المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حلا بوح الياسمين



حسين علي البكار
19/07/2008, 09:02 PM
" حلا00 بوح الياسمين"



-1-

لا أذكر أين رأيتها للمرة الأولى , وحين أحاول التوغل في ذاكرة الروح أجدها تخترق الأزمنة, فتبرز صورتها وهي تجلس على ضفاف البحيرة المقدسة في " هيرابوليس " وتقوم بإطعام أسماك البحيرة ذات الزعانف الذهبية , وكان المعبد يرسل في ماء البحيرة صورته التي تبدو متكسرة , وكان شعرها بين أحضان الأنسام الربيعية يتأرجح فذهبت إليها , وحين أماط غيهب الزمن اللثام عن وجهينا وجدتني وحلا قد انتهينا للتو من رحلة البحث عنّا ,ولست أنسى كيف هرعت وأحضرت لها شالاً أخضر من حرير محبوبتي هيرابوليس , وبعد أن شربت من شراب التوت انكسرت أهدابها خفراً ابتسمت على استحياء ووضعت غطاء رأسها بإحكام , ولعل حلا تمنت عليَّ في ذلك اليوم والناس يموج بهم المعبد ويموجون به أن أمشط لحلا شعرها الذي كان أبن الليل البكر وكم أتمنى اليوم أن أمشط لحلا شعرها للمرة الأولى الأخيرة 000 في ذلك اليوم من العام سبعين للميلاد رأيتها ولكنني أجزم أنني رأيتها قبل ذلك ولكن أين ؟ ! لا أعرف ؟! ولكن الذي تأكدت منه أن نينوى هي مولدها ,وربما هي النصف المفقود منّي 0
حلا التي كانت تحاصرني طيفاً في هيرابوليس , وهي ربما طفلة حلم هربت من خاطر قصيدة حار شاعرها في البحث عن عنوان لها فحملت حلا العنوان وراحت طيفاً من بنفسجٍ يغل بوحه في أمداء المدن التي لم تتعلم بعد أبجدية العشق , وربما جاءت حلا من ألف ليلة وليلة مع شهرزاد ولم تعد قادرة على الرجوع إلى ذاكرة شهريار وإلى سهول نينوى 000
ولعل حلا هي الوحيدة التي لا برج لها من الأبراج التي يتسكع المهزومون فوق أرصفتها باحثين عن حلم قد يأتي وقد لا يأتي ولعل الأكثر إثارة من هذا وذاك أن حلا التحفت عباءة الطهر وافترشت بساط الاحتشام 000 حلا هي سمراء مجبولة من أديم أبيض وقد أدمنت الشمس لثمها فصار وجهها ما بين البياض والاحمرار والسمرة , هي إكسير الحياة إن لم أقل هي كل الحياة في كل مرة أبحث عنها أجدها في مكان ثم تغادرني إلى أمكنة أخرى ولعل طيفها الألقي بدأ هو الآخر يزجي صورتها في البال كل مساء فباتت حلا في كل مساء ذكرى ذاكرة وذاكرة ذكرى وأنا أجوب صحراء عمري بحثاً عنها ولست أدري أين هي من تغلب وأين تغلب منها لقد رسخت في الذات صورتها التي تزورني كل مساء لقد زانها وزادها خفراً ذلك الإهاب الموغل في البداوة التي أنطقتها البيان الذي يخيف اللجلجة والارتجاف 00
حلا حين تجد ذاتها محاصرة بعينيُّ ترفرف بجناحيها وتتوارى وراء شهقة استنكار أو ربما شهقة احتجاج , فتذوب الحروف وجداً حين تخرج من شفتيها الرائعتين كلماتها الموشومة بالهمسات , فتنام الكلمات في الحنايا التي يهدهدها هديل عشق شفيف , ويلبسها الوجد حلة من رقة وافتتان 00
حلا خرجت من لوحة فنان ولم تعد قادرة على الرجوع إليها , وحين أراها يتشظى كل شيء يقع تحت ناظريها0

-2-

حين وقع بصري عليها في المرة الأخيرة بعد ركام كل هذي السنين وجدتني مدنفاً بها ولكن لم تعد هيرابوليس جالسة إلا على ركامها الذي تبكي أحجاره على كل اللذين غادروها معي ومع حلا 00 ومع عودة الأقحوان ذات ربيع وجدت حلا تهدهد ابن الصباح فأصابني ذهول تحول إلى خدر ناعم لذيذ في مسامات الجسد ليمتد إلى نسغ رعاشي آسر , وارتد بصري منكسراً وبعيون قلبي أحسست أنها هي , وأن البداية قد بدأت 00 حلا يسرقها القمر منيّ كل مساء وتغفو الشمس على الهدهدة في حضن حلا حتى الصباح , فكيف آخذها من هذين المستحيلين ؟!
حلا تقف على الباب كل صباح , فيحلو الصباح بكل صباح , وأنا أحتسي الخمر من عينيها في كؤوس من ضياء , ولكن هذا ليس همي 00 الرسالة لم تصلها بعد , وهي تدري من البريق المرسل من روحي إلى روحها من أنا !! وهي أشعلت فيَّ فتيل قلق لا يقاوم وأجزم أن المرايا تخاف حين تراها من فرط النور المتغلغل وراء هذه النظرات فإن تشظت المرايا فلا أحد يلومها 00

