المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيضة المالكي على صخرة العراق



جاسم الرصيف
13/07/2008, 01:45 AM
جاسم الرصيف


ــــــــــــــــــــــ


بيضة المالكي على صخرة العراق


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ





مازال الجهل يعد ( آفة ) حتى عند الشعوب التي تحضرت على حسابنا من جراء ( جهلنا ) ، وليس ما اسفرت عنه بعض وسائل الاعلام العربية اخيرا غير جهل فريد ، كان ومازال يمرّ على افواه المذيعين والمذيعات دون ضابط ولا رابط ، في تعاطيهم مع معمعة ( المعاهدة ) ، و( مذكرة التفاهم ) ، و( الإتفاق الأمني ) التي اثارها البيت الأبيض وغرقت في غبارها نجوم المضبعة الخضراء ، وحتى بعض الوطنيين العراقيين ، ممن لم لايعرفون الفروق القانونية بين هذه المصطلحات .





وللتذكير حسب لمن نسوا ، وللأيضاح لمن لايعلم ، ولا أدعي اني ضليع في علم القانون الدولي ، وان هي غير ثقافة عامة تفيد في معرفة الطريق من غبارات مثل هذه المعمعة الاحتلالية ، فإن ( المعاهدة ) في القانون الدولي تقتضي وجود :





* دولتين مستقلتين معترف بهما .


* وجود سلطتين تشريعيتين تقران المعاهدة لحكومتيهما قبل التوقيع عليها .


* ومن نوافل القول ان نقول وجود شعبين مستقلين يمكنهما عند الضرورة ان يستفتيا على اقرار المعاهدة من عدمه .





ويبدو ان تجار الحروب المحليين في المضبعة الخضراء كانوا يحلمون حقا ( بمعاهدة ) تحميهم من الشعب العراقي بالاتفاق مع تجار الحروب الأميركان الحاليين في البيت الأبيض ، فروّجوا لمعاهدة مستحيلة التحقيق وفق كل المعطيات ، إما عن جهل منهم او تجاهل أحمق ، ولكن وسائل الاعلام العربية والأجنبية تلقفت الخبر وركضت خلفه ركض عميان ، لأن المبادئ الثلاثة المذكورة لاتتوفر في الجانب العراقي قطعا وللأسباب التالية :





* حكومة المالكي هي حكومة نصبها الاحتلال ، ايا كانت الغطاءات والتمويهات التي رافقت ما سمّي في حينه ( بالانتخابات ) ، ومن ثم فان كل قراراتها وتعاقداتها السرية والعلنية باطلة اصلا . ولمن نسي ماجرى في الإنتخابات التي منحت هذه الحكومة ( شرعية ) زائفة نذكّر ان القوات الأمريكية نفسها اعلنت القبض على شاحنات محملة بأوراق انتخابية مزورة قادمة من ايران تعد بمئات الألوف ، ان لم نقل بملايين ، الأصوات الإنتخابية التي حسبت على المحافظات الجنوبية ، ولا أدلّ على التزوير من غير ذلك الاّ ماجرى في المحافظات الشمالية والوسطى على ايادي بيشمركة الطالباني والبرزاني ، فضلا عن القوائم الإنتخابية التي خلت في عموم العراق من اسماء المرشحين لمجلس النواب ( لأسباب امنية !؟ ) حتى قال هازج عراقي : ( قشمرتنا المرجعية وانتخبنا السرسرية ) بعد ان ظهرت وجوههم واسماءهم تحت اضواء الاعلام .





* من الموثق تأريخيا ان الحكومات التي نصبها الاحتلال كانت ومازالت تأتمر بأوامر السفيرين الأمريكي والأيراني وحاضنة كوندي في شمال العراق ، وعلى جملة من الدلالات التي نذكّر بأهمها وهو ان الحكومة الحالية : لاتستطيع تحريك فصيل من جنود جيشها ( الوطني ) الا ّ بموافقة وتحت رقابة جوية وارضية من الجيش والسفير الأمريكي ، وبعلم تام من السفير الأيراني ورخصة من اكراد كوندي ، ومن ثم فان هذه الحقيقة تنسف شرعية الحكومات الاحتلالية جملة وتفصيلا من جهة مفهوم السيادة الوطنية على الأرض كما تنسف شرعية السيادة على من يفترض انه شعبها .





* اما على الجانب الأمريكي ، فتبدو الحكومات العراقية التي نصبها الاحتلال وجها محليا له مجرد نكتة موسم انتخابي . اذا اعلن المرشح الديمقراطي لرئاسة اميركا اوباما ، وهو الأوفر حظا في الفوز مدعوما بما لايقل عن ( 70 % ) من الشعب المريكي الرافضين لإستمرار الاحتلال ، انه ( لايثق ) بمن نظروا للحرب اصلا ، وانه غير مستعد لإنفاق ( 10 -12 ) مليار دولار شهريا على جراء لم تبلغ سن الفطام بعد في عامها السادس من العمر ، القصير ان شاء الله ، عاجزة عن حماية نفسها في كل شوارع العراق من اقصى شماله حتى اقصى جنوبه .





كما ان الأغلبية في الكونغرس الأميركي هي للحزب الديمقراطي الرافض اصلا لهذه الحرب والمصر ّ على إنهائها للخلاص مما سمّاه اعضاء فيه ( كابوسا ) امريكيا في العراق ، وبعضهم سمّاه ( كارثة ) امريكية بدأت على ك>بة من تجار الحروب الحالين ،وصار من واجبهم امام دافع الضرائب الأمريكي ان ينهوها باسرع وقت ،لا أن يوقعوا على ( معاهدة بودي كارد ) تحمي تجار حروب محليين ارتكبوا جريمة حرب اوجزها تقرير من الأمم المتحدة مؤخرا يفيد ان : سدس الشعب العراقي مهاجر او مهجر ، فضلا عن واحد من بين ( 27 ) قد استشهد بلا ذنب .





نعم . يمكن لتجار المضبعة الخضراء ان يعقدوا ( إتفاقا ) بين عصابتين للمتاجرة بالثروات العرقية والدم العراقي والأمريكي في آن ، ولكن من المستحيل ان يتوصلوا الى عقد ( معاهدة ) اذا فاز الحزب الديمقراطي الأمريكي برئاسة الولايات المتحدة ، لأن بيضة المالكي قد إنكسرت على صخرة العراق .





jarraseef@yahoo.com


http://www.akhbar-alkhaleej.com/ArticlesFO.asp?Article=248859&Sn=CASE