المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منزلة الصبر



محمد منار خالدي
14/06/2008, 05:04 PM
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،، أما بعد،،



فمن المنازل التي حققها الصالحون من عباد الله، منزلة الصبر؛ التي امتدحها الله تعالى في كتابه، وأمر بها، وحثّ عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال الله تعالى: يَا أيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا.. الآية [آل عمران:200] وقال: إنَّمَا يُوَفّى الصَّابِرُونَ أجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَاب [الزمر:10]



وقال تعالى عن عبده ونبيه أيوب عليه السلام مادحاً إياه: إنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ العَبْدُ إنّهُ أوَّابْ [ص:44].



وقال رسول الله : { الصَّبْرُ ضِيَاء } [رواه مسلم]، وقال: { مَنْ يَتَصَبّر يُصَبّره الله، وَمَا أعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْراً مِنَ الصَّبْر } [متفق عليه]



وقال: { عَجَباً لِأَمْرِ المُؤْمِنْ، إنّ أمْرَهُ كُلّه لَهُ خَيْر، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ إلا لِلْمُؤْمِن، إنْ أصَابَتُه سَرّاءْ شَكَرْ فَكَان خَيْراً لَه، وَإنْ أصَابَتْهُ ضَرّاءَ صَبَر فَكَانَ خَيْراً لَه } [رواه مسلم].



قال أهل العلم: الصبر نصف الإيمان، فإن الإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر.



والصبر ثلاثة أنواع:



1- صَبْرٌ عَلَى طَاعَةِ الله: وبخاصة العبادات التي تصعب على النفوس بسبب الكسل كالصلاة، أو بسبب البخل كالزكاة، أو بسببهما جميعاً كالحج والجهاد. ولتحقيق هذا النوع العظيم من الصبر، ينبغي على العبد بعض الوظائف المعينة والميسرة له، وهي:



* الاستعانة بالله: واعتقاد أنه تعالى هو المُصبّر للعبد. وإخلاص النية له تعالى، بأن يكون الباعث للعبد على الصبر هو محبة الله، وإرادة وجهه، والتقرب إليه.



* التخلص من دواعي الفتور وأسبابه، بألا يغفل عن الله ولا يتكاسل عن تحقيق الآداب والسنن فهي بمثابة المروضات للنفس، والممهدات لها لأداء الفرائض والواجبات، وبخاصة مع تعليق الفكر دائماً بأجر الصابرين الذي ادّخره الله لهم.



* مراعاة أن الصبر في هذا المجال يصبح مع الوقت سهلاً تتعود النفس عليه، لأنه مع الإخلاص يتحقق بإذن الله عون الله للعبد، وتصبيره على ما كان يستثقله، كما قال تعالى: وَالّذِينَ جَاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنّهُمْ سُبلَنا وإنّ الله لَمَعَ المُحْسِنين [العنكبوت:69].



فهذه الوظائف إذ قام بها العبد، فإنها كفيلة بإذن الله أن تساعده على التحلي بالصبر على طاعة الله، ولزومها والثبات عليها.



2- صَبْرٌ عَلَى مَعْصِيَة الله: وهو أشد ما يكون العبد حاجة إليه، وبخاصة إذا تيسرت أسباب المعصية، وغاب الرقيب من البشر، وكلما كان الفعل الممنوع مما يتيسر فعله، كمعاصي اللسان من الغيبة والكذب ونحوهما، كان الصبر عليه أثقل. مثاله: أن ترى الإنسان إذا لبس الحرير أو الذهب استنكرت ذلك. وربما كان يغتاب أكثر نهاره، فلا تستنكر ذلك. ومما يُذكر في هذا المقام صبر يوسف عليه السلام وقد عُرضت له الفتنة وتيسرت كل أسبابها.



يقول ابن القيم رحمه الله عن موقف يوسف وعظيم صبره عليه السلام: ( وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: كان صبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها أكمل من صبره على إلقاء إخوته في الجب، وبيعه، وتفريقهم بينه وبين أبيه، فإن هذه أمور جرت عليه بغير اختياره، لا كسب له فيها، ليس للعبد فيها حيلة غير الصبر، وأما صبره عن المعصية، فصبر اختياره، ورضى ومحاربة للنفس، ولا سيما مع الأسباب التي تقوى معها دواعي الموافقة، فإنه كان شاباً، وداعية الشباب إليها قوية، وعزباً ليس له ما يعوضه ويرد شهوته، وغريباً، والغريب لا يستحيي في بلد غربته مما يستحي منه من بين أصحابه ومعارفه وأهله، ومملوكاً والمملوك أيضاً ليس وازعه كوازع الحر، والمرأة جميلة، وذات منصب وهي سيدته وقد غاب الرقيب، وهي الداعية له إلى نفسها، والحريصة على ذلك أشد الحرص. ومع ذلك توعدته إن لم يفعل، بالسجن والصَّغَار، ومع هذه الدواعي كلها، صبر اختياراً وإيثاراً لما عند الله، وأين هذا من صبره في الجب على ما ليس من كسبه ). [مدارج السالكين:2/156].



