المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبو مهاوش .......وشارع أبي هريرة....قصة بقلم : يوسف أبوسالم



يوسف أبوسالم
26/06/2008, 11:52 AM
أبو مْهاوِشْ وشارع أبي هريرة


((صَبَحنا وصَبَح الملك لله )) ((.يا فتاح يا عليم ..يا رزاق يا كريم ))
السادسة صباحا من يوم الأحد المزدحم عادة ..والذي لايمكنك إيجاد مقعد في الباصات الذاهبة من إربد إلى عمان ..إلا بشق الأنفس .
لكن ( أبو مهاوش) وهو موظف..في الأربعينات..من عمره....يسكن إربد .. ويعمل في عمان ويضطر للذهاب يوميا مسافة 90 كم

يسمع جلبة وأصواتا ( لزوامير) السيارات وحركة غير عادية للمواصلات
في شارع ( أبو هريرة ) وهو الشارع الذي يقع مسكنه عليه
يثيره الفضول ..فينظر من الشرفة وهو يتهيأ للخروج إلى سفره اليومي ..
فما إن يرى جلبة وزعيق السيارات حتى يصيح بزوجته

- ( قومي ..شوفي البلوى اللي حطت علينا)

_تهب زوجته مذعورة !! ( يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ) ..
( شو ..في يا زلمة )
_فيرد بعصبية واضحة ( شو ..في !!!؟) ...!؟

- بعد أن اشتريت قطعة الأرض الوحيدة التي أصبحت أملكها ..(بتحويشة العمر )..يقررون خطاً جديدا للسرفيس في شارعنا

يتمتم ( لايمكن أن أقبل بذلك ) ....تسمعه زوجته ..
- ( شو بدك تساوي يعني...!!! )
(مستهجنا ..وغاضبا .. شو بدي أساوي ) ..
- .طول عمرِكْ بتفكيرني قليل ...اسمعي يا مرة .( امرأة ) ..أنا أبو مهاوش
..أعرف كل المسؤولين ....سأعترض ..وأقلب الدنيا على رأس المحافظ ومدير المواصلات ...

يخرج مسرعا ..ويذهب إلى دار المحافظة ..ويقدم اعتراضا ...
ولكنه ..ما زال يشعر بغيظ شديد لعدم السماح له بمقابلة المحافظ
...ولحسن حظه ..وفي لحظ دراماتيكية ...
يخرج المحافظ من مكتبه ...( فيتولّجـُه) أبو مهاوش

- سيدي الله يخليك ..خمس دقايق بس أشرح هالمصيبة اللي وقعت على راسي
وبعد إلحاح يوافق المحافظ فيعود أدراجه إلى مكتبه ...مصطحبا أبو مهاوش وسط دهشة مدير المكتب والموظفين...

الغريب أنه استطاع إقناع المحافظ بخطأ اعتماد خط السرفيس في شارع أبو هريرة.. ووعده المحافظ بدراسة الموضوع فخرج مزهوا ...يبتسم ابتسامة عريضة
في طريقه إلى منزله ..كان يتوعد زوجته ...بفصل ساخن من التهزيىء ....لأعتقاده أنها لا تعير أهميته الإجتماعية شأنا ..

قبل أن يقرر خط السرفيس الجديد كان أصحاب الباصات الجديدة يخالفون

السير ويمرون بشارع أبي هريرة ..ومن أمام منزل أبي مهاوش وكان لا

يركب إلا الباص المخالف .!!.لكي يمر من أمام منزله فيختصر أكثر من ثلاثة كيلومترات ... لكنه وقبل أن يصل كان يحدث نفسه

- ( طيب لو تم إلغاء الخط الجديد ...سأضطر إلى التأخر اليومي ثلاثة كيلومترات جديدة )
وما إن لمعت في ذهنه فكرة ركوب الباص المخالف حتى استراح واطمأن لذلك ... ....

وأخذ يسرع الخطو للوصول إلى المنزل ....
ما إن وصل المنزل حتى بدأ بالصياح ..على زوجته ...
- ( شو بدي أساوي ...لعاد ..!! )

يومين وسيتم إلغاء هذه المصيبة ....ثم أردف..قائلا .
- .سامعة شو بقول ....يومين ...!
أخفت زوجته ابتسامة ..بيديها ..فلمحها ..فجن جنونه....
- و( بتضحكي ...كمان ).طول عمرك مش مقتنعة بي
( والله لولا العيب لأعملك فصل بحياتك ما شفتي زيّـه )
على كل حال ( بصير خير ..)

