المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موافقات عجيبة ..



الجمانة
11/07/2008, 12:38 PM
قد يكون من المناسب أن يتخلل بعض المواضيع الجادة بعض المُلَحِ واللطائف، التي تُجِمُّ النفس وتنشطها، على أنه لا ينبغي لطالب العلم أن يشتغل بمُلَح العلم عن عُقَدِه، ولا بالفضول عن الأصول، ولكن يجم النفس حتى تستجم، ثم يحفزها ويشمر عن ساعد الجد، يقرأ ويتأمل، ويبحث ويسأل، ويحرر ويقرر حتى يستفيد العلم النافع ويساهم في رفع الجهل عن الأمة، والذود عن حمى الدين، كما كان أسلافنا الصالحون، الذين ازدان التاريخ بحسن سِيَرهم، ومحاسن آثارهم ومآثرهم.

والموضوع الذي سأذكره لكم طالما جال في ذهني وصال، وقلبت النظر فيه من عدة جوانب أتذكره متعجباً متأملاً، ويزيدني شعوراً بعجبه أني أعلم أن الله عزيز حكيم، ولطيف خبير (ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) ومن حكمته تعالى أنه لا يقضي شيئاً عبثاً، كيف وهو الحكيم الخبير.
وكم من القصص العجيبة التي وقعت للناس في القديم والحديث الدالة على لطف الله عز وجل وعنايته، وعلى علمه وإحاطته.
ولكن العبد لقصور علمه وفهمه، يعلم شيئاً من تلك الحكم وتغيب عنه أشياء، فيستدل بما علم على حكمته جل وعلا فيما لم يعلم.
وسأقص عليكم قصصاً عجيبة، صحيحة الإسناد، حسنة المفاد، لأني لم أحدث فيها عن أموات بل عن أحياء يرزقون يتقلبون بيينا في هذه الحياة ولولا أن يكون في الأمر تشهير لذكرت أسماء من وقعت لهم تلك القصص وربما عرفهم بعضكم، وهم من الأخيار فيما أحسب ولا أزكي على الله أحداً.

القصة الأولى:
رجل جرى بينه وبين قوم تعامل في أمر من أمور الدنيا فرأى عليهم أماراتِ حسد وتآمر، وسعي في إضراره إضراراً شديداً ، فخافهم على نفسه وأهله وماله، ولم يستطيع التخلص منهم بسهوله، ولا يستطيع مقاضاتهم ولا مقاومتهم فما كان منه إلا أن سلم أمره لله تعالى، والتجأ إليه وأكثر الدعاء واستعان بالصبر والصلاة حتى أمكنته حيلة للتخلص منهم فاحتالها، وهو لا يدري أتنجح تلك الحيلة أم لا؟
يقول: فبينا أنا أهيم بسيارتي في الشوارع لا أدري أين أوجه من الهم والحزن أدرت جهاز التسجيل فإذا بالقارئ يقرأ من هذا الموضع: (لا تخف نجوت من القوم الظالمين) !
يقول: فوالله ما هو إلا أن سمعتها حتى وجدت سكينة في نفسي، وطمأنينة في قلبي، وأيقنت أن الله سيكفيني شر أولئك الظالمين.

القصة الثانية:
شاب نشأ على خير وصلاح ولم يعتد مناظر الفسق والفجور، ولم يقتن أهله أجهزة البث الفضائي فنشأ نشأة طيبة، فلما التحق بالجامعة سنحت له فرصة للسفر.
قال: فخلوت يوماً بجهاز بث فضائي فقادني الفضول إلى تشغيله ومعاينة ما فيه، فإذا تلك القنوات تعرض ما تعرض، فشدتني تلك المناظر وجعلت أتمعن فيها متعجباً مستغرباً تارة، ومندهشاً مستمتعاً تارة أخرى.
يقول: فبينا أنا في موقفي أتنقل بين تلك القنوات فإذا بي أنتقل حسب تسلسل تلك القنوات إلى قناة الشارقة الفضائية وإذا بالقارئ يقرأ قول الله تعالى: (فتمتعوا فسوف تعلمون) !!
يقول: فارتعبت وألقيت الجهاز، وخرجت من المكان.

