المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " بعوض في المدينة" قصة لفيصل الزوايدي



فيصل محمد الزوايدي
23/07/2008, 05:57 PM
بعوضٌ فــي الــمدينةِ

مثقلا بالـوَهَنِ و الصمتِ وَقَـــف "العُبَــــيْدي" بإعيــاءٍ أمــامَ مرآته ، ككل يــومٍ يعــاينُ آثــارَ مرضٍ جَــديدٍ و ذُبولٍ يَشتَـدُّ ، يسـأل واقفًا أمـــامَه :" مــتى ينتهي كل هذا ؟" لـم يـُـجِــبْهُ بـل واصَـلَ معايـــنةَ شحوبٍ يـــزدادُ زحفًا عــلى وجـــهٍ هزيلٍ .. اقترب من النافذة الصغيرة الوحيدة فـي غرفته مطاردًا لشعاعِ شـمــــسٍ بسيط يدخل بـمشقـــــــة إليها فانــتبهَ إلـى عبوة مبيدِ الـحشراتِ فتـــذكَّر أنه استوفاها البارحةَ فـي مـعركةٍ فاشلةٍ مع البعوض .. انكسرت جَبــهاتُه أمامَ زحفٍ لا قِبَلَ له بـــه .. آثرَ بعدها طلبَ الصلح مقابل التنازل عن دَمِهِ ، و اعتبــرَ نفسَــه منتصِرًا .. ذراعـــــاه و رقبته شهوده ، بعــوضٌ حقيرٌ لكنه امتصَّ دِمــــاءَه .. كل ليلةً يــتنــــادى إلــى وليمةٍ عـلى جسده ، و كل ليلة تنكسرُ مقاومــــتُه أمام جحافله ، أحيانا تـحــدِّثُ "العُبَـــــــيْدي" نفسُه أنـه قد اســتأثَرَ بِبَـعوضِ البـلادِ و أن الباقين لابــد قد أرَّقهم غيابُه عنـــهم و خشِـــيَ أن يُشتَكَى فـــي الـمحاكم ، يصــبح امتصاصُ البعوضِ لدمِكَ كالإدمان لا تستطـيع عنه صبرًا .. تـماما مثلما يصـبح استنشاقُ الـــهواءِ النقيِّ هو الــذي يرهِــقُ رِئــــاتِنا .. تنـاهى إلــى مَسمَعِهِ طنـينٌ يعرِفه جيدًا .. عجـبًـا ألـم يكفِهِ ما نـال مِـنِّـي البارحةَ ؟.. هكذا سأل نفسه مــتوَجِّعًا .. كانت تُـحلِّق بـمــــفردِها لا تكاد تَــبــينُ ، تســــاءَلَ جادًّا : أي فــائدةٍ فــــي خلقِ البعوضِ؟ و مـا فـائـــدةُ جهـــازِها البَصري و الـهضمي و.. التــناسُلي ..؟ ثـــم سرعانَ مــا تراجع مستغفِرًا ..
اقتربت البــعوضةُ كثيرًا و ارتفعَ طنـــــينُها حتى أصبــحَ أشبهَ بهديرِ طائرةٍ ، هشَّ بيدَيْهِ حـتى دونَ أن يُـحدِّدَ مكانَها لكنه أَحسَّ بوخزةٍ حادةٍ فـي قَفاه فأسرعَت يدُه إلى هنالكَ فـي حينِ ارتفعَ صوتُـهُ باللعنةِ .. وخزةٌ أخرى فـي ذراعِِـــه و هذه ثالثــةٌ فـي رجـــلِهِ .. تسارعَت كفَّــــاه تَتــبِعان البعوضةَ على كامِلِ جَسدِه .. استبدَّ بِــهِ الألـمُ و نظرَ إلــــى نفسِه في الـمرآة فرأى جثــةً ..
لـمح وراءَه البعــوضةَ و قد انتفـــخت قليلا فتملكَهُ الـخوفُ ..ربـــــاه كيفَ صار حجمُها كبيرًا ؟ و لكـــنَّ مصيـــبةَ" العُبَـيْــدي" لـم تَـكُن إلا فــي بدايــــتِها فقــد كانـــت البعوضةُ كلــما امتصت قليلا من دمِه ازداد تضــخُّمُ حجـــــمِها .. حــتى أصبَحَت بِـحـجمِ قطٍ لـم يَعُد قادرًا على مدِّ يَدَيْهِ حـتى لـحمايةِ وجهِهِ .. تثـاقَلَت حركاتُه.. وقعــت البعــــــوضةُ الـمُثقَلَةُ على كَتِفَيه و واصلت إيذاءه، أخذَ يتـرنَّحُ فلم يعد يستــطيعُ تـحمُّلَ كل ذلــــك الألـمِ ، حــــاولَ الانتفــاضَ و الاهتزازَ حتَّى يتـخلَّصَ من الثِّقَلِ فإذا بـها تزدادُ تشبثًا به .. أراد أن يصيحَ مستنجِدًا و لكن لـم تصدر عنه سوى همهماتٍ خاويةٍ ، أراد َ التراجُعَ بـحــدَّةٍ على الـــجِدارِ ليهرُسَـها لكنَّ الـخبيثةَ تـحولت إلـى الأمام و جثمت على صدرِه فأصـبحَ يتـــنفَّسُ بعُــسرٍ شديدٍ ، وبدأت همهماتُه تـخــفُتُ تدريـــجيًّا و البعوضةُ اللعينةُ لا تـزالُ تتـــضخَّمُ و تزحفُ على جسدِهِ و أحسَّ بقوائِمِها تُطبِقُ ضاغطةً على رقبتِهِ بـحقدٍٍ غريبٍ ، ثمَّ أوقعت أجنحـتَها على فــمِهِ فلم يعُد قـادراً حتى على الصُّراخِ و على عينَــيهِ فمــنعَته مــن الرؤيةِ و على أذنَيْهِ فلم يَعُد يسمَع .. ثم وَقَــعَ عــلى الأرض و لـم يَصدُر عـنه صوتٌ ..
فــي تلك الليلةِ غادَرَ البعوضُ مكامِنَه بـحثًــا عن ولائمَ كـــعادتِهِ .. طال بـــحثُه فــي الأزقةِ و الدورِ و حتى القصورِ و لكن دونَ جدوى .. كان البعوضُ الـمتضخِّمُ قد استنفذَ مــا فـي الأنـحاءِ من بشرٍ ..


