة خطبة على الانترنت
فلها علاقة بالحلقة الثانية
نقلة جديدة لك عابر سبيل ، وغربة فاضحة تطل علينا
د.ألق الماضي
13/09/2008, 01:48 AM
عابر ...
هل سيطول انتظارنا...؟!
أما لهذا الليل من فجر...؟!
عابر سبيل
13/09/2008, 03:30 AM
الأخت رزان
الأخ علي عبدالرحمن
الاخ طارق
أشكركم على ما أبديتموه من مشاعر وثناء
أما ما ذكرت يأستاذ طارق عن القصتين فلم أطلع عليهما و لعل الاطلاع يكون قريبا .
أشكركم مرة أخرى أخوكم العابر
عابر سبيل
13/09/2008, 03:35 AM
عابر ...
هل سيطول انتظارنا...؟!
أما لهذا الليل من فجر...؟!
أهلا بالدكتوره . ألق
أعتذر عن التأخير
والله لا أمتلك الوقت
ولكن أعدك بأن أكتبها في أقرب وقت إن شاء الله تعالى .
تحياتي العاطرة العابر
د.ألق الماضي
13/09/2008, 04:44 AM
أهلا بالدكتوره . ألق
أعتذر عن التأخير
والله لا أمتلك الوقت
ولكن أعدك بأن أكتبها في أقرب وقت إن شاء الله تعالى .
تحياتي العاطرة العابر
لا بأس أيها الفاضل...
ستجدنا بالانتظار...
عابر سبيل
18/09/2008, 02:51 AM
الحلقة الثالثة ( أين طوق نجاتي )
مرت سنوات طفولتي سريعة .. وبقيت ذكرياتها البسيطة راسخة
تغير كل شيء سريعا
تغير الزمان والمكان والطباع
آه يا قريتي وعائلتي ،، وآه يا أيام طفولتي الوديعة
آه يا بيت عائلتي العامر ويا بستاننا الصغير
بستاننا ... كم كنت عامرا بسواعد والدي وسواعدنا ، وكم كنت متنفسا لنا جميعا
كم أكلنا وشربنا تحت ضلال نخيلك ، وكم جنينا من خيراتك
آه يا ملعبنا ومرتعنا ومؤنسنا
كيف أبدل الوقت سواعدنا التي تعمرك بسواعد استقدمناها من بعيد
وكيف استبدلت عوائلنا فضاءك الواسع ونسيمك العليل و مشهدك الباعث للحياة بعزلة البيوت الجديدة وظلمتها وكتمتها الخانقة .
تخلينا عنك يا بستاننا ، شحب وجهك وبانت شكوتك من جحودنا بعدما أغدقت علينا بالخيرات والجمال والأنس .
آه يا عائلتي
أين إخوتي الذين يملأ ضجيجهم أرجاء البيت
و أين صراخ أبي وغضبه وتهديده و وعيده بعد ما شاب مفرقه من شقاوتنا وشكوتنا
هل هذه هي المدنية التي يتحدثون عنها بفخر
وهل هذا هو التمدن الذي يتبجح به البعض وهم ينعتوننا " بالقرويين "
أين أنتم أيها القرويون وأين قرويتكم ... خذوني معكم ،، خذوني أرجووووووووووووووووكم
كنت متمددا على سريري والعرق ينصبب من جبيني ، أنقل بصري في أرجاء غرفتي التي تشكو قلة الأثاث وانعدام الأنيس .
هجرني إخوتي بعدما تطايروا إلى عش الزوجية أو إلى الدراسة بعيدا .
وبقيت وحدي في هذه الغرفة بقيت وحدك أيها السائر .
أمي
نعم أمي
أمي هي من سيدلني إلى طوق النجاة
قفزت مسرعا أمسح ما تصبب من عرق وأرتب بداية الحديث مع أمي
سأجعل من قضية سارة قضية افتراضية لأحدى أخواتي المتزوجات ،، أمي بحكمتها ورصانتها قادرة بلا ريب أوشك في حل المشكلة .
بحثت عنها هنا وهناك
وجدتها أخيرا على سجادتها خاشعة متذللة تتمتم بأدعية و أذكار .
قبلت رأسها الشامخ ، التفتت إلي وعندما رأتني تبسمت وخلعت غطاء الصلاة إذانا بانتهاء صلاتها
تحدثنا قليلا ثم بدأت بطرح قضيتي .
أمي افترضي جدلا مجرد افتراض أن زوج أختي فلانة قال لها ........ توقفت هنا ولم أكمل
أحسست بشيء لا أعرف كيف أصفه
تغيرت ملامح وجهي وتجمد الدم فيه
شعرت لحظتها بأني غبي أحمق .
سمعت هاتفا يقول : هل تعرف أيها السائر شيئا عن ما يقوله زوج سارة لها
وهل تعرف شيئا عن تعامله معها
وما قضيتها التي ستجعل لأختك قضية افتراضية مشابهه .