-3-

مع دمع الياسمين الصباحي المموسق بصوت فيروز تجيء حلا ثم تروح وهذه المرة ربما استيقظت ذات صباح ورفرفت بجناحيها وذهبت إلى غابات الجبال وأحدنا أضاع الآخر وأجزم أننا أضعنا بعضنا معاً لآلاف السنين , فلا حياد مع حلا 00 فالحياد يعني قطع كل الشرايين العازفة لحنها , فهي أوتار القلب وهي الدندنة الأبدية فيه 00
ذات صباح هجرت فنجان قهوتي وتركت بخاره يتصاعد , وهرعت إلى طريقي الصباحي وحين لم أجدها على الباب واقفة دخل الجفاف حلقي وساد اليباب روحي , فأنا لم أشعر بقلق عليها من قبل , وأحسها طيفاً ًيدنو مني وأنا على عتبة النوم , فطيفها يحمل عطراً يرش وسادتي فأنتشي وتذهب روحي في غياب الحلم الموغل في الجمال 0
مات الصباح هذا الصباح , فأخرجتُ منّي كل التفاصيل الحياتية البائسة , ورحت أعزف لحن ذاتي
على مقامها الذي تحفظه في نينوى , فوجدت فنجان قهوة الصباح شاحباً ينظر إليّ بشماتةً , وكتبي ودفاتري وكل شيء في المكان بأن تعيساً لأن دوامة من الأفكار بدأت تدور بي , وقطعان من الأوهام ترعى في حقول مفردات أيامي , وأدركت أن حلا قدراً لا مفر منه 0

-4-

قالت وهي تدنو منّي على استحياء :
- أين كنت ؟ ولم كل هذا الجفاء ؟
فقلت وأنا أبتلع ريقي :
لست أدري من الذي يهرب من الآخر , ولم أفكر يوماً بهذا , ولا أظن توأم الروح تود البعد عن توأمها , فصرخت وخبطت يدي فقمت مذعوراً وقد كدت أن أحطم يدي بحافة السرير , وتنفست الصعداء , وشربت قدح ماء أمحو هذا المشهد الذي كانت قفلته مرعبة , ورغم عناق أنفاسنا اللاهبة في ذلك الأحد غادرتها وغادرتني دون أن يكتب الدهر مفردات هذا اللقاء 0
هرعت إلى الوقت فكان فجراً يخوض مخاض ولادة نهار جديد , فتصورت سلفاً مالذي سأقوله هذا اليوم, فأنا سأذهب إلى بيت أهلها , وأحاور , وأسال , وأمدّ جسور التصورات 00 وأضع لبنة البداية, ولكن ماذا يحدث لو أن كل الذي حدث ستبدده شمس الضحى؟! وذات منام رأيتنا في قبرين شاخ كل منهما حتى درجة الاندراس , ومع ذلك كنت أدري أن ما أراه هو مجرد أبن خلبي لمنام يعبر الجفن ويمضي أنا وحلا نحلق في مدارات بين أنكيدو وجلجاميش دون أن يجتاحنا الإعياء 0

-5-

ليذهب الخوف إلى الجحيم , فهي واقفة أمامي وخطاي تسرع السير نحوها , وارتعاش مموسق بالخوف لفّنا ,وحين مددت يدي المسافرة نحو يدها البيضاء التي سافرت من جانبها نحو يدي, وحين أكتمل العناق بينهما شعرت بدوار يشبه الانهيار , فتماسكت بها , وبدورها تماسكت بي وحينذاك تعثرت الحروف , فدهشت حين استمرت يدي في حضن يدها فقالت وقد اصطبغ وجهها بالجلنار :
- أخرج يدك من يدي 00 لم تكترث يدي 00 وبغتة أعادتها لي جثة على يميني انحطت بلا حول ولا قوة 00 فقلت وأنا أدّعي التماسك :
- هل يمكن أن أراك كل صباح ؟
- سل الشمس إن شئت , أو شئت فأسأل القمر!!


