المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : {مِن أحلامِ جَدّتِهِ}



حسين العفنان
24/06/2008, 12:51 AM
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

الحمدُ للهِ والصّلاةُ والسّلامُ على رسولِ اللهِ

http://hamzani.com/gallery/images/arts/db104.jpg

{مِن أحلامِ جَدّتِهِ}
بقلم : حُسين العفنان
كُتبت عام 1428


***

ــ غدًا العِيدُ ..!!

لونتْ هذهِ الكلمةُ وَجْههُ ، ودفنتْ النَّفَسَ فِي صَدرهِ ، ولو تراهُ لقلتَ : كأنَّه السَّاعةَ أهالَ التُّرابَ عَلى حَبيبٍ ، فتأفّفَ وألقى سَمعَهُ على قَطَراتِ المَطرِ التي تُداعبُ النَّافذةَ ، وكأنّه يلتمسُ منجاةً لذاتِهِ مِن هذهِ الدَّوامةِ ..!!


لم تتعجبْ زوجُهُ مِن رَدّةِ فِعلهِ وتقلبِ مِزاجِهِ، فهذهِ عادتُهُ مُنذُ سَنواتٍ ، مُنذُ أنْ قطعَ الصِّلةَ بأقارِبهِ وهجرَهُم ، لم يستطعْ أنْ يُعيدَ المَحلَّ ، كانَ الجَشعُ جاثمًا عليهِ ، يريدُ أن يَدعمَ تِجارتَهُ التي كبتْ ، أخذتهُ العزةُ بالإثمِ ، حِينَ طلبَ خالدٌ ابنُ عمّهِ حصّتهُ ، لم يرحمْ توسلاتِهم وأقسمَ ألا يَروا شيئًا ، صَرخَ فِي أبنائِهِ : قَاطِعوهُم فإنّهم أعداؤُكُم ، وكمْ عَنّفَ ولدَهُ الأكبرَ (عَبدَ المجيدِ) حِينَ عَلمَ أنّ له اتصالاتٍ بِهم ، حَرمه من الجَوال ومن أشياءَ أخرى ، وجعله عبرةً بينَ إخوتِه..
ثمَّ تنهدَ وَقالَ لنفسِهِ :

ــ كمْ أغبطُ جارَنَا عَبدَ الرَّحمنِ ، إنّي أرى فِي وجهِهِ العيدَ كما خُلقَ ، يَضيقُ بَيتُهُ فِي كلِّ سنةٍ بأقاربِهِ وأصدقائِهِ ، يتبادلُ الأحاديثَ والهدايَا مَعهم ، وحينَ أراهم يَحفونَهُ وهو مُتجهٌ إلى المَسجدِ أشعرُ برغبةٍ فِي البُكاءِ...!

ثمّ تذكرَ أنّ هذا كانَ حُلمًا جَميلا مِن أحلامِ جدّتِهِ دُفنَ مَعها..فصرخَ :
( هُم السَّبب..هم السَّبب..هم السّبب!! )

فأفاقَ عَلى رُعبِ زَوجِهِ وَهي تلحظُهُ بِنظرةٍ مُشفقةٍ ..!!

أحسّ بالحَرجِ ، بحثَ عَن رِيقِهِ فلمْ يَجدهُ ، فتأفّفَ وألقى سَمعَهُ عَلى قَطراتِ المَطرِ التي تُداعبُ النَّافذةَ وكأنَّه يَلتمسُ مَنجاةً لذاتِهِ مِن هذهِ الدَّوامَةِ ..!
***

الجمانة
24/06/2008, 12:06 PM
أعاذنا الله من قطيعة الأرحام ..
أدام الله سيل هذا القلم علينا لنقرأ الإبداع دوما ..