كل ما تعرفه عنا شيء خاص له مكانه وزمانه المحدد فكيف ستشرح لأمك مثل هذا الشيء .
نهضت مسرعا من أمام أمي وخيبة عظيمة تتلبسني
هربت لملاذي .. هربت لغرفتي
تمددت على سريري مجددا وعرقي يزداد غزارة
نظرات أمي المستغربة والمستنكرة من تصرفي ومن سؤالي الذي مهدت له ولم أكمله، نظراتها لا تزال تحدق بي .
ورسائل سارة !!! رسائلها المستغيثة تطلب طوق النجاة الذي أزعم امتلاكه تنفتح أمامي .
ماذا تفعل أيها السائر و أية مشكلة أقحمت نفسك فيها
ومن هي سارة التي شغلتك بمشكلتها
سارة التي لا تبلغ من العمر سوى تسع عشرة سنة .. تطوقها كل هذه المشكلات كيف ولماذا ؟
وهل هذه الصغيرة الشابة لها القدرة على أن ترسم صورتها المأساوية بهذا الشكل المتقن ؟
عمرها تسع عشرة سنه وتمتلك كل هذا الأسلوب الساحر !!
هذا التعبير العميق
هذه اللغة البارعة المعبرة .
وخرجت من دائرة مشكلتها إلى دائرة شكوكي حولها .
أهي مقلب من المقالب ؟ ... أم أنها ممن تتسلى باللعب على عواطف الآخرين ؟ ... أم أن مأساتها حقيقية واقعة بها ؟.
ماذا تفعل أيها السائر الحائر .
ماذا تفعل ؟؟؟؟؟؟؟.
د.ألق الماضي
18/09/2008, 05:08 AM
تمتلك أسلوب الإثارة...
أيها العابر...
ازداد احتباس أنفاسنا...
فلا تطل...
محمد سيد عبدالعظيم
18/09/2008, 03:50 PM
أيها السائر العابر الحائر
أيها المبدع أدخلتنا في دوائرك التائهه
ننتظر البقية فلا تطل
عيون المهاء
18/09/2008, 10:52 PM
ما كتبت رائع ايهاء العابر
ننتظر باقي ابداعك
الجمانة
19/09/2008, 12:36 AM
نتابع بشغف فلا تطل ..
عابر سبيل
20/09/2008, 08:32 PM
تمتلك أسلوب الإثارة...
أيها العابر...
ازداد احتباس أنفاسنا...
فلا تطل...
أهلا بالدكتورة ألق
مرورك الكريم ومتابعتك تشجيع ومؤازرة وشرف .
تقبلي أرق تحياتي . العابر .
الدبابة
24/08/2009, 03:20 AM
مر عام أيها العابر .. فـ هلا عبرت من هنا ؟ .. هلم إلى ساحتك ومساحتك .. ولتطفيء ظمأ شغفنا وترقبنا لذكرياتك واسطرها هنا .. لنا .. نحن بانتظارك .. وسننتظرك .. فـ انت يستحق ذلك
عابر سبيل
26/08/2009, 03:01 PM
مر عام أيها العابر .. فـ هلا عبرت من هنا ؟ .. هلم إلى ساحتك ومساحتك .. ولتطفيء ظمأ شغفنا وترقبنا لذكرياتك واسطرها هنا .. لنا .. نحن بانتظارك .. وسننتظرك .. فـ انت يستحق ذلك
سيدتي الفاضلة أسعد الله جميع أوقاتك .
ها أنتي رفعتي موضوعا مر عام كامل لم تلحظه الأبصاار ولم تزوده الأقلام
الكنانة حبلى سيدتي بالذكريات ولكن المكان والزمان ربما لا يسمحان بالاستمرار بسردها ..
أشكر لك مرورك الكريم وإشادتك عزيزة أيتها الفاضلة .
وكل عام وأنت من الله أقرب.... العابر.
حكمت الجاسم
27/08/2009, 11:10 AM
طريقةٌ مثلى في سرد الذكرى
لقد راقني الموضوع كثيراً
وأعجبتني رصانة الكلمات
وعذراً على تقليديتي في الرد
فلستُ قادراً على التميّز بحضرة هذه الذكريات المتميزة
نسمة الريف
28/08/2009, 10:32 PM
تظل الذكريات حلوة رغم المرارة التي تشوبها
الأسلوب شيق والمعاني مترابطة والنص خال من الهفوات النحوية والإملائية وهذا ما راقني
تحياتي وتقديري
أسرار
02/08/2010, 03:41 AM
وهذا عامٌ آخر......................يمر....! على هذه المشاركه.....أعجبتني ففضلت إحياؤها..
والذكريات فينا تتوالى....بحلوها ومُرها...نُحبها..وتزيدنا صلابه..,,
نبرة مؤلمه ...مُختزله في داخل نصك يا عابر....آلمتنا جداً ...,,
عابر.................هل من عبور بشيء من ذكرياتك..,,
لك ودي..
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2024 vBulletin Solutions Inc. All rights reserved.