-6-

أشرقت في داخلي شموس وأقمار, ورحت أفرش الغد بديباج جاء من دمشق أو حلب , وقبست من فيروز دندنة أخرى على مدراج غدنا ولم تقدر أغلفة أرواحنا في منع الالتحام فرضاب النار أورق ناراً ازداد أوارها في بساتين العناق 0
والبيت يرقص بالأزاهير وهي تخاصر الأضواء, والنهاية حتماً ستكون سعيدة , فمن يستطيع أن يقول غير هذا ؟
حلا اكتحلت أهدابها بمرود جاء من خاطر أرض السواد , وسقت أديمها ماءً فراتاً 00 حلا تعرف أن الواحد منا لن يتكرر , وأنا أعرف ذلك , فنحن جئنا ولن نجيء إلى هذه الديار ثانية أبداً 00
كل منّا قادم من ذات الآخر 00 حلا عطرتها أمها من قارورة الطهر منذ الولادة , والتحفت عباءتها البيضاء , وجلست على أريكة الانتظار وسمعها منصت لبدء ميلاد الزغاريد , ومسقط رأسها يكتب اليوم أبجدية النار 0
اليوم ليس كالذي كان , وغداً يجلس على شرفة الفجر ينتظر اكتمال ولادة الصباح , وحلا تختزن بين أهدابها عسلاً مصفىً , وغدائر شعرها الريفي استراح على كتفيها وبضع خصلات منه نامت على تخوم صدرها يراقصها وجيب القلب , وصلنا إلى باب بيتها , فلم نجد البيت , ولا وجدنا الحي لحظتها أحسست بأن ما أراه مجرد لوحة سريالية , فمن أقتلع المكان من المكان ؟! فمن نقل المكان من المكان ؟ ومن ذا الذي يقدر على اقتلاع خيامها من مضارب روحي ؟
ووسط هذا الجو الموغل في الفشل انسلت حلا من تحت أضلعي وطارت بيّ بعيداً , وقبل أن أهوي أرضاً صرخت , وشعرت بيد حانية تسافر عبر شعري لتقول :
- ما بك ؟! اشرب ماء من القدح الذي بجوارك , فنظرت أليها , ثم تواريت داخلها وهرب من بيننا ذلك الخوف المخيف لندخل لوحة الحياة من جديد بعسل عينيها وقهوة صباحها وتغلغل صوت فيروز في خلجاتها لأننا رفضنا أن نكبر ولأن الشمس ستظل عازبة وكذا القمر وكذا أنا وحلا وأغاريد الصباح وبوح العنادل للفضاء وبوح الصمت للصمت 00
إذا شاخ الزمان واشتعل ليله شيباً فأنا وحلا سنظل ربيعاً في ذاكرة الهمسات
لن يشيخ حبنا , فهو أبداً عصيّ على الهرم لأنه ربيع في ذاكرة الحياة ,فإذا أردتم معرفة حلا فهي
في ذاكرة بوح الياسمين , وهي تغفو بين الياسمين وعطره , وبين المطر ورائحة التراب , وفي يُتْمِ ورد الوحواح الذي يطل وحيداً في أيلول كل عبر القرون , وستزهر حلا من جديد ياسميناً يبوح لهيرابوليس ونينوى بهمسات الاشتياق فبيني وبين حلا تمتد المسافات , ولعلني أراها حين يعقد قران الشمس على القمر 0





منبج /2006/

محمدذيب علي بكار
19/07/2008, 09:42 PM
اراني اقف امام بكاء نينوى الحضارة ومنبج التاريخ فهذا السفرفي التاريخ وفي الذات وهذا التوحد بين الزمان والمكان والعشق الامتناهي ماهو الا عزف منفرد على اوتار منبجية:o

ابو مريم
20/07/2008, 02:48 PM
" حلا00 بوح الياسمين"





-1-

لا أذكر أين رأيتها للمرة الأولى , وحين أحاول التوغل في ذاكرة الروح أجدها تخترق الأزمنة, فتبرز صورتها وهي تجلس على ضفاف البحيرة المقدسة في " هيرابوليس " وتقوم بإطعام أسماك البحيرة ذات الزعانف الذهبية , وكان المعبد يرسل في ماء البحيرة صورته التي تبدو متكسرة , وكان شعرها بين أحضان الأنسام الربيعية يتأرجح فذهبت إليها , وحين أماط غيهب الزمن اللثام عن وجهينا وجدتني وحلا قد انتهينا للتو من رحلة البحث عنّا ,ولست أنسى كيف هرعت وأحضرت لها شالاً أخضر من حرير محبوبتي هيرابوليس , وبعد أن شربت من شراب التوت انكسرت أهدابها خفراً ابتسمت على استحياء ووضعت غطاء رأسها بإحكام , ولعل حلا تمنت عليَّ في ذلك اليوم والناس يموج بهم المعبد ويموجون به أن أمشط لحلا شعرها الذي كان أبن الليل البكر وكم أتمنى اليوم أن أمشط لحلا شعرها للمرة الأولى الأخيرة 000 في ذلك اليوم من العام سبعين للميلاد رأيتها ولكنني أجزم أنني رأيتها قبل ذلك ولكن أين ؟ ! لا أعرف ؟! ولكن الذي تأكدت منه أن نينوى هي مولدها ,وربما هي النصف المفقود منّي 0
حلا التي كانت تحاصرني طيفاً في هيرابوليس , وهي ربما طفلة حلم هربت من خاطر قصيدة حار شاعرها في البحث عن عنوان لها فحملت حلا العنوان وراحت طيفاً من بنفسجٍ يغل بوحه في أمداء المدن التي لم تتعلم بعد أبجدية العشق , وربما جاءت حلا من ألف ليلة وليلة مع شهرزاد ولم تعد قادرة على الرجوع إلى ذاكرة شهريار وإلى سهول نينوى 000
ولعل حلا هي الوحيدة التي لا برج لها من الأبراج التي يتسكع المهزومون فوق أرصفتها باحثين عن حلم قد يأتي وقد لا يأتي ولعل الأكثر إثارة من هذا وذاك أن حلا التحفت عباءة الطهر وافترشت بساط الاحتشام 000 حلا هي سمراء مجبولة من أديم أبيض وقد أدمنت الشمس لثمها فصار وجهها ما بين البياض والاحمرار والسمرة , هي إكسير الحياة إن لم أقل هي كل الحياة في كل مرة أبحث عنها أجدها في مكان ثم تغادرني إلى أمكنة أخرى ولعل طيفها الألقي بدأ هو الآخر يزجي صورتها في البال كل مساء فباتت حلا في كل مساء ذكرى ذاكرة وذاكرة ذكرى وأنا أجوب صحراء عمري بحثاً عنها ولست أدري أين هي من تغلب وأين تغلب منها لقد رسخت في الذات صورتها التي تزورني كل مساء لقد زانها وزادها خفراً ذلك الإهاب الموغل في البداوة التي أنطقتها البيان الذي يخيف اللجلجة والارتجاف 00
حلا حين تجد ذاتها محاصرة بعينيُّ ترفرف بجناحيها وتتوارى وراء شهقة استنكار أو ربما شهقة احتجاج , فتذوب الحروف وجداً حين تخرج من شفتيها الرائعتين كلماتها الموشومة بالهمسات , فتنام الكلمات في الحنايا التي يهدهدها هديل عشق شفيف , ويلبسها الوجد حلة من رقة وافتتان 00
حلا خرجت من لوحة فنان ولم تعد قادرة على الرجوع إليها , وحين أراها يتشظى كل شيء يقع تحت ناظريها0