فيـصل الـــــزوايــدي

محمدذيب علي بكار
23/07/2008, 06:22 PM
الاخ العزيز هذه القصة جميلة في رمزيتها جميلة في بساطتها كبيرة من حيث المعنى فمن العجيب الا البعوض الانحن العرب هل من اجل الدم او النفط وهذا ليس لضعف الشعوب بل لضعف بعض الحكام اتمنى لك التوفيق اخوك محمد ذيب علي بكار

محمدذيب علي بكار
26/07/2008, 04:31 PM
بـعوضٌ فــي الــمدينةِ

مثقلا بالـوَهَنِ و الصمتِ وَقَـــف "العُبَــــيْدي" بإعيــاءٍ أمــامَ مرآته ، ككل يــومٍ يعــاينُ آثــارَ مرضٍ جَــديدٍ و ذُبولٍ يَشتَـدُّ ، يسـأل واقفًا أمـــامَه :" مــتى ينتهي كل هذا ؟" لـم يـُـجِــبْهُ بـل واصَـلَ معايـــنةَ شحوبٍ يـــزدادُ زحفًا عــلى وجـــهٍ هزيلٍ .. اقترب من النافذة الصغيرة الوحيدة فـي غرفته مطاردًا لشعاعِ شـمــــسٍ بسيط يدخل بـمشقـــــــة إليها فانــتبهَ إلـى عبوة مبيدِ الـحشراتِ فتـــذكَّر أنه استوفاها البارحةَ فـي مـعركةٍ فاشلةٍ مع البعوض .. انكسرت جَبــهاتُه أمامَ زحفٍ لا قِبَلَ له بـــه .. آثرَ بعدها طلبَ الصلح مقابل التنازل عن دَمِهِ ، و اعتبــرَ نفسَــه منتصِرًا .. ذراعـــــاه و رقبته شهوده ، بعــوضٌ حقيرٌ لكنه امتصَّ دِمــــاءَه .. كل ليلةً يــتنــــادى إلــى وليمةٍ عـلى جسده ، و كل ليلة تنكسرُ مقاومــــتُه أمام جحافله ، أحيانا تـحــدِّثُ "العُبَـــــــيْدي" نفسُه أنـه قد اســتأثَرَ بِبَـعوضِ البـلادِ و أن الباقين لابــد قد أرَّقهم غيابُه عنـــهم و خشِـــيَ أن يُشتَكَى فـــي الـمحاكم ، يصــبح امتصاصُ البعوضِ لدمِكَ كالإدمان لا تستطـيع عنه صبرًا .. تـماما مثلما يصـبح استنشاقُ الـــهواءِ النقيِّ هو الــذي يرهِــقُ رِئــــاتِنا .. تنـاهى إلــى مَسمَعِهِ طنـينٌ يعرِفه جيدًا .. عجـبًـا ألـم يكفِهِ ما نـال مِـنِّـي البارحةَ ؟.. هكذا سأل نفسه مــتوَجِّعًا .. كانت تُـحلِّق بـمــــفردِها لا تكاد تَــبــينُ ، تســــاءَلَ جادًّا : أي فــائدةٍ فــــي خلقِ البعوضِ؟ و مـا فـائـــدةُ جهـــازِها البَصري و الـهضمي و.. التــناسُلي ..؟ ثـــم سرعانَ مــا تراجع مستغفِرًا ..
اقتربت البــعوضةُ كثيرًا و ارتفعَ طنـــــينُها حتى أصبــحَ أشبهَ بهديرِ طائرةٍ ، هشَّ بيدَيْهِ حـتى دونَ أن يُـحدِّدَ مكانَها لكنه أَحسَّ بوخزةٍ حادةٍ فـي قَفاه فأسرعَت يدُه إلى هنالكَ فـي حينِ ارتفعَ صوتُـهُ باللعنةِ .. وخزةٌ أخرى فـي ذراعِِـــه و هذه ثالثــةٌ فـي رجـــلِهِ .. تسارعَت كفَّــــاه تَتــبِعان البعوضةَ على كامِلِ جَسدِه .. استبدَّ بِــهِ الألـمُ و نظرَ إلــــى نفسِه في الـمرآة فرأى جثــةً ..
