المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثورة مدينة ....قصة بقلم بوفاتح سبقاق



بوفاتح سبقاق
23/07/2008, 06:44 PM
تحولت المدينة الى فضاء واسع لممارسة كل أنواع الإحتجاج ، شباب بلدة مجاورة يقطعون الطريق من أجل طلب تدخل السلطات المحلية ، التي تناست مشاكلهم و همومهم و في نفس الوقت قام شبان آخرون بحرق بعض المرافق العمومية ، وفجأة تحول سليم الى بطل كبير في الحي ، أمر بعض المراهقين بإحضار أكبر عدد ممكن من العجلات المطاطية من أجل إحراقها في أماكن مختلفة ، وفي ما كانت أعمدة الدخان تشتعل عبر مختلف الأحياء بدأت قوات مكافحة الشغب تصل تباعا الى المدينة من المناطق المجاورة الهدف تطويق الشباب الثائر و الحفاظ على الممتلكات.
إنها حرب الحجارة ولكن بدون قضية واضحة المعالم ، بعض اللصوص إستغلوا الأحداث من أجل نهب ما تسنى لهم من المحلات التي لم يجد أصحابها أي وسيلة للدفاع عنها ، تمركز بعض رجال الشرطة في المباني العالية من أجل تصويركل من يشارك من بعيد أو قريب في تنشيط المواجهات الغير مرغوب فيها ، سليم ما زال يواصل دوره الريادي منتقلا من شارع الى آخر وكان هناك بعض رؤساء لجان الأحياء يحاولون ، تهدئة الأمور ولكن من الواضح أن الوضع إنفلت جدا، وفجأة هبط الى ساحة الوغى نائب برلماني شاب ، مشهود له بحكمته و بمواقفه التي طالما أشاد بها أهل المدينة.
ركن الرجل سيارته في ركن منزوي وتوجه الى مجموعة شبانية ، يبدو أنه يحمل معه حلا سحريا قد ينقذ المدينة من إنفجار رهيب يقلب كل الموازين ويضع المنطقة على على فوهة البركان ، خصوصا وأن المدينة تعاني كثيرا من التهميش.
- من فضلكم يا إخوتي ، توقفوا عن هذه الأفعال و أعاهدكم بإيجاد حلول عاجلة لقضاياكم.
- جئت متأخرا أيها النائب ...قال أحد الغاضبين.
- ما تقومون به يضر بسمعة المنطقة ..
- عن أي سمعة تتحدث يا رجل ، الطيبة تبخرت ...
- الشغب لن يفيدكم بشيء ، صدقوني إنني إبن المنطقة وأرغب فعلا في خدمتكم.
وفجأة لحق سليم بالمجموعة وهو في حالة غضب وهيجان ، إنها فرصته المواتية لإضفاء مزيد من الشرعيةعلى أحقيته لممارسة الزعامة ، أضحت الرغبة في الإنتقام من رموز الدولة تسكنه ، البرلمان لم يعد سوى مجال للإثراء الغير مشروع والتصفيق المقنن.
- عد من حيث جئت أيها النائب ، لقد مللنا وعودكم وأكاذيبكم التي جعلتنا نتحول الى مجرد ديكور إنتخابي دائم لكم.
- أنا أقدر ظروفكم ولكن لكل مشكل حل وصدقوني لابد من توقيف أعمال الشغب ، إحراق المدينة لن ينقذكم من الأزمات التي تعيشونها ، لابد من إيجاد أرضية توافق.
- نريد قرارات عملية ولسنا بحاجة الى لغة الخشب التي حفظناها عن ظهر قلب ، لقد سقط جدار برلين منذ سنوات يا رجل .
- نريد مناصب عمل دائمة فقط .... أضاف سليم...
- أعدكم بإنشاء لجنة ستتكفل لاحقا بإعداد وثيقة عمل ، ستعرض على لجنة خاصة بالبرلمان.
- عدنا الى لغة الخشب من جديد ، لجنة من أجل تمييع مطالبنا ، كفاك تسويفا يا رجل .....أضاف الجامعي البطال.
- يمكننا إشراكم في هذه اللجان ، وسنحدد آجال واضحة لتحقيق مطالبكم.
- على كل حال ستستقر الأوضاع مهما طالت المواجهات وبعدها سنتصل بك ونرى ما ستقدر على فعله.
- سأقوم بإجراء لقاء عاجل مع الوالي وأرجو أن تقوموا بتهدئة الأوضاع من أجل مصلحتكم و إستقرار المنطقة ، مع السلامة.