-2-

حين وقع بصري عليها في المرة الأخيرة بعد ركام كل هذي السنين وجدتني مدنفاً بها ولكن لم تعد هيرابوليس جالسة إلا على ركامها الذي تبكي أحجاره على كل اللذين غادروها معي ومع حلا 00 ومع عودة الأقحوان ذات ربيع وجدت حلا تهدهد ابن الصباح فأصابني ذهول تحول إلى خدر ناعم لذيذ في مسامات الجسد ليمتد إلى نسغ رعاشي آسر , وارتد بصري منكسراً وبعيون قلبي أحسست أنها هي , وأن البداية قد بدأت 00 حلا يسرقها القمر منيّ كل مساء وتغفو الشمس على الهدهدة في حضن حلا حتى الصباح , فكيف آخذها من هذين المستحيلين ؟!
حلا تقف على الباب كل صباح , فيحلو الصباح بكل صباح , وأنا أحتسي الخمر من عينيها في كؤوس من ضياء , ولكن هذا ليس همي 00 الرسالة لم تصلها بعد , وهي تدري من البريق المرسل من روحي إلى روحها من أنا !! وهي أشعلت فيَّ فتيل قلق لا يقاوم وأجزم أن المرايا تخاف حين تراها من فرط النور المتغلغل وراء هذه النظرات فإن تشظت المرايا فلا أحد يلومها 00

-3-

مع دمع الياسمين الصباحي المموسق بصوت فيروز تجيء حلا ثم تروح وهذه المرة ربما استيقظت ذات صباح ورفرفت بجناحيها وذهبت إلى غابات الجبال وأحدنا أضاع الآخر وأجزم أننا أضعنا بعضنا معاً لآلاف السنين , فلا حياد مع حلا 00 فالحياد يعني قطع كل الشرايين العازفة لحنها , فهي أوتار القلب وهي الدندنة الأبدية فيه 00
ذات صباح هجرت فنجان قهوتي وتركت بخاره يتصاعد , وهرعت إلى طريقي الصباحي وحين لم أجدها على الباب واقفة دخل الجفاف حلقي وساد اليباب روحي , فأنا لم أشعر بقلق عليها من قبل , وأحسها طيفاً ًيدنو مني وأنا على عتبة النوم , فطيفها يحمل عطراً يرش وسادتي فأنتشي وتذهب روحي في غياب الحلم الموغل في الجمال 0
مات الصباح هذا الصباح , فأخرجتُ منّي كل التفاصيل الحياتية البائسة , ورحت أعزف لحن ذاتي
على مقامها الذي تحفظه في نينوى , فوجدت فنجان قهوة الصباح شاحباً ينظر إليّ بشماتةً , وكتبي ودفاتري وكل شيء في المكان بأن تعيساً لأن دوامة من الأفكار بدأت تدور بي , وقطعان من الأوهام ترعى في حقول مفردات أيامي , وأدركت أن حلا قدراً لا مفر منه 0