لـمح وراءَه البعــوضةَ و قد انتفـــخت قليلا فتملكَهُ الـخوفُ ..ربـــــاه كيفَ صار حجمُها كبيرًا ؟ و لكـــنَّ مصيـــبةَ" العُبَـيْــدي" لـم تَـكُن إلا فــي بدايــــتِها فقــد كانـــت البعوضةُ كلــما امتصت قليلا من دمِه ازداد تضــخُّمُ حجـــــمِها .. حــتى أصبَحَت بِـحـجمِ قطٍ لـم يَعُد قادرًا على مدِّ يَدَيْهِ حـتى لـحمايةِ وجهِهِ .. تثـاقَلَت حركاتُه.. وقعــت البعــــــوضةُ الـمُثقَلَةُ على كَتِفَيه و واصلت إيذاءه، أخذَ يتـرنَّحُ فلم يعد يستــطيعُ تـحمُّلَ كل ذلــــك الألـمِ ، حــــاولَ الانتفــاضَ و الاهتزازَ حتَّى يتـخلَّصَ من الثِّقَلِ فإذا بـها تزدادُ تشبثًا به .. أراد أن يصيحَ مستنجِدًا و لكن لـم تصدر عنه سوى همهماتٍ خاويةٍ ، أراد َ التراجُعَ بـحــدَّةٍ على الـــجِدارِ ليهرُسَـها لكنَّ الـخبيثةَ تـحولت إلـى الأمام و جثمت على صدرِه فأصـبحَ يتـــنفَّسُ بعُــسرٍ شديدٍ ، وبدأت همهماتُه تـخــفُتُ تدريـــجيًّا و البعوضةُ اللعينةُ لا تـزالُ تتـــضخَّمُ و تزحفُ على جسدِهِ و أحسَّ بقوائِمِها تُطبِقُ ضاغطةً على رقبتِهِ بـحقدٍٍ غريبٍ ، ثمَّ أوقعت أجنحـتَها على فــمِهِ فلم يعُد قـادراً حتى على الصُّراخِ و على عينَــيهِ فمــنعَته مــن الرؤيةِ و على أذنَيْهِ فلم يَعُد يسمَع .. ثم وَقَــعَ عــلى الأرض و لـم يَصدُر عـنه صوتٌ ..
فــي تلك الليلةِ غادَرَ البعوضُ مكامِنَه بـحثًــا عن ولائمَ كـــعادتِهِ .. طال بـــحثُه فــي الأزقةِ و الدورِ و حتى القصورِ و لكن دونَ جدوى .. كان البعوضُ الـمتضخِّمُ قد استنفذَ مــا فـي الأنـحاءِ من بشرٍ ..


فيـصل الـــــزوايــديالاخ الكريم هذه القصة تحمل جميع العناصر الفنية لفن القصة وان دلت على شيئ انما تدل على شخصية الكاتب ومدى الثقافة التي يحملها انها قصة ذات ابعاد غنية من حيث الفكرة ومن حيث اللغة وانها تشد القارئ اتمنى لك التوفيق اخوك محمد

فيصل محمد الزوايدي
27/07/2008, 12:20 PM
الاخ العزيز هذه القصة جميلة في رمزيتها جميلة في بساطتها كبيرة من حيث المعنى فمن العجيب الا البعوض الانحن العرب هل من اجل الدم او النفط وهذا ليس لضعف الشعوب بل لضعف بعض الحكام اتمنى لك التوفيق اخوك محمد ذيب علي بكار

أخي محمد ذيب علي بكار أسعدتني قراءتك للقصة و قد اتجهت بها نحو المجال السياسي و العلة في بلدان كثيرة من قياداتها المتخاذلة
شكرا للمشاعر الطيبة و للدعم العفوي
دمت في الخير

فيصل محمد الزوايدي
27/07/2008, 12:22 PM
الاخ الكريم هذه القصة تحمل جميع العناصر الفنية لفن القصة وان دلت على شيئ انما تدل على شخصية الكاتب ومدى الثقافة التي يحملها انها قصة ذات ابعاد غنية من حيث الفكرة ومن حيث اللغة وانها تشد القارئ اتمنى لك التوفيق اخوك محمد

