حسين علي البكار
27/07/2008, 06:02 PM
566./,7سعيد في الزمن الرمادي566./,7
دسّ سعيد ساقه في فردة الحذاء الثانية البلاستيكية الموشومة بالأسمنت , وكان قبل ذلك قد أدخل ساقيه في شرواله الرمادي الذي فقد لونه تحت وطأة الشمس وغبار الطين الذي تعشق في نسيجه فصارا متآخيين كشعره الذي بدأ الزمن ينثر غباره الأبيض في مفازته فبات رمادياً من رأسه حتى قدميه 0
تأبط الرفش والتنكة التي لبست هي الأخرى الرداء الأسمنتي , ثم ألقى نظرة إلى الوراء وأغلق الباب وراءه وراح يقاوم سعالاً أعتاد على موسقة صباحاته بفضل تبغه الذي يقبع من حيث الجودة والمتعة في ذيل قائمة التبوغ 0
سار والرصيف , والسيارات تبتلع المسافات مخلفة وراءها زوبعة سوداء تشارك تبغه سمفونية الطقس الصباحي كل صباح , وحين شارف على الوصول إلى المعرض حيث يعرض خدماته في ذلك المكان لاحظ جمهرة من الناس تتحلق حول شيء لا يمكنه معرفة ما هو , فانعطف يميناً يسوقه فضول قاتل لمعرفة ما الذي يجري ولمَ تجمع كل هؤلاء الناس هكذا ؟
في البداية ظنَّ سعيد أن هناك حادث دهس لكن المتحلقين يرون غير ذلك , وحين سال سعيد أول الواقفين أكد له أن الأمر أهم من ذلك , ولحظة الإلحاح التي ألحت على سعيد بتكرار السؤال لم يجدْ بداً من متابعة ما يجري داخل الحلقة التي يلتف الناس حولها 0
وضع سعيد عدة الشغل جانباً , واندس بين صفوف المتحلقين , وراح يخترق صفوفهم ليرى ما الذي يجري داخل هذا الحشد من الناس الذين خرجوا من بيوتهم مثله 0
التعليقات بدأت تقترب من سمع سعيد :
- فعلاً حمار بن حمار !!!
أضاف آخر هذه المرة ليس سر الولد لا في أبيه ولا في خاله
وأردف ثالث :
- الذنب ليس ذنب الحمار وإنما ذنب من يريد تدليل الحمير 0
اندفع سعيد بكل ما لديه من قوة فأحدث فجوة في جدار الواقفين وعلت موجة من غبار رمادي من شرواله حين وجد نفسه وجهاً لوجه أمام المشهد الذي تجمع الناس من أجله , فبلع ريقه وضرب كفاً بكف وقال :
- فعلاً هذا مشهد حماري ! ! !
رجع سعيد إلى الوراء حين اكتشف أن لون الحمار مثل لون ثيابه هو الآخر فخشي أن يخطف الأضواء من الحمار الحقيقي 0
بدا في الصورة ريفي في عقده الخامس وقد بدا عليه الإحباط وهو يرى الحمار الذي اشتراه يرفض ركوب السيارة , وبدا من رجل قصير القامة وكأنه مرقص سعادين وهو الدلال الذي باع الحمار إصراره على إقناع الحمار بالركوب بعد أن قال الريفي وهو يشير بسبابته إلى الدلال قائلاً :
قال حمار مثل الساعة قال !!! البغل الشموس أكثر مرونة من هذا الحمار 0
فاحتج الدلال وقال : ليس العيب في الحمار ؟!
فعلا الهرج بين الواقفين فقال رجل ستيني يتكئ على عكاز من خشب الخيزران :
- والله عشنا وشفنا00حمير آخر زمن الحمير بزمانا حمير عن حق وحقيق مو حمير هالزمن
فقال سعيد في نفسه : الله ينصر دينك يا حجي حمير آخر زمن 0
فعلق أحد الواقفين خلف سعيد قائلاً للدلال :
اقنع صاحبك بالركوب فهو خير له وإلا ستزعل الحمير منه وتعتبره متخلفاً عن ركب الحضارة والعولمة
فصرخ الدلال وقال وهو يلوح بكلتا يديه :
- ما رأيك أن أزوجه أيضاً ؟!