مضى النائب وترك الشباب يتشاورون حول مصير الإنتفاضة التي حولت المدينة الصحراوية الهادئة الى بؤرة توتر مشتعلة لم تجد بعد من يطفئها أصبح سليم مقتنعا اكثر بأنه أصبح بطل الحي بدون منازع ، إتفقت المجموعة على مواصلة المقاومة الغير شرعية التي لم تجد بعد من يتبناها ، وحتى وإن رغب البعض منهم في تهدئة الأوضاع ، فإن الأمر صعب بسبب شساعة المدينة وتعدد مناطق الإحتجاج وعدم وجود قيادة موحدة.
كانت قوات مكافحة الشغب تحرس بعض المواقع الإستراتيجية ، في حين تقوم سيارات الشرطة بحملات دهم متواصلة وعمليات كر و فر للقبض على المراهقين وكل من حمل حجرا ، وفي ما كان سليم ينتقل من شارع الى آخر وجد نفسه فجأة محاصر من طرف رجال شرطة بالزي المدني، يبدو أنه كان تحت المراقبة المكثفة ولم يكن يدري بأنه سيتحول الى صيد ثمين.
- وأخيرا وقعت أيها الوغد ..
- لم أفعل شيئا ، لقد أخطأتم الهدف ، إنني شاب مسالم جدا.
- مسالم جدا وإسمك سليم ، يا لها من صدفة عجيبة ، كفاك كذبا أيها المشاغب الكبير ، نعرف عنك كل شيء ، أنت العقل المدبر في هذا الحي.
- معلوماتكم خاطئة ، هناك أكثر من سليم بالمدينة...
- و هناك سهام واحدة يا رجل...
لم يجد سليم ما يقوله ، يبدو أنه سيتحول فعلا الى بطل قومي غير معترف به لدى هيئات الدولة ، إنه الفصل الأول من مسرحية طويلة لن تنتهي قريبا وأخيرا سيفتقده الكثير من شباب الحي و من اليوم ستكون سهام بمنأى عن ملاحقته ورقابته الدائمة ، ستكون مسرورة جدا وسيتسنى لها ممارسة كل طقوس الغرام والضياع ومن جهة أخرى سيسأل عنه النائب الذي رآه اليوم في الحي ولن يجده سيتكفل الآخرون بنقل إنشغالات العاطلين عن العمل فالمشاركة في اللجان تتطلب قدرا من التعليم وسليم يعتبر نفسه رجل ميدان وليس بحاجة الى إجتماعات ومحاضر.
تم نقل سليم على وجه السرعة الى سيارة الشرطة التي كانت تنتظر بالجوار إنطلقت كالسهم محاولة تفادي الزجاجات الحارقة التي ترمى من مختلف الإتجاهات ، ألقى سليم نظرته الأخيرة على الشارع الملتهب ، ما زالت العجلات المطاطية مشتعلة ويبدو أن الإنتفاضة ستستمرالى غاية المساء ، هذه الأحداث قضت على تلك الصورة النمطية المتوارثة والجاهزة عن أهل المدينة الهادئة و أخيرا إنكسرت المرآة التي كانت دوما تعكس حقائق كاذبة.