أخي محمد ذيب شكرا للعودة التي اسعدتني كثيرا .. أعتز برأيك و بثنائك و انا ممتن للمشاعر الطيبة فشكرا لهذا الدعم الباذخ
دمت في الخير

مع الود

ابو مريم
27/07/2008, 12:29 PM
بـعوضٌ فــي الــمدينةِ

مثقلا بالـوَهَنِ و الصمتِ وَقَـــف "العُبَــــيْدي" بإعيــاءٍ أمــامَ مرآته ، ككل يــومٍ يعــاينُ آثــارَ مرضٍ جَــديدٍ و ذُبولٍ يَشتَـدُّ ، يسـأل واقفًا أمـــامَه :" مــتى ينتهي كل هذا ؟" لـم يـُـجِــبْهُ بـل واصَـلَ معايـــنةَ شحوبٍ يـــزدادُ زحفًا عــلى وجـــهٍ هزيلٍ .. اقترب من النافذة الصغيرة الوحيدة فـي غرفته مطاردًا لشعاعِ شـمــــسٍ بسيط يدخل بـمشقـــــــة إليها فانــتبهَ إلـى عبوة مبيدِ الـحشراتِ فتـــذكَّر أنه استوفاها البارحةَ فـي مـعركةٍ فاشلةٍ مع البعوض .. انكسرت جَبــهاتُه أمامَ زحفٍ لا قِبَلَ له بـــه .. آثرَ بعدها طلبَ الصلح مقابل التنازل عن دَمِهِ ، و اعتبــرَ نفسَــه منتصِرًا .. ذراعـــــاه و رقبته شهوده ، بعــوضٌ حقيرٌ لكنه امتصَّ دِمــــاءَه .. كل ليلةً يــتنــــادى إلــى وليمةٍ عـلى جسده ، و كل ليلة تنكسرُ مقاومــــتُه أمام جحافله ، أحيانا تـحــدِّثُ "العُبَـــــــيْدي" نفسُه أنـه قد اســتأثَرَ بِبَـعوضِ البـلادِ و أن الباقين لابــد قد أرَّقهم غيابُه عنـــهم و خشِـــيَ أن يُشتَكَى فـــي الـمحاكم ، يصــبح امتصاصُ البعوضِ لدمِكَ كالإدمان لا تستطـيع عنه صبرًا .. تـماما مثلما يصـبح استنشاقُ الـــهواءِ النقيِّ هو الــذي يرهِــقُ رِئــــاتِنا .. تنـاهى إلــى مَسمَعِهِ طنـينٌ يعرِفه جيدًا .. عجـبًـا ألـم يكفِهِ ما نـال مِـنِّـي البارحةَ ؟.. هكذا سأل نفسه مــتوَجِّعًا .. كانت تُـحلِّق بـمــــفردِها لا تكاد تَــبــينُ ، تســــاءَلَ جادًّا : أي فــائدةٍ فــــي خلقِ البعوضِ؟ و مـا فـائـــدةُ جهـــازِها البَصري و الـهضمي و.. التــناسُلي ..؟ ثـــم سرعانَ مــا تراجع مستغفِرًا ..
اقتربت البــعوضةُ كثيرًا و ارتفعَ طنـــــينُها حتى أصبــحَ أشبهَ بهديرِ طائرةٍ ، هشَّ بيدَيْهِ حـتى دونَ أن يُـحدِّدَ مكانَها لكنه أَحسَّ بوخزةٍ حادةٍ فـي قَفاه فأسرعَت يدُه إلى هنالكَ فـي حينِ ارتفعَ صوتُـهُ باللعنةِ .. وخزةٌ أخرى فـي ذراعِِـــه و هذه ثالثــةٌ فـي رجـــلِهِ .. تسارعَت كفَّــــاه تَتــبِعان البعوضةَ على كامِلِ جَسدِه .. استبدَّ بِــهِ الألـمُ و نظرَ إلــــى نفسِه في الـمرآة فرأى جثــةً ..
لـمح وراءَه البعــوضةَ و قد انتفـــخت قليلا فتملكَهُ الـخوفُ ..ربـــــاه كيفَ صار حجمُها كبيرًا ؟ و لكـــنَّ مصيـــبةَ" العُبَـيْــدي" لـم تَـكُن إلا فــي بدايــــتِها فقــد كانـــت البعوضةُ كلــما امتصت قليلا من دمِه ازداد تضــخُّمُ حجـــــمِها .. حــتى أصبَحَت بِـحـجمِ قطٍ لـم يَعُد قادرًا على مدِّ يَدَيْهِ حـتى لـحمايةِ وجهِهِ .. تثـاقَلَت حركاتُه.. وقعــت البعــــــوضةُ الـمُثقَلَةُ على كَتِفَيه و واصلت إيذاءه، أخذَ يتـرنَّحُ فلم يعد يستــطيعُ تـحمُّلَ كل ذلــــك الألـمِ ، حــــاولَ الانتفــاضَ و الاهتزازَ حتَّى يتـخلَّصَ من الثِّقَلِ فإذا بـها تزدادُ تشبثًا به .. أراد أن يصيحَ مستنجِدًا و لكن لـم تصدر عنه سوى همهماتٍ خاويةٍ ، أراد َ التراجُعَ بـحــدَّةٍ على الـــجِدارِ ليهرُسَـها لكنَّ الـخبيثةَ تـحولت إلـى الأمام و جثمت على صدرِه فأصـبحَ يتـــنفَّسُ بعُــسرٍ شديدٍ ، وبدأت همهماتُه تـخــفُتُ تدريـــجيًّا و البعوضةُ اللعينةُ لا تـزالُ تتـــضخَّمُ و تزحفُ على جسدِهِ و أحسَّ بقوائِمِها تُطبِقُ ضاغطةً على رقبتِهِ بـحقدٍٍ غريبٍ ، ثمَّ أوقعت أجنحـتَها على فــمِهِ فلم يعُد قـادراً حتى على الصُّراخِ و على عينَــيهِ فمــنعَته مــن الرؤيةِ و على أذنَيْهِ فلم يَعُد يسمَع .. ثم وَقَــعَ عــلى الأرض و لـم يَصدُر عـنه صوتٌ ..
فــي تلك الليلةِ غادَرَ البعوضُ مكامِنَه بـحثًــا عن ولائمَ كـــعادتِهِ .. طال بـــحثُه فــي الأزقةِ و الدورِ و حتى القصورِ و لكن دونَ جدوى .. كان البعوضُ الـمتضخِّمُ قد استنفذَ مــا فـي الأنـحاءِ من بشرٍ ..


