المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الجولان قراءة استرتيجية



رزاق الجزائري
11/06/2008, 07:33 PM
خارطة للجولان السوري المحتل
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/en/thumb/9/91/Golan_heights_rel89B.jpg/300px-Golan_heights_rel89B.jpg (http://en.wikipedia.org/wiki/Image:Golan_heights_rel89B.jpg)


"لن نجد في بلدنا أو خارجه رجلاً جاداً درس تاريخ أرض إسرائيل في وسعه أن يحاول إنكار أن هضبة الجولان كانت على مر أجيال كثيرة جزءاً لا يتجزأ من أرض إسرائيل. لقد كان من الواجب إذن أن يمر خط الحدود الشمالية لأرض إسرائيل التي دعيت باللغة الأجنبية باسم فلسطين، في تصريح بلفور وفي الانتداب الدولي، بهضبة الجولان".
بهذا الخطاب افتتح رئيس وزراء اسرائيل السابق"مناحيم بيغن"خطاب تقديمه لمشروع ضم الجولان الى الكيان الصهيوني في14 من ديسمبر عام 1981.


خارطة للوضع الراهن للجولان الاراضي التي ضمتها اسرائيل1981 . المستوطنات و المنطقة منزوعة السلاح زيادة على الاراضي التي اعيدت باتفاق فك الارتباط لسنة1974
http://www.atlas-historique.net/cartographie/1945-1989/petit_format/GolanPF.gif (http://javascript<b></b>:OuvrirPopup('../cartes_popups/GolanGF.html','','scrollbars=yes,width=760,height= 420,top=0,left=0'))