القصة الثالثة:
رجل من أهل الفضل والإحسان، ينفق في وجوه الخير حسب إمكانه، ويقوت بعض العوائل الفقيرة، ويحرص على التحاق أولادهم بحلقات تحفيظ القرآن حتى ينشأوا نشأة صالحة، فخرج ذات مرة لزيارة بعض من يتعاهدهم بالنفقة والإحسان فإذا ابن تلك العائلة ممن التحق بحلقة التحفيظ فسأله عما حفظ اليوم، وطلب منه أن يقرأ؛ فقرأ الطالب أول سورة الإنسان حتى بلغ قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً، إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً )
فلم يملك هذا الرجل عينه من البكاء...
أسأل الله تعالى أن يقيني وإياكم شر ذلك اليوم ويلقينا نضرة وسروراً، ويجزينا جنة وحريراً.

وغني عن التنبيه أن هذه الموافقات العجيبة بين تلك المواقف وسماع تلك الآيات لا يستفاد منها أحكام جديدة وإنما هي جارية مجرى التذكير، والنذارة والتبشير ، من لدن اللطيف الخبير، كما أن مجرد وقوعها لا يقتضي كرامة من وقعت له، فلا يغتر مغتر ببعض ما يقع له، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، وقد يكون وقوع بعض تلك المواقف زيادة في إقامة الحجة على العبد.
نسأل الله تعالى أن يكون هذا القرآن حجة لنا لا علينا، وشاهداً لنا لا علينا، وأن يجعلنا من أسعد خلقه به.

الباز
11/07/2008, 02:38 PM
بارك الله فيك ..


موضوع رائع يمس جانبا مهما جدا لا يهتم به إلا قلب مؤمن عامر بالإيمان ..



فهذه الموافقات كثيرا ما كانت سببا في توبة كثير من الناس
و من اعظم ما جاء في هذا الباب قصة توبة الفضيل بن عياض


قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء :
قال أبو عمار الحسين بن حُريث ، عن الفضل بن موسى قال :
كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبِيوَرْد وسَرخس ،
وكان سبب توبته أنه عشق جارية ، فبينما هو يرتقي الجدران إليها ،
إذ سمع تاليا يتلو
" أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لذكْرِ الله و ما نزل من الحقّ ..." ( الحديد : 16)
فلما سمعها ، قال : بلى يارب قد آن ،
فرجع ، فآواه الليل إلى خَرِبة ،
فإذا فيها سابلة ، فقال بعضهم : نرحل ،
وقال بعضهم : حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا .


قال ففكرت ،
وقلت : أنا أسعى بالليل في المعاصي ،
وقوم من المسلمين هاهنا يخافونني ،
وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع ،
اللهم إني قد تبت إليك ، وجعلت توبتي مُجاورة البيت الحرام .


قال الإمام الذهبي تعليقا على القصة :
وبكل حال : فالشرك أعظم من قطع الطريق ،
وقد تاب من الشرك خلق صاروا أفضل الأمة .
فنواصي العباد بيد الله ، وهو يضل من يشاء ، ويهدي إليه من أناب .

الناصري
11/07/2008, 05:05 PM
قد يكون من المناسب أن يتخلل بعض المواضيع الجادة بعض المُلَحِ واللطائف، التي تُجِمُّ النفس وتنشطها، على أنه لا ينبغي لطالب العلم أن يشتغل بمُلَح العلم عن عُقَدِه، ولا بالفضول عن الأصول، ولكن يجم النفس حتى تستجم، ثم يحفزها ويشمر عن ساعد الجد، يقرأ ويتأمل، ويبحث ويسأل، ويحرر ويقرر حتى يستفيد العلم النافع ويساهم في رفع الجهل عن الأمة، والذود عن حمى الدين، كما كان أسلافنا الصالحون، الذين ازدان التاريخ بحسن سِيَرهم، ومحاسن آثارهم ومآثرهم.