فيـصل الـــــزوايــدي
نص مثقل بالرمزية وعبق بالسياسة ومآسي مصاصي الدماء...
محبتي فيصل..

فيصل محمد الزوايدي
26/08/2008, 05:22 PM
نص مثقل بالرمزية وعبق بالسياسة ومآسي مصاصي الدماء...
محبتي فيصل..

أخي أبو مريم اسعدني اعجابك بالقصة و اعتز برأيك فيها
دمت في الخير
مع الود

يوسف أبوسالم
30/08/2008, 12:28 PM
بـعوضٌ فــي الــمدينةِ

مثقلا بالـوَهَنِ و الصمتِ وَقَـــف "العُبَــــيْدي" بإعيــاءٍ أمــامَ مرآته ، ككل يــومٍ يعــاينُ آثــارَ مرضٍ جَــديدٍ و ذُبولٍ يَشتَـدُّ ، يسـأل واقفًا أمـــامَه :" مــتى ينتهي كل هذا ؟" لـم يـُـجِــبْهُ بـل واصَـلَ معايـــنةَ شحوبٍ يـــزدادُ زحفًا عــلى وجـــهٍ هزيلٍ .. اقترب من النافذة الصغيرة الوحيدة فـي غرفته مطاردًا لشعاعِ شـمــــسٍ بسيط يدخل بـمشقـــــــة إليها فانــتبهَ إلـى عبوة مبيدِ الـحشراتِ فتـــذكَّر أنه استوفاها البارحةَ فـي مـعركةٍ فاشلةٍ مع البعوض .. انكسرت جَبــهاتُه أمامَ زحفٍ لا قِبَلَ له بـــه .. آثرَ بعدها طلبَ الصلح مقابل التنازل عن دَمِهِ ، و اعتبــرَ نفسَــه منتصِرًا .. ذراعـــــاه و رقبته شهوده ، بعــوضٌ حقيرٌ لكنه امتصَّ دِمــــاءَه .. كل ليلةً يــتنــــادى إلــى وليمةٍ عـلى جسده ، و كل ليلة تنكسرُ مقاومــــتُه أمام جحافله ، أحيانا تـحــدِّثُ "العُبَـــــــيْدي" نفسُه أنـه قد اســتأثَرَ بِبَـعوضِ البـلادِ و أن الباقين لابــد قد أرَّقهم غيابُه عنـــهم و خشِـــيَ أن يُشتَكَى فـــي الـمحاكم ، يصــبح امتصاصُ البعوضِ لدمِكَ كالإدمان لا تستطـيع عنه صبرًا .. تـماما مثلما يصـبح استنشاقُ الـــهواءِ النقيِّ هو الــذي يرهِــقُ رِئــــاتِنا .. تنـاهى إلــى مَسمَعِهِ طنـينٌ يعرِفه جيدًا .. عجـبًـا ألـم يكفِهِ ما نـال مِـنِّـي البارحةَ ؟.. هكذا سأل نفسه مــتوَجِّعًا .. كانت تُـحلِّق بـمــــفردِها لا تكاد تَــبــينُ ، تســــاءَلَ جادًّا : أي فــائدةٍ فــــي خلقِ البعوضِ؟ و مـا فـائـــدةُ جهـــازِها البَصري و الـهضمي و.. التــناسُلي ..؟ ثـــم سرعانَ مــا تراجع مستغفِرًا ..
اقتربت البــعوضةُ كثيرًا و ارتفعَ طنـــــينُها حتى أصبــحَ أشبهَ بهديرِ طائرةٍ ، هشَّ بيدَيْهِ حـتى دونَ أن يُـحدِّدَ مكانَها لكنه أَحسَّ بوخزةٍ حادةٍ فـي قَفاه فأسرعَت يدُه إلى هنالكَ فـي حينِ ارتفعَ صوتُـهُ باللعنةِ .. وخزةٌ أخرى فـي ذراعِِـــه و هذه ثالثــةٌ فـي رجـــلِهِ .. تسارعَت كفَّــــاه تَتــبِعان البعوضةَ على كامِلِ جَسدِه .. استبدَّ بِــهِ الألـمُ و نظرَ إلــــى نفسِه في الـمرآة فرأى جثــةً ..