-4-

قالت وهي تدنو منّي على استحياء :
- أين كنت ؟ ولم كل هذا الجفاء ؟
فقلت وأنا أبتلع ريقي :
لست أدري من الذي يهرب من الآخر , ولم أفكر يوماً بهذا , ولا أظن توأم الروح تود البعد عن توأمها , فصرخت وخبطت يدي فقمت مذعوراً وقد كدت أن أحطم يدي بحافة السرير , وتنفست الصعداء , وشربت قدح ماء أمحو هذا المشهد الذي كانت قفلته مرعبة , ورغم عناق أنفاسنا اللاهبة في ذلك الأحد غادرتها وغادرتني دون أن يكتب الدهر مفردات هذا اللقاء 0
هرعت إلى الوقت فكان فجراً يخوض مخاض ولادة نهار جديد , فتصورت سلفاً مالذي سأقوله هذا اليوم, فأنا سأذهب إلى بيت أهلها , وأحاور , وأسال , وأمدّ جسور التصورات 00 وأضع لبنة البداية, ولكن ماذا يحدث لو أن كل الذي حدث ستبدده شمس الضحى؟! وذات منام رأيتنا في قبرين شاخ كل منهما حتى درجة الاندراس , ومع ذلك كنت أدري أن ما أراه هو مجرد أبن خلبي لمنام يعبر الجفن ويمضي أنا وحلا نحلق في مدارات بين أنكيدو وجلجاميش دون أن يجتاحنا الإعياء 0

-5-

ليذهب الخوف إلى الجحيم , فهي واقفة أمامي وخطاي تسرع السير نحوها , وارتعاش مموسق بالخوف لفّنا ,وحين مددت يدي المسافرة نحو يدها البيضاء التي سافرت من جانبها نحو يدي, وحين أكتمل العناق بينهما شعرت بدوار يشبه الانهيار , فتماسكت بها , وبدورها تماسكت بي وحينذاك تعثرت الحروف , فدهشت حين استمرت يدي في حضن يدها فقالت وقد اصطبغ وجهها بالجلنار :
- أخرج يدك من يدي 00 لم تكترث يدي 00 وبغتة أعادتها لي جثة على يميني انحطت بلا حول ولا قوة 00 فقلت وأنا أدّعي التماسك :
- هل يمكن أن أراك كل صباح ؟
- سل الشمس إن شئت , أو شئت فأسأل القمر!!


-6-

أشرقت في داخلي شموس وأقمار, ورحت أفرش الغد بديباج جاء من دمشق أو حلب , وقبست من فيروز دندنة أخرى على مدراج غدنا ولم تقدر أغلفة أرواحنا في منع الالتحام فرضاب النار أورق ناراً ازداد أوارها في بساتين العناق 0
والبيت يرقص بالأزاهير وهي تخاصر الأضواء, والنهاية حتماً ستكون سعيدة , فمن يستطيع أن يقول غير هذا ؟
حلا اكتحلت أهدابها بمرود جاء من خاطر أرض السواد , وسقت أديمها ماءً فراتاً 00 حلا تعرف أن الواحد منا لن يتكرر , وأنا أعرف ذلك , فنحن جئنا ولن نجيء إلى هذه الديار ثانية أبداً 00
كل منّا قادم من ذات الآخر 00 حلا عطرتها أمها من قارورة الطهر منذ الولادة , والتحفت عباءتها البيضاء , وجلست على أريكة الانتظار وسمعها منصت لبدء ميلاد الزغاريد , ومسقط رأسها يكتب اليوم أبجدية النار 0
اليوم ليس كالذي كان , وغداً يجلس على شرفة الفجر ينتظر اكتمال ولادة الصباح , وحلا تختزن بين أهدابها عسلاً مصفىً , وغدائر شعرها الريفي استراح على كتفيها وبضع خصلات منه نامت على تخوم صدرها يراقصها وجيب القلب , وصلنا إلى باب بيتها , فلم نجد البيت , ولا وجدنا الحي لحظتها أحسست بأن ما أراه مجرد لوحة سريالية , فمن أقتلع المكان من المكان ؟! فمن نقل المكان من المكان ؟ ومن ذا الذي يقدر على اقتلاع خيامها من مضارب روحي ؟
ووسط هذا الجو الموغل في الفشل انسلت حلا من تحت أضلعي وطارت بيّ بعيداً , وقبل أن أهوي أرضاً صرخت , وشعرت بيد حانية تسافر عبر شعري لتقول :
- ما بك ؟! اشرب ماء من القدح الذي بجوارك , فنظرت أليها , ثم تواريت داخلها وهرب من بيننا ذلك الخوف المخيف لندخل لوحة الحياة من جديد بعسل عينيها وقهوة صباحها وتغلغل صوت فيروز في خلجاتها لأننا رفضنا أن نكبر ولأن الشمس ستظل عازبة وكذا القمر وكذا أنا وحلا وأغاريد الصباح وبوح العنادل للفضاء وبوح الصمت للصمت 00
إذا شاخ الزمان واشتعل ليله شيباً فأنا وحلا سنظل ربيعاً في ذاكرة الهمسات
لن يشيخ حبنا , فهو أبداً عصيّ على الهرم لأنه ربيع في ذاكرة الحياة ,فإذا أردتم معرفة حلا فهي
في ذاكرة بوح الياسمين , وهي تغفو بين الياسمين وعطره , وبين المطر ورائحة التراب , وفي يُتْمِ ورد الوحواح الذي يطل وحيداً في أيلول كل عبر القرون , وستزهر حلا من جديد ياسميناً يبوح لهيرابوليس ونينوى بهمسات الاشتياق فبيني وبين حلا تمتد المسافات , ولعلني أراها حين يعقد قران الشمس على القمر 0






منبج /2006/

لي عودة أخي إلى كتابتك التي قسمتعا إلى ستة أجزاء...
محبتي..

