رزاق الجزائري
11/06/2008, 07:33 PM
خارطة للجولان السوري المحتل
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/en/thumb/9/91/Golan_heights_rel89B.jpg/300px-Golan_heights_rel89B.jpg (http://en.wikipedia.org/wiki/Image:Golan_heights_rel89B.jpg)
"لن نجد في بلدنا أو خارجه رجلاً جاداً درس تاريخ أرض إسرائيل في وسعه أن يحاول إنكار أن هضبة الجولان كانت على مر أجيال كثيرة جزءاً لا يتجزأ من أرض إسرائيل. لقد كان من الواجب إذن أن يمر خط الحدود الشمالية لأرض إسرائيل التي دعيت باللغة الأجنبية باسم فلسطين، في تصريح بلفور وفي الانتداب الدولي، بهضبة الجولان".
بهذا الخطاب افتتح رئيس وزراء اسرائيل السابق"مناحيم بيغن"خطاب تقديمه لمشروع ضم الجولان الى الكيان الصهيوني في14 من ديسمبر عام 1981.
خارطة للوضع الراهن للجولان الاراضي التي ضمتها اسرائيل1981 . المستوطنات و المنطقة منزوعة السلاح زيادة على الاراضي التي اعيدت باتفاق فك الارتباط لسنة1974
http://www.atlas-historique.net/cartographie/1945-1989/petit_format/GolanPF.gif (http://javascript<b></b>:OuvrirPopup('../cartes_popups/GolanGF.html','','scrollbars=yes,width=760,height= 420,top=0,left=0'))
الجولان الارض السورية الاسيرة التي كانت عبر التاريخ احدى المناطق الاكثر اهمية و استرتيجية عند الامبراطوريات المتعاقبة مثلما دون كتب الاغريق و العرب القدامى.
الجولان الهضبة الممتدة من بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، وتطل على بحيرة طبرية ومرج الحولة في الجليل من الغرب، أما شرقاً فتطل على سهول حوران وريف دمشق. تبعد الهضبة 50 كم إلى الغرب من مدينة دمشق. وتقدر المساحة الإجمالية لها بـ 1860 كم2، وتمتد على مسافة 74 كم من الشمال إلى الجنوب دون أن يتجاوز أقصى عرض لها 27 كم.
الجولان الارض الكنعانية التي يقول اليهود انها ذكرت في سفر التثنية وفي سفر يشوع كإحدى مدن الملجأ الثلاثة الواقعة عبر نهر الأردن والتي يلجأ إليها من قتل إنسانا سهوا وخشي من الانتقام (التثنية 4:43، يشوع 20: 8 وتذكر مدينة جولان كمدينة واقعة في منطقة باشان ضمن الأراضي التابعة لسبط منسي.
يصف يوسيفوس فلافيوس (37-100 للميلاد تقريبا) منطقة الجولان في كتابه "حروب اليهود"، ويذكر معركتين حدثتا فيه: معركة بين الملك اليهودي إسكندر يناي الحشموني والملك العربي النبطي عبادة، ومعركة بين اليهود المتمردين والجنود الرومان في مدينة جملا (نحو سنة 70 للميلاد).
لهذا اعتبروها دوما جزءا من ارض اسرائيل الموعودة و كانت دائما ضمن اهدافهم و مخططاتهم .
فالحدود التي رسمها" دافيد بن غوريون" للدولة الصهيونية سنة 1918 التي "تضم النقب برمته، ويهودا والسامرة، والجليل، وسنجق حوران، وسنجق الكرك (معان والعقبة)، وجزءاً من سنجق دمشق (أقضية القنيطرة ووادي عنجر وحاصبيا).
والحدود التي رسمتها "المنظمة الصهيونية العالمية" في مذكرتها المؤرخة في 3/2/1919 التي قدمتها إلى مؤتمر الصلح في باريس، أن هذه الدولة يجب أن تضم جبل الشيخ. وعللت ذلك بحاجة الدولة المنشودة إلى مصادر المياه من هذا الجبل الذي يلتصق بالجولان.
