المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأيام السبعة..!!



ريم محمد
02/08/2008, 09:55 PM
الأيام السبعة!!
*
السبت ..

جاءته تحمل الورقة في يدها , وقفت بينه و بين التلفاز , لوحت له بها, نهرها بعنف " ابتعدي أريد أن أرى نشرة الأخبار المفصلة"
فضت الرسالة و شرعت تقرأها بصوت عالٍ "إن لم تتركوا البيت ..قتلناكم بلا شفقة!"
و مررت يدها على رقبتها بخوف..

*

يوم الأحد..
جمعت بقايا ثيابها , أغلقت الحقيبة القديمة ,و توجهت نحوه و هو يجلس أمام التلفاز ممدد الساقين .
-سأترك البيت ..لن أبقى حتى أقتل !
- إنه مجرد كلام!
-بل تهديد حقيقي..
-فلتنسي الأمر و لتجلسي إلى جواري لنتابع مايجري!
-تشاهد الأخبار من التلفاز..بينما لو أخرجت رأسك من النافذة لرأيتها على أرض الحقيقة!!

*
يوم الإثنين
تقلب في فراشه صباحا..ناداها بصوته الأجش , انتظر أن تأتيه , لكنها لم تفعل , فقد غادرت البيت دون رجعة, نهض مترنحا , غسل وجهه و أعد لنفسه فنجانا من القهوة , و جلس أمام التلفاز!
*
يوم الثلاثاء..
ليلا شعر بالخوف و الوحدة, و الباب يطرق .. ثم يهتز, الصوت يسير متخفيا في الظلام يأوي إلى أذنيه " سنعود في وقت لاحق .."
-صحيح فوراؤنا قائمة طويلة!
تنتشر في العتمة المغرقة في السواد ضحكات سوداء شريرة, و يحدث نفسه بوجل مستعر "هل هم هؤلاء ؟!
التلفاز يصدح صوته الضعيف "هؤلاء هم القتلة!و الدماء أغرقت المدينة!"
- دماء ..دماء..
أطفأ التلفاز و أقسم أن لا يشاهد الأخبار مرة أخرى , ثم أغلق باب حجرته و اختبئ تحت الغطاء..
*
يوم الأربعاء
ككل الأيام ..يوم الأربعاء..لم يعد يأبه كثيرا بالتلفاز ..فالأحداث لا تعرض فيه فقط , بل يراها تتمدد في رأسه أيضا..أراد أن يفتح النافذة المسنة,لكنه توقف لهنيهة , و هو يلمح شيئا متكورا .. يثعب دما , يتشبث بالنافذة .. تكبر قطعة اللحم , تستطيل .. تنمو منها يدان و رجلان..و رأس .. و الدم يتصبب منها,
_ ألن ترحل من هنا؟!
يصفع النافذة بقسوة ..لتنغلق مكسورة..يصرخ هلعا ..يختفي الآدمي اللحم ..و لا يبقى غير قطرات دم لرجل قتل في تفجير ..

*
يوم الخميس..
عاد من عمله يحمل كيسا ..و هما ,في الطريق المتهاوي ..تعثر ..ليقع ..على شيء لدن..انغرست يداه في كتلة من لحم متعفنة , الرائحة تتسلق أنفه, ..نهض مجددا.. نفض ثيابه من غبرة الطريق الموحش, ثم أرسل عينيه لتستطلع هذا الشيء الجاثم في الطريق! فتك به الخوف حينما رأى جثة رجل مكتوف الأيدي , و ذو رأس يتدحرج في شارع أسود طويل..دون أن يتوقف !
*

يوم الجمعة..

استيقظ باكرا , لم يفتح النافذة, و لم يشاهد التلفاز, و لم يحتسِ قهوته, بل هرب من بيته تحت جنح الخوف, و قبل أن يصبح كتلة لحم متدحرجة ..أو بقعة دم متسلقة لنافذة!

محمدذيب علي بكار
03/08/2008, 06:51 AM
الاخت الكريمة القصة تحمل الرمزية رغم انها قسمت الى سبع مقاطع الاان النص روح واحدة وهذا يدل على قدرة الكاتب انه عمل ابداعي بلا مجامله الى مزيد من التألق والابداع اخوك محمد

يوسف أبوسالم
03/08/2008, 05:34 PM
الأيام السبعة!!

*
السبت ..


جاءته تحمل الورقة في يدها , وقفت بينه و بين التلفاز , لوحت له بها, نهرها بعنف " ابتعدي أريد أن أرى نشرة الأخبار المفصلة"
فضت الرسالة و شرعت تقرأها بصوت عالٍ "إن لم تتركوا البيت ..قتلناكم بلا شفقة!"
و مررت يدها على رقبتها بخوف..


*


يوم الأحد..
جمعت بقايا ثيابها , أغلقت الحقيبة القديمة ,و توجهت نحوه و هو يجلس أمام التلفاز ممدد الساقين .
-سأترك البيت ..لن أبقى حتى أقتل !
- إنه مجرد كلام!
-بل تهديد حقيقي..
-فلتنسي الأمر و لتجلسي إلى جواري لنتابع مايجري!
-تشاهد الأخبار من التلفاز..بينما لو أخرجت رأسك من النافذة لرأيتها على أرض الحقيقة!!