ابو مريم
20/07/2008, 02:49 PM
" حلا00 بوح الياسمين"






-1-

لا أذكر أين رأيتها للمرة الأولى , وحين أحاول التوغل في ذاكرة الروح أجدها تخترق الأزمنة, فتبرز صورتها وهي تجلس على ضفاف البحيرة المقدسة في " هيرابوليس " وتقوم بإطعام أسماك البحيرة ذات الزعانف الذهبية , وكان المعبد يرسل في ماء البحيرة صورته التي تبدو متكسرة , وكان شعرها بين أحضان الأنسام الربيعية يتأرجح فذهبت إليها , وحين أماط غيهب الزمن اللثام عن وجهينا وجدتني وحلا قد انتهينا للتو من رحلة البحث عنّا ,ولست أنسى كيف هرعت وأحضرت لها شالاً أخضر من حرير محبوبتي هيرابوليس , وبعد أن شربت من شراب التوت انكسرت أهدابها خفراً ابتسمت على استحياء ووضعت غطاء رأسها بإحكام , ولعل حلا تمنت عليَّ في ذلك اليوم والناس يموج بهم المعبد ويموجون به أن أمشط لحلا شعرها الذي كان أبن الليل البكر وكم أتمنى اليوم أن أمشط لحلا شعرها للمرة الأولى الأخيرة 000 في ذلك اليوم من العام سبعين للميلاد رأيتها ولكنني أجزم أنني رأيتها قبل ذلك ولكن أين ؟ ! لا أعرف ؟! ولكن الذي تأكدت منه أن نينوى هي مولدها ,وربما هي النصف المفقود منّي 0
حلا التي كانت تحاصرني طيفاً في هيرابوليس , وهي ربما طفلة حلم هربت من خاطر قصيدة حار شاعرها في البحث عن عنوان لها فحملت حلا العنوان وراحت طيفاً من بنفسجٍ يغل بوحه في أمداء المدن التي لم تتعلم بعد أبجدية العشق , وربما جاءت حلا من ألف ليلة وليلة مع شهرزاد ولم تعد قادرة على الرجوع إلى ذاكرة شهريار وإلى سهول نينوى 000
ولعل حلا هي الوحيدة التي لا برج لها من الأبراج التي يتسكع المهزومون فوق أرصفتها باحثين عن حلم قد يأتي وقد لا يأتي ولعل الأكثر إثارة من هذا وذاك أن حلا التحفت عباءة الطهر وافترشت بساط الاحتشام 000 حلا هي سمراء مجبولة من أديم أبيض وقد أدمنت الشمس لثمها فصار وجهها ما بين البياض والاحمرار والسمرة , هي إكسير الحياة إن لم أقل هي كل الحياة في كل مرة أبحث عنها أجدها في مكان ثم تغادرني إلى أمكنة أخرى ولعل طيفها الألقي بدأ هو الآخر يزجي صورتها في البال كل مساء فباتت حلا في كل مساء ذكرى ذاكرة وذاكرة ذكرى وأنا أجوب صحراء عمري بحثاً عنها ولست أدري أين هي من تغلب وأين تغلب منها لقد رسخت في الذات صورتها التي تزورني كل مساء لقد زانها وزادها خفراً ذلك الإهاب الموغل في البداوة التي أنطقتها البيان الذي يخيف اللجلجة والارتجاف 00
حلا حين تجد ذاتها محاصرة بعينيُّ ترفرف بجناحيها وتتوارى وراء شهقة استنكار أو ربما شهقة احتجاج , فتذوب الحروف وجداً حين تخرج من شفتيها الرائعتين كلماتها الموشومة بالهمسات , فتنام الكلمات في الحنايا التي يهدهدها هديل عشق شفيف , ويلبسها الوجد حلة من رقة وافتتان 00
حلا خرجت من لوحة فنان ولم تعد قادرة على الرجوع إليها , وحين أراها يتشظى كل شيء يقع تحت ناظريها0

-2-

حين وقع بصري عليها في المرة الأخيرة بعد ركام كل هذي السنين وجدتني مدنفاً بها ولكن لم تعد هيرابوليس جالسة إلا على ركامها الذي تبكي أحجاره على كل اللذين غادروها معي ومع حلا 00 ومع عودة الأقحوان ذات ربيع وجدت حلا تهدهد ابن الصباح فأصابني ذهول تحول إلى خدر ناعم لذيذ في مسامات الجسد ليمتد إلى نسغ رعاشي آسر , وارتد بصري منكسراً وبعيون قلبي أحسست أنها هي , وأن البداية قد بدأت 00 حلا يسرقها القمر منيّ كل مساء وتغفو الشمس على الهدهدة في حضن حلا حتى الصباح , فكيف آخذها من هذين المستحيلين ؟!
حلا تقف على الباب كل صباح , فيحلو الصباح بكل صباح , وأنا أحتسي الخمر من عينيها في كؤوس من ضياء , ولكن هذا ليس همي 00 الرسالة لم تصلها بعد , وهي تدري من البريق المرسل من روحي إلى روحها من أنا !! وهي أشعلت فيَّ فتيل قلق لا يقاوم وأجزم أن المرايا تخاف حين تراها من فرط النور المتغلغل وراء هذه النظرات فإن تشظت المرايا فلا أحد يلومها 00