والمطالب التي عبر عنها "حاييم وايزمان"، زعيم الحركة الصهيونية يومذاك، في رسالته إلى رئيس وزراء بريطانيا "لويد جورج"، عشية انعقاد مؤتمر سان ريمو. التي قال فيها"وضعت المنظمة الصهيونية، منذ البدء، الحد الأدنى من المطالب الأساسية لتحقيق الوطن القومي اليهودي. ولا داعي للقول إن الصهيونيين لن يقبلوا تحت أي ظروف خط سايكس- بيكو، حتى كأساس للتفاوض، لأن هذا الخط لا يقسم فلسطين التاريخية ويقطع منها منابع المياه التي تزود الأردن والليطاني فحسب، بل يفعل أكثر من ذلك، إنه يحرم الوطن القومي بعض أجود حقول الاستيطان في الجولان وحوران التي يعتمد عليها المشروع بأسره إلى حد كبير". وقد كرر الطلب ديفيد بن غوريون في رسالته التي وجهها باسم اتحاد العمل الصهيوني إلى حزب العمال البريطاني، وذلك في نيسان 1920.
إذن كان احتلال منطقة الجولان أحد الأهداف الرئيسية للحرب التي شنتها إسرائيل في 1967 ضد العرب. وقد غزت إسرائيل الجولان خلال هذه الحرب واحتلت منه ما مساحته 1250 كم مربع، وفيها المنطقة منزوعة السلاح ومساحتها 100 كم مربع. ويدخل في هذه المساحة المحتلة أجزاء صغيرة من جبل الشيخ هي النهايات الجنوبية الغربية لسلسلة هذا الجبل. وتدخل هذه الأجزاء ضمن إطار "الجولان المحتل" تجاوزاً للمفهوم الجغرافي.
لقد طردت إسرائيل 120 ألف مواطن عربي سوري من سكان الجولان، لجأوا جميعهم إلى داخل سوريا.
وقد تمكن السوريون في حرب 73 من تحرير جبل الشيخ و استرجاع القنيطرة، مركز المحافظة، وبعض القرى كالحميدية والقحطانية وبير عجم وبريقة والرفيد وغيرها لكن القوات الاسرائيلية سارعت الى تعزيز قواتها على الجبهة ودفع باعداد كبيرة من قوات الاحتياط و الدبابات بدون "حتى ان نميز عيار بنادقنا" على حد تعبير ضابط اسرائيلي مما يظهر اهمية الجولان الاستراتيجية لدى أسرائيل فسقوطها يعني دخول تل أبيب.فهي تشكل خط دفاع طبيعي لاسرائيل بمرتفعات تطل على سورية ولبنان والاردن مما يعطيها قدرة على المراقبة فانشات فيها محطتها التجسسية للانذار المبكر زظيادة على مخزونها المائي الاسترتيجي المهم للدولة العبرية.
و قد تم اعادة القنيطرة بعد تدميرها تدميرا متعمدا من طرف جيش الصهاينة وبعض القرى من ضواحيها كالعدنانية والعشة وخان ارنبة في اتفاق الهدنة الموقع بين سوريا واسرائيل عام 1974.
وبعد نهاية حرب الخليج الثانية و مؤتمر السلام بمدريد عاد التفاوض السوري الاسرائلي من جديد
وكرئية مختصرة لمسار المفاوضات السورية الاسرائيلية نرى ان هذا المسار مر بتجاذبات عدة .
اذ ما زالت الحدود الدولية لعام 1923 و التي رسمتها اتفاقية" سايكس بيكو" هي الحدود المعترف بها دوليا غير ان كلا من سورية و الكيان الصهيوني يريد تغييرها .فسوريا مثلا تريد حدود الرابع من حيزيران 1967معتبرة بعض الأراضي الواقعة بين الحدود الدولية ووادي نهر الأردن أراضي سورية، وكذلك تطالب بالجزء الشمالي الشرقي من بحيرة طبرية (هكذا تفسر الحكومة السورية قراري مجلس الأمن 242 و338) فيم تريد اسرائيل الاعتراف بضم الجولان لأراضيها ضد الشرعية الدولية. وان اعلن بعض قادتها في مناسبات عدة استعدادهم لاعادة الجولان ضمن اتفاقية سلام مع سورية مشابه" لكامب دافيد" مثلما اعلن" اسحاق رابين" رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق سنة 1993 أن "عمق الانسحاب من الجولان سيعادل عمق السلام". واقترح انسحاب تدريجي متزامنا مع تطبيع للعلاقات وترتيبات امنية اسرائيلية خاصة وقد رفضت سوريا ذلك لانها تطالب بحدود 40 من حزيران ما رفضته اسرائيل كذلك عدم استعدادا للتطبيع مع اسرئيل ما فسرته هاته الاخيرة كذا مرة بعدم جدية السوريين في السلام .