فقال سعيد بصوت جهوري : والله فكرة على الأقل تكون الزفة حافلة 000 فقال الرجل الريفي الذي أشترى الحمار : ما شاء الله 00 مين هذا العبقري الذي يريد أن يشاركنا في هذا الزفاف ؟!
قال الدلال للرجل الريفي :
- ما رأيك يا هذا أن تأتي برافعة تشيل لك هذا الحمار وتضعه في السيارة ؟
- وإذا رفض هناك النزول ؟!
- أنا لا شأن لي أنا بعتك الحمار وأنت حر في تزويجه أو تطليقه أو نقله بسيارة أو سيراً على الأقدام المهم أن الحمار صار ملكاً لك وأنت حر التصرف فيه
قال أحد الواقفين وهو يتنحنح :
يا سيد أنصحكم بإقناع هذا الحمار بوسائل أخرى بعيداً عن العنف أو الإذلال
فقال الريفي : أنا أفوضك بمحاورة هذا الحمار الواقف مثل عمود الكهرباء تفضل وحاوره فإن وصلت معه إلى قرار نحن ننتظرك 0
اقترب الرجل الثلاثيني من الحمار على استحياء ثم ما لبث الاستحياء أن تحول إلى حذر وقبل أن يصل الرجل إلى تخوم الحمار 00 تحفز الحمار وبدأ يعد العدة لاستخدام حوافره , تراجع الرجل وقال وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة : قطيعة تقطع الحمير وسيرتها 00 الواحد مو مستغني عن حنكه 0
نزل سائق الشاحنة وقال :
- متى يشرّف هذا الحمار ويركب لقد تأخرنا وأنا على عجلة من أمري 0
فقال الدلال : نحن بحاجة على ما أعتقد إلى خبير نفسي ليرى مالذي أصاب الحمار ؟
علّق ماسح أحذيةٍ أخترق الجمهرة وهو يمسح أنفه بكم قميصه الرمادي :
- هل أستمع هذا الحمار إلى أخبار اليوم ؟
فقال السائق : دخلك ليش أحنا فهمانين شيء حتى تفهم الحمير الواحد لو قتل أمامه العشرات لم يعد يتأثر لكثرة ما رأى 0
انبرى من بين الجموع رجل محترم مدحو في لباس محترم فقال وهو يلوح بيده اليمنى :
- سمعت أن هناك من يطلب خبيراً نفسياً 00 أنا الخبير النفسي 00 ما به هذا الحمار المسكين
أنا وصلت لتوي , فقال الرجل الريفي الذي أشترى الحمار :
- شو حضرتك خبير بعلم نفس الحمير ؟!!
- نعم بإمكاني أن أحلل سبب يباسة رأس هذا الحمار
أقترب الرجل المحترم من الحمار وسعيد استنفر كل حواسه ليرى ويفهم طريقة معالجة حالة التناحة التي يمر بها الحمار وهو بنفس الوقت بحاجة لمثل هذه المعالجة وخاصة أن زوجة سعيد تعادل في يباسة رأسها قطيعاً من الحمير 00 المحترم صار على بعد خطوتين من الحمار 00 الجمع حبس أنفاسه 00 تطاول القصار من الصفوف الخلفية ونزل سائق السيارة وبعض الحضور تحفز للفرار في حال وقوع طارئ على المشهد وضع الخبير النفسي يده على عنق الحمار وأخرج من جيبه حفنة من السكاكر وبسطها أمام الحمار الذي أبى أن يأكلها , فمسح الخبير على رأس الحمار ووشوشه بكلمات لم يسمعها أحد من الجمهور , وعندما طلب من الحمار الحركة في كل الاتجاهات تحرك إلا جهة السيارة , فقام الخبير بوشوشة الريفي بكلمات جعلته يضرب كفاً بكف ويقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ومن أين لي أن أفعل لهذا الحمار ما يريد0
حمل الريفي خرجاً كان على ظهر الحمار وشقَّ الصفوف وغادر في حين دار محرك السيارة التي غادرت بدورها المكان تاركة وراءها إشارة استفهام استعصى على سعيد حل رموزها 0
عاد سعيد إلى التنكة والرفش فلم يجدهما وقال في نفسه من سرقهما سيلبسه الفقر الرمادي , ثم تلفت حوله ليرى أحداً من الذين يشاطرونه الانتظار على الرصيف ليقدموا خدماتهم للناس فلم يجد منهم أحداً , فأدخل يده في جيب شرواله فعثر في الجيب على بضع دريهمات , وتذكر كلام زوجته الشموس ليلة البارحة والتي أعطته إنذاراً بعدم المبيت في البيت أن لم يحضر معه ألف ليرة 00 فأعاد مسح المكان ببصره فلاح له شحادة الذي لم يشاهد موقف الحمار المتشدد من ركوب السيارة وحين صافحه قال :
- أتعرف يا سعيد مالذي أدهشني اليوم ؟
- مالذي أدهشك يا شحادة ؟
- أول مرة يا رجل أرى حماراً يقف رغم كل المحاولات للضحك عليه موقفاً يحسد عليه
- كيف بالله عليك قل لي ؟ !