والموضوع الذي سأذكره لكم طالما جال في ذهني وصال، وقلبت النظر فيه من عدة جوانب أتذكره متعجباً متأملاً، ويزيدني شعوراً بعجبه أني أعلم أن الله عزيز حكيم، ولطيف خبير (ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) ومن حكمته تعالى أنه لا يقضي شيئاً عبثاً، كيف وهو الحكيم الخبير.
وكم من القصص العجيبة التي وقعت للناس في القديم والحديث الدالة على لطف الله عز وجل وعنايته، وعلى علمه وإحاطته.
ولكن العبد لقصور علمه وفهمه، يعلم شيئاً من تلك الحكم وتغيب عنه أشياء، فيستدل بما علم على حكمته جل وعلا فيما لم يعلم.
وسأقص عليكم قصصاً عجيبة، صحيحة الإسناد، حسنة المفاد، لأني لم أحدث فيها عن أموات بل عن أحياء يرزقون يتقلبون بيينا في هذه الحياة ولولا أن يكون في الأمر تشهير لذكرت أسماء من وقعت لهم تلك القصص وربما عرفهم بعضكم، وهم من الأخيار فيما أحسب ولا أزكي على الله أحداً.

القصة الأولى:
رجل جرى بينه وبين قوم تعامل في أمر من أمور الدنيا فرأى عليهم أماراتِ حسد وتآمر، وسعي في إضراره إضراراً شديداً ، فخافهم على نفسه وأهله وماله، ولم يستطيع التخلص منهم بسهوله، ولا يستطيع مقاضاتهم ولا مقاومتهم فما كان منه إلا أن سلم أمره لله تعالى، والتجأ إليه وأكثر الدعاء واستعان بالصبر والصلاة حتى أمكنته حيلة للتخلص منهم فاحتالها، وهو لا يدري أتنجح تلك الحيلة أم لا؟
يقول: فبينا أنا أهيم بسيارتي في الشوارع لا أدري أين أوجه من الهم والحزن أدرت جهاز التسجيل فإذا بالقارئ يقرأ من هذا الموضع: (لا تخف نجوت من القوم الظالمين) !
يقول: فوالله ما هو إلا أن سمعتها حتى وجدت سكينة في نفسي، وطمأنينة في قلبي، وأيقنت أن الله سيكفيني شر أولئك الظالمين.

القصة الثانية:
شاب نشأ على خير وصلاح ولم يعتد مناظر الفسق والفجور، ولم يقتن أهله أجهزة البث الفضائي فنشأ نشأة طيبة، فلما التحق بالجامعة سنحت له فرصة للسفر.
قال: فخلوت يوماً بجهاز بث فضائي فقادني الفضول إلى تشغيله ومعاينة ما فيه، فإذا تلك القنوات تعرض ما تعرض، فشدتني تلك المناظر وجعلت أتمعن فيها متعجباً مستغرباً تارة، ومندهشاً مستمتعاً تارة أخرى.
يقول: فبينا أنا في موقفي أتنقل بين تلك القنوات فإذا بي أنتقل حسب تسلسل تلك القنوات إلى قناة الشارقة الفضائية وإذا بالقارئ يقرأ قول الله تعالى: (فتمتعوا فسوف تعلمون) !!
يقول: فارتعبت وألقيت الجهاز، وخرجت من المكان.

القصة الثالثة:
رجل من أهل الفضل والإحسان، ينفق في وجوه الخير حسب إمكانه، ويقوت بعض العوائل الفقيرة، ويحرص على التحاق أولادهم بحلقات تحفيظ القرآن حتى ينشأوا نشأة صالحة، فخرج ذات مرة لزيارة بعض من يتعاهدهم بالنفقة والإحسان فإذا ابن تلك العائلة ممن التحق بحلقة التحفيظ فسأله عما حفظ اليوم، وطلب منه أن يقرأ؛ فقرأ الطالب أول سورة الإنسان حتى بلغ قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً، إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً )
فلم يملك هذا الرجل عينه من البكاء...
أسأل الله تعالى أن يقيني وإياكم شر ذلك اليوم ويلقينا نضرة وسروراً، ويجزينا جنة وحريراً.