وفي 23 أبريل 2008 نشرت وكالة الأنباء السورية "شام برس" وعددا آخر من الوكالت العالمية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "ايهود المرت"أبلغ الرئيس السوري ، عن رئيس الوزراء التركي أنه مستعد لانسحاب إسرائيلي من هضبة الجولان مقابل السلام. لم يرد أولمرت على هذا النشر، أما الأسد فأكد في مقابلة مع جريدة "الوطن" القطرية اليوم التالي أنه قد تلقى هذا الإبلاغ، وأن هناك اتصالات مستمرة مع إسرائيل بوساطة تركية.وقد حدث هذا بعد تكذيب متبادل لمحاولات وساطة اخرى كذا مرة .كنت قد قرات خصوصا في صحيفة هآراتس العديد من الرسائل الموجهة للاسد من المرت.
وقد كانت هاته الاتصالات الاخيرة بعد استقطابات ضد سوريا من طرف اسرائيل وحليفتها امريكا بمشاركة بعض النظم العربية دامت سنيين الى حد وصف سوريا بالنظام الشرير في المنطقة و الباعث لعدم الاستقرار وعدم الامن خصوصا بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق "رفيق الحريري" الذي وضعت فيه سوريا على قائمة الاتهام.و الذي قرأته اطراف عربية اخرى بحكم تحالف هذا النظام مع ايران .
فا سرائيل سجلت في السنوات الاخيرة 3 اعتداءات ضد السيادة السورية آخرها اعتداء" دير الزور" الذي ادعت فيه اسرائيل انها ضربت مفاعلا نوويا سوريا قيد الانشاء تبنيه كوريا الشمالية الذي شابه صمت دولي مريب رغم انه خرق فاضح للقانون الدولي ولاتفاقية فك الارتباط لسنة1974.
اليوم تعلن اسرائيل على لسان رئيس وزرائها "المرت " انها مستعدة للتفاوض من سوريا على الجولان هذا الاستعداد الذي ترافق مع اتفاق الاطراف اللبنانية في الدوحة "الورقة السورية الاشد تأثيرا في المنطقة" و خفة اللهجة الامريكية اتجاهها مع استعداد لانفتاح فرنسي متسارع نحوها يطرح عدة قراءات في الموضوع بدون ان ننسى العنوان الرئيسي
"هل اسرائيل مستعدة للتنازل حقا عن الجولان؟؟" شخصيا اجزم قطعا بلا ولو باتفاقيات اشد اذلالا من "كامب دافيد".
اذن ما القراءة من وراء هذا الاستعداد الغريب للتفاوض مع سوريا تزامنا مع الانفتاح الغربي نحوها علما بان سوريا هي من كان يطلب التفاوض من قبل على ما كانت تسمية" وديعة رابين" ثم من غير شروط من بعد وكان هذا الطلب يقابل بالرفض من اسرائيل .
هل هي محاولة لاستقطاب سوريا من المحور الايراني . وهي سياسة مدعومة من دول عربية كما اسلفت ام هي محاولة اخرى لسبر جدية نوايا سورية في السلام خصوصا مع الشروط التي وضعها المرت و التي من بينها وقف دعم المقاومة في فلسطين ولبنان و التحالف مع ايران الذي رفضته سوريا جملة وتفصيلا كرد بتجديد الاتفاقيات الدفاعية مع ايران واعلانها عدم التنازل على خياراتها السابقة.
تعلمنا السياسة الامريكية الاسرائيلة في المنطقة انه كلما "كانت الجزرة اكبر كانت العصا اغلظ" فتقارير استخباراتية كثيرة تتحدث عن حشود عسكرية اسرائيلة في الجولان و تدريب القوات الاسرائيلية لفيالق خصيصا على الحرب في سوريا ما يجعلنا نطرح عدة سيناريوهات محتملة في المستقبل القريب لا تنبئ بالخير خصوصا مع النجاح النسبي للاسترتيجية الامريكية في العراق .
فالتلويح بالضربة العسكرية ضد ايران اصبح اكثر تداولا في اروقة السياسة الامريكية و الاسرائلية بل الحديث يظهر انه تطور الى المجال العملياتي بوضع الخطط لذلك و ما اعلنه" شاؤول موفاز" مؤخرا "ضرب المواقع النووية لإيران "لا بد منه"فوتيرة تسارع تخصيب اليورانيوم الايراني في اضطراد نحو نصب 6000 جهاز طرد مركزي ما يعني عملاتيا تمكنها من صنع قنبلة مشابهة لقنبلة هيروشيما. و الاتفاقات الدفاعية الايرانية السورية و التي تجددت مؤخرا تجعلهما في خندق واحد .