-3-

مع دمع الياسمين الصباحي المموسق بصوت فيروز تجيء حلا ثم تروح وهذه المرة ربما استيقظت ذات صباح ورفرفت بجناحيها وذهبت إلى غابات الجبال وأحدنا أضاع الآخر وأجزم أننا أضعنا بعضنا معاً لآلاف السنين , فلا حياد مع حلا 00 فالحياد يعني قطع كل الشرايين العازفة لحنها , فهي أوتار القلب وهي الدندنة الأبدية فيه 00
ذات صباح هجرت فنجان قهوتي وتركت بخاره يتصاعد , وهرعت إلى طريقي الصباحي وحين لم أجدها على الباب واقفة دخل الجفاف حلقي وساد اليباب روحي , فأنا لم أشعر بقلق عليها من قبل , وأحسها طيفاً ًيدنو مني وأنا على عتبة النوم , فطيفها يحمل عطراً يرش وسادتي فأنتشي وتذهب روحي في غياب الحلم الموغل في الجمال 0
مات الصباح هذا الصباح , فأخرجتُ منّي كل التفاصيل الحياتية البائسة , ورحت أعزف لحن ذاتي
على مقامها الذي تحفظه في نينوى , فوجدت فنجان قهوة الصباح شاحباً ينظر إليّ بشماتةً , وكتبي ودفاتري وكل شيء في المكان بأن تعيساً لأن دوامة من الأفكار بدأت تدور بي , وقطعان من الأوهام ترعى في حقول مفردات أيامي , وأدركت أن حلا قدراً لا مفر منه 0

-4-

قالت وهي تدنو منّي على استحياء :
- أين كنت ؟ ولم كل هذا الجفاء ؟
فقلت وأنا أبتلع ريقي :
لست أدري من الذي يهرب من الآخر , ولم أفكر يوماً بهذا , ولا أظن توأم الروح تود البعد عن توأمها , فصرخت وخبطت يدي فقمت مذعوراً وقد كدت أن أحطم يدي بحافة السرير , وتنفست الصعداء , وشربت قدح ماء أمحو هذا المشهد الذي كانت قفلته مرعبة , ورغم عناق أنفاسنا اللاهبة في ذلك الأحد غادرتها وغادرتني دون أن يكتب الدهر مفردات هذا اللقاء 0
هرعت إلى الوقت فكان فجراً يخوض مخاض ولادة نهار جديد , فتصورت سلفاً مالذي سأقوله هذا اليوم, فأنا سأذهب إلى بيت أهلها , وأحاور , وأسال , وأمدّ جسور التصورات 00 وأضع لبنة البداية, ولكن ماذا يحدث لو أن كل الذي حدث ستبدده شمس الضحى؟! وذات منام رأيتنا في قبرين شاخ كل منهما حتى درجة الاندراس , ومع ذلك كنت أدري أن ما أراه هو مجرد أبن خلبي لمنام يعبر الجفن ويمضي أنا وحلا نحلق في مدارات بين أنكيدو وجلجاميش دون أن يجتاحنا الإعياء 0

-5-

ليذهب الخوف إلى الجحيم , فهي واقفة أمامي وخطاي تسرع السير نحوها , وارتعاش مموسق بالخوف لفّنا ,وحين مددت يدي المسافرة نحو يدها البيضاء التي سافرت من جانبها نحو يدي, وحين أكتمل العناق بينهما شعرت بدوار يشبه الانهيار , فتماسكت بها , وبدورها تماسكت بي وحينذاك تعثرت الحروف , فدهشت حين استمرت يدي في حضن يدها فقالت وقد اصطبغ وجهها بالجلنار :
- أخرج يدك من يدي 00 لم تكترث يدي 00 وبغتة أعادتها لي جثة على يميني انحطت بلا حول ولا قوة 00 فقلت وأنا أدّعي التماسك :
- هل يمكن أن أراك كل صباح ؟
- سل الشمس إن شئت , أو شئت فأسأل القمر!!


