يوسف الباز بلغيث
16/06/2008, 11:18 AM
قصة قصيرة :
العنجَهيّ
سمعته يقول لابن عمه :
- " مالي أراك حسِيراَ..؟ أبِكَ شيءْ ؟"..ردّ و الحسرة تدغدغ تقاسيمه :
- " لقد سرق ﭑبني دكان جاره، و يلزمني شاهد حتى يدليَ بحسن سيرته و سلوكه..لدى مصلحة الدرك الوطني ، و أنت تعلم ..! "..أخذته عزّة بمروءة رعناء ..و ردّ دون تفكير..:
- " أنا حاضر ، لا تبتأسْ..! الناس لبعضها ياﭑبن العم.. و الواجبُ يحتّمُ عليَّ أن أقف إلى جانبك ، حتى و إن ﭑستدعى الأمرُ أنْ أصرّحَ بأنّ جارَك هو سارقُ ﭑبنِكْ "..
بعد شهر ﭑستُدعِيَا إلى المحكمة.. كان صاحبُ المروءة الخرقاء شاهدًا ،سأله القاضي عن ملابسات القضية..لم يجبْ ببنتِ شفة ، و لكنّ ﭑستفزاز القاضي له بقوله :
- " إذا لمَ حضرتَ اليوم ْ ؟ " ..أثار مروءتَه الخرقاء فجعله يردّ بعصبيه:
- " حضرتُ لأقف إلى جانب بْن ِ العم ..و هذا واجبْ "..
حلَّقتْ قهقهة خافتة أجواء المحكمة الحزينة ، و سرعان ما عاد الهدوء من جديد بطرقة القاضي..و سأله :
- " أ بالزور أم بالحق..؟ ثم يبدو لي أنك أوتيَ بك من قارعة الطريق لتشهد بما لم تسمعْ أو ترى.. "
- " يا سيدي القاضي ، علّمنا آباؤنا و أجدادنا أن نكون إلى جانب مَنْ يستنجد بنا ، و لو كنتَ مكاني لفعلتَ ذلك " اِستغربَ القاضي و الحضور هذه الثقة و الفصاحة المفعمة بالإباء ، و فاجأه بالحادثة قائلا :
- " هذا الماثلُ بالقربِ منكَ سرق دكّانَ جاره..و قد حُكمَ عليه العامَ الفارط َ في جريمة ﭑعتِداءٍ بالسّلاح الأبيض على جاره المسنِّ ، بحجّة تبوّله تحت حائط بيته ليلا.."...وردّ مسرعا ،وقد علتْ دهشةٌ غريبة وجهه :
- " أ قتلَ السّافلَ ..أم لا يزالُ حيًّا..؟! "..
عرف حينها القاضي بأنه لو يُكلّمُ حائطا سيكونُ له صدًى ، أمَا و أنه يتكلم إلى أخرقَ، لا يعرف حتى ما جاء به اليومَ..فهذا الجنون بعينهْ..!
بعد جلستيْن أخرييْن ، تقرّر حبسُ المتهم خمسَ سنواتٍ ، مع غرامة ماليّة مهيضة.. لإدانته بسرقات متعددة ، من بينها سرقة المواشي..
اكتشف من خلالها الأخرقُ أنّ ولدَ بْن ِ العمِّ كان شريكا لمجموعة أشرار قامتْ بسرقةَِ شِياهِه الشهرَ الفارط ..
الجزائر / ماي 2008
العنجَهيّ
سمعته يقول لابن عمه :
- " مالي أراك حسِيراَ..؟ أبِكَ شيءْ ؟"..ردّ و الحسرة تدغدغ تقاسيمه :
- " لقد سرق ﭑبني دكان جاره، و يلزمني شاهد حتى يدليَ بحسن سيرته و سلوكه..لدى مصلحة الدرك الوطني ، و أنت تعلم ..! "..أخذته عزّة بمروءة رعناء ..و ردّ دون تفكير..:
- " أنا حاضر ، لا تبتأسْ..! الناس لبعضها ياﭑبن العم.. و الواجبُ يحتّمُ عليَّ أن أقف إلى جانبك ، حتى و إن ﭑستدعى الأمرُ أنْ أصرّحَ بأنّ جارَك هو سارقُ ﭑبنِكْ "..
بعد شهر ﭑستُدعِيَا إلى المحكمة.. كان صاحبُ المروءة الخرقاء شاهدًا ،سأله القاضي عن ملابسات القضية..لم يجبْ ببنتِ شفة ، و لكنّ ﭑستفزاز القاضي له بقوله :
- " إذا لمَ حضرتَ اليوم ْ ؟ " ..أثار مروءتَه الخرقاء فجعله يردّ بعصبيه:
- " حضرتُ لأقف إلى جانب بْن ِ العم ..و هذا واجبْ "..
حلَّقتْ قهقهة خافتة أجواء المحكمة الحزينة ، و سرعان ما عاد الهدوء من جديد بطرقة القاضي..و سأله :
- " أ بالزور أم بالحق..؟ ثم يبدو لي أنك أوتيَ بك من قارعة الطريق لتشهد بما لم تسمعْ أو ترى.. "
- " يا سيدي القاضي ، علّمنا آباؤنا و أجدادنا أن نكون إلى جانب مَنْ يستنجد بنا ، و لو كنتَ مكاني لفعلتَ ذلك " اِستغربَ القاضي و الحضور هذه الثقة و الفصاحة المفعمة بالإباء ، و فاجأه بالحادثة قائلا :
- " هذا الماثلُ بالقربِ منكَ سرق دكّانَ جاره..و قد حُكمَ عليه العامَ الفارط َ في جريمة ﭑعتِداءٍ بالسّلاح الأبيض على جاره المسنِّ ، بحجّة تبوّله تحت حائط بيته ليلا.."...وردّ مسرعا ،وقد علتْ دهشةٌ غريبة وجهه :
- " أ قتلَ السّافلَ ..أم لا يزالُ حيًّا..؟! "..
عرف حينها القاضي بأنه لو يُكلّمُ حائطا سيكونُ له صدًى ، أمَا و أنه يتكلم إلى أخرقَ، لا يعرف حتى ما جاء به اليومَ..فهذا الجنون بعينهْ..!
بعد جلستيْن أخرييْن ، تقرّر حبسُ المتهم خمسَ سنواتٍ ، مع غرامة ماليّة مهيضة.. لإدانته بسرقات متعددة ، من بينها سرقة المواشي..
اكتشف من خلالها الأخرقُ أنّ ولدَ بْن ِ العمِّ كان شريكا لمجموعة أشرار قامتْ بسرقةَِ شِياهِه الشهرَ الفارط ..
الجزائر / ماي 2008