طالما راهنت اسرائيل ان النظام السوري منذ 1973 لم يقم بأي عمل عسكري أو مقاوم ضد اسرائيل في محاولة لاستعادة أراضيه المحتلة ، وذلك يطمئن اسرائيل المتيقنة بأن سوريا لن تقوم بمفردها بأي عمل عسكري نظامي ضد اسرائيل خصوصا بعد تحييد حليفيها التقليديين دول المواجهة "مصر والاردن" باتفاقيات سلام ، وبأن النظام في سوريا غير قادر على استعادة الجولان بالطرق الدبلوماسية لأن العناصر الفاعلة في العلاقات الدولية في المجتمع الدولي"امريكا بالخصوص واوربا" غير راضية عن الأداء السياسي للنظام وحتى بعضها غير راضي عن تركيبته السياسية والذي ترجمته امريكا بكذا مشاريع ضد سورية اهمها "مشروع محاسبة سوريا" الذي اقره الكونغرس عام 2003 .
في حين تراهن سوريا حسب رأي في تغير الخارطة الجيوسياسية للعالم لتنتهز الفرصة لاستعداد حقوقها لانها تعلم ان أي حرب تقليدية في الراهن لن تكون في صالحها خاصة انها مكشوفة الظهر و معزولة حتى من وسطها العربي.ما دفعها دوما الى البحث عن عمق استرتيجي وجدته في البديل الايراني الذي وفر لها ما عجز عنه وسطها العربي و محاولة تحريك بعض اوراق الضغط كدعمها للمقاومتين اللبنانية و الفلسطينية و الذي نجحت فيه الى حد كبير .
و اظن ان اسرائيل و امريكا لن يكونوا بالغباء الذي يسمح بوضعهم في الزاوية.خصوصا وان الخارطة السياسية للعالم اخذت تميل ببطء الى الاعتدال عن ما كان بعد 11 ايلول ولو على المدى المتوسط ا لا يستبعد في حال تعذر تطبيق اجندتهما من اشعال المنطقة في الفوضى بافتعال حرب اخرى .كما ان طرح المرت قوبل بالرفض من جميع الاحزاب الاسرائيلية حتى من "حزب العمال" باستثناء "حزب مريتس" ما ينبئ باستحقاقات اسرائيلية تغير من الخارطة الحالية كما اوضحت بعض الاستطلاعات ان 67 بالمائة من الاسرائيلين يرفضون هذا الطرح.
و القيادة السورية تعي ذلك جيدا ما دل عليه تجديد المعاهدات الدفاعية مع ايران و التي هي اقصى حماية ممكنة لسوريا و التي وصفها وزير الدفاع السوري "حسن توركماني"في ظل بدء المحادثات غير المباشرة برعاية تركية بين سوريا وإسرائيل، وتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية، تسيبي لفني، التي ربطت فيها السلام مع سوريا بفك تحالف الأخيرة مع إيران.* بأنها "علاقات استراتيجية" العلاقات الوطيدة بين إيران وسوريا أحبطت وأربكت التهديدات التي استهدفت خط المقاومة في المنطقة"، معلنا استعداد دمشق للمزيد من التعاون الدفاعي مع طهران، ومشدداً إن "التعاون الثنائي هو تعاون ثابت ودائم، لأنه قائم على أسس ومبادئ مشتركة ورصينة".
كما ا ن مسار المفاوضات السورية الاسرائيلة منذ زمن دلت على عدم جدية هاته الاخير في التفاوض و التي ترجمه رفضها غير الصريح للمبادرة العربيةكما انه "كيف تفاوض اسرائيل على الجولان في حين تدعم خطوطها الدفاعية هناك" .و انها تلجأ الى هكذا اساليب للتحضير لشيء او للمحافظة على وضع راهن اولوياته "جعل الانظمة العربية في ترقب دائم يلهيها عن خيارات شعوبها في التنمية و حقها في الحرية و التنمية و اظهارها على حد برهان غليون "مجرد وعاء لحشد من الكتل البشرية الجائعة والمحبطة والمقهورة التي لا تتقن شيئا سوى فن القتال والاقتتال، وهي مستعدة في أي لحظة للاشتعال بدل بلورة استجابة عقلانية وواضحة له تضع جميع القوى الرسمية والأهلية أمام مسؤولياتها وتبين لها طرق مساهمتها ومشاركتها الفعلية في مواجهة المخاطر المحدقة.
