المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السلفية . المعتزلة . اليبيرالية الخ ...



سالم سليم
19/10/2005, 02:28 PM
قال غرامشي : ان المعركة الايديولوجية الثقافية بعكس المعركة العسكرية يجب التركيز فيها على اهم نقاط القوة لدى العدو وبالتالي يجب ان تجند لها اهم ما تملك من ادوات ( ترجمة مصطفى التواتي جامعة تونس )





اي انسان عاقل ينظر الى العالم العربي يجد ان بعض المناطق تعاني من المجاعة , وبعض المناطق بها حروب اهلية , والدول الغنية البترولية البعض منها تم احتلاله احتلال مباشر الخ .....

هناك الا بعض المناطق بها استقرار نسبي لكن بكلمة واحدة : الفوضى هي المسيطرة


لو ننظر الى العالم وما حدث به في المدة الزمنية الاخيرة سنجد ان تغييرات كبيرة قد حدثت , امبراطوريات جديدة برزت الى الوجود واخرى سقطت كالذباب , لقد سقطت الامبراطورية العثمانية , والنمساوية , والروسية , والانكليزية الخ ...

الصين صعدت , اليابان اكبر قوة اقتصادية في العالم , امريكا اكبر قوة عسكرية في العالم , اما الهند وباكستان وكوريا الشمالية واسرائيل والبرازيل والارجنتين الخ ... فقد دخلت الى نادي القوى النووية , اما ماليزيا واندنو سيا ( رغم الحرب الاهلية بها بالستينات ) وستغفورة الخ ... فقد صارت قوى اقتصادية وهلم جرا



في القرون الاخيرة فان المنطقة الوحيدة التي لم يحدث فيها اي تغيير يذكر له اهمية كبرى هي المنطقة العربية


صحيح ان الجزائر خاضت حربا ضد الاستعمار الفرنسي وطردته ( هناك بعض المناطق الاخرى دخلت في مناوشات صغيرة ضد المستعمر ) لكن اكثر الدول الاخرى تركها الانكليز والفرنسيون والطليان لانهم خرجوا بعد ما تسمى بالحرب الغربية ( العالمية ) الثانية منهوكي القوى ولم تبقى لهم امكانيات مادية للحفاظ على العبيد في مستعمراتهم ( المناطق التابعة لفرنسا اغلبها اصبح جمهوريات , اما معظم المناطق التابعة للانكلترا فقد حافظت على النظام الملكي

عندما خرج المستعمر ترك اشخاص تدافع عن مصالحه باعلى هرم السلطة وحظورها المباشر اصبح غير ضروري

كذلك راس المال الامريكي بعد الحرب الغربية ( العالمية ) الثانية قلب مفهوم الاستعمار المباشر راسا على عقب ( لكن نظرته تغيرت اخيرا ) ولاول مرة في التاريخ اصبح المستعمر ليس في حاجة ان يكون حاضرا جسميا للحفاظ على مصالحه





السمفونية رقم واحد :



عندما خرج المستعمر , شهدت اكثر الدول العربية انقلابات عسكرية دموية , وكل عصابة جديدة تصعد على عرش الحكم تقول انها اصلاحية , ولقد فشلت كل هذه العصابات في مشاريعها , ولم تحقق حتى الاكتفاء الذاتي للمواطن ولكنها كلها وجدت ستارا تختفي من ورائه وهو كلمة ** الاستعمار هو سبب نكبتنا ** , لقد تغنت هذه الانظمة بهذه السمفونية منذ ولادتنا الاولى وستبقى ترقص عليها الى الابد.

هناك شعوب اخرى تحررت بعدنا وخاضت حروبا دموية ضد المستعمر وليس لها اي موارد طبيعية , استقلت بعدنا منذ حوالي نصف قرن وكانت نسبة الامية فيها 99% والان اصبحت قوى عظمى اما اقتصاديا او عسكريا مثل كوريا الجنوبية والشمالية



السمفونية الثانية :


هل تسعى الانظمة العربية للالتحاق بالعالم المتحضر : الجواب لا

اكثر الانظمة العربية ليس في صالحها ان يحدث اي تغيير يذكر , والطبقة الاقطاعية يجب عليها ان تحافظ على الوضع كما هو للحفاظ على مصالحها كما هي , راهنا status quo يخدم الانظمة والاثرياء , وكان قانون الطبيعة الابدي مبني على ان القوي هو المتحضر سواء كان يعبد النار او الاصنام

