المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القرار الأخير..



ريم محمد
17/06/2008, 02:12 PM
القرار الأخير..

الساعة الثالثة ..فجرا..من يوم السبت ..الأرق يتمدد على مسائي..فلا أثر لنوم .. وصداع مقيت يتسلق رأسي و يفتك بي..
أجر جسدي المنهك من فوق السرير المبعثر..لا أدري إلى أين تأخذني قدميّ .. فالعتمة تكتنف المكان..و تسفك النور قبل أن ينسحب على البيت.."أوه..الآن عرفت أين أنا؟ " ابتلع قرصين مسكنين قبل أن يبتلعني الوجع.. أتبعهما بكأس ماء .."الحمد لله.."
آه ..أي وجع إلى جوار وجعي ليس بوجع..!! أسير في البيت النائم .. الظلام ينمو و ينمو قبل أن تقضي عليه خطوط الضوء ..
أسير و شعوري بأني أسير على أرض لدنة تكاد تجذبني إليها بحنو..أو لتقضي عليّ هي الأخرى..
ما بالي أهذي!! لست أدري..فلأهذي..أيحسب عليّ هذياني أيضا!؟
مرة أخرى تأخذني قدمي في طريق لا أريده..أقف أو تقف قدميّ لم أعد أدري..أمام حجرته التي اتخذها مكانا لنومه بعد أن هجرني..أكاد أن أمسك بمقبض الباب..لكن شللاً يتملك أصابعي.."و قلبي ..يجبرني على رؤيته قبل أن أخلد في نوم عميق..قد لا أصحو منه!..و قلبي أيضا يرفض ذلك بعزة مكلومة.." متناقضة أنا إلى حد الألم..متناقضة و صرخته في وجهي مازالت تتمثل أمامي كل لحظة..
"ليس لنا أن نعيش معا..لابد أن ننفصل!"
"لماذا؟!" خرج صوتي ضعيفا حزينا..
صمت و صمت ثم قال " لا أريدكِ .. أقصد لا أريد أن تعيشي العذاب معي.."
أخفي بصعوبة شهقاتي التي تكاد تمزق صدري ..و عيني تتكور دموعهما لتبدأ في الغرق..و الغرق..
"و ماذنبي ..؟ و ما ذنب طفلتنا؟
"ليس لي و لا لكِ من ذنب إنه ذنب من اختار لنا الطريق.."
يخرج و يتركني لمأساة لم أصنعها و لم يصنعها هو أيضا..مأساة حدثت منذ أول يوم جئت فيه لهذه الدنيا.."ميساء لخالد ..و خالد لميساء.."
هكذا كبرنا و سرنا إلى مصير لم نختاره .. و تم ما أراده الكبار.. ووهبت خالد قلبي كله فلعله يحتضن كل مشاعري .. لننسى أننا أًُكرهنا ..و نعيش الحياة التي قدرها الله ..لكنه لم يكن ليفعل ذلك ..كان بعيدا عني دوما..
كم يكويني الوجع..و السقوط في هاوية الصداع..و الخوف من غد و مايحمله لي "يارب ارأف بي"
أرفع رأسي في الظلمة القاسية..أحاول أن أصرخ بذل "يارب لا تخذلني"
يسكنني شعور بالراحة..لحظتها .. و وجه صغيرتي يتراءى لي..
طفلتي الحبيبة..أضمها إليّ أهزها بين ذراعي..أشتم عبير أنفاسها..تبتسم صغيرتي و هي نائمة ابتسامة تشفي أوجاعي..و تمدني بقوة عجيبة..لأتخذ قراري ..
أبتسم لها و دمعة ساخنة تكوي وجنتي.. أحتوي كفها الصغير بكفيّ ..
و صوت غنائي يلامس سمعها "نامي .. نامي يا حبيتي .. نامي..نامي.."
.
.
.
.
.

الجمانة
17/06/2008, 02:30 PM
كتبت وعبرت بعد أن أجدت في هذا السرد الذاتي ,وفي تصوير هذا الجانب المؤلم ..
تقديري وتحية لإبداعك .

يوسف أبوسالم
18/06/2008, 12:26 AM
القرار الأخير..