الجولان الارض السورية الاسيرة التي كانت عبر التاريخ احدى المناطق الاكثر اهمية و استرتيجية عند الامبراطوريات المتعاقبة مثلما دون كتب الاغريق و العرب القدامى.
الجولان الهضبة الممتدة من بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، وتطل على بحيرة طبرية ومرج الحولة في الجليل من الغرب، أما شرقاً فتطل على سهول حوران وريف دمشق. تبعد الهضبة 50 كم إلى الغرب من مدينة دمشق. وتقدر المساحة الإجمالية لها بـ 1860 كم2، وتمتد على مسافة 74 كم من الشمال إلى الجنوب دون أن يتجاوز أقصى عرض لها 27 كم.
الجولان الارض الكنعانية التي يقول اليهود انها ذكرت في سفر التثنية وفي سفر يشوع كإحدى مدن الملجأ الثلاثة الواقعة عبر نهر الأردن والتي يلجأ إليها من قتل إنسانا سهوا وخشي من الانتقام (التثنية 4:43، يشوع 20: 8 وتذكر مدينة جولان كمدينة واقعة في منطقة باشان ضمن الأراضي التابعة لسبط منسي.
يصف يوسيفوس فلافيوس (37-100 للميلاد تقريبا) منطقة الجولان في كتابه "حروب اليهود"، ويذكر معركتين حدثتا فيه: معركة بين الملك اليهودي إسكندر يناي الحشموني والملك العربي النبطي عبادة، ومعركة بين اليهود المتمردين والجنود الرومان في مدينة جملا (نحو سنة 70 للميلاد).
لهذا اعتبروها دوما جزءا من ارض اسرائيل الموعودة و كانت دائما ضمن اهدافهم و مخططاتهم .
فالحدود التي رسمها" دافيد بن غوريون" للدولة الصهيونية سنة 1918 التي "تضم النقب برمته، ويهودا والسامرة، والجليل، وسنجق حوران، وسنجق الكرك (معان والعقبة)، وجزءاً من سنجق دمشق (أقضية القنيطرة ووادي عنجر وحاصبيا).
والحدود التي رسمتها "المنظمة الصهيونية العالمية" في مذكرتها المؤرخة في 3/2/1919 التي قدمتها إلى مؤتمر الصلح في باريس، أن هذه الدولة يجب أن تضم جبل الشيخ. وعللت ذلك بحاجة الدولة المنشودة إلى مصادر المياه من هذا الجبل الذي يلتصق بالجولان.
والمطالب التي عبر عنها "حاييم وايزمان"، زعيم الحركة الصهيونية يومذاك، في رسالته إلى رئيس وزراء بريطانيا "لويد جورج"، عشية انعقاد مؤتمر سان ريمو. التي قال فيها"وضعت المنظمة الصهيونية، منذ البدء، الحد الأدنى من المطالب الأساسية لتحقيق الوطن القومي اليهودي. ولا داعي للقول إن الصهيونيين لن يقبلوا تحت أي ظروف خط سايكس- بيكو، حتى كأساس للتفاوض، لأن هذا الخط لا يقسم فلسطين التاريخية ويقطع منها منابع المياه التي تزود الأردن والليطاني فحسب، بل يفعل أكثر من ذلك، إنه يحرم الوطن القومي بعض أجود حقول الاستيطان في الجولان وحوران التي يعتمد عليها المشروع بأسره إلى حد كبير". وقد كرر الطلب ديفيد بن غوريون في رسالته التي وجهها باسم اتحاد العمل الصهيوني إلى حزب العمال البريطاني، وذلك في نيسان 1920.
إذن كان احتلال منطقة الجولان أحد الأهداف الرئيسية للحرب التي شنتها إسرائيل في 1967 ضد العرب. وقد غزت إسرائيل الجولان خلال هذه الحرب واحتلت منه ما مساحته 1250 كم مربع، وفيها المنطقة منزوعة السلاح ومساحتها 100 كم مربع. ويدخل في هذه المساحة المحتلة أجزاء صغيرة من جبل الشيخ هي النهايات الجنوبية الغربية لسلسلة هذا الجبل. وتدخل هذه الأجزاء ضمن إطار "الجولان المحتل" تجاوزاً للمفهوم الجغرافي.
لقد طردت إسرائيل 120 ألف مواطن عربي سوري من سكان الجولان، لجأوا جميعهم إلى داخل سوريا.
وقد تمكن السوريون في حرب 73 من تحرير جبل الشيخ و استرجاع القنيطرة، مركز المحافظة، وبعض القرى كالحميدية والقحطانية وبير عجم وبريقة والرفيد وغيرها لكن القوات الاسرائيلية سارعت الى تعزيز قواتها على الجبهة ودفع باعداد كبيرة من قوات الاحتياط و الدبابات بدون "حتى ان نميز عيار بنادقنا" على حد تعبير ضابط اسرائيلي مما يظهر اهمية الجولان الاستراتيجية لدى أسرائيل فسقوطها يعني دخول تل أبيب.فهي تشكل خط دفاع طبيعي لاسرائيل بمرتفعات تطل على سورية ولبنان والاردن مما يعطيها قدرة على المراقبة فانشات فيها محطتها التجسسية للانذار المبكر زظيادة على مخزونها المائي الاسترتيجي المهم للدولة العبرية.
و قد تم اعادة القنيطرة بعد تدميرها تدميرا متعمدا من طرف جيش الصهاينة وبعض القرى من ضواحيها كالعدنانية والعشة وخان ارنبة في اتفاق الهدنة الموقع بين سوريا واسرائيل عام 1974.
