المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في لحظة ٍ



أحمد عبد الرحمن جنيدو
25/07/2008, 12:49 AM
في لحظةٍ:أحمد عبد الرحمن جنيدو

في لحظةٍ،من أمنياتي تعبرين،
فتملكين الحلم،
تختصرين وقتي،
ترفضين،وتقبلين،
كلعبة الأطفال في طلب الحليبْ.
في لحظةٍ،حيث الحياة تنام في عينيك،
والصمت الملوّن ينشر الأسرار،
أقطف زهرتي من وجهك الملفوح بالنسرين،
أغدق قبلةً،
تاهتْ طويلاً في المدى،
عادتْ إلى شفتي لهيبْ.
في لحظةٍ،حيث البداية كالنهاية،
والوجود بلمسةٍ شردتْ،
أنوب عن الكلام بوهج عينيك البريء،
أتوق، يا لغةً تناستْ أحرفي،
كدمٍ يسيل على الصليبْ.
في لحظةٍ، والحب أصناف اعتصار،
والتواصل في الجحيم،
أطالع الأخبار من شفتيك،
قاتلتي تبالغ في احتراقي،
أحصد الأزهار من جسد القباحة،
لا تخافي، أسكن الوقت الحريق بلا مغيبْ.
في لحظةٍ، كلّ الطيور تزوّجتْ ضعفي،
بيوض الحب ديدان التراب،
سأنجب الموت المخيف،
وأقطف النجمات من وهني،
أطير إلى الشروق،
فتفتح الشمس الخبايا والنوايا،
أين ملحمتي؟أضعت الرسم من أملٍ كئيبْ.
في لحظةٍ، آمنت بالقتل البطيء،
أتيت جرحاً فاقداً قدر السعادة،
يمتطي عنقي،
ويرقص رقصة الحبل البليدة فوق ذاكرتي،
فيهتف صوتك المسجون في عمق الأنين،
فتسقط الألحان من فم عندليبْ.
في لحظةٍ،لا أستعيد مفاصل المتراكمات،
فأسرفُ الأوجاعَ،
أنفقُ ما تبقّى من مهملاتٍ في خيالي،
أركب الموج الخطير،
أطارد الأشباه،
تلقين الجبال على ذراعي،
أحمل الأيام في كتفي،
وألغي مُقْبلات النور،
صارتْ مهجتي نسغاً من الديجور،
والخوف الرهيبْ.
في لحظةٍ،أقتات قصّتنا،
فأهبط من تراكيب الرجاء
وأبلغ الدرنات يوم وصولنا
ذاك المكنّى بالعجيبْ.
سقطتْ دوافعنا،
تنام على الزهور على صقيعي،
أنجب الإحباط،
أنت ملاذنا السفليُّ،حلمٌ مستحيلٌ،
للمدارك كلّها،
أنت التناسي والظهور،
حضور جيش الحزن في موتٍ مهيبْ.
إني أحبّك عاجلاً أم آجلاً،
والحب مقبرة الأماني،والحديث يدور،
أين نكون؟! أين أنا؟!
سجينٌ في عوالمنا البعيدة،
يقظة الإحساس في خلطٍ معيبْ.
في لحظةٍ،أيقنت أنّ زوالنا أمرٌ قريبْ.
إني عشقت الوقت،والوقت اختلافاً،
هذه الأحلام ليستْ موطني،
غادرت نفسي نحو هاويةٍ،
أمشّط شعرها المنساب تحت شروق دمعي،
يا أليفاً كالغريبْ.
في لحظةٍ،
حيث امتزاج الروح بالروح انقلابٌ للحقيقة،
وانصهار الجسم في الجسم اختلالٌ للعقائد،
يمكن الإيحاء بالعبثيّة المثلى،
ويمكن أنْ نكون هنا أساساً،
فارضين الحب قانوناً لخاتمةٍ تجيبْ.
في لحظةٍ،أنا موغلٌ بالحزن مولاتي،
وأنت حكايتي،أنا هاربٌ من لفظتي،
حين استقام الجرح،أخشى النطق ملهمتي،
وحزني لا يغيبْ.
قي لحظةٍ،
أنت الأماني،
والتمنّي والحبيبْ.