الساعة الثالثة ..فجرا..من يوم السبت ..الأرق يتمدد على مسائي..فلا أثر لنوم .. وصداع مقيت يتسلق رأسي و يفتك بي..
أجر جسدي المنهك من فوق السرير المبعثر..لا أدري إلى أين تأخذني قدميّ .. فالعتمة تكتنف المكان..و تسفك النور قبل أن ينسحب على البيت.."أوه..الآن عرفت أين أنا؟ " ابتلع قرصين مسكنين قبل أن يبتلعني الوجع.. أتبعهما بكأس ماء .."الحمد لله.."
آه ..أي وجع إلى جوار وجعي ليس بوجع..!! أسير في البيت النائم .. الظلام ينمو و ينمو قبل أن تقضي عليه خطوط الضوء ..
أسير و شعوري بأني أسير على أرض لدنة تكاد تجذبني إليها بحنو..أو لتقضي عليّ هي الأخرى..
ما بالي أهذي!! لست أدري..فلأهذي..أيحسب عليّ هذياني أيضا!؟
مرة أخرى تأخذني قدمي في طريق لا أريده..أقف أو تقف قدميّ لم أعد أدري..أمام حجرته التي اتخذها مكانا لنومه بعد أن هجرني..أكاد أن أمسك بمقبض الباب..لكن شللاً يتملك أصابعي.."و قلبي ..يجبرني على رؤيته قبل أن أخلد في نوم عميق..قد لا أصحو منه!..و قلبي أيضا يرفض ذلك بعزة مكلومة.." متناقضة أنا إلى حد الألم..متناقضة و صرخته في وجهي مازالت تتمثل أمامي كل لحظة..
"ليس لنا أن نعيش معا..لابد أن ننفصل!"
"لماذا؟!" خرج صوتي ضعيفا حزينا..
صمت و صمت ثم قال " لا أريدكِ .. أقصد لا أريد أن تعيشي العذاب معي.."
أخفي بصعوبة شهقاتي التي تكاد تمزق صدري ..و عيني تتكور دموعهما لتبدأ في الغرق..و الغرق..
"و ماذنبي ..؟ و ما ذنب طفلتنا؟
"ليس لي و لا لكِ من ذنب إنه ذنب من اختار لنا الطريق.."
يخرج و يتركني لمأساة لم أصنعها و لم يصنعها هو أيضا..مأساة حدثت منذ أول يوم جئت فيه لهذه الدنيا.."ميساء لخالد ..و خالد لميساء.."
هكذا كبرنا و سرنا إلى مصير لم نختاره .. و تم ما أراده الكبار.. ووهبت خالد قلبي كله فلعله يحتضن كل مشاعري .. لننسى أننا أًُكرهنا ..و نعيش الحياة التي قدرها الله ..لكنه لم يكن ليفعل ذلك ..كان بعيدا عني دوما..
كم يكويني الوجع..و السقوط في هاوية الصداع..و الخوف من غد و مايحمله لي "يارب ارأف بي"
أرفع رأسي في الظلمة القاسية..أحاول أن أصرخ بذل "يارب لا تخذلني"
يسكنني شعور بالراحة..لحظتها .. و وجه صغيرتي يتراءى لي..
طفلتي الحبيبة..أضمها إليّ أهزها بين ذراعي..أشتم عبير أنفاسها..تبتسم صغيرتي و هي نائمة ابتسامة تشفي أوجاعي..و تمدني بقوة عجيبة..لأتخذ قراري ..
أبتسم لها و دمعة ساخنة تكوي وجنتي.. أحتوي كفها الصغير بكفيّ ..
و صوت غنائي يلامس سمعها "نامي .. نامي يا حبيتي .. نامي..نامي.."
.
.
.
.
.