لـمح وراءَه البعــوضةَ و قد انتفـــخت قليلا فتملكَهُ الـخوفُ ..ربـــــاه كيفَ صار حجمُها كبيرًا ؟ و لكـــنَّ مصيـــبةَ" العُبَـيْــدي" لـم تَـكُن إلا فــي بدايــــتِها فقــد كانـــت البعوضةُ كلــما امتصت قليلا من دمِه ازداد تضــخُّمُ حجـــــمِها .. حــتى أصبَحَت بِـحـجمِ قطٍ لـم يَعُد قادرًا على مدِّ يَدَيْهِ حـتى لـحمايةِ وجهِهِ .. تثـاقَلَت حركاتُه.. وقعــت البعــــــوضةُ الـمُثقَلَةُ على كَتِفَيه و واصلت إيذاءه، أخذَ يتـرنَّحُ فلم يعد يستــطيعُ تـحمُّلَ كل ذلــــك الألـمِ ، حــــاولَ الانتفــاضَ و الاهتزازَ حتَّى يتـخلَّصَ من الثِّقَلِ فإذا بـها تزدادُ تشبثًا به .. أراد أن يصيحَ مستنجِدًا و لكن لـم تصدر عنه سوى همهماتٍ خاويةٍ ، أراد َ التراجُعَ بـحــدَّةٍ على الـــجِدارِ ليهرُسَـها لكنَّ الـخبيثةَ تـحولت إلـى الأمام و جثمت على صدرِه فأصـبحَ يتـــنفَّسُ بعُــسرٍ شديدٍ ، وبدأت همهماتُه تـخــفُتُ تدريـــجيًّا و البعوضةُ اللعينةُ لا تـزالُ تتـــضخَّمُ و تزحفُ على جسدِهِ و أحسَّ بقوائِمِها تُطبِقُ ضاغطةً على رقبتِهِ بـحقدٍٍ غريبٍ ، ثمَّ أوقعت أجنحـتَها على فــمِهِ فلم يعُد قـادراً حتى على الصُّراخِ و على عينَــيهِ فمــنعَته مــن الرؤيةِ و على أذنَيْهِ فلم يَعُد يسمَع .. ثم وَقَــعَ عــلى الأرض و لـم يَصدُر عـنه صوتٌ ..
فــي تلك الليلةِ غادَرَ البعوضُ مكامِنَه بـحثًــا عن ولائمَ كـــعادتِهِ .. طال بـــحثُه فــي الأزقةِ و الدورِ و حتى القصورِ و لكن دونَ جدوى .. كان البعوضُ الـمتضخِّمُ قد استنفذَ مــا فـي الأنـحاءِ من بشرٍ ..


فيـصل الـــــزوايــدي


الكاتب الكبير فيصل الزوايدي
مساء الورد

لقلمك أيها المبدع الكبير نكهة خاصة
فهو قلم لا يكتب عبثا أبدا
إما أن يبدع وإلا فلا
هنا في هذه القصة .....
على كل من يريد أن ينزل قصة في هذا القسم أن يكتب من حيث الشكل على الأقل
كما كتب أخي فيصل
فالتشكيل والفواصل والتنقيط وكل العناصر التفصيلية موجودة
لم ينس الكاتب الكبير تلك العناصر فضلا عن عناصر القصة الأساس لما لها من أثر
في توضيح معاني الجمل والتعبيرات والدلالات ..
ولما لها من أثر في جعل قراءة القصة لدى المتلقي صحيحة لغويا ونحويا
أما عن القصة
فقد حفلت بالرموز التي كان أهمها رمز مصاصي الدماء من أي نوع
المستغلين المحتكرين..الساسة العملاء ...بياعي الكلام ..ومحترفي الفساد
كلهم بعوض يتضخم يوما بعد يوم
حتى يصاب بالتخمة ولا يكف
كانت اللغة قوية ..والتراكيب اللغوية متقنة
وكان السرد ..وما أدراك مالسرد ...منهمرا
وقلما نجد كتابا يكابدون السرد حتى يصبح مطواعا لأقلامهم
مشكلة بعض الكتاب الجدد
أنهم يستسهلون الكتابة
ولو قرأوا مثل إبداع كاتبنا فيصل لوفروا على أنفسهم عناء كبيرا
هذه قصة
تقرأها في دقائق ..وتتأملها في أيام
لأن تأثير كل كلمة ورمز فيها هو الأهم وهو الذي يمتد أثره طويلا وفي العمق
أخي فيصل
تغمس قلمك دائما في محبرة الإبداع وتكتب
بورك بك وبقلمك