بعد الحرب الغربية الثانية انقسم الغرب الى كتلتين , الكتلة الاشتراكية والكتلة الراسمالية وبدات ما تسمى بالحرب الباردة بينهما


اكثر الانظمة العربية راهنت على الحصان الخاسر بطبيعة الحال , ولم تستغل الحرب الباردة لا من قريب ولا من بعيد وارتمت في احضان الغرب الراسمالي والبعض من هذه الانظمة كانت اشد عداوة للدول للماركسية اكثر من الغرب نفسه بدعوى انهم ملحدين وينفون وجود الله , لكن في نفس الوقت كانت هذه الانظمة تتعامل مع الهند التي لها 3306 الهة ونصف الهة وربع الهة الخ ... وتتعامل مع كوريا التي حسب دينها لا يوجد اي قوة كانت تسير الكون ( انظر كونفيشيوس ) وتعاملت مع اليابان التي بها جزء كبير يؤمن بان القرد اله مقدس ,


وانتهت الحرب الباردة والغرب الراسمالي الذي ساعدناه بكل ما نملك نراه الان يضربنا ويدوس مقدساتنا ويستعمرنا استعمارا مباشرا , وخرجنا من الحرب المباشرة بخفي حنين



سمفونية رقصة الاموات

المهزلة الكبرى هي بالامس كنا نقطع راس من كفر بالله واليوم نفطع راس من امن بالله وهذا التغيير حدث في مدة بضعة سنوات فقط , وصنعت الانظمة مجتمعا سكيتسوفراني .




هذه الانظمة ليست بجدية عندما تتدعي بانها تريد الالتحاق بالسفينة الحضارية , عند عامة الناس القوي هو المتحضر , والقوة هي لسان الحضارة , من يريد ان يتغنى ان القوة هي الشر بعينه فليلتحق بمعبد من معابد بوذا ,

رئيس اكبر قوة بالعالم من ملعب GOLF يعطي اوامره لضرب بغداد او موغاديشو او طرابلس او اي مكان كان , ويواصل لعبته سواء مات مليون طفل عربي او عشرة ملايين او كل العرب , فهذا امر لا يهمه ولا يوجد شخص بالعالم يعترض طريقه لانه قوي , فكلمة شر , واخلاق ومبادئ انسانية الخ ... هي كلمات رنانة تغنى بها الانسان منذ القدم لكنها خالية من كل معنى




تقسيم العالم والاجناس حاليا حسب القوي


الدرجة الاولى : الاشقر الامريكي والكندي ثم بعدها الاشقر الغربي

الدرجة الثانية : الاشقر من المعسكر الاشتراكي سابقا
الدرجة الثالثة : الجنس الاصفر وهنا ليس حبا لهم لكن لانهم قوة اقتصادية
الدرجة الرابعة : امريكا اللاتينية هنا نجد التعاطف الديني
الدرجة الخامسة : الشعوب الملقبة بالهندو اوروبية مثل الهند وتركيا الخ ...
الدرجة السادسة : السود لانهم فرضوا وجودهم بعد مانديلا الخ ...
الدرجة السابعة : الهنود الحمر والابوريجان والاسكيمو وشعوب البولينيزيا الخ ... ( يروهم كمتحف للتسلية لعلماء الانتروبولوجيا الغربيين )

الدرجة الثامنة والاخيرة : العرب و, سواء كان كويتي او مغربي او مصري او من قطر الخ ....