قد تنبئنا تطورات المستقبل القريب و ما فيه من استحقاقات دولية واخرى متعلقة بالمنطقة بمعطيات جديدة في هذا المسار على اساسه يكون الاستحقاق المرحلي الاكبر على سوريا و على العرب.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/en/thumb/9/91/Golan_heights_rel89B.jpg/300px-Golan_heights_rel89B.jpg (http://en.wikipedia.org/wiki/Image:Golan_heights_rel89B.jpg)
"لن نجد في بلدنا أو خارجه رجلاً جاداً درس تاريخ أرض إسرائيل في وسعه أن يحاول إنكار أن هضبة الجولان كانت على مر أجيال كثيرة جزءاً لا يتجزأ من أرض إسرائيل. لقد كان من الواجب إذن أن يمر خط الحدود الشمالية لأرض إسرائيل التي دعيت باللغة الأجنبية باسم فلسطين، في تصريح بلفور وفي الانتداب الدولي، بهضبة الجولان".
بهذا الخطاب افتتح رئيس وزراء اسرائيل السابق"مناحيم بيغن"خطاب تقديمه لمشروع ضم الجولان الى الكيان الصهيوني في14 من ديسمبر عام 1981.
خارطة للوضع الراهن للجولان الاراضي التي ضمتها اسرائيل1981 . المستوطنات و المنطقة منزوعة السلاح زيادة على الاراضي التي اعيدت باتفاق فك الارتباط لسنة1974
http://www.atlas-historique.net/cartographie/1945-1989/petit_format/GolanPF.gif (http://javascript<b></b>:OuvrirPopup('../cartes_popups/GolanGF.html','','scrollbars=yes,width=760,height= 420,top=0,left=0'))
الجولان الارض السورية الاسيرة التي كانت عبر التاريخ احدى المناطق الاكثر اهمية و استرتيجية عند الامبراطوريات المتعاقبة مثلما دون كتب الاغريق و العرب القدامى.
الجولان الهضبة الممتدة من بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، وتطل على بحيرة طبرية ومرج الحولة في الجليل من الغرب، أما شرقاً فتطل على سهول حوران وريف دمشق. تبعد الهضبة 50 كم إلى الغرب من مدينة دمشق. وتقدر المساحة الإجمالية لها بـ 1860 كم2، وتمتد على مسافة 74 كم من الشمال إلى الجنوب دون أن يتجاوز أقصى عرض لها 27 كم.
الجولان الارض الكنعانية التي يقول اليهود انها ذكرت في سفر التثنية وفي سفر يشوع كإحدى مدن الملجأ الثلاثة الواقعة عبر نهر الأردن والتي يلجأ إليها من قتل إنسانا سهوا وخشي من الانتقام (التثنية 4:43، يشوع 20: 8 وتذكر مدينة جولان كمدينة واقعة في منطقة باشان ضمن الأراضي التابعة لسبط منسي.
يصف يوسيفوس فلافيوس (37-100 للميلاد تقريبا) منطقة الجولان في كتابه "حروب اليهود"، ويذكر معركتين حدثتا فيه: معركة بين الملك اليهودي إسكندر يناي الحشموني والملك العربي النبطي عبادة، ومعركة بين اليهود المتمردين والجنود الرومان في مدينة جملا (نحو سنة 70 للميلاد).
لهذا اعتبروها دوما جزءا من ارض اسرائيل الموعودة و كانت دائما ضمن اهدافهم و مخططاتهم .
فالحدود التي رسمها" دافيد بن غوريون" للدولة الصهيونية سنة 1918 التي "تضم النقب برمته، ويهودا والسامرة، والجليل، وسنجق حوران، وسنجق الكرك (معان والعقبة)، وجزءاً من سنجق دمشق (أقضية القنيطرة ووادي عنجر وحاصبيا).
والحدود التي رسمتها "المنظمة الصهيونية العالمية" في مذكرتها المؤرخة في 3/2/1919 التي قدمتها إلى مؤتمر الصلح في باريس، أن هذه الدولة يجب أن تضم جبل الشيخ. وعللت ذلك بحاجة الدولة المنشودة إلى مصادر المياه من هذا الجبل الذي يلتصق بالجولان.
والمطالب التي عبر عنها "حاييم وايزمان"، زعيم الحركة الصهيونية يومذاك، في رسالته إلى رئيس وزراء بريطانيا "لويد جورج"، عشية انعقاد مؤتمر سان ريمو. التي قال فيها"وضعت المنظمة الصهيونية، منذ البدء، الحد الأدنى من المطالب الأساسية لتحقيق الوطن القومي اليهودي. ولا داعي للقول إن الصهيونيين لن يقبلوا تحت أي ظروف خط سايكس- بيكو، حتى كأساس للتفاوض، لأن هذا الخط لا يقسم فلسطين التاريخية ويقطع منها منابع المياه التي تزود الأردن والليطاني فحسب، بل يفعل أكثر من ذلك، إنه يحرم الوطن القومي بعض أجود حقول الاستيطان في الجولان وحوران التي يعتمد عليها المشروع بأسره إلى حد كبير". وقد كرر الطلب ديفيد بن غوريون في رسالته التي وجهها باسم اتحاد العمل الصهيوني إلى حزب العمال البريطاني، وذلك في نيسان 1920.