فيصل محمد الزوايدي
30/08/2008, 10:25 PM
الكاتب الكبير فيصل الزوايدي
مساء الورد

لقلمك أيها المبدع الكبير نكهة خاصة
فهو قلم لا يكتب عبثا أبدا
إما أن يبدع وإلا فلا
هنا في هذه القصة .....
على كل من يريد أن ينزل قصة في هذا القسم أن يكتب من حيث الشكل على الأقل
كما كتب أخي فيصل
فالتشكيل والفواصل والتنقيط وكل العناصر التفصيلية موجودة
لم ينس الكاتب الكبير تلك العناصر فضلا عن عناصر القصة الأساس لما لها من أثر
في توضيح معاني الجمل والتعبيرات والدلالات ..
ولما لها من أثر في جعل قراءة القصة لدى المتلقي صحيحة لغويا ونحويا
أما عن القصة
فقد حفلت بالرموز التي كان أهمها رمز مصاصي الدماء من أي نوع
المستغلين المحتكرين..الساسة العملاء ...بياعي الكلام ..ومحترفي الفساد
كلهم بعوض يتضخم يوما بعد يوم
حتى يصاب بالتخمة ولا يكف
كانت اللغة قوية ..والتراكيب اللغوية متقنة
وكان السرد ..وما أدراك مالسرد ...منهمرا
وقلما نجد كتابا يكابدون السرد حتى يصبح مطواعا لأقلامهم
مشكلة بعض الكتاب الجدد
أنهم يستسهلون الكتابة
ولو قرأوا مثل إبداع كاتبنا فيصل لوفروا على أنفسهم عناء كبيرا
هذه قصة
تقرأها في دقائق ..وتتأملها في أيام
لأن تأثير كل كلمة ورمز فيها هو الأهم وهو الذي يمتد أثره طويلا وفي العمق
أخي فيصل
تغمس قلمك دائما في محبرة الإبداع وتكتب
بورك بك وبقلمك


أخي يوسف أعتز برأيك في الكتابة و قد اسعدني كثيرا اعجابك بالقصة و ثناؤك الباذخ عليها و ارجو ان اكون دوما عند حسن ظنك بي
دمت في الخير
مع الود الممتد

فيصل محمد الزوايدي
22/04/2009, 05:25 PM
حدائق السرد: مصاحبة نقدية لقصة "بعوض في المدينة" بقلم سيد محمد قطب
مصاحبة نقدية بقلم سيد محمد قطب

عنوانها تمت صياغته بعناية ليكون عنصرا رئيسا في الحفاظ على التماسك النصي.. لأنك حينما تصل إلى نهايتها لا بد أن تعود إلى هذه العلامة النصية الأولى "العنوان".. ليس من أجل الفهم والتأويل فحسب.. بل لأن البنية الدرامية.. أي الحكاية بما فيها من أحداث وشخصيات وصراعات ستقودك إلى العنوان بوصفه بنية ختامية أيضا.. فهو الاستهلال وهو الختام.. هو محيط الدائرة الذي يتحكم في تلك المعاني المتوترة في الحكاية وفي المكون الدلالي للكلمات التي شحنتها الدراما بطاقة عالية من الحيوية في قدرتها على طرح الأفكار أو تحفيز مشاعر القارئ للإبحار في عالم نص الكاتب والعالم الواقعي المحيط بنا والعالم النفسي للقارئ ذاته بما فيه من رصيد ثقافي وضع في الرموز دلالات تجسد ما في وعيه وما يعتمل في دهاليز اللاوعي أيضا.
تنتهي القصة باختفاء العنصر الإنساني من المدينة بعد أن امتص البعوض دماء الإنسانية والتهم حيويتها وتدفقها فتحولت الحشرة الصغيرة إلى كائن شبحي مخيف ليضعنا النص في آفاق تتقاطع فيها السريالية مع الواقعية السحرية في تشكيل كابوس تعتمد رموزه على محلية الرمز وشعبيته ورسوخه في المكون الثقافي للعقل الجمعي الذي يصل بين الحشرة التي ترتوي من دماء الإنسان وألوان من البشر يماثلونها أو أنواع من العذاب الإنساني السالب للطاقة النفسية والشعورية والروحية للإنسان.