سمفونية اليوم



نتكلم عن حتمية التاريخ ونقول اننا لا نفهم الحاضر اذا كنا نجهل الماضي. وهناك من قال ان التاريخ هو الذي يقرر المصير , لكن التاريخ رقص رقصات ليس لها اي محل من الاعراب , من منا قادر ان يفسر معجزة ( لا اعني معجزة بالمعنى الديني ) ** جنكيز خان ** وهو رجل سرقت عصابة خيوله فتغلب عليهم نتيجة ثقته في نفسه واصبح يضع القبيلة تلوى الاخرى تحت ذمته وانتقل الى الدول ثم الى الامبراطوريات ووضع اكثر من ثلثي العالم ( حسب مفهوم ذلك العهد للعالم ) تحت سيطرته وقال : انا ممثل الالهة فوق الارض لاعاقب الشعوب الشريرة ** من منا قادر على تفسير معجزة ** عثمان غازي ** لقد كان قاطع طريق الخ ... واسس امبراطورية كاملة , وغيسريك ودونات التونسي فقد حطموا الامبراطورية الرومانية ولنا تيمور لنك الاعرج ولنا حاليا كاو دي صاحب ديانة الكاودية بفيتنام كان مدمن مخدرات واذا به ينقلب على نفسه وكاد يحطم فرنسا وقوتها في ذلك العهد وهناك الاف من الامثلة الاخرى

يتبع .




اقتباس من مقال نشرته بجريدة العرب العالمية بلندن يوم 28 جويلية 1993

سالم سليم
19/10/2005, 09:39 PM
من المستحيل ان يكون الغرب ابديا, سواء تغنى بالنظام الدولي الجديد او الليبيرالية او العولمة وحقوق الانسان او اي سمفونية كانت , فاين بابل, واين الاغريق , واين الفراعنة , واين الفارسيون والقرطاجنيون واين الازتاك واين مايا واين واين واين الخ .....


لقد اثبت التاريخ ان كل شعب يلتحم وراء فكرة , او نظرة, او اسطورة, او دين, او حتى خرافة , ضد عدو خارجي ..... تحرر وصار سيدا في بيته


العرب الان يرفضون العلم , والثقافة , لا لشيء لان الجهل مخيم على الانظمة ,

البعض يقول انه يريد التعريف بقضايانا للغرب والبعض الاخر يقول ** نطالب بحوار مع الغرب ** انها لغة الضعيف ولغة محبي الكلام من اجل الكلام , فالطبقة الغربية المثقفة واعية وليس لنا اي شيء نقدمه لها الا فشلنا, اما العامة من الغربيين فليس لهم متسع من الوقت ليسمعوا اساطيرنا. وهل نحن غير قادرين على ان نصنع انفسنا لنذهب لهم !!!




اننا في حاجة الا لمعلومات الغرب ولسنا في حاجة لحوار معهم , مثلما وصل الغربيون اننا قادرين ان نصل ان هناك ارادة



سواء توقفنا عن الانتاج الفكري في القرن العاشر مثلما يقول البعض او القرن الثاني عشر مثل يقول الاخرون او القرن الخامس عشر مثلما يقول الذين يعيشون في عالم الخيال , فالملاحظ ان فراغا يجب ان نملاه وهذا ما تؤكده الطبيعة


فالغرب مر بثلاثة مراحل في تطوره , المرة الاولى في القرن الثاني عشر ( الدومينيكيون والفرنشيسكيون ) حيث تم التنسيق بين الواقع الغربي في ذلك العهد ( الكنيسة ) والفكر الاغريقي , في القرن الخامس عشر قامت ثورة ضد المدرستين وتكونت مدرسة فورنسا وبدا التجديد , وفي القرن السابع عشر تم التحرر من كل المدارس وبدا الغرب في خلق الفكرة الجديدة , ان الغرب لم يتصلوا بوحي الاهي لكنهم ملأوا الفراغ .



نحن العرب الان لا بد ان ننسق بين الماضي والحاضر لنملأ هذا الفراغ , و لا اظن ان لنا حل اخر وزمن المعجزات قد زال منذ زمان




الى يومنا هذا كل الحروب التي قامت كانت حروب ارضية ولا علاقة لها ب ** مردوخ ** حتى وان اختطفه الحثيين او عيلام ولا علاقة لهذه الحروب بيسوع المسيح او بشيفا او طاو ..... كم حرب خضناها معشر المسلمين من اجل حياة تفضل , وهناك حتى من رفض ليسمح للناس باعتناق الدين الاسلامي خوفا من ان خزينة الدولة ستخسر الجزية.