إذن كان احتلال منطقة الجولان أحد الأهداف الرئيسية للحرب التي شنتها إسرائيل في 1967 ضد العرب. وقد غزت إسرائيل الجولان خلال هذه الحرب واحتلت منه ما مساحته 1250 كم مربع، وفيها المنطقة منزوعة السلاح ومساحتها 100 كم مربع. ويدخل في هذه المساحة المحتلة أجزاء صغيرة من جبل الشيخ هي النهايات الجنوبية الغربية لسلسلة هذا الجبل. وتدخل هذه الأجزاء ضمن إطار "الجولان المحتل" تجاوزاً للمفهوم الجغرافي.
لقد طردت إسرائيل 120 ألف مواطن عربي سوري من سكان الجولان، لجأوا جميعهم إلى داخل سوريا.
وقد تمكن السوريون في حرب 73 من تحرير جبل الشيخ و استرجاع القنيطرة، مركز المحافظة، وبعض القرى كالحميدية والقحطانية وبير عجم وبريقة والرفيد وغيرها لكن القوات الاسرائيلية سارعت الى تعزيز قواتها على الجبهة ودفع باعداد كبيرة من قوات الاحتياط و الدبابات بدون "حتى ان نميز عيار بنادقنا" على حد تعبير ضابط اسرائيلي مما يظهر اهمية الجولان الاستراتيجية لدى أسرائيل فسقوطها يعني دخول تل أبيب.فهي تشكل خط دفاع طبيعي لاسرائيل بمرتفعات تطل على سورية ولبنان والاردن مما يعطيها قدرة على المراقبة فانشات فيها محطتها التجسسية للانذار المبكر زظيادة على مخزونها المائي الاسترتيجي المهم للدولة العبرية.
و قد تم اعادة القنيطرة بعد تدميرها تدميرا متعمدا من طرف جيش الصهاينة وبعض القرى من ضواحيها كالعدنانية والعشة وخان ارنبة في اتفاق الهدنة الموقع بين سوريا واسرائيل عام 1974.
وبعد نهاية حرب الخليج الثانية و مؤتمر السلام بمدريد عاد التفاوض السوري الاسرائلي من جديد
وكرئية مختصرة لمسار المفاوضات السورية الاسرائيلية نرى ان هذا المسار مر بتجاذبات عدة .
اذ ما زالت الحدود الدولية لعام 1923 و التي رسمتها اتفاقية" سايكس بيكو" هي الحدود المعترف بها دوليا غير ان كلا من سورية و الكيان الصهيوني يريد تغييرها .فسوريا مثلا تريد حدود الرابع من حيزيران 1967معتبرة بعض الأراضي الواقعة بين الحدود الدولية ووادي نهر الأردن أراضي سورية، وكذلك تطالب بالجزء الشمالي الشرقي من بحيرة طبرية (هكذا تفسر الحكومة السورية قراري مجلس الأمن 242 و338) فيم تريد اسرائيل الاعتراف بضم الجولان لأراضيها ضد الشرعية الدولية. وان اعلن بعض قادتها في مناسبات عدة استعدادهم لاعادة الجولان ضمن اتفاقية سلام مع سورية مشابه" لكامب دافيد" مثلما اعلن" اسحاق رابين" رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق سنة 1993 أن "عمق الانسحاب من الجولان سيعادل عمق السلام". واقترح انسحاب تدريجي متزامنا مع تطبيع للعلاقات وترتيبات امنية اسرائيلية خاصة وقد رفضت سوريا ذلك لانها تطالب بحدود 40 من حزيران ما رفضته اسرائيل كذلك عدم استعدادا للتطبيع مع اسرئيل ما فسرته هاته الاخيرة كذا مرة بعدم جدية السوريين في السلام .