وبعد نهاية حرب الخليج الثانية و مؤتمر السلام بمدريد عاد التفاوض السوري الاسرائلي من جديد
وكرئية مختصرة لمسار المفاوضات السورية الاسرائيلية نرى ان هذا المسار مر بتجاذبات عدة .
اذ ما زالت الحدود الدولية لعام 1923 و التي رسمتها اتفاقية" سايكس بيكو" هي الحدود المعترف بها دوليا غير ان كلا من سورية و الكيان الصهيوني يريد تغييرها .فسوريا مثلا تريد حدود الرابع من حيزيران 1967معتبرة بعض الأراضي الواقعة بين الحدود الدولية ووادي نهر الأردن أراضي سورية، وكذلك تطالب بالجزء الشمالي الشرقي من بحيرة طبرية (هكذا تفسر الحكومة السورية قراري مجلس الأمن 242 و338) فيم تريد اسرائيل الاعتراف بضم الجولان لأراضيها ضد الشرعية الدولية. وان اعلن بعض قادتها في مناسبات عدة استعدادهم لاعادة الجولان ضمن اتفاقية سلام مع سورية مشابه" لكامب دافيد" مثلما اعلن" اسحاق رابين" رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق سنة 1993 أن "عمق الانسحاب من الجولان سيعادل عمق السلام". واقترح انسحاب تدريجي متزامنا مع تطبيع للعلاقات وترتيبات امنية اسرائيلية خاصة وقد رفضت سوريا ذلك لانها تطالب بحدود 40 من حزيران ما رفضته اسرائيل كذلك عدم استعدادا للتطبيع مع اسرئيل ما فسرته هاته الاخيرة كذا مرة بعدم جدية السوريين في السلام .
وفي 23 أبريل 2008 نشرت وكالة الأنباء السورية "شام برس" وعددا آخر من الوكالت العالمية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "ايهود المرت"أبلغ الرئيس السوري ، عن رئيس الوزراء التركي أنه مستعد لانسحاب إسرائيلي من هضبة الجولان مقابل السلام. لم يرد أولمرت على هذا النشر، أما الأسد فأكد في مقابلة مع جريدة "الوطن" القطرية اليوم التالي أنه قد تلقى هذا الإبلاغ، وأن هناك اتصالات مستمرة مع إسرائيل بوساطة تركية.وقد حدث هذا بعد تكذيب متبادل لمحاولات وساطة اخرى كذا مرة .كنت قد قرات خصوصا في صحيفة هآراتس العديد من الرسائل الموجهة للاسد من المرت.
وقد كانت هاته الاتصالات الاخيرة بعد استقطابات ضد سوريا من طرف اسرائيل وحليفتها امريكا بمشاركة بعض النظم العربية دامت سنيين الى حد وصف سوريا بالنظام الشرير في المنطقة و الباعث لعدم الاستقرار وعدم الامن خصوصا بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق "رفيق الحريري" الذي وضعت فيه سوريا على قائمة الاتهام.و الذي قرأته اطراف عربية اخرى بحكم تحالف هذا النظام مع ايران .
فا سرائيل سجلت في السنوات الاخيرة 3 اعتداءات ضد السيادة السورية آخرها اعتداء" دير الزور" الذي ادعت فيه اسرائيل انها ضربت مفاعلا نوويا سوريا قيد الانشاء تبنيه كوريا الشمالية الذي شابه صمت دولي مريب رغم انه خرق فاضح للقانون الدولي ولاتفاقية فك الارتباط لسنة1974.
اليوم تعلن اسرائيل على لسان رئيس وزرائها "المرت " انها مستعدة للتفاوض من سوريا على الجولان هذا الاستعداد الذي ترافق مع اتفاق الاطراف اللبنانية في الدوحة "الورقة السورية الاشد تأثيرا في المنطقة" و خفة اللهجة الامريكية اتجاهها مع استعداد لانفتاح فرنسي متسارع نحوها يطرح عدة قراءات في الموضوع بدون ان ننسى العنوان الرئيسي
"هل اسرائيل مستعدة للتنازل حقا عن الجولان؟؟" شخصيا اجزم قطعا بلا ولو باتفاقيات اشد اذلالا من "كامب دافيد".
اذن ما القراءة من وراء هذا الاستعداد الغريب للتفاوض مع سوريا تزامنا مع الانفتاح الغربي نحوها علما بان سوريا هي من كان يطلب التفاوض من قبل على ما كانت تسمية" وديعة رابين" ثم من غير شروط من بعد وكان هذا الطلب يقابل بالرفض من اسرائيل .
هل هي محاولة لاستقطاب سوريا من المحور الايراني . وهي سياسة مدعومة من دول عربية كما اسلفت ام هي محاولة اخرى لسبر جدية نوايا سورية في السلام خصوصا مع الشروط التي وضعها المرت و التي من بينها وقف دعم المقاومة في فلسطين ولبنان و التحالف مع ايران الذي رفضته سوريا جملة وتفصيلا كرد بتجديد الاتفاقيات الدفاعية مع ايران واعلانها عدم التنازل على خياراتها السابقة.
تعلمنا السياسة الامريكية الاسرائيلة في المنطقة انه كلما "كانت الجزرة اكبر كانت العصا اغلظ" فتقارير استخباراتية كثيرة تتحدث عن حشود عسكرية اسرائيلة في الجولان و تدريب القوات الاسرائيلية لفيالق خصيصا على الحرب في سوريا ما يجعلنا نطرح عدة سيناريوهات محتملة في المستقبل القريب لا تنبئ بالخير خصوصا مع النجاح النسبي للاسترتيجية الامريكية في العراق .