الانظمة العربية الان حالها حال الانظمة الاقطاعية بالغرب عندما فشلوا في رد الزحف العثماني ولقد نتج عن ذلك ثورات دموية

الاقطاع بالعالم العربي استغل سجاذة وفطرفة الطبقة المسكينة وتغنى بكلمة القدس وفلسطين حوالي نصف قرن وهم اسسوا حلفا مع دويلة بنو صهيون في بداية الخمسينات لوضع حدا للزحف الشيوعي بالمنطقة ( الحزب اسسه وزير الخارجية الامريكي في ذلك العهد John Foster Dulles ومولته دولة خليجية ( انظر كتاب unga filosofer, forenta staterna imprealism rapport fran en international semenarium . BO KURISTEN USA VASTASIEN ISRAEL ص 98 ) وفي شهر جوان 1966 صرح بالكتيست ** دافيد هاكومان ** رئيس لجنة الامن والعلاقات الخارجية بالكنيست الصهيوني وتكلم عن معاهدة دولته مع الانظمة التي ستحميهم في حالة حدوث شغب الخ ...



مرة اخرى الغرب ليس بابدي

لقد قال * بترونيوس * (مات عام 66 م ) عن روما في القرن الاول الميلادي : : روما انتصرت على العالم وتكسب الان كل شيء بين الشمس والقمر والارض , ورغم هذا كله فهي غير راضية , كل البحار مليئة ببواخرها , واي شاطئ كان , واي مكان به قطعة ذهب فهو عدو لروما الى ان يصبح في حوزتها ( انظر LUCANUS epas 1.528 )

ومرت الايام ودارت الايام واذا بالاب اللاهوتي الفلسطيني في القرن الرابع ** هيرونيموس ** يقول : خلال عشرين سنة والدماء تجري يوما بعد يوم من القسطنطينية الى جبال الألب , ومن ماكيدونيا الى ايبيروس . كل هاذه الاماكن اصبحت مسارح للقتل من طرف الغوتر والوندال الخ ... كم امراة شريفة وقع اغتصابها من طرف هذه الحيوانات الشرسة , وكم كنيسة وقع هدمها , والاماكن المقدسة اصبحت اسطبلا للخيول .... لقد وصلنا الخبر الاسود , روما سقطت .... روما التي انتصرت على العالم كله , وقع الانتصار عليها , العالم سقط واصبح اثارا , ولم يبق الا ذنوبنا وخطايانا , هذه المدينة الكبرى اصبحت فريسة للنيران وفي كل مكان اصبح الرومانيون لاجئين , من كان يظن ان روما التي بنيت عبر مئات السنين ستسقط , ومن كان يظن ان ام الامم ستصبح قيرا لهم , من كان يظن ان المديتة الهادئة , صاحبة الثروة التي لا تحصى ولا تعد ستصبح رمادا ويصبح ابناؤها متسولين.




نظرة الانسان لروما في ذلك العهد بانها ام الامم هي مثل نظرة الانسان المعاصر لامريكا والغرب في زمننا هذا , مثلما سقطت روما ستسقط امريكا سواء عن طريق زباطا ( المكسيكي الذي قاد الحرب ضد الامريكان سنة 1909 لتحرير تكساس من المستعمر ) او عن طريق عبدالله او شوانغ شين , هذا امر لا شك فيه

هدف الانظمة الاقطاعية الان هو ان تشعر كل الناس بالحباط ليسلموا امرهم للشيطان واحفاده للاطالة في عمر حكمهم

اليبيراليون قالوا لنرقص رقصة الغرب وناخذ بحكمتهم ودينهم , وهم بما فيهم من حاملي القاب مثل اكاديمي ودكتور واستاذ وما اعرف ماذا علاقتهم الوحيدة بكل ما هو غربي هي ان شاهدوا على شاشة تلفزيون شقراء ترقص عارية وهذا ما فهموه من الغرب , يتكلمون الا عن المراة وكاننا معشر فجار .



والذين نلقبهم بالاسلاميين مازالوا متذبذبين , افكارهم غير واضحة ويتصارعون في ما بينهم ونسوا العدو الذي وصل الان الى غرف نومنا


اظن ان الحل الوحيد واقول الوحيد الذي ينقذنا من قيود العبودية هو الدين الاسلامي


اننا لن نتحرر من الغرب ان لا نفهمه كيف يفكر



مع احترامي لكل الاراء