وفي 23 أبريل 2008 نشرت وكالة الأنباء السورية "شام برس" وعددا آخر من الوكالت العالمية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "ايهود المرت"أبلغ الرئيس السوري ، عن رئيس الوزراء التركي أنه مستعد لانسحاب إسرائيلي من هضبة الجولان مقابل السلام. لم يرد أولمرت على هذا النشر، أما الأسد فأكد في مقابلة مع جريدة "الوطن" القطرية اليوم التالي أنه قد تلقى هذا الإبلاغ، وأن هناك اتصالات مستمرة مع إسرائيل بوساطة تركية.وقد حدث هذا بعد تكذيب متبادل لمحاولات وساطة اخرى كذا مرة .كنت قد قرات خصوصا في صحيفة هآراتس العديد من الرسائل الموجهة للاسد من المرت.
وقد كانت هاته الاتصالات الاخيرة بعد استقطابات ضد سوريا من طرف اسرائيل وحليفتها امريكا بمشاركة بعض النظم العربية دامت سنيين الى حد وصف سوريا بالنظام الشرير في المنطقة و الباعث لعدم الاستقرار وعدم الامن خصوصا بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق "رفيق الحريري" الذي وضعت فيه سوريا على قائمة الاتهام.و الذي قرأته اطراف عربية اخرى بحكم تحالف هذا النظام مع ايران .
فا سرائيل سجلت في السنوات الاخيرة 3 اعتداءات ضد السيادة السورية آخرها اعتداء" دير الزور" الذي ادعت فيه اسرائيل انها ضربت مفاعلا نوويا سوريا قيد الانشاء تبنيه كوريا الشمالية الذي شابه صمت دولي مريب رغم انه خرق فاضح للقانون الدولي ولاتفاقية فك الارتباط لسنة1974.
اليوم تعلن اسرائيل على لسان رئيس وزرائها "المرت " انها مستعدة للتفاوض من سوريا على الجولان هذا الاستعداد الذي ترافق مع اتفاق الاطراف اللبنانية في الدوحة "الورقة السورية الاشد تأثيرا في المنطقة" و خفة اللهجة الامريكية اتجاهها مع استعداد لانفتاح فرنسي متسارع نحوها يطرح عدة قراءات في الموضوع بدون ان ننسى العنوان الرئيسي
"هل اسرائيل مستعدة للتنازل حقا عن الجولان؟؟" شخصيا اجزم قطعا بلا ولو باتفاقيات اشد اذلالا من "كامب دافيد".
اذن ما القراءة من وراء هذا الاستعداد الغريب للتفاوض مع سوريا تزامنا مع الانفتاح الغربي نحوها علما بان سوريا هي من كان يطلب التفاوض من قبل على ما كانت تسمية" وديعة رابين" ثم من غير شروط من بعد وكان هذا الطلب يقابل بالرفض من اسرائيل .
هل هي محاولة لاستقطاب سوريا من المحور الايراني . وهي سياسة مدعومة من دول عربية كما اسلفت ام هي محاولة اخرى لسبر جدية نوايا سورية في السلام خصوصا مع الشروط التي وضعها المرت و التي من بينها وقف دعم المقاومة في فلسطين ولبنان و التحالف مع ايران الذي رفضته سوريا جملة وتفصيلا كرد بتجديد الاتفاقيات الدفاعية مع ايران واعلانها عدم التنازل على خياراتها السابقة.
تعلمنا السياسة الامريكية الاسرائيلة في المنطقة انه كلما "كانت الجزرة اكبر كانت العصا اغلظ" فتقارير استخباراتية كثيرة تتحدث عن حشود عسكرية اسرائيلة في الجولان و تدريب القوات الاسرائيلية لفيالق خصيصا على الحرب في سوريا ما يجعلنا نطرح عدة سيناريوهات محتملة في المستقبل القريب لا تنبئ بالخير خصوصا مع النجاح النسبي للاسترتيجية الامريكية في العراق .
فالتلويح بالضربة العسكرية ضد ايران اصبح اكثر تداولا في اروقة السياسة الامريكية و الاسرائلية بل الحديث يظهر انه تطور الى المجال العملياتي بوضع الخطط لذلك و ما اعلنه" شاؤول موفاز" مؤخرا "ضرب المواقع النووية لإيران "لا بد منه"فوتيرة تسارع تخصيب اليورانيوم الايراني في اضطراد نحو نصب 6000 جهاز طرد مركزي ما يعني عملاتيا تمكنها من صنع قنبلة مشابهة لقنبلة هيروشيما. و الاتفاقات الدفاعية الايرانية السورية و التي تجددت مؤخرا تجعلهما في خندق واحد .