فالتلويح بالضربة العسكرية ضد ايران اصبح اكثر تداولا في اروقة السياسة الامريكية و الاسرائلية بل الحديث يظهر انه تطور الى المجال العملياتي بوضع الخطط لذلك و ما اعلنه" شاؤول موفاز" مؤخرا "ضرب المواقع النووية لإيران "لا بد منه"فوتيرة تسارع تخصيب اليورانيوم الايراني في اضطراد نحو نصب 6000 جهاز طرد مركزي ما يعني عملاتيا تمكنها من صنع قنبلة مشابهة لقنبلة هيروشيما. و الاتفاقات الدفاعية الايرانية السورية و التي تجددت مؤخرا تجعلهما في خندق واحد .
طالما راهنت اسرائيل ان النظام السوري منذ 1973 لم يقم بأي عمل عسكري أو مقاوم ضد اسرائيل في محاولة لاستعادة أراضيه المحتلة ، وذلك يطمئن اسرائيل المتيقنة بأن سوريا لن تقوم بمفردها بأي عمل عسكري نظامي ضد اسرائيل خصوصا بعد تحييد حليفيها التقليديين دول المواجهة "مصر والاردن" باتفاقيات سلام ، وبأن النظام في سوريا غير قادر على استعادة الجولان بالطرق الدبلوماسية لأن العناصر الفاعلة في العلاقات الدولية في المجتمع الدولي"امريكا بالخصوص واوربا" غير راضية عن الأداء السياسي للنظام وحتى بعضها غير راضي عن تركيبته السياسية والذي ترجمته امريكا بكذا مشاريع ضد سورية اهمها "مشروع محاسبة سوريا" الذي اقره الكونغرس عام 2003 .
في حين تراهن سوريا حسب رأي في تغير الخارطة الجيوسياسية للعالم لتنتهز الفرصة لاستعداد حقوقها لانها تعلم ان أي حرب تقليدية في الراهن لن تكون في صالحها خاصة انها مكشوفة الظهر و معزولة حتى من وسطها العربي.ما دفعها دوما الى البحث عن عمق استرتيجي وجدته في البديل الايراني الذي وفر لها ما عجز عنه وسطها العربي و محاولة تحريك بعض اوراق الضغط كدعمها للمقاومتين اللبنانية و الفلسطينية و الذي نجحت فيه الى حد كبير .
و اظن ان اسرائيل و امريكا لن يكونوا بالغباء الذي يسمح بوضعهم في الزاوية.خصوصا وان الخارطة السياسية للعالم اخذت تميل ببطء الى الاعتدال عن ما كان بعد 11 ايلول ولو على المدى المتوسط ا لا يستبعد في حال تعذر تطبيق اجندتهما من اشعال المنطقة في الفوضى بافتعال حرب اخرى .كما ان طرح المرت قوبل بالرفض من جميع الاحزاب الاسرائيلية حتى من "حزب العمال" باستثناء "حزب مريتس" ما ينبئ باستحقاقات اسرائيلية تغير من الخارطة الحالية كما اوضحت بعض الاستطلاعات ان 67 بالمائة من الاسرائيلين يرفضون هذا الطرح.
و القيادة السورية تعي ذلك جيدا ما دل عليه تجديد المعاهدات الدفاعية مع ايران و التي هي اقصى حماية ممكنة لسوريا و التي وصفها وزير الدفاع السوري "حسن توركماني"في ظل بدء المحادثات غير المباشرة برعاية تركية بين سوريا وإسرائيل، وتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلية، تسيبي لفني، التي ربطت فيها السلام مع سوريا بفك تحالف الأخيرة مع إيران.* بأنها "علاقات استراتيجية" العلاقات الوطيدة بين إيران وسوريا أحبطت وأربكت التهديدات التي استهدفت خط المقاومة في المنطقة"، معلنا استعداد دمشق للمزيد من التعاون الدفاعي مع طهران، ومشدداً إن "التعاون الثنائي هو تعاون ثابت ودائم، لأنه قائم على أسس ومبادئ مشتركة ورصينة".
كما ا ن مسار المفاوضات السورية الاسرائيلة منذ زمن دلت على عدم جدية هاته الاخير في التفاوض و التي ترجمه رفضها غير الصريح للمبادرة العربيةكما انه "كيف تفاوض اسرائيل على الجولان في حين تدعم خطوطها الدفاعية هناك" .و انها تلجأ الى هكذا اساليب للتحضير لشيء او للمحافظة على وضع راهن اولوياته "جعل الانظمة العربية في ترقب دائم يلهيها عن خيارات شعوبها في التنمية و حقها في الحرية و التنمية و اظهارها على حد برهان غليون "مجرد وعاء لحشد من الكتل البشرية الجائعة والمحبطة والمقهورة التي لا تتقن شيئا سوى فن القتال والاقتتال، وهي مستعدة في أي لحظة للاشتعال بدل بلورة استجابة عقلانية وواضحة له تضع جميع القوى الرسمية والأهلية أمام مسؤولياتها وتبين لها طرق مساهمتها ومشاركتها الفعلية في مواجهة المخاطر المحدقة.
قد تنبئنا تطورات المستقبل القريب و ما فيه من استحقاقات دولية واخرى متعلقة بالمنطقة بمعطيات جديدة في هذا المسار على اساسه يكون الاستحقاق المرحلي الاكبر على سوريا و على العرب.

