المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى عبد الوهاب المسيري



أسامة فرحات
10/07/2008, 05:30 PM
البحر والعجوز
(إلى عبد الوهاب المسيري)

لما الأوان آن
والمعاد وفّا
والمركب احتاجت لربّان
يمسك الدفّه
وقف العجوز بهدوء واتبسّم
شمّر دراعه وقال
لو تسمحولي إني اتقدّم
. . . . . .
وكان الوشم على زنده
بلون الجمر:
عروسة البحر
وحواليها الولاد حاضناهم
زيّ المحاره بتحضن اللولي
الملاّحين
بصّوا لبعضيهم
واسترجعوا حكاياته في المينا
عن الأحلام
والمنام اللي بيراوده
وافتكروا صوته الرزين
ناي حزين
واللهب يرقص على وجهه
ويكسيه احمرار الأصيل
وكان بيقول:
باحلم يا رجّاله
إن التيران
حِرنت تدور في الرحايه
نزعت الغُمّايه
وان السنابل
ما انحنت للريح ولا انفرطت
والورد ماعاد يتنثر ع الموت
أو ينغرس جوّا العراوي للزينه
وان الغضون انحفرت
فوق الجباه المستكينه
وان الفيران
رحلت عن المينا
. . . . . .
لسّه فاكرين
من سنين
لما راهنتم عليّا
يوم ما صارعت الفتوّه
والعرق
شلاّل يسيل فوق الزنود
والعروق نافرين
لسّه فاكرين
يوم عافرت
بكل شهقه في جسمي من قوّه
وانتم ورايا
حلقه محاوطاني تدفّيني
وصرخاتكم تقوّيني
جبل
يسندني كل ما انخّ قدّام الفتوّه
وكل ما يميّلني هوّا
لسّه فاكرين
طاف الصدى والرنين
قلقل ضلوع المراكب
الموج عِلي
لطم حواف الرصيف
حان الارتحال
نظر العجوز للرجال
العيون زايغين
الحلقه مطموسه ف قزازهم
والجبل أطلال
دار العجوز حولهم
لامس ضلّهم
واتبدّد الناي الحزين

شعر: أسامة فرحات

طارق شفيق حقي
10/07/2008, 09:05 PM
رحم الله المفكر الكبير عبد الوهاب المسيري

أسامة فرحات
11/07/2008, 01:01 AM
العزيز الأستاذ طارق

أشكر لك مرورك الكريم وهذا أقل ما نقدمه لهذا الإنسان الإنسان الإنسان
بما تحمله الكلمة من معاني لا نستطيع لها حصراً
أحييك وأشد على يديك

أسامة فرحات