وغني عن التنبيه أن هذه الموافقات العجيبة بين تلك المواقف وسماع تلك الآيات لا يستفاد منها أحكام جديدة وإنما هي جارية مجرى التذكير، والنذارة والتبشير ، من لدن اللطيف الخبير، كما أن مجرد وقوعها لا يقتضي كرامة من وقعت له، فلا يغتر مغتر ببعض ما يقع له، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، وقد يكون وقوع بعض تلك المواقف زيادة في إقامة الحجة على العبد.
نسأل الله تعالى أن يكون هذا القرآن حجة لنا لا علينا، وشاهداً لنا لا علينا، وأن يجعلنا من أسعد خلقه به. .
.
.
.
.
موضوع متميز جدا جدا جدا.........
.
.
.فإن كانت حقوق الطبع محفوظة لك......فقد أبدعتي فيه أيما إبداع.....شكراً

عماد ابو رياض
11/07/2008, 05:11 PM
جزاك الله خيرا اختي الجمانه على هذه المواضيع الشيقه التي تفرح القلب وتنعش الروح وما اكثرها
في وقتنا الحاضر ولكن كتمها أهلها خوفا من الرياء
أو من قادح . فالقران للمتبصر به يراه ويعرفــــــــــه
وعطاء الله من معجزات لانبيائه ورسله لايعيدها في خزائنه فصارت كرامات لاولياءه.. فهنيئا لمن عرف وآمن
ولطف .....

د.ألق الماضي
11/07/2008, 09:37 PM
الجمانة ...
بارك الله فيك....
لكن إن كان الموضوع منقولا أشيري لذلك...

الجمانة
12/07/2008, 02:27 AM
بارك الله فيك ..



موضوع رائع يمس جانبا مهما جدا لا يهتم به إلا قلب مؤمن عامر بالإيمان ..



فهذه الموافقات كثيرا ما كانت سببا في توبة كثير من الناس
و من اعظم ما جاء في هذا الباب قصة توبة الفضيل بن عياض


قال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء :
قال أبو عمار الحسين بن حُريث ، عن الفضل بن موسى قال :
كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبِيوَرْد وسَرخس ،
وكان سبب توبته أنه عشق جارية ، فبينما هو يرتقي الجدران إليها ،
إذ سمع تاليا يتلو
" أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لذكْرِ الله و ما نزل من الحقّ ..." ( الحديد : 16)
فلما سمعها ، قال : بلى يارب قد آن ،
فرجع ، فآواه الليل إلى خَرِبة ،
فإذا فيها سابلة ، فقال بعضهم : نرحل ،
وقال بعضهم : حتى نصبح فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا .


قال ففكرت ،
وقلت : أنا أسعى بالليل في المعاصي ،
وقوم من المسلمين هاهنا يخافونني ،
وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع ،
اللهم إني قد تبت إليك ، وجعلت توبتي مُجاورة البيت الحرام .


قال الإمام الذهبي تعليقا على القصة :
وبكل حال : فالشرك أعظم من قطع الطريق ،
وقد تاب من الشرك خلق صاروا أفضل الأمة .

فنواصي العباد بيد الله ، وهو يضل من يشاء ، ويهدي إليه من أناب .



مداخلة جدا مميزة ..

وحقيقة قصة الفضيل طالما استوقفتني ..

وهذه الآية جدير بنا أن نتأملها ولا نغفلها ..

دمت صقرا محلقا في سماء المربد ...

شكرا شكرا لك ..

الجمانة
12/07/2008, 02:30 AM
.
.
.
.
.
موضوع متميز جدا جدا جدا.........
.
.
.فإن كانت حقوق الطبع محفوظة لك......فقد أبدعتي فيه أيما إبداع.....شكراً

مرحبا بك هنا أيها الناصري ..

بل حقوق النقل هي المحفوظة ......... وأبدعت في النقل أليس كذلك ؟!!

شكرا لك على زيارتك ..

الجمانة
12/07/2008, 02:32 AM
جزاك الله خيرا اختي الجمانه على هذه المواضيع الشيقه التي تفرح القلب وتنعش الروح وما اكثرها
في وقتنا الحاضر ولكن كتمها أهلها خوفا من الرياء
أو من قادح . فالقران للمتبصر به يراه ويعرفــــــــــه
وعطاء الله من معجزات لانبيائه ورسله لايعيدها في خزائنه فصارت كرامات لاولياءه.. فهنيئا لمن عرف وآمن
ولطف .....


شكرا لك على مداخلاتك التي تروق لي دوما ...

أسأل الله أن يجعلنا من العالمين بالقران ...

شكرا لك ..

بسمة أمل
12/07/2008, 04:09 AM
/
/
/
/
/
بورك من نقل