المبدعة الأخت ريم محمد
صباح الورد الجوري

كان الجوري المضاف للورد
لأني أعجبت بقصتك هذه
ولأنك تملكين قدرة سردية ممتازة
كان تصوير الألم النفسي رائعا
وتصوير حالة أم صغيرة السن وفجيعتها مع
ابنتها بما حصل معقولا بل ومؤثرا حقا
لكن لي سؤال ...
صحيح أن القصة القصيرة لا تعتمد على كثرة
الشخصيات وتفاصيل الحدث وأسبابه الموجبة بشكل مفصل
ولكن هذا لم يكن يبرر حالة الإنفصال بعد أن رضيا بالزواج وصارت لهما ابنة
وإذا كان الزواج التقليدي الذي دارت فكرة القصة حوله
لا ينجح كما تريد الكاتبة أن تقول وأنه زواج لم يبن على الحب
فإن الواقع الفعلي ..بخطىء هذا المفهوم
فكم من حالة زواج ناجحة وجدا ..لم تبن في بداياتها على الحب
بل بدأت بشكل تقليدي
وبالمقابل كم من حالة زواج بنيت على علاقة حب عاصفة
ولكنها لم تصمد وفشلت ..
وما أريد قوله أن
حالة الإنفصال لو كانت لها مقدمات أخرى بررتها
وساعد عدم الزواج عن حب على هذا الإنفصال لكانت القصة أكثر واقعية

المبدعة ريم
أراك كاتبة قصصية واعدة ..جدا
تملكين قدرة سردية ..
ولا يخلو أسلوبك من صور تكاد تكون شاعرية ..لجماليلتها مثل ....

الأرق يتمدد على مسائي
العتمة تكتنف المكان وتسفك النور
قبل أن يبتلعني الوجع
أيحسب عليّ هذياني أيضا
تساؤل جميل وفي مكانه ...وكأنما جاء
استمرارا لحديث نفس سابق
بعزّة مكلومة
كذلك لاحظت من خلال اللغةالسردية الجميلة العناية بالمفردات ...ذات الدلالة والإيقاع الدال مثل ...
ما ذنبي ...وما ذنب طفلتنا ( تداعي )
يتسلق راسي ويفتك بي
التناظر والتتابع بين يتسلق ويفتك


أبتلع ............قبل أن يبتلعني الألم
وهكذا
كذلك ألآحظ العناية بالنهايات عناية خاصة
رغم قسوة النهاية لكن مبدعتنا ...تتدرج فيها رويدا رويدا
وتنهيها بكلمات ناعمة نعم ( نامي يا حبيبتي ..نامي )
لكنها رغم نعومتها تضج بالصراخ
وهذه خاصية ممتازة للمبدع
ولكي لا تزعل علينا مبدعتنا من قسوة النقد بالبداية أسجل إعجابي بقدرتها على بناء المشهد القصصي
فاقرأوا معي ...مشهد الأم وابنتها وكيف تم رسمه بعناية فائقة
وكيف استمدت من ابنتها ..وعلاقتها بها القدرة على اتخاذ القرار
لاتأتي هذه المشاهد المرسومة بعناية صدفة
إنها العناية برسم المشهد وكأنه لوحة تشكيلية مليئة
بشجن التفاصيل وتداعيها ..
الأخت ريم
كانت قصتك جيدة وكان أسلوبك رائعا
وشاعريا إلى حد كبير
تحياتي

ريم محمد
18/06/2008, 08:42 AM
كتبت وعبرت بعد أن أجدت في هذا السرد الذاتي ,وفي تصوير هذا الجانب المؤلم ..
تقديري وتحية لإبداعك .
.
.
الجمان..
.
حياك الله ..سعدت بمرورك..

ريم محمد
19/06/2008, 06:03 PM
صباح الورد الجوري


كان الجوري المضاف للورد



و مساؤك إيمان..




حالة الإنفصال لو كانت لها مقدمات أخرى بررتها
وساعد عدم الزواج عن حب على هذا الإنفصال لكانت القصة أكثر واقعية


أنا أيضا أرفض ما يسمى بالزواج المسبوق كما يقال بالحب في نظري الحب يكون بعد الزواج لا قبله..
.
هنا أناقش قضية اجتماعية زواج الأقارب..و خصوصا أبناء العم..
.
هذا ما أردته..




أراك كاتبة قصصية واعدة ..جدا
تملكين قدرة سردية ..
ولا يخلو أسلوبك من صور تكاد تكون شاعرية ..لجماليلتها



رأيك أفتخر به أيما افتخار..


ولكي لا تزعل علينا مبدعتنا من قسوة النقد بالبداية أسجل إعجابي بقدرتها على بناء المشهد القصصي


بالعكس أنا أفرح إن كان هناك سبب وجيه للنقد..و أنت أقدر على ذلك..فكنت ترسم الحدث بلغة الناقد فتبين لي أشياء كانت غائبة عني..