يوسف أبوسالم
24/06/2008, 01:15 PM
أخي حسين
مساء الخيرات

هم السبب هم السبب...!؟
بهذا السؤال ..أو بهذه الإدانة
لخصت ضمير ..واندفاع عاطفة الفرد العربي على الدوام
فالآخرون دائما هم السبب
المدير ..يضطهد الموظف فهو السبب
والأستاذ يقسو على الطالب
والصديق يخدع صديقه
والأقارب دائما عقارب
وكل يغني على ليلاه
ولا ندري لمن تغني ليلى هذه ..!؟
تشرّح القصة هذا الواقع الإجتماعي بصورة سلسة جدا..ومليئة بالشجن
ومن مشاكلنا الراسخة
قدرتنا ..المتلاشية على الإعتراف
والإعتذار
وهو أمر يدور حتى بين الرجل وزوجه ..وأخيه وأهله
مجتمعاتنا لا زالت تنفي حق الخطأ على الآخرين
وكأننا ملائكة
كلنا يخطىء
لكن كم واحد منا يملك القدرة على الإعتراف والإعتذار
قليلون
ولو استطعنا أن نتخطى هذه العقبة لتغيرت مجتمعاتنا
وهذا الواقع الإجتماعي لا ينفصل
عن الواقع السياسي والإقتصادي
فكلها مرتبطة ببعضها في مجموعة
من القيم المتراكمة في وجداننا الجمعي
وهنا تأتي أهمية الرواد...والمبدعين
فهم القادرين على..سبر غور هذه المشاكل وإضاءتها
بهدف التخلص منها أو على الأقل التخفيف من غلوائها وآثارها
أخي حسين
قصتك ...عميقة ...متغلغلة فينا حتى الثمالة
شكرا لك وتحياتي

حسين العفنان
25/06/2008, 04:17 PM
أعاذنا الله من قطيعة الأرحام ..
أدام الله سيل هذا القلم علينا لنقرأ الإبداع دوما ..

الأديبة المكرمة : الجمانة ،،

جزاكم الله نورا وخيرا على اهتمامكم ومتابعتكم !

حسين العفنان
25/06/2008, 04:22 PM
أخي حسين
مساء الخيرات

هم السبب هم السبب...!؟
بهذا السؤال ..أو بهذه الإدانة
لخصت ضمير ..واندفاع عاطفة الفرد العربي على الدوام
فالآخرون دائما هم السبب
المدير ..يضطهد الموظف فهو السبب
والأستاذ يقسو على الطالب
والصديق يخدع صديقه
والأقارب دائما عقارب
وكل يغني على ليلاه
ولا ندري لمن تغني ليلى هذه ..!؟
تشرّح القصة هذا الواقع الإجتماعي بصورة سلسة جدا..ومليئة بالشجن
ومن مشاكلنا الراسخة
قدرتنا ..المتلاشية على الإعتراف
والإعتذار
وهو أمر يدور حتى بين الرجل وزوجه ..وأخيه وأهله
مجتمعاتنا لا زالت تنفي حق الخطأ على الآخرين
وكأننا ملائكة
كلنا يخطىء
لكن كم واحد منا يملك القدرة على الإعتراف والإعتذار
قليلون
ولو استطعنا أن نتخطى هذه العقبة لتغيرت مجتمعاتنا
وهذا الواقع الإجتماعي لا ينفصل
عن الواقع السياسي والإقتصادي
فكلها مرتبطة ببعضها في مجموعة
من القيم المتراكمة في وجداننا الجمعي
وهنا تأتي أهمية الرواد...والمبدعين
فهم القادرين على..سبر غور هذه المشاكل وإضاءتها
بهدف التخلص منها أو على الأقل التخفيف من غلوائها وآثارها
أخي حسين
قصتك ...عميقة ...متغلغلة فينا حتى الثمالة
شكرا لك وتحياتي


أستاذي الجليل : يوسف أبو سالم
شرف كبير أن تزين هذه القراءة صفحتي المتواضعة !
رفع الله قدرك وزادك شرفا ونورا وإيمانا !