- أسرعت زوجته إلى المطبخ ...تلافيا للشر وهي تتمتم
( عامل حاله بقدر على كل شي ..وما قدر ينقل الولد من مدرسته ...!!)

بعد مرور أسبوع على مراجعته للمحافظ ....لاحظ وهو يغادر صباحا أن الخط ألغي فعلا ..!!.

في مساء اليوم التالي لإلغاء خط الباصات من أمام منزله ..كان أبو مهاوش ...يحدث نفسه عن مسافة الثلاث كيلومترات التي سيتأخرها ...

ركب الباص القادم من عمان إلى إربد...وعندما أفاق من غفوته ليومية.ولحظة اقترابه من الوصول. سأله الساائق ..لقربه منه ..ومعرفته به

- يا أستاذ أبو مهاوش ...من أي شارع بتحب نمر .....

فأجاب بسرعة وبدون تردد....

- ( مخالف لخط السير يعني )

- أجاب السائق ( طبعا ..لعاد شو ..!!)

فرد أبو مهاوش ..

- لعاد تعال من شارع أبو هريرة


ولاحدا حوّش





قصة بقلم يوسف أبوسالم ...24-3-2008




المفردات الواردة في القصة باللهجة الشعبية الأردنية

زوامير.. :- أصوات تنبيه السيارات
يا زلمة :- يا رجل
شو بدك :- ماذا تريد
يتولجه :- يتلبسّهُ ...يُلح عليه
لعاد :- إذن
فصل :- قصة ...حكاية
لاحدا حوّش :- صيغة لا مبالاة ...معناها وبعدي الطوفان..أو اللهم نفسي
صبحنا وصبح الملك لله :- عبارة يستقبل بها المصريون وبعض الأردنيين الصباح
يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم :- العبارة الأردنية الشعبية التي يستقبل بها الأردنيون الصباح

طارق شفيق حقي
29/06/2008, 09:58 PM
سلام الله عليك

استمتعت حقاً بهذه القصة
رشاقة في الحوار , واتقان تصوير سخرية الحوار العامي المستخدم في البيئة المذكورة , إضافة لكبار السن

فطبيعة الحوار بينهم تتغير وتصبح حادة في الكبر

الاستهلال في القصة حين يقلل من الحمولة الزائدة من الكلمات , يصنع له مدخلاً لبقية القصة
قبل أن يصنع مدخلاً للقارئ
التكثيف لا يعني تكثيف العبارة فقط, بل هو يدل على دقة الفكرة في ذهن القاص

وهذا ما نحتاجه
وفي ذلك احتراماً لذكاء القارئ

أضيف أن هذه العبارات في الهامش
تذكر في بلاد الشام برمتها

تحية لك يوسف أبو سالم أيها المبدع

ريم محمد
01/07/2008, 07:21 AM
لست ممن يرتدون عباءة النقد..
.
لكني مررت من هنا مرتين ..
.
راقت لي كثيرا .. و أسلوب جميل..ننتظر المزيد من هذا القلم الباذخ..

يوسف أبوسالم
01/07/2008, 09:44 AM
سلام الله عليك

استمتعت حقاً بهذه القصة
رشاقة في الحوار , واتقان تصوير سخرية الحوار العامي المستخدم في البيئة المذكورة , إضافة لكبار السن

فطبيعة الحوار بينهم تتغير وتصبح حادة في الكبر

الاستهلال في القصة حين يقلل من الحمولة الزائدة من الكلمات , يصنع له مدخلاً لبقية القصة
قبل أن يصنع مدخلاً للقارئ
التكثيف لا يعني تكثيف العبارة فقط, بل هو يدل على دقة الفكرة في ذهن القاص

وهذا ما نحتاجه
وفي ذلك احتراماً لذكاء القارئ

أضيف أن هذه العبارات في الهامش
تذكر في بلاد الشام برمتها

تحية لك يوسف أبو سالم أيها المبدع




أخي طارق
مساء الورد

أن تحظى قصتي هذه بتقييم من مبدع مثلك
فهذا يكفيها شرفا وتألقا
احترام ذكاء القارىء محور أساسي في أي إبداع
فالقارىء بالنهاية هو صمام الأمان للمبدع وللعمل الإبداعي
ولا يمكن لعمل إبداعي أن يتفوق في الفراغ
كلماتك أخي أضافت أبعادا جديدة للقصة
وأضاءت فيها أبعادا أخرى
ولا عجب فهذه كلمات قاص مبدع
له باع طويل في هذا المجال
كل الشكر لمرورك العطر وكلماتك الفواحة
تحياتي

يوسف أبوسالم
01/07/2008, 09:52 AM
لست ممن يرتدون عباءة النقد..
.
لكني مررت من هنا مرتين ..
.
راقت لي كثيرا .. و أسلوب جميل..ننتظر المزيد من هذا القلم الباذخ..