*
يوم الإثنين
تقلب في فراشه صباحا..ناداها بصوته الأجش , انتظر أن تأتيه , لكنها لم تفعل , فقد غادرت البيت دون رجعة, نهض مترنحا , غسل وجهه و أعد لنفسه فنجانا من القهوة , و جلس أمام التلفاز!
*
يوم الثلاثاء..
ليلا شعر بالخوف و الوحدة, و الباب يطرق .. ثم يهتز, الصوت يسير متخفيا في الظلام يأوي إلى أذنيه " سنعود في وقت لاحق .."
-صحيح فوراؤنا قائمة طويلة!
تنتشر في العتمة المغرقة في السواد ضحكات سوداء شريرة, و يحدث نفسه بوجل مستعر "هل هم هؤلاء ؟!
التلفاز يصدح صوته الضعيف "هؤلاء هم القتلة!و الدماء أغرقت المدينة!"
- دماء ..دماء..
أطفأ التلفاز و أقسم أن لا يشاهد الأخبار مرة أخرى , ثم أغلق باب حجرته و اختبئ تحت الغطاء..
*
يوم الأربعاء
ككل الأيام ..يوم الأربعاء..لم يعد يأبه كثيرا بالتلفاز ..فالأحداث لا تعرض فيه فقط , بل يراها تتمدد في رأسه أيضا..أراد أن يفتح النافذة المسنة,لكنه توقف لهنيهة , و هو يلمح شيئا متكورا .. يثعب دما , يتشبث بالنافذة .. تكبر قطعة اللحم , تستطيل .. تنمو منها يدان و رجلان..و رأس .. و الدم يتصبب منها,
_ ألن ترحل من هنا؟!
يصفع النافذة بقسوة ..لتنغلق مكسورة..يصرخ هلعا ..يختفي الآدمي اللحم ..و لا يبقى غير قطرات دم لرجل قتل في تفجير ..


*
يوم الخميس..
عاد من عمله يحمل كيسا ..و هما ,في الطريق المتهاوي ..تعثر ..ليقع ..على شيء لدن..انغرست يداه في كتلة من لحم متعفنة , الرائحة تتسلق أنفه, ..نهض مجددا.. نفض ثيابه من غبرة الطريق الموحش, ثم أرسل عينيه لتستطلع هذا الشيء الجاثم في الطريق! فتك به الخوف حينما رأى جثة رجل مكتوف الأيدي , و ذو رأس يتدحرج في شارع أسود طويل..دون أن يتوقف !
*


يوم الجمعة..


استيقظ باكرا , لم يفتح النافذة, و لم يشاهد التلفاز, و لم يحتسِ قهوته, بل هرب من بيته تحت جنح الخوف, و قبل أن يصبح كتلة لحم متدحرجة ..أو بقعة دم متسلقة لنافذة!



ريم محمد
مساء الورود
بسردٍ له طعمٌ مخنلف هذه المرة
تطالعنا ريم محمد بقصتها الرمزية هذه
توزع السرد على مدار الأسبوع
وكانت نبرته تعلو وتهبط حسب الحالة النفسية التي يعيشها البطل
ولعل أسلوب السرد هذا ...كأنما هو مشاهد مسرحية إلى حد ما
ساعدت في إبعاد الملل أثناء القراءة وكأن كل يوم قصة بحد ذاته
وهكذا يكون الحدث قد تمدد ليشمل أيام الأسبوع كلها
هذه القصة مكتملة من وجهة نظري فلها بدايتها ونهايتها وفيها الحدث الرئيسي
ولها خاتمتها
ولم تغفل عامل الزمن في هذا كله
فقد اشترك الحدث بالزمن بنوع السرد في إبراز حالة البطل التي ظلت تتصاعد نفسيا حتى أدت به للهروب
ولكن ماذا يقول الرمز
الشعور بعدم الأمان ....هذا هو أهم ما يقوله
وليس بالضرورة أن يكون السبب إحتلالا فقط
بل إن هذا الشعور الذي يدفعنا للهرب موجود في دواخلنا جميعا وفي معظم بلادنا العربية
فنحن لكثرة ما نعاني من القمع والكبت ولانخفاض منسوب حرية التعبير لدينا بتنا نعيش في ظلال الخوف بشكل دائم
نخاف من الفقر الذي يتلصص من شبابيك منازلنا
نخاف من التعبير ...ومن المستقبل المجهول
نخاف من كل شيء فكيف إذا كان الأمر احتلالا مثلا
إته الشعور بالإستلاب ...وعدم الإستقرار
ونتساءل بعد ذلك لماذا لا نبدع كالغرب في مجالات عدة في العلوم والصناعة والتكنولوجيا وغيرها
كيف تبدع في ظلال الخوف وعدم الأمان
كيف نتطور ونحن نعيش هذه الحالة المزرية
التابوهات تحيط بنا من كل حدب وصوب الدين والجنس والسياسة ..
لم يبق لنا أو لم تدع لنا حكوماتنا إلا الحديث عن هيفاء وعجرم
أو الحديث عن طهارة أو نجاسة دم البرغوث
ريم شكرا أيتها المبدعة

عابر سبيل
03/08/2008, 07:33 PM
سلمت أناملك
تدرج جميل في الأحداث مع التدرج الإلزامي في الزمن .
سؤالي هنا هل القصة رمزية ؟ - لا أعتقد . تحياتي العاطرة : عابر سبيل

العيسوى الصغير
05/02/2009, 10:45 PM
تسلسل الاحداث خطفنى وجعلنى اشعر اننى هو هذا الرجل