المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وجوه



أحمد عبد الرحمن جنيدو
31/07/2008, 04:42 PM
وجوه ٌ مخربشة ٌ
(شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو)

على ردهات انحدار السماتْ.
وجوهٌ مخربشة اللون،
يعبث واحدنا بالألوف،
فتلقى الوجوه على الردهاتْ.
عليها مهالك دهر ٍ،
وفيها مكامن سرٍّ،
ومنها تضيع الصلاة ْ.
وتحفر أزمنة الخلط أوكارها
في مفاصلها داخل الدرناتْ.
بواطن ما في الضمور ككشف الذواتْ.
وصورتها العبثيّة في منطق الكون
مشــــــــبعة الصدماتْ.
وعمق التكتـّم جرح ٌ ينزُّ
بأقصوصة العيش في زمن الحيض،
في زمن ٍ خاصم المعجزاتْ.
تراها جليّاً حقيقتنا لحظة الغضب
المؤسف المتجمّد يخصي بنا العنفوان
وسلب الردود،
وتجتثُّ ما يمكن الردَّ فيه،
بعصر البغاة ْ.
تآلف بعض ببعض ٍ نشوء امتزاج ٍ،
وفي مغفل الالتصاق تراكمُ نسغ ٍ،
يسمّى بمحضرنا العفنيِّ مرايا
انعكاس التشوّه في ضامر الأصل،
والعمق يبني صروحاً من الذكرياتْ.
ويحمل عبء الحكايات،
يتلف مجملها في اللهاث،
لأجل الوجود وراء الحياة ْ.
ويبقى هزيلاً يصالح فيه سخافاتنا
كالنوايا بخير تواصلها،
قد يبيح انحدارَ الصفاتْ.
على جبهات البقاء نصارع
من أجل ذاك البقاء،
نموت ويبقى الصراع البقاء،
ترى المتغـيّرَ في الأمر في كثرة الجبهاتْ.
يسود التشابك في النفس،
يدركنا واقع السرِّ في شرك المستباح،
مجازاً من العقباتْ.
هنا يتعلـّق أوّلنا بالهشاشة ،
خير الوقوف بحال الثباتْ.
وأزهى الحياة بحال السباتْ.
فعِدْ كم ترى في الحياة
جناة ـ عصاة ـ بغاة ـ غزاة ،
بلقمة عيشك هم واقفون،
بغرفة نومك هم نائمون،
بلحظة جنسك هم فاتكون،
بإنجاب طفلك هم زارعون،
وإنْ تسأل الحاضرين
يقولون: أنّ الحصاة حماة ٌ حماة ْ.
على سكرات انكسار الضمير نصافح ذاتْ.
وهذا التصافح كالسكراتْ.
ونلبس ثوب الحقيقة في أصعب اللحظاتْ.
قطيع الهشيل من الناس،
في زهوة العيش
في رغبة الوقت،
يفقد صوت الرعاة ْ.
وأرض المراعي يباب،
رعاة القطيع كلاب،
وصوف الجلود جراب،
ولحم الخراف قديدٌ بجوع ٍ مصاب،
حليب النعاج دماءٌ وعظمٌ وناب،
وناي السهول تناسى،
أفي الغصـّة الأغنياتْ.
تكلـّم وعلـّقْ هدير الكمون،
بحلم ٍ حنون،
لأنّ الحياة تـَلاقي الفنون،
وأحلى الفنون جنون،
وأجمل ما تعرف الناس كالترّهاتْ.
رغيفاً يطارده الجائعون،
تصوّرْ بأنّك نطق السؤال،
لهاثاً يحاصره الراكضون،
تحمـّلْ فإنّك تلك النجاة ْ.
أيا زمن العاهراتْ.
أيا وجع الأمنيات ْ.
أيا غدنا المستباح،
كأني تقمّصت شيئاً،
فأصبح حلمي فتاتْ.
أخيراً تعلـّمت شيئاً،
فأصبح عمري على الظلماتْ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نيسان / 2008

ثروت سليم
31/07/2008, 06:40 PM
قصيدة تجسدُ واقعاً مريرا
عبَّر عنهُ الشاعرُ الأصيل بصراحةٍ متناهية
ولم يلبس وجهاً تنكريا أو يضع رتوشاً زائفة
ولكنه صرخ هنا بصوت الشاعر والإنسان من قلب المعاناة
أخي أحمد
تحياتي لهذا الإبداع الصادق

محمد سرحان
31/07/2008, 07:19 PM
إن تمرد حرفك والأنوثة الطاغية لصورك البيانية مادة لا تنتهي من الأسطورة !
ولذا فإن يومي قد بلغ تمامه بمعانقته لهذا الغسق الشعري الجميل
سأعود محمد سرحان ٍ جديدا ... بعد أن تركت الضجر ورائي جثة هامدة
وإني لأقبل رأس حرفك الشاهق الذي ساعدني في هذه المهمة المقدسة



مودتي وتقديري

أحمد عبد الرحمن جنيدو
31/07/2008, 08:41 PM
الكبير والغالي والعظيم الأستاذ ثروت
تحفتك في قصيدتي نجمة نور في ليلة الظلماء
شكراً يا عظيم

أحمد عبد الرحمن جنيدو
31/07/2008, 08:46 PM
العزيز الغالي محمد سرحان كلماتك حافز لي
ويداً بيد لنشعل نوراً أطفأوه رغماً عن أنوفنا
شكراً يا صديقي

يوسف أبوسالم
31/07/2008, 10:13 PM
أخي أحمد
مساء الورد

تأبى إلا أن تنكأ الجراح
كنا نهرب للشعر الوجداني
كنوع من إيهام الذات
وها أنت تعيدنا قسرا إلى الوجع
وإلى الجراح النازفة
مررنا بزمن أخي أحمد
فوجدنا فيه أن كل الشعر
لا قيمة له في دنيا العرب
والآن فإن الحرف والكلمة ذاتها لا قيمة لهما أبدا
نحن في زمن أمريكي إسرائيلي
وهؤلاء أوغاد العصر وكل العصور
لاتنفع معهم إطلاقا إلا لغة القوة
الشعر والكلام والخطب إن لم تكن وراءها
قوة رادعة لا قيمة لها في عصرنا
وخير دليل على ذلك
رضوخ دولة العدو الإسرائلي قسرا
لشروط حزب الله في صفقة تبادل الأسرى
ورحم الله جمال عبد الناصر الذي قال قولته الخالدة
ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة
تحياتي

أحمد عبد الرحمن جنيدو
01/08/2008, 11:01 AM
الكبيرالأستاذ أبو مسلم
صدقت بكل ما قلت لكن حيلتي التي أملكها الشعر
وأحاول إن لم أحدث شيء يكفيني شرف المحاولة
ولو أستطيع أكثر ثق لا أنا ولا أحد عربي مسلم يتوانى
الله يصلح ساسة الأمة