لا يبقى سوى البعوض في مفارقة تستدعي الماضي الذي حدثت فيه تلك التحولات الكابوسية لتلك الحشرة.. لأن القارئ لا بد أن يفكر في طبيعة الشخصية الشبحية هذه: هل هي خارج الذات؟ هل هي داخلها؟ هل انتهت إنسانية الإنسان النبيل؟ هل بدأ عصر البشر/البعوض..؟ وبذلك تكون التحولات خارجية وداخلية معا.. البعوض التهم الإنسان.. أو التهم الإنسان إنسانيته.. وهنا يقودنا العنوان إلى آفاق النص


"مثقلا بالـوَهَنِ و الصمتِ وَقَـــف "العُبَــــيْدي" بإعيــاءٍ أمــامَ مرآته ، ككل يــومٍ يعــاينُ آثــارَ مرضٍ جَــديدٍ و ذُبولٍ يَشتَـدُّ ، يسـأل واقفًا أمـــامَه :" مــتى ينتهي كل هذا ؟" لـم يـُـجِــبْهُ بـل واصَـلَ معايـــنةَ شحوبٍ يـــزدادُ زحفًا عــلى وجـــهٍ هزيلٍ .."

مدخل أسلوبي:
الابتداء بالحال.. (مثقلا).. يحقق أكثر من وظيفة درامية.. فهو يقدم هيئة الشخصية وهي تمارس فعلا محددا.. ولكن المفارقة أنها في هيئة المفعول.. ففعلها رد فعل.. والحال يضع قرينة الشخصية أمام القارئ.. قرينة تحول دون الحركة.. دون الفعل.. وبالتالي تكاد الشخصية تفقد قدرتها على القيام بوظيفة درامية إيجابية منذ الكلمة الأولى.. وتقديم الحال يأخذنا إلى قلب الحركة الدرامية السلبية للشخصية مباشرة.. ويبدأ الخطاب بنتيجة تدعونا للبحث عن الأسباب.. فنتحرك للأمام مع الراوي.. ولكننا نتحرك للماضي مع الشخصية التي ظهرت هيئتها (المثقلة) فجأة في مطلع السرد.

والابتداء بالحال النحوي الذي يعرض الهيئة الدرامية أسلوب تصويري.. أسلوب يدعو للرؤية البصرية.. يصبح المتلقي قارئا ومشاهدا في آن واحد.. إن الحال النحوي يعد تقنية سنيمائية قولية قبل أن يعرف الإنسان فن السنيما في العصر الحديث.. فاللغة هي أم الفنون ومن أحضانها خرج كل تطور معرفي أسس لأشكال تعبيرية جديدة.

والابتداء بالحال المرئي يمهد الطريق لفعل الرؤية الذي ستمارسه الشخصية (البطل السلبي: العبيدي) بوقوف هذا الفاعل أمام المرآة كي يرى ذاته.. إن القارئ يراه أولا من الخارج.. ثم يراه وهو يرى ذاته.. من هذا المدخل يتحرك الخطاب من منطقة الرؤية المصاحبة.. مشاركة الراوي والشخصية والمتلقي معا في منظور الرؤية.. وتتضافر الرؤية البصرية مع الرؤية الذهنية في متابعة حال الشخصية (المثقلة) منذ الاستهلال السردي.
(الوهن والصمت): الوهن: ضعف حسي يؤدي إلى فقدان القدرة على الفعل الإيجابي الحركي.. فقدان المقاومة.
الصمت: فقدان الصوت.. الرأي.. الموقف.. الكلمة.
حالة (التثاقل) التي تعيش فيها الشخصية تحول بينها وبين المقاومة أو التعبير.. لا تستطيع الخلاص من البعوض.. ولا تستطيع إطلاق الألم في خطاب يمكن أن يصل إلى آخر.. وهذا تمهيد لانعدام الآخر من دائرة التواصل حين يعرف القارئ أن المدينة خالية إلا من البعوض.
اسم الشخصية : العبيدي.. بصيغة التصغير التي تؤكد عدم القدرة على الفعل.
الوقوف أمام المرآة.. تأمل مشترك.. يصل إلى ذروته في عبارة ( لـم يـُـجِــبْهُ بـل واصَـلَ معايـــنةَ شحوبٍ يـــزدادُ زحفًا عــلى وجـــهٍ هزيلٍ..) التي لا يمكن معرفة من يتأمل من من خلالها.. فقد حدث اندماج وتحول في علاقة الرائي بالمرئي.


بقلم سيد محمد قطب

أحمد السقال
23/04/2009, 08:44 AM
.. كان البعوضُ الـمتضخِّمُ قد استنفذَ مــا فـي الأنـحاءِ من بشرٍ ..


حسرتي على هذا اضطرار هذا البعوض لتغيير عاداته الغذائية ..!
تحياتي أخي فيصل

فيصل محمد الزوايدي
23/04/2009, 02:28 PM
حسرتي على هذا اضطرار هذا البعوض لتغيير عاداته الغذائية ..!
تحياتي أخي فيصل



أهلا بك ايها العزيز .. سررت كثيرا باطلالتك هنا
دمت في الخير
مودتي