23-1-2008
شعر: أحمد عبد الرحمن جنيدو
حماه-عقرب-سوريا

ثروت سليم
25/07/2008, 07:16 AM
أخي أحمد
صباحُكَ سُكَّر
ما أجملها مِن لحظة وما أرَقهُ من قصيد
هي لحظةٌ....
ولكنها تختصرُ لحظاتِ العُمرِ في سِنةٍ مِن السعادة
سلَّم اللهُ القلبَ والقلم
تحاياااااااااااااي
ثروت

أحمد عبد الرحمن جنيدو
25/07/2008, 09:17 PM
الأستاذ العظيم ثروتأفتخر دائماً بمرور اسمك على قصائديشكراً يا عظيم

خالد الشاعر
26/07/2008, 11:46 PM
قصيدة جميلة تستحق القراءةبل ولها رونق خاصيشعر به القلب فينبض معها

أحمد عبد الرحمن جنيدو
28/07/2008, 07:28 PM
الأستاذ والأخ خالد الشاعر تقبل مني التحية
والاحترام والمودة
وشكراً لك

يوسف أبوسالم
29/07/2008, 08:56 AM
أخي أحمد
صباح الخزامى

سأتجاوز الحديث عن كونك شاعرا
موهوبا ما في ذلك شك
وأركز على الصورة الشعرية
فأنا من عشاق الصورة الشعرية
وأعتبر أن الشاعر إذا لم يملك ناصية الصورة
الشعرية فقد خسر الكثير ...
ومن أروع صورك الشعرية في هذه القصيدة وهي كثيرة
من أمنياتي تعبرين، فتملكين الحلم،
حيث الحياة تنام في عينيك،
أقطف زهرتي من وجهك الملفوح بالنسرين،
أنوب عن الكلام بوهج عينيك البريء،
يا لغةً تناستْ أحرفي،
وهذه نماذج فقط
العبور من المنى لتملك الحلم
ونوم الحياة ببريق وعمق عينيها
والوجه الملفوح بالنسرين
وجاءت لفظة الملفوح شديدة الخصوصية والتعبير
ومن الصور الرائعة
أن وهج العينين الذي نامت به الدنيا في صورة سابقة
هاهو يعود فينوب الكلام ويصبح هو اللغة التي تجاهلت حروفي
صورة أكثر من رائعة
وبالطبع لن أقفز عن كلمات مميزة معبرة في القصيدة مثل
الملفوح ...تناست ...الصمت الملون ..المتراكمات ...المهملات ...المكنّى ...
العبثية المثلى....( ماهي هذه العبثية المثلى أهي الفوضى الخلاقة )
وغيرها الكثير
ولا أدري لم استوقفتني هذه العبارة الموغلة في الحزن
وكأنها صراخ أو نداء من سويداء القلب بل هي كذلك
يا أليفاً كالغريبْ.
الغربة التي تخلق الألفة
أجارتنا إنا غريبان هاهنا ...وكل غريب للغريب نسيب
ولم يخب ظني فما تلاها ..حزن مقيم
في لحظةٍ،أنا موغلٌ بالحزن مولاتي،
وأنت حكايتي،أنا هاربٌ من لفظتي،
حين استقام الجرح،أخشى النطق ملهمتي،
وحزني لا يغيبْ.
ومن خلال لحظات كالبرق
تلمع من خلال الحزن يشف ويصبح الحزن نبيلا
ويرق وتختلج فيه العواطف الجياشة وينادي
أنت الأماني،
والتمنّي والحبيبْ.
ولعلي لن يفوتني ذلك الربط الرائع بين لحظتين هما محور القصيدة
اللحظة الأولى ...
عبورها من المنى إلى الحلم فملكته
وصارت هي الحلم
وهذا هو مدخل أو استهلال القصيدة
واللحظة الثانية
تتحول إلى الأمنية والحلم والحبيب
وما بين اللحظتين
يختصر شاعرنا أحقابا من الوجع المقيم
والغربة القاتلة
والبحث عن الزمن المشتهى
لعله يجد حلمه فيمسك به
أخي أحمد
قصيدة جميلة حقا ثرية بلغتها وصورها
وانسياب سردها
وصدق مشاعرها
وقطرات الحزن التي
تتساقط من حروفها

أحمد عبد الرحمن جنيدو
29/07/2008, 11:46 PM
الكبير يوسف أبو مسلم عجزت كلماتي بالرد ووقفت مدهوشاً منذ زمن بعيد لم أقرأ نقداً أو تعليقاًبهذه القوة والبحث بأدق التفاصيلشكراً