- أنا أعرف وأنت تعرف والحمار يعرف لماذا يدعى على العرس
- لقد سرقوا يا رجل عدة شغلي بسبب هذا الحمار وزوجتي حلفت علي بالطلاق إن لم أعد بألف ليرة لن تدخلني البيت
- الحال من بعضه يا سعيد والله لو كان لدي هذا المبلغ لفككت ضائقتك 0
سار سعيد لأول مرة في شوارع المدينة دون رفش أو تنكة لأول مرة يدقق في الواجهات فأكتشف أنه رجل آخر من زمن آخر ثم حين وجد نفسه في موقف للباصات دس نفسه بين الركاب دون أن يسأل إلى أين وجهة الحافلة أو حتى الطريق الذي ستسلكه 00 شعر سعيد بنشوة الانعتاق من زوجة طلقت أنوثتها ومن جدران يرقع فيها بقعاً بقعاً 000 وضع رأسه على مسند الكرسي ثم أسلم جسده لنوم عميق 0
منبج /7/9/2005
دسّ سعيد ساقه في فردة الحذاء الثانية البلاستيكية الموشومة بالأسمنت , وكان قبل ذلك قد أدخل ساقيه في شرواله الرمادي الذي فقد لونه تحت وطأة الشمس وغبار الطين الذي تعشق في نسيجه فصارا متآخيين كشعره الذي بدأ الزمن ينثر غباره الأبيض في مفازته فبات رمادياً من رأسه حتى قدميه 0
تأبط الرفش والتنكة التي لبست هي الأخرى الرداء الأسمنتي , ثم ألقى نظرة إلى الوراء وأغلق الباب وراءه وراح يقاوم سعالاً أعتاد على موسقة صباحاته بفضل تبغه الذي يقبع من حيث الجودة والمتعة في ذيل قائمة التبوغ 0
سار والرصيف , والسيارات تبتلع المسافات مخلفة وراءها زوبعة سوداء تشارك تبغه سمفونية الطقس الصباحي كل صباح , وحين شارف على الوصول إلى المعرض حيث يعرض خدماته في ذلك المكان لاحظ جمهرة من الناس تتحلق حول شيء لا يمكنه معرفة ما هو , فانعطف يميناً يسوقه فضول قاتل لمعرفة ما الذي يجري ولمَ تجمع كل هؤلاء الناس هكذا ؟
في البداية ظنَّ سعيد أن هناك حادث دهس لكن المتحلقين يرون غير ذلك , وحين سال سعيد أول الواقفين أكد له أن الأمر أهم من ذلك , ولحظة الإلحاح التي ألحت على سعيد بتكرار السؤال لم يجدْ بداً من متابعة ما يجري داخل الحلقة التي يلتف الناس حولها 0
وضع سعيد عدة الشغل جانباً , واندس بين صفوف المتحلقين , وراح يخترق صفوفهم ليرى ما الذي يجري داخل هذا الحشد من الناس الذين خرجوا من بيوتهم مثله 0
التعليقات بدأت تقترب من سمع سعيد :
- فعلاً حمار بن حمار !!!