الأخت ريم
كانت قصتك جيدة وكان أسلوبك رائعا
وشاعريا إلى حد كبير



و أنا أشكر لك كلماتك ..



تحياتي
بارك الله فيك..

الناصري
19/06/2008, 06:15 PM
القرار الأخير..



الساعة الثالثة ..فجرا..من يوم السبت ..الأرق يتمدد على مسائي..فلا أثر لنوم .. وصداع مقيت يتسلق رأسي و يفتك بي..
أجر جسدي المنهك من فوق السرير المبعثر..لا أدري إلى أين تأخذني قدميّ .. فالعتمة تكتنف المكان..و تسفك النور قبل أن ينسحب على البيت.."أوه..الآن عرفت أين أنا؟ " ابتلع قرصين مسكنين قبل أن يبتلعني الوجع.. أتبعهما بكأس ماء .."الحمد لله.."
آه ..أي وجع إلى جوار وجعي ليس بوجع..!! أسير في البيت النائم .. الظلام ينمو و ينمو قبل أن تقضي عليه خطوط الضوء ..
أسير و شعوري بأني أسير على أرض لدنة تكاد تجذبني إليها بحنو..أو لتقضي عليّ هي الأخرى..
ما بالي أهذي!! لست أدري..فلأهذي..أيحسب عليّ هذياني أيضا!؟
مرة أخرى تأخذني قدمي في طريق لا أريده..أقف أو تقف قدميّ لم أعد أدري..أمام حجرته التي اتخذها مكانا لنومه بعد أن هجرني..أكاد أن أمسك بمقبض الباب..لكن شللاً يتملك أصابعي.."و قلبي ..يجبرني على رؤيته قبل أن أخلد في نوم عميق..قد لا أصحو منه!..و قلبي أيضا يرفض ذلك بعزة مكلومة.." متناقضة أنا إلى حد الألم..متناقضة و صرخته في وجهي مازالت تتمثل أمامي كل لحظة..
"ليس لنا أن نعيش معا..لابد أن ننفصل!"
"لماذا؟!" خرج صوتي ضعيفا حزينا..
صمت و صمت ثم قال " لا أريدكِ .. أقصد لا أريد أن تعيشي العذاب معي.."
أخفي بصعوبة شهقاتي التي تكاد تمزق صدري ..و عيني تتكور دموعهما لتبدأ في الغرق..و الغرق..
"و ماذنبي ..؟ و ما ذنب طفلتنا؟
"ليس لي و لا لكِ من ذنب إنه ذنب من اختار لنا الطريق.."
يخرج و يتركني لمأساة لم أصنعها و لم يصنعها هو أيضا..مأساة حدثت منذ أول يوم جئت فيه لهذه الدنيا.."ميساء لخالد ..و خالد لميساء.."
هكذا كبرنا و سرنا إلى مصير لم نختاره .. و تم ما أراده الكبار.. ووهبت خالد قلبي كله فلعله يحتضن كل مشاعري .. لننسى أننا أًُكرهنا ..و نعيش الحياة التي قدرها الله ..لكنه لم يكن ليفعل ذلك ..كان بعيدا عني دوما..
كم يكويني الوجع..و السقوط في هاوية الصداع..و الخوف من غد و مايحمله لي "يارب ارأف بي"
أرفع رأسي في الظلمة القاسية..أحاول أن أصرخ بذل "يارب لا تخذلني"
يسكنني شعور بالراحة..لحظتها .. و وجه صغيرتي يتراءى لي..
طفلتي الحبيبة..أضمها إليّ أهزها بين ذراعي..أشتم عبير أنفاسها..تبتسم صغيرتي و هي نائمة ابتسامة تشفي أوجاعي..و تمدني بقوة عجيبة..لأتخذ قراري ..
أبتسم لها و دمعة ساخنة تكوي وجنتي.. أحتوي كفها الصغير بكفيّ ..
و صوت غنائي يلامس سمعها "نامي .. نامي يا حبيتي .. نامي..نامي.."
.
.
.
.

.





لغة جميلة أيها القاصة البارعة ...ريم شكرا لك

ريم محمد
20/06/2008, 11:17 AM
لغة جميلة أيها القاصة البارعة ...ريم شكرا لك
أ/ الناصري..
.
بارك الله فيك..