-6-

أشرقت في داخلي شموس وأقمار, ورحت أفرش الغد بديباج جاء من دمشق أو حلب , وقبست من فيروز دندنة أخرى على مدراج غدنا ولم تقدر أغلفة أرواحنا في منع الالتحام فرضاب النار أورق ناراً ازداد أوارها في بساتين العناق 0
والبيت يرقص بالأزاهير وهي تخاصر الأضواء, والنهاية حتماً ستكون سعيدة , فمن يستطيع أن يقول غير هذا ؟
حلا اكتحلت أهدابها بمرود جاء من خاطر أرض السواد , وسقت أديمها ماءً فراتاً 00 حلا تعرف أن الواحد منا لن يتكرر , وأنا أعرف ذلك , فنحن جئنا ولن نجيء إلى هذه الديار ثانية أبداً 00
كل منّا قادم من ذات الآخر 00 حلا عطرتها أمها من قارورة الطهر منذ الولادة , والتحفت عباءتها البيضاء , وجلست على أريكة الانتظار وسمعها منصت لبدء ميلاد الزغاريد , ومسقط رأسها يكتب اليوم أبجدية النار 0
اليوم ليس كالذي كان , وغداً يجلس على شرفة الفجر ينتظر اكتمال ولادة الصباح , وحلا تختزن بين أهدابها عسلاً مصفىً , وغدائر شعرها الريفي استراح على كتفيها وبضع خصلات منه نامت على تخوم صدرها يراقصها وجيب القلب , وصلنا إلى باب بيتها , فلم نجد البيت , ولا وجدنا الحي لحظتها أحسست بأن ما أراه مجرد لوحة سريالية , فمن أقتلع المكان من المكان ؟! فمن نقل المكان من المكان ؟ ومن ذا الذي يقدر على اقتلاع خيامها من مضارب روحي ؟
ووسط هذا الجو الموغل في الفشل انسلت حلا من تحت أضلعي وطارت بيّ بعيداً , وقبل أن أهوي أرضاً صرخت , وشعرت بيد حانية تسافر عبر شعري لتقول :
- ما بك ؟! اشرب ماء من القدح الذي بجوارك , فنظرت أليها , ثم تواريت داخلها وهرب من بيننا ذلك الخوف المخيف لندخل لوحة الحياة من جديد بعسل عينيها وقهوة صباحها وتغلغل صوت فيروز في خلجاتها لأننا رفضنا أن نكبر ولأن الشمس ستظل عازبة وكذا القمر وكذا أنا وحلا وأغاريد الصباح وبوح العنادل للفضاء وبوح الصمت للصمت 00
إذا شاخ الزمان واشتعل ليله شيباً فأنا وحلا سنظل ربيعاً في ذاكرة الهمسات
لن يشيخ حبنا , فهو أبداً عصيّ على الهرم لأنه ربيع في ذاكرة الحياة ,فإذا أردتم معرفة حلا فهي
في ذاكرة بوح الياسمين , وهي تغفو بين الياسمين وعطره , وبين المطر ورائحة التراب , وفي يُتْمِ ورد الوحواح الذي يطل وحيداً في أيلول كل عبر القرون , وستزهر حلا من جديد ياسميناً يبوح لهيرابوليس ونينوى بهمسات الاشتياق فبيني وبين حلا تمتد المسافات , ولعلني أراها حين يعقد قران الشمس على القمر 0






منبج /2006/

لي عودة أخي إلى كتابتك التي قسمتها إلى ستة أجزاء...
محبتي..

إبراهيم حميدي محمود
24/01/2009, 12:52 PM
الأستاذ والأديب القاص
هي في غاية الشفافية
وهي تسافر بين منبج ونينيوى
هي رائعة من روائعك
أقبل مروري المتواضع

بنور عائشة
24/01/2009, 02:52 PM
تحيةطيبة...

حلا..عودةالبوح وعودةالألم ..
ذكرتني في قراءتي لها بأغنية فيروز بلعبتها مع شادي في الطفولة في المراعي وبين الوديان..مرت الحرب فدمرت المكان ومات شادي الصغير وبقيت منه إلا الذكرى ..ذكرى الأماكن وذكرى الروح وذكريات مزقتها الأيادي دون رحمة ..

هكذا هي حلا بلغة جميلة ومؤثرات تشد القارئ وبأحاسيس تمزق الوجدان .

جميل ما كتبت وبالتوفيق في قراءات أخرى.

عائده محمد نادر
08/02/2009, 08:01 PM
الأديب الرائع
حسين علي البكار
أرى حلا
التأريخ
الحرية
الحياة
حلا في كل مدينة أشرعت أبوابها لتأريخ عميق
حلا لكل من أحب الحرية وسعى لها.. وأغنية شجية
قصة رائعة أعجبتني كثيرا
والسرد فيها كان قطعة موسيقية تعبق بعطر التأريخ
تحياتي لك وودي

يوسف أبوسالم
09/02/2009, 10:50 AM
حين يحفزنا نص ما لنعود فنغفو في قطرة مطر
ونتفيأ ظلال دالية أليفة
ونشرب من خمر خابية معتقة عتيقة
ونسافر بين الحضارة والحضارة
وبين التاريخ والأصالة
ونتنشق عطرا صوفيا مغسولا بقوافي الشعر
فإننا بذلك نتوحد مع النص
ويصبح المتلقي مشاركا فعليا في كتابته
وهكذا جعلتنا حلا ذلك الرمز الهيولي المسافر في أعماق التاريخ
والمطلّ على شرفات المستقبل
جعلتنا نسافر معها ونبوح مثلها وتجد لها مكانا لا ينافسها أحد فيه
في أعماق القلب
تلك كانت قراءتنا لقصيدتك القصة أو قصتك القصيدة
فألف شكر لك
للسفر بنا مع حلا على أجنحة الحلم
وتحياتي