المبدعة ريم محمد
مساء الخزامى

كلما رأيت مبدعا أو مبدعة يتصفح عملا لي
سواء كان قصة أو شعرا أو بحثا
ينتابني على الفور شعوران
الأول ....الغبطة والفرح أن مبدعا سيقرأ العمل ويضفي عليه من قراءته وبها
إضاءات جديدة ..وأعماق أخرى
والثاني ...شعور بالخوف .. أن لايقنع العمل هذا المبدع
أما وقرأت كلماتك الجميلة
فقد استرحت أن العمل على الأقل لاقى ترحيبا ما من مبدعة مثلك
مرورك يا أخت ريم كان غدقا
فكيف بكلماتك

ابو مريم
10/07/2008, 04:08 PM
أبو مْهاوِشْ وشارع أبي هريرة






((صَبَحنا وصَبَح الملك لله )) ((.يا فتاح يا عليم ..يا رزاق يا كريم ))


السادسة صباحا من يوم الأحد المزدحم عادة ..والذي لايمكنك إيجاد مقعد في الباصات الذاهبة من إربد إلى عمان ..إلا بشق الأنفس .


لكن ( أبو مهاوش) وهو موظف..في الأربعينات..من عمره....يسكن إربد .. ويعمل في عمان ويضطر للذهاب يوميا مسافة 90 كم




يسمع جلبة وأصواتا ( لزوامير) السيارات وحركة غير عادية للمواصلات


في شارع ( أبو هريرة ) وهو الشارع الذي يقع مسكنه عليه


يثيره الفضول ..فينظر من الشرفة وهو يتهيأ للخروج إلى سفره اليومي ..


فما إن يرى جلبة وزعيق السيارات حتى يصيح بزوجته




- ( قومي ..شوفي البلوى اللي حطت علينا)




_تهب زوجته مذعورة !! ( يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ) ..


( شو ..في يا زلمة )


_فيرد بعصبية واضحة ( شو ..في !!!؟) ...!؟




- بعد أن اشتريت قطعة الأرض الوحيدة التي أصبحت أملكها ..(بتحويشة العمر )..يقررون خطاً جديدا للسرفيس في شارعنا




يتمتم ( لايمكن أن أقبل بذلك ) ....تسمعه زوجته ..


- ( شو بدك تساوي يعني...!!! )


(مستهجنا ..وغاضبا .. شو بدي أساوي ) ..


- .طول عمرِكْ بتفكيرني قليل ...اسمعي يا مرة .( امرأة ) ..أنا أبو مهاوش


..أعرف كل المسؤولين ....سأعترض ..وأقلب الدنيا على رأس المحافظ ومدير المواصلات ...




يخرج مسرعا ..ويذهب إلى دار المحافظة ..ويقدم اعتراضا ...


ولكنه ..ما زال يشعر بغيظ شديد لعدم السماح له بمقابلة المحافظ


...ولحسن حظه ..وفي لحظ دراماتيكية ...


يخرج المحافظ من مكتبه ...( فيتولّجـُه) أبو مهاوش




- سيدي الله يخليك ..خمس دقايق بس أشرح هالمصيبة اللي وقعت على راسي


وبعد إلحاح يوافق المحافظ فيعود أدراجه إلى مكتبه ...مصطحبا أبو مهاوش وسط دهشة مدير المكتب والموظفين...




الغريب أنه استطاع إقناع المحافظ بخطأ اعتماد خط السرفيس في شارع أبو هريرة..



ووعده المحافظ بدراسة الموضوع فخرج مزهوا ...يبتسم ابتسامة عريضة


في طريقه إلى منزله ..كان يتوعد زوجته ...بفصل ساخن من التهزيىء ....لأعتقاده أنها لا تعير أهميته الإجتماعية شأنا ..




قبل أن يقرر خط السرفيس الجديد كان أصحاب الباصات الجديدة يخالفون




السير ويمرون بشارع أبي هريرة ..ومن أمام منزل أبي مهاوش وكان لا




يركب إلا الباص المخالف .!!.لكي يمر من أمام منزله فيختصر أكثر من ثلاثة كيلومترات ... لكنه وقبل أن يصل كان يحدث نفسه




- ( طيب لو تم إلغاء الخط الجديد ...سأضطر إلى التأخر اليومي ثلاثة كيلومترات جديدة )


وما إن لمعت في ذهنه فكرة ركوب الباص المخالف حتى استراح واطمأن لذلك ... ....