3- صَبْرٌ عَلَى ابْتِلاء الله وَامْتِحَانِه: بأنواع المصائب من أمراض، ونقص في الأموال والأنفس، وهذا كله مما لا كسب للإنسان، بل فعل الله بالعبد ذلك امتحاناً وتمحيصاً وتطهيراً. والصبر على هذا النوع من المقدورات من أعلى المقامات، لأن سنده اليقين في ثواب الله، وحسن عوضه، وأنه أرحم الراحمين لا يفعل ذلك بعبده إلا لحكمة يعلمها، وإلا لمصلحة ذلك العبد إما عاجلاً أو آجلاً. وما دامت هذه الابتلاءات ليست من كسب العبد، ولا حيلة له فيها أو معها، فالأفضل له الصبر عليها، واحتساب مشقتها على الله تعالى. والنصوص في فضل هذا النوع من الصبر كثيرة، ومواقف الصالحين من عباد الله في هذا الخصوص عديدة دالة على عظم يقينهم في وعد الله، وانتظارهم ثوابه جل وعلا.



فقد روت عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: { مَا مِنْ مُصِيبةٍ تُصِيبُ المُسْلِم إلا كَفَّر الله عَزَّ وَجَلَّ بِهَا عَنْهُ، حَتّى الشَّوْكَة يُشَاكها } [متفق عليه].



ومن حديث سعد بن أبي وقاص قال: قلت: يارسول الله أي الناس أشد بلاءً؟ قال: { الأنْبِيَاء ثُمّ الصَّالحِون، ثُمّ الأمْثَل فَالأمْثَل مِنَ النّاس، يُبْتَلى الرَّجُل عَلَى حَسْبِ دِينه، فَإِنْ كَانَ في دِينه صَلابَةٌ زِيد في بَلائِه، وَإنْ كَانَ في دِيِنه رِقّة خُفّف عَنْه، وَمَا يَزَالُ البَلاءُ بِالعَبْدِ حَتّى يَمْشِي عَلَى الأرْضِ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَة } [رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح].



وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ( مِنْ إجْلاَلِ وَمْعرِفَةِ حَقّه، ألاّ تَشْكُو وَجَعَكْ، وَلا تَذْكُر مُصِيبَتك ).



وقال رجل للإمام أحمد رحمه الله: كيف تجدك يا أبا عبدالله ؟ قال: بخير .. في عافية، فقال له: حَمِمْت (أي أصبت بالحمى) البارحة ؟ قال: إذا قلت لك: أنا في عافية فحسبك، ولا تخرجني إلى ما أكره.



وعن هشام بن عروة قال: سقط أخي محمد وأمه بنت الحكيم بن العاص من أعلى سطح في اصطبل الوليد، فضربته الدواب بقوائمها فقتلته، فأتى عروة رجل يعزيه، فقال: إن كنت تعزيني برجلي فقد احتسبتها، قال: بل أعزيك بمحمد ابنك قال: وما له؟ فأخبره: فقال: اللهم أخذت عضواً وتركت أعضاء، وأخذت ابناً وتركت أبناء. فلما قدم المدينة أتاه ابن المنكدر، فقال: كيف كنت؟ قال: لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً ) ولم يزد على ذلك !!


و الله من وراء القصد

محمد الكبيسي
14/06/2008, 10:01 PM
قصدكَ ألنصحُ أخي ياخالدي
فلكم منا دعاءَ ألساجدِ
فلقد أتحفتنا درسآ به
نكسب ألدنيا وربٍ واحدِ
ولك ألشكرُ أذا أوعظتنا
فجميل ألقول درآ في يدي
هكذا أنت أيها ألخالدي تكيلُ لنا من ألنصح والفوائد
كالماس ألذي في ألقلائد
تقبل شكري وتقديري
دمت بألف خير

محمد منار خالدي
15/06/2008, 01:30 PM
قصدكَ ألنصحُ أخي ياخالدي
فلكم منا دعاءَ ألساجدِ
فلقد أتحفتنا درسآ به
نكسب ألدنيا وربٍ واحدِ
ولك ألشكرُ أذا أوعظتنا
فجميل ألقول درآ في يدي
هكذا أنت أيها ألخالدي تكيلُ لنا من ألنصح والفوائد
كالماس ألذي في ألقلائد
تقبل شكري وتقديري
دمت بألف خير


و لك وافر الامتنان و خالص الدعاء
بان يثبت الله خطوتك و يسدد رميتك
و يجعلك الله في اعلى علين مع الابرار و الصدقين
حياك الله
اخوك الخالدي محمد منار

بنت الشهباء
15/06/2008, 01:55 PM
جزاك الله خير وسعادة الدارين
أخي الكريم
محمد منالر الخالدي
لم نثرته لنا من درر وكنوز عن معنى الصبر وحكمته
ونسأل الله أن يكتبنا عنده من الصابرين الصديقيين
إنه سميع مجيب

محمد منار خالدي
15/06/2008, 04:40 PM
جزاك الله خير وسعادة الدارين
أخي الكريم
محمد منالر الخالدي
لم نثرته لنا من درر وكنوز عن معنى الصبر وحكمته
ونسأل الله أن يكتبنا عنده من الصابرين الصديقيين
إنه سميع مجيب

آمين
فانه بإحابة الدعاء جدير و على ذالك قدير

الجمانة
16/06/2008, 06:42 PM
والصبر مثل اسمه مر مذاقته * * * * لكن عواقبه أحلى من العسل

اللهم اجعلنا من الصابرين ..

جزيت خيرا ..