<!-- / message -->

ابو مريم
26/07/2008, 02:29 PM
تحولت المدينة الى فضاء واسع لممارسة كل أنواع الإحتجاج ، شباب بلدة مجاورة يقطعون الطريق من أجل طلب تدخل السلطات المحلية ، التي تناست مشاكلهم و همومهم و في نفس الوقت قام شبان آخرون بحرق بعض المرافق العمومية ، وفجأة تحول سليم الى بطل كبير في الحي ، أمر بعض المراهقين بإحضار أكبر عدد ممكن من العجلات المطاطية من أجل إحراقها في أماكن مختلفة ، وفي ما كانت أعمدة الدخان تشتعل عبر مختلف الأحياء بدأت قوات مكافحة الشغب تصل تباعا الى المدينة من المناطق المجاورة الهدف تطويق الشباب الثائر و الحفاظ على الممتلكات.



إنها حرب الحجارة ولكن بدون قضية واضحة المعالم ، بعض اللصوص إستغلوا الأحداث من أجل نهب ما تسنى لهم من المحلات التي لم يجد أصحابها أي وسيلة للدفاع عنها ، تمركز بعض رجال الشرطة في المباني العالية من أجل تصويركل من يشارك من بعيد أو قريب في تنشيط المواجهات الغير مرغوب فيها ، سليم ما زال يواصل دوره الريادي منتقلا من شارع الى آخر وكان هناك بعض رؤساء لجان الأحياء يحاولون ، تهدئة الأمور ولكن من الواضح أن الوضع إنفلت جدا، وفجأة هبط الى ساحة الوغى نائب برلماني شاب ، مشهود له بحكمته و بمواقفه التي طالما أشاد بها أهل المدينة.
ركن الرجل سيارته في ركن منزوي وتوجه الى مجموعة شبانية ، يبدو أنه يحمل معه حلا سحريا قد ينقذ المدينة من إنفجار رهيب يقلب كل الموازين ويضع المنطقة على على فوهة البركان ، خصوصا وأن المدينة تعاني كثيرا من التهميش.
- من فضلكم يا إخوتي ، توقفوا عن هذه الأفعال و أعاهدكم بإيجاد حلول عاجلة لقضاياكم.
- جئت متأخرا أيها النائب ...قال أحد الغاضبين.
- ما تقومون به يضر بسمعة المنطقة ..
- عن أي سمعة تتحدث يا رجل ، الطيبة تبخرت ...
- الشغب لن يفيدكم بشيء ، صدقوني إنني إبن المنطقة وأرغب فعلا في خدمتكم.
وفجأة لحق سليم بالمجموعة وهو في حالة غضب وهيجان ، إنها فرصته المواتية لإضفاء مزيد من الشرعيةعلى أحقيته لممارسة الزعامة ، أضحت الرغبة في الإنتقام من رموز الدولة تسكنه ، البرلمان لم يعد سوى مجال للإثراء الغير مشروع والتصفيق المقنن.
- عد من حيث جئت أيها النائب ، لقد مللنا وعودكم وأكاذيبكم التي جعلتنا نتحول الى مجرد ديكور إنتخابي دائم لكم.
- أنا أقدر ظروفكم ولكن لكل مشكل حل وصدقوني لابد من توقيف أعمال الشغب ، إحراق المدينة لن ينقذكم من الأزمات التي تعيشونها ، لابد من إيجاد أرضية توافق.
- نريد قرارات عملية ولسنا بحاجة الى لغة الخشب التي حفظناها عن ظهر قلب ، لقد سقط جدار برلين منذ سنوات يا رجل .
- نريد مناصب عمل دائمة فقط .... أضاف سليم...
- أعدكم بإنشاء لجنة ستتكفل لاحقا بإعداد وثيقة عمل ، ستعرض على لجنة خاصة بالبرلمان.
- عدنا الى لغة الخشب من جديد ، لجنة من أجل تمييع مطالبنا ، كفاك تسويفا يا رجل .....أضاف الجامعي البطال.
- يمكننا إشراكم في هذه اللجان ، وسنحدد آجال واضحة لتحقيق مطالبكم.
- على كل حال ستستقر الأوضاع مهما طالت المواجهات وبعدها سنتصل بك ونرى ما ستقدر على فعله.
- سأقوم بإجراء لقاء عاجل مع الوالي وأرجو أن تقوموا بتهدئة الأوضاع من أجل مصلحتكم و إستقرار المنطقة ، مع السلامة.