طالما راهنت اسرائيل ان النظام السوري منذ 1973 لم يقم بأي عمل عسكري أو مقاوم ضد اسرائيل في محاولة لاستعادة أراضيه المحتلة ، وذلك يطمئن اسرائيل المتيقنة بأن سوريا لن تقوم بمفردها بأي عمل عسكري نظامي ضد اسرائيل خصوصا بعد تحييد حليفيها التقليديين دول المواجهة "مصر والاردن" باتفاقيات سلام ، وبأن النظام في سوريا غير قادر على استعادة الجولان بالطرق الدبلوماسية لأن العناصر الفاعلة في العلاقات الدولية في المجتمع الدولي"امريكا بالخصوص واوربا" غير راضية عن الأداء السياسي للنظام وحتى بعضها غير راضي عن تركيبته السياسية والذي ترجمته امريكا بكذا مشاريع ضد سورية اهمها "مشروع محاسبة سوريا" الذي اقره الكونغرس عام 2003 .
في حين تراهن سوريا حسب رأي في تغير الخارطة الجيوسياسية للعالم لتنتهز الفرصة لاستعداد حقوقها لانها تعلم ان أي حرب تقليدية في الراهن لن تكون في صالحها خاصة انها مكشوفة الظهر و معزولة حتى من وسطها العربي.ما دفعها دوما الى البحث عن عمق استرتيجي وجدته في البديل الايراني الذي وفر لها ما عجز عنه وسطها العربي و محاولة تحريك بعض اوراق الضغط كدعمها للمقاومتين اللبنانية و الفلسطينية و الذي نجحت فيه الى حد كبير .
و اظن ان اسرائيل و امريكا لن يكونوا بالغباء الذي يسمح بوضعهم في الزاوية.خصوصا وان الخارطة السياسية للعالم اخذت تميل ببطء الى الاعتدال عن ما كان بعد 11 ايلول ولو على المدى المتوسط ا لا يستبعد في حال تعذر تطبيق اجندتهما من اشعال المنطقة في الفوضى بافتعال حرب اخرى .كما ان طرح المرت قوبل بالرفض من جميع الاحزاب الاسرائيلية حتى من "حزب العمال" باستثناء "حزب مريتس" ما ينبئ باستحقاقات اسرائيلية تغير من الخارطة الحالية كما اوضحت بعض الاستطلاعات ان 67 بالمائة من الاسرائيلين يرفضون هذا الطرح.
و القيادة السورية تعي ذلك جيدا ما دل عليه تجديد المعاهدات الدفاعية مع ايران و التي هي اقصى حماية ممكنة لسوريا و التي وصفها وزير الدفاع السوري "حسن توركماني"في ظل بدء المحادثات غير المباشرة برعاية تركية بين سوريا وإسرائيل، وتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية، تسيبي لفني، التي ربطت فيها السلام مع سوريا بفك تحالف الأخيرة مع إيران.* بأنها "علاقات استراتيجية" العلاقات الوطيدة بين إيران وسوريا أحبطت وأربكت التهديدات التي استهدفت خط المقاومة في المنطقة"، معلنا استعداد دمشق للمزيد من التعاون الدفاعي مع طهران، ومشدداً إن "التعاون الثنائي هو تعاون ثابت ودائم، لأنه قائم على أسس ومبادئ مشتركة ورصينة".
كما ا ن مسار المفاوضات السورية الاسرائيلة منذ زمن دلت على عدم جدية هاته الاخير في التفاوض و التي ترجمه رفضها غير الصريح للمبادرة العربيةكما انه "كيف تفاوض اسرائيل على الجولان في حين تدعم خطوطها الدفاعية هناك" .و انها تلجأ الى هكذا اساليب للتحضير لشيء او للمحافظة على وضع راهن اولوياته "جعل الانظمة العربية في ترقب دائم يلهيها عن خيارات شعوبها في التنمية و حقها في الحرية و التنمية و اظهارها على حد برهان غليون "مجرد وعاء لحشد من الكتل البشرية الجائعة والمحبطة والمقهورة التي لا تتقن شيئا سوى فن القتال والاقتتال، وهي مستعدة في أي لحظة للاشتعال بدل بلورة استجابة عقلانية وواضحة له تضع جميع القوى الرسمية والأهلية أمام مسؤولياتها وتبين لها طرق مساهمتها ومشاركتها الفعلية في مواجهة المخاطر المحدقة.
قد تنبئنا تطورات المستقبل القريب و ما فيه من استحقاقات دولية واخرى متعلقة بالمنطقة بمعطيات جديدة في هذا المسار على اساسه يكون الاستحقاق المرحلي الاكبر على سوريا و على العرب.