المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : للجرح القادم بقية



محمدذيب علي بكار
31/07/2008, 07:20 PM
شجرة التوت بقيت منتصبة في وسط الدار.وقد كنا نجلس تحت ظلالها ساعات طويلة فقد شهدت اجمل ايام حياتي وبقيت الصديق الوحيد رغم اني حفرت على جذعها اسمينا .وعندما تتسرب اشعة الشمس من خلال الاغصان ترسم لوحات زخرفيةعلى الارض لاتلبث ان تزول بعد ان تداعبها بعض النسمات الصوت قطع علي تلك التأملات ! وعندما تبين صاحب الصوت واذا به اسعد وهو على عجلة من امره .اسمع ياجاسم الاغا يريدك على الفور .وزوجتي التي على وشك الولادة ماذا افعل لها؟ لقد اخبرته لكنه يريدك فقط اسمع ياجاسم سارسل زوجتي سعده اليها. ذهب جاسم واسعد الى الاغا .بينما بقيت فاطمة وحيدة تنتظر المصير المجهول وتستجي الاصوات المتقطعة بين اللحظة والاخرى. وصل جاسم واسعد الى الاغا فصرخ الاغا في وجه جاسم :لماذا تأخرت وهل تحتاج الى ان ارسل لك كل من في القرية لكي تتنازل وتحضر.هيا اذهب الى القرية المجاورة واحضر البيطري لان الفرس ستضع مولودها الاول لكن زوجتي على وشك الولادة ولااستطيع ان اتركها ارسل غيري ياسيدي ارجوك . لم تفلح توسلات جاسم حيث قال له الاغا:زوجتك تفهم ويمكنها ان تتحمل ايضا .اما الشهلاء فلا يمكنها ذلك .! سار جاسم الى القرية المجاورة وهو يشتم الاغا والبيك والبغال والحمير والساعة التي عمل بها عند الاغا لكن اللقمة صعبة وهي مزنره بالذل والاكراه وتكلف الانسان الكثير ربما تكلفه حياته .صراخ فاطمة يرتفع شيئا فشيئا .وسعده الى جانبها ولاتدري ماذا تفعل فهي عاقر ولم ترزق باولاد قط لذلك لم تترك شيخا او صاحب مقام الاواستنجدت به والنذور التي انذرتها تقصم الظهر لكن الادعية والنذور لم تفلح في فعل شيئ.اسمعي يافاطمة سأذهب واحضر العجوز ام خضر التي ولدت كل ابناء القرية ؟. بينما يسير جاسم الى القرية المجاورة .هنا خطر في باله فكره لماذا لايعود ويخبر الاغا انه لم يجد البيطري .لكن مايدريني انه لن يرسلني الى مكان اخر وهنا استطرد الفكره نهائيا فقد بقي عليه نصف المسافه ؟العجوزام خضر تصرخ لماذا لم تحضروني منذ البداية حالتهاصعبة ولا اعرف ماذا افعل ؟!صراخ فاطمة تحول الى انين متقطع .وصل جاسم مع البيطري الى بيت الاغا والليل يسدي ستاره على الكون الواسع .وبعد عدة حركات مصطنعة قام بها البيطري قال :ستلد عند الفجر اذا لم يخيب ظني .قال جاسم اسمح لي ان اطمأن على زوجتي ثم اعود الفرس لن تلد قبل الفجر .اجابه الاغا :لن تذهب حتى تلد الشهلاء .وهنا اطلق جاسم زفرة كادت تودي به .صراخ فاطمةبدأ يخف والعجوز تدور حول نفسها وهي تقول :سيموت احدهم لا محاله اما ان تموت الام او الجنين والله يسترنا من ان يموتا معا .الفرس تضع مهرها الذي يحاول الوقوف بعد عدة محاولات فاشله انطلق جاسم الى بيته ليطمئن على زوجته . الشمس ترسل خيوطها الاولى والسكون يضيع بين صيحات بعض الديكة . وصل جاسم الى بيته وجد سعده تحمل طفلا مقمطا والعجوز الى جانبها .قالت العجوز :كيف تترك زوجتك في مثل هذا الموقف وتذهب .؟ جاسم اخبروني ماذا حدث .لقد رزقت بطفل وكيف حال امه الصمت هو الجواب الوحيد الذي تلقاه جاسم .صرخ جاسم اخبروني ماذا حدث تخرق العجوز الصمت حين تقول :لقد ضحت بحياتها من اجل طفلها ؟! حمل الفأس بيده واتجه نحو الفرس وحين وصل وجدها ترضع مهرها وهنا عاد الى صوابه .حيث قال الحساب يجب ان يكون مع صاحبك .اتجه الى الاغا وهو يصرخ اخرج يااغا هناك حساب بيننا يجب ان نصفيه الان وحين خرج الاغا واتجه نحوه اعلنت الطلقات انها استطاعت ان تصل الى هدفها في الوقت المناسب ؟!