المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطة اوباما للعراق . جاسم الرصيف



جاسم الرصيف
27/07/2008, 01:58 AM
:baaa2::baaa2::baaa2:جاسم الرصيف


ــــــــــــــــــــــــــــ


خطة اوباما .. للعراق


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





في مقالة له ، قبل ايام ، على صفحة آراء في جريدة نيويورك تايمز ، رسم اوباما الملامح الأساسية ( لخطته ) في العراق اذا فاز بالرئاسة الأمريكية ، مستثمرا خلّبية المالكي عندما تعنتر وطلب جدولة لإنسحاب القوات الأمريكية التي نصّبه رئيسا لوزراء المضبعة الخضراء . حامل الدكتوراه في الحقوق المدنية من جامعة هارفارد المرشح الديمقراطي اوباما يفهم ويعني مايقول في مقالته التي جاءت عكس ( طقاقيات ) حكومة ملاّ فسيفس ، اذ بدا فرحا بما قاله المالكي معبرا عمّا يدور في معسكر المضبعة المحاصر ب ( 71 ) حيا من احياء بغداد .





( القادة " العراقيون " فشلوا في استثمار عشرات " ملايين " الدولارات من عائدات النفط لإعادة إعمار بلدهم ، ولم يبلغوا المصالحة السياسية ) . كتب اوباما معبرا ، وبدقة كبيرة عن نبض وثقافة الشارع الأمريكي ، مع انه ، وكأي اميركي مازال مخدوعا حتى النخاع بأكاذيب بوش ، اذ مازال هو ايضا يظن ان ( القادة ) في المضبعة هم من العراقيين حقا ، ومازال يتصور ان عائدات النفط المهدورة هي مجرد ( عشرات الملايين ) وهي عشرات المليارات ، كما انه بوصفه مرشحا للرئاسة تحاشى تحميل بلده مسؤولية الخراب الحاصل في العراق ، ومازال يظن ان هناك امكانية ( للمصالحة ) بين مجرمي الحرب الذين عناهم وضحاياهم من الشعب العراقي .





( دعوة المالكي لوضع جدول زمني بانسحاب القوات الأمريكية من العراق تمثل فرصة هائلة .. وربما علينا إغتنام هذه اللحظة للبدء باعادة نشر ، وعلى مراحل ، لقواتنا القتالية .. وهو مادافعت عنه طويلا ، وهذا هو المطلوب لتحقيق .. مصالح الولايات المتحدة الأمنية ) .





فقرة اخرى تؤكد عزم اوباما ، مع ( 70 % ) من الشعب الأمريكي ، على سحب القوات الأمريكية من العراق ، وهذا ماحصل فعلا على الأرض ، اذ سحبت الإدارة الأمريكية كل القوات الإضافية التي ارسلتها الى العراق قبل اقل من عام ، متطابقة مع رأي اوباما ومؤيديه ، واعلنت انها ستسحب المزيد في الخريف ، تحقيقا لإنسحاب آمن ، بالتقسيط المريح ، لطالما حلمت به إدارة عميد تجار الحروب التي ايقنت من فشلها الذريع في العراق بعد اكثر من خمس سنوات من رقصات الحرب الدموية .





واذا ما وضعنا في حساباتنا احتمال ضربة اسرائيلية امريكية لأيران ، فأميركا تحقق لنفسها ولقواتها العسكرية مساحة واسعة من الأمان ، بالإبتعاد عن الخطوط القريبة من القوات النظامية الأيرانية ، كما انها ترقق وجودها بين القوات الأيرانية غير النظامية التي اكتشف الأميركان ، متأخرين جدا ، ومنذ مالايقل عن ثلاث سنوات انهم يتنفسون معهم ذات الهواء في المضبعة الخضراء ، وفي ذات معسكرات ما سمّي تزويرا جيشا وطنيا ( عراقيا ) ما لايقل عن نصفه محسوب على الحرس الثوري الأيراني ، ولكنه يتعاطى التقية الملاّئية باتقان لايحسد عليه .





( انا عارضت الحرب قبل شنها ، ولعلّي انهيها وانا في منصب الرئيس .. اعتقد ان من الخطأ ان نترك انفسنا تنصرف عن قتال القاعدة وطالبان من خلال اجتياح بلد لم يكن يشكل تهديدا بالغا لنا ، ولاعلاقة له بهجمات ايلول / سبتمبر .. ومذاك قتل مايزيد عن " 4000 " جندي امريكي وصرفنا قرابة ترليون دولار ، وجيشنا تحت ضغط هائل ، والأخطار التي تقترب منا من افغانستان وايران تتزايد حجما ) .





ايجاز واضح آخر يؤكد اصرارا من اوباما وانصاره على الخلاص من ورطة العراق من خلال وضع نير مسؤوليتها على رقاب مطلقي الخلبيات والأكاذيب من ضباع المراعي الخضراء ووضعهم وجها لوجه مع من يفترض انه ( شعبهم ) الذين حاربوه بسلاح اميركي وايراني وكوندي ، دون ان يحصدوا غير ( الفشل ) الذي عناه اوباما وشخّصه للمرحلة الأميركية القادمة سواء على صعيد الإدارة الأمريكية المستعدة للرحيل بعد اشهر قليلة ، او على صعيد صنيعتها حكومة ملالي بغداد .





ادارة بوش استثمرت ( الفرصة الهائلة ) التي عناها اوباما ، وهذا يحسب لها داخليا ، وسحبت كل ما تستطيع سحبه من قواتها خلال ايام ، ومازالت تسحب المزيد ،، واذا كانت قيادات الجيش الأمريكي قد اعلنت انها ستسحب في الخريف المقبل المزيد من القطعات ، فالمتابع لابد ان يفهم ان الخريف القادم سيحل والقوات الأمريكية المنسحبة تتمتع باجازاتها في اميركا ، لأن افق الشرق الأوسط ينذر ( بعواصف ) كبيرة على الأرض ، ولن تكون مفاجأة كبيرة اذا استمر ترقيق القوات الأميركية في العراق حتى لحظة الرحيل المفاجئ بدون ( باي باي ) للّصوص الذين ورطوها بورود زائفة ووعود اكثر زيفا .





jarraseef@yahoo.com


http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=251064&Sn=CASE