أضاف آخر هذه المرة ليس سر الولد لا في أبيه ولا في خاله
وأردف ثالث :
- الذنب ليس ذنب الحمار وإنما ذنب من يريد تدليل الحمير 0
اندفع سعيد بكل ما لديه من قوة فأحدث فجوة في جدار الواقفين وعلت موجة من غبار رمادي من شرواله حين وجد نفسه وجهاً لوجه أمام المشهد الذي تجمع الناس من أجله , فبلع ريقه وضرب كفاً بكف وقال :
- فعلاً هذا مشهد حماري ! ! !
رجع سعيد إلى الوراء حين اكتشف أن لون الحمار مثل لون ثيابه هو الآخر فخشي أن يخطف الأضواء من الحمار الحقيقي 0
بدا في الصورة ريفي في عقده الخامس وقد بدا عليه الإحباط وهو يرى الحمار الذي اشتراه يرفض ركوب السيارة , وبدا من رجل قصير القامة وكأنه مرقص سعادين وهو الدلال الذي باع الحمار إصراره على إقناع الحمار بالركوب بعد أن قال الريفي وهو يشير بسبابته إلى الدلال قائلاً :
قال حمار مثل الساعة قال !!! البغل الشموس أكثر مرونة من هذا الحمار 0
فاحتج الدلال وقال : ليس العيب في الحمار ؟!
فعلا الهرج بين الواقفين فقال رجل ستيني يتكئ على عكاز من خشب الخيزران :
- والله عشنا وشفنا00حمير آخر زمن الحمير بزمانا حمير عن حق وحقيق مو حمير هالزمن
فقال سعيد في نفسه : الله ينصر دينك يا حجي حمير آخر زمن 0
فعلق أحد الواقفين خلف سعيد قائلاً للدلال :
اقنع صاحبك بالركوب فهو خير له وإلا ستزعل الحمير منه وتعتبره متخلفاً عن ركب الحضارة والعولمة
فصرخ الدلال وقال وهو يلوح بكلتا يديه :
- ما رأيك أن أزوجه أيضاً ؟!
فقال سعيد بصوت جهوري : والله فكرة على الأقل تكون الزفة حافلة 000 فقال الرجل الريفي الذي أشترى الحمار : ما شاء الله 00 مين هذا العبقري الذي يريد أن يشاركنا في هذا الزفاف ؟!
قال الدلال للرجل الريفي :
- ما رأيك يا هذا أن تأتي برافعة تشيل لك هذا الحمار وتضعه في السيارة ؟
- وإذا رفض هناك النزول ؟!
- أنا لا شأن لي أنا بعتك الحمار وأنت حر في تزويجه أو تطليقه أو نقله بسيارة أو سيراً على الأقدام المهم أن الحمار صار ملكاً لك وأنت حر التصرف فيه
قال أحد الواقفين وهو يتنحنح :
يا سيد أنصحكم بإقناع هذا الحمار بوسائل أخرى بعيداً عن العنف أو الإذلال
فقال الريفي : أنا أفوضك بمحاورة هذا الحمار الواقف مثل عمود الكهرباء تفضل وحاوره فإن وصلت معه إلى قرار نحن ننتظرك 0
اقترب الرجل الثلاثيني من الحمار على استحياء ثم ما لبث الاستحياء أن تحول إلى حذر وقبل أن يصل الرجل إلى تخوم الحمار 00 تحفز الحمار وبدأ يعد العدة لاستخدام حوافره , تراجع الرجل وقال وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة : قطيعة تقطع الحمير وسيرتها 00 الواحد مو مستغني عن حنكه 0
نزل سائق الشاحنة وقال :
- متى يشرّف هذا الحمار ويركب لقد تأخرنا وأنا على عجلة من أمري 0
فقال الدلال : نحن بحاجة على ما أعتقد إلى خبير نفسي ليرى مالذي أصاب الحمار ؟
علّق ماسح أحذيةٍ أخترق الجمهرة وهو يمسح أنفه بكم قميصه الرمادي :
- هل أستمع هذا الحمار إلى أخبار اليوم ؟
فقال السائق : دخلك ليش أحنا فهمانين شيء حتى تفهم الحمير الواحد لو قتل أمامه العشرات لم يعد يتأثر لكثرة ما رأى 0
انبرى من بين الجموع رجل محترم مدحو في لباس محترم فقال وهو يلوح بيده اليمنى :
- سمعت أن هناك من يطلب خبيراً نفسياً 00 أنا الخبير النفسي 00 ما به هذا الحمار المسكين
أنا وصلت لتوي , فقال الرجل الريفي الذي أشترى الحمار :
- شو حضرتك خبير بعلم نفس الحمير ؟!!
