المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العراق مابين الكان واليكون كتاب في حلقات - 7



محمد حسين
18/07/2008, 01:33 AM
العراق مابين الكان واليكون
كتاب في حلقات – 7

إن طبقة الأفندية كانت تتألف من العرب ، الأكراد والتركمان ولقد أتخذت شعار القومية العربية شعارا لها وطريقا للثورة على الحكومة العثمانية والأرتماء في أحضان الأستعمار البريطاني ، أما شيوخ وزعماء العشائر فكانوا ينقسمون الى فئتين الأولى مع الأحتلال والثانية معارضة لها ، وهكذا كان البعض من باقي الأقليات يسيطرون على تجارة العراق وفي نفس الوقت كانوا مرحبين بالأستعمار ومتمسكين به .

أما الأشراف ووجهاء المجتمع وكبار التجار والأغنياء فقد كانوا يجمعون مفاهيم الرجعية والأرستقراطية الى جانب المصلحة الشخصية تحت ظل الأستعمار ، وقد كانت طبقة الاشراف هذه تتنافس وتتسابق مع طبقة الأفندية لكسب رضا الأستعمار ومن ثم تنفيذ مشاريعه السياسية المتنوعة في البلاد ، وقد كان همهم الشاغل و الوحيد هو الأحتفاظ بمناصبهم التقليدية ووظائفهم العالية في الدولة .

والجدير بالذكر كانت هناك فئة أخرى ومن قوميات مختلفة في المجتمع العراقي تعرف بالشبانة وهم من الطبقة الفقيرة والجاهلة يتميزون بالأنحلال الخلقي والديني والوطني إستخدمهم الأستعمار البريطاني في سلك الشرطة لتوفر الشروط المناسبة لديهم بالولاء الأعمى وعدم معارضتهم لسياسات الأنجليز ، فكانوا أداة سهلة بيد الاستعمار يستخدمونهم لتنفيذ دسائسهم و مهماتهم الخبيثة بحق الشعب . ولاأحد يتمكن من التوظيف في شرطة الشبانة إلاّ بعد إجتيازه للأختبار الأخلاقي من قبل أجهزة قوات الأحتلال (( كالبصاق على وجه أبيه أمام الملأ )) ، وذلك ليتعرفوا على مدى إخلاصه وصدقه مع المحتل ومدى تلبيته لأوامر المستعمر . وهكذا الحال كان يسري على باقي الوظائف العليا عند تعيينها في أجهزة الدولة .

أذن فالأفكار القومية والرجعية والمصالح الشخصية الأقطاعية الضيقة من جهة والأطماع الفردية للوصول الى المراكز السياسية في السلطة ، ومخاوف وأحقاد بعض الأقليات المستفيدة آنذاك من الأستعمار البريطاني من جهة ثانية شكلت الأرضية الخصبة للقبول بالمحتل وتنفيذ خططه على الساحة العراقية وبالتالي الأقليمية .

وبهذا كانت قد أفرزت نفسها عن الشعب كفئة معزولة تخون بلادها وشرفها وتقف أمام غضب الشعب ومواجهة ثورته في المطالبة بالحرية والأستقلال . في الوقت الذي كان قادة الشعب من العلماء والمفكرين الشرفاء وبمختلف قومياتهم وأفكارهم يعلنون دوما موقفهم ببسالة وتحدٍ مطالبين المستعمر بالخروج التام من العراق ومنحهم الحرية والأستقلال ، مثلما لم ينخدعوا بأي نوع من أضفاء الشرعية على تواجدهم من خلال الأستفتاءات المقتصرة والوهمية التي كان يجريها الأستعمار على الأقطاعيين وكبار التجار والموظفين والعسكريين ومن لف لفهم من الحاقدين على الوطن .

إلاّ أنّ دهاء المستعمر وبعد الاستفتاء أوصل البلاد وبشكل علني الى الولاء الكامل الى بريطانيا من خلال تلك الجماعات المستفيدة منه . يقول أحد وجهاء المدينة آنذاك وهو (أحمد باشا الصانع) في حديث أدلى به الى الحاكم السياسي في البصرة (( أنا لاأريد سوى الحكم البريطاني البحت ، وأرجوا أن لاتتركوا البلاد بل أحكموا بأنفسكم بيد قوية ولكن عادلة ولاتعقدوا إجتماعا لتواجهوا السؤال من الناس ، فأن الناس ربما صوتوا لكم بدافع الخوف ، ولكن من المحتمل أن يتفقوا ويقولوا :- نحن لانريدكم أتركوا البلاد )) المصدر للمؤلف الدكتور سمير الليثي .

ويقول آخر ومن مدينة البصرة أيضا وهو السيد محمد بركات ... (( في رأي أن سؤالكم لنا وأنتم الحكومة ، ماهو نوع الحكم الذي نريده يدل على شيء غير إعتيادي وهو أمر لم نسمع به من قبل ، فما شأني أنا في هذا الموضوع ، فأنتم لو عينتم علينا حاكما نصرانيا أو يهوديا أو عبدا زنجيا كان ذلك بالنسبة لي حكومة على حد سواء )) المصدر عبد الحليم الرهيمي


..... / يـتـبـــع :-



مــحــمــد حــســيــن