مضى النائب وترك الشباب يتشاورون حول مصير الإنتفاضة التي حولت المدينة الصحراوية الهادئة الى بؤرة توتر مشتعلة لم تجد بعد من يطفئها أصبح سليم مقتنعا اكثر بأنه أصبح بطل الحي بدون منازع ، إتفقت المجموعة على مواصلة المقاومة الغير شرعية التي لم تجد بعد من يتبناها ، وحتى وإن رغب البعض منهم في تهدئة الأوضاع ، فإن الأمر صعب بسبب شساعة المدينة وتعدد مناطق الإحتجاج وعدم وجود قيادة موحدة.
كانت قوات مكافحة الشغب تحرس بعض المواقع الإستراتيجية ، في حين تقوم سيارات الشرطة بحملات دهم متواصلة وعمليات كر و فر للقبض على المراهقين وكل من حمل حجرا ، وفي ما كان سليم ينتقل من شارع الى آخر وجد نفسه فجأة محاصر من طرف رجال شرطة بالزي المدني، يبدو أنه كان تحت المراقبة المكثفة ولم يكن يدري بأنه سيتحول الى صيد ثمين.
- وأخيرا وقعت أيها الوغد ..
- لم أفعل شيئا ، لقد أخطأتم الهدف ، إنني شاب مسالم جدا.
- مسالم جدا وإسمك سليم ، يا لها من صدفة عجيبة ، كفاك كذبا أيها المشاغب الكبير ، نعرف عنك كل شيء ، أنت العقل المدبر في هذا الحي.
- معلوماتكم خاطئة ، هناك أكثر من سليم بالمدينة...
- و هناك سهام واحدة يا رجل...
لم يجد سليم ما يقوله ، يبدو أنه سيتحول فعلا الى بطل قومي غير معترف به لدى هيئات الدولة ، إنه الفصل الأول من مسرحية طويلة لن تنتهي قريبا وأخيرا سيفتقده الكثير من شباب الحي و من اليوم ستكون سهام بمنأى عن ملاحقته ورقابته الدائمة ، ستكون مسرورة جدا وسيتسنى لها ممارسة كل طقوس الغرام والضياع ومن جهة أخرى سيسأل عنه النائب الذي رآه اليوم في الحي ولن يجده سيتكفل الآخرون بنقل إنشغالات العاطلين عن العمل فالمشاركة في اللجان تتطلب قدرا من التعليم وسليم يعتبر نفسه رجل ميدان وليس بحاجة الى إجتماعات ومحاضر.
تم نقل سليم على وجه السرعة الى سيارة الشرطة التي كانت تنتظر بالجوار إنطلقت كالسهم محاولة تفادي الزجاجات الحارقة التي ترمى من مختلف الإتجاهات ، ألقى سليم نظرته الأخيرة على الشارع الملتهب ، ما زالت العجلات المطاطية مشتعلة ويبدو أن الإنتفاضة ستستمرالى غاية المساء ، هذه الأحداث قضت على تلك الصورة النمطية المتوارثة والجاهزة عن أهل المدينة الهادئة و أخيرا إنكسرت المرآة التي كانت دوما تعكس حقائق كاذبة.

<!-- / message -->

رد فعل سلبي وهمجي ،من تكسير و نهب وإفساد لمعالم المدينة الصحراوية المعزولة...
زاد من سخط الساكنة وكرس العنف والأزمة.
تعامل مباشر مع الموضوع في غياب للرمزية والتصوير...
حاول تغيير طريقة الكتابة بشكل مشوق يشد القارئ أكثر..
سأظل أتابع نصوصك ..
محبتي.

بوفاتح سبقاق
28/07/2008, 05:46 PM
أستاذ أبو مريم
تحياتي الخالصة
شكرا على مرورك الكريم