وأخذ يسرع الخطو للوصول إلى المنزل ....


ما إن وصل المنزل حتى بدأ بالصياح ..على زوجته ...


- ( شو بدي أساوي ...لعاد ..!! )




يومين وسيتم إلغاء هذه المصيبة ....ثم أردف..قائلا .


- .سامعة شو بقول ....يومين ...!


أخفت زوجته ابتسامة ..بيديها ..فلمحها ..فجن جنونه....


- و( بتضحكي ...كمان ).طول عمرك مش مقتنعة بي


( والله



لولا العيب لأعملك فصل بحياتك ما شفتي زيّـه )



على كل حال ( بصير خير ..)




- أسرعت زوجته إلى المطبخ ...تلافيا للشر وهي تتمتم


( عامل حاله بقدر على كل شي ..وما قدر ينقل الولد من مدرسته ...!!)




بعد مرور أسبوع على مراجعته للمحافظ ....لاحظ وهو يغادر صباحا أن الخط ألغي فعلا ..!!.




في مساء اليوم التالي لإلغاء خط الباصات من أمام منزله ..كان أبو مهاوش ...يحدث نفسه عن مسافة الثلاث كيلومترات التي سيتأخرها ...




ركب الباص القادم من عمان إلى إربد...وعندما أفاق من غفوته ليومية.ولحظة اقترابه من الوصول. سأله الساائق ..لقربه منه ..ومعرفته به




- يا أستاذ أبو مهاوش ...من أي شارع بتحب نمر .....




فأجاب بسرعة وبدون تردد....




- ( مخالف لخط السير يعني )




- أجاب السائق ( طبعا ..لعاد شو ..!!)




فرد أبو مهاوش ..




- لعاد تعال من شارع أبو هريرة





ولاحدا حوّش










قصة بقلم يوسف أبوسالم ...24-3-2008






المفردات الواردة في القصة باللهجة الشعبية الأردنية




زوامير.. :- أصوات تنبيه السيارات
يا زلمة :- يا رجل
شو بدك :- ماذا تريد


يتولجه :- يتلبسّهُ ...يُلح عليه


لعاد :- إذن


فصل :- قصة ...حكاية


لاحدا حوّش :- صيغة لا مبالاة ...معناها وبعدي الطوفان..أو اللهم نفسي


صبحنا وصبح الملك لله :- عبارة يستقبل بها المصريون وبعض الأردنيين الصباح


يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم :- العبارة الأردنية الشعبية التي يستقبل بها الأردنيون الصباح


إطلالة ممتعة عشناها من الأردن الشقيق وأهله الطيبين ،استطاع الأستاذ يوسف أن يقدم هذا الطبق الجميل والذي يجمع بين اللغة واللهجة العامية الأردنية وأراها متقاربة مع اللهجة السورية ..ونجح في اقتناء بطل القصة أبو مهاوش ..
قصة موفقة وتفاعل ملحوظ بين الشخصيات..
أبو مريم.

يوسف أبوسالم
11/07/2008, 12:16 PM
إطلالة ممتعة عشناها من الأردن الشقيق وأهله الطيبين ،استطاع الأستاذ يوسف أن يقدم هذا الطبق الجميل والذي يجمع بين اللغة واللهجة العامية الأردنية وأراها متقاربة مع اللهجة السورية ..ونجح في اقتناء بطل القصة أبو مهاوش ..

قصة موفقة وتفاعل ملحوظ بين الشخصيات..
أبو مريم.

[/right]

أخي أبو مريم
مساء الخيرات

بالطبع اللهجة الأردنية تتشابه مع اللهجة السورية
وهي تتطابق مع لهجة الجنوب السوري
ولا عجب
فلم تمض سنوات طويلة على كوننا بلدا واحدا
كان آباؤنا وأجدادنا حينما يرديون أن يكملوا تعليمهم العالي
يذهبون إلى دمشق ( والمشهورة عندنا بالشام )
وكانت زيارة الشام تضفي على زائرها هيبة وقيمة خاصة
وكان هو يختال بذلك
قاتل الله هذا التجزء الذي نحن فيه
والذي هو جزاء لنا بحد ذاته
سلمت أخي العزيز