- نعم بإمكاني أن أحلل سبب يباسة رأس هذا الحمار
أقترب الرجل المحترم من الحمار وسعيد استنفر كل حواسه ليرى ويفهم طريقة معالجة حالة التناحة التي يمر بها الحمار وهو بنفس الوقت بحاجة لمثل هذه المعالجة وخاصة أن زوجة سعيد تعادل في يباسة رأسها قطيعاً من الحمير 00 المحترم صار على بعد خطوتين من الحمار 00 الجمع حبس أنفاسه 00 تطاول القصار من الصفوف الخلفية ونزل سائق السيارة وبعض الحضور تحفز للفرار في حال وقوع طارئ على المشهد وضع الخبير النفسي يده على عنق الحمار وأخرج من جيبه حفنة من السكاكر وبسطها أمام الحمار الذي أبى أن يأكلها , فمسح الخبير على رأس الحمار ووشوشه بكلمات لم يسمعها أحد من الجمهور , وعندما طلب من الحمار الحركة في كل الاتجاهات تحرك إلا جهة السيارة , فقام الخبير بوشوشة الريفي بكلمات جعلته يضرب كفاً بكف ويقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ومن أين لي أن أفعل لهذا الحمار ما يريد0
حمل الريفي خرجاً كان على ظهر الحمار وشقَّ الصفوف وغادر في حين دار محرك السيارة التي غادرت بدورها المكان تاركة وراءها إشارة استفهام استعصى على سعيد حل رموزها 0
عاد سعيد إلى التنكة والرفش فلم يجدهما وقال في نفسه من سرقهما سيلبسه الفقر الرمادي , ثم تلفت حوله ليرى أحداً من الذين يشاطرونه الانتظار على الرصيف ليقدموا خدماتهم للناس فلم يجد منهم أحداً , فأدخل يده في جيب شرواله فعثر في الجيب على بضع دريهمات , وتذكر كلام زوجته الشموس ليلة البارحة والتي أعطته إنذاراً بعدم المبيت في البيت أن لم يحضر معه ألف ليرة 00 فأعاد مسح المكان ببصره فلاح له شحادة الذي لم يشاهد موقف الحمار المتشدد من ركوب السيارة وحين صافحه قال :
- أتعرف يا سعيد مالذي أدهشني اليوم ؟
- مالذي أدهشك يا شحادة ؟
- أول مرة يا رجل أرى حماراً يقف رغم كل المحاولات للضحك عليه موقفاً يحسد عليه
- كيف بالله عليك قل لي ؟ !
- أنا أعرف وأنت تعرف والحمار يعرف لماذا يدعى على العرس
- لقد سرقوا يا رجل عدة شغلي بسبب هذا الحمار وزوجتي حلفت علي بالطلاق إن لم أعد بألف ليرة لن تدخلني البيت
- الحال من بعضه يا سعيد والله لو كان لدي هذا المبلغ لفككت ضائقتك 0
سار سعيد لأول مرة في شوارع المدينة دون رفش أو تنكة لأول مرة يدقق في الواجهات فأكتشف أنه رجل آخر من زمن آخر ثم حين وجد نفسه في موقف للباصات دس نفسه بين الركاب دون أن يسأل إلى أين وجهة الحافلة أو حتى الطريق الذي ستسلكه 00 شعر سعيد بنشوة الانعتاق من زوجة طلقت أنوثتها ومن جدران يرقع فيها بقعاً بقعاً 000 وضع رأسه على مسند الكرسي ثم أسلم جسده لنوم عميق 0
منبج /7/9/2005