طارق شفيق حقي
11/06/2008, 08:42 PM
سلام الله عليك
قرأت المقال حرفاً حرفاً
أعتقد أني انتظرت , أو أنتظر تتمة له

في جملة وقفت عندها في سياق الموضوع وهي توضح وكأن سوريا تركض لأخذ حلوى ضاعت منها

أعتقد في التفكير العقائدي لدينا يقال الصراع صراع وجود وليس صراع حدود

بمعنى لو كانت صفقة الجولان تسكتنا عن تحرير فلسطين ودعم المقاومة الفلسطينة واللبنانية, فهي حلوى مسمومة

أرضنا سنعيدها رغماً عن الصهاينة وأحلامهم المتهاوية
أعتقد إن أول حرب ستعيد الجولان , ولو قلت لن تتمكن فلربما مقاومة صغيرة على شاكلة حزب الله ستعيدها لنقل بسنوات كما عاد الجنوب

المشكلة ليست باستعادة الجولان, القضية أخطر من ذلك
في كل الحروب لم يقاتل العرب الكيان الصهيوني, فهو أضعف من أن يصمد رغم تفاوت الإمكانيات
بل لأنك تقاتل أوربا وأمريكا مجتمعة وهي لن تفرط عن موطىء قدمها في المشرق العربي

أي حرب قادمة هي حرب مع الغرب ككل
لكن لنطرح السؤال التالي: كم سيحتمل الغرب وأمريكا ضريبة الدفاع عن الكيان الصهيوني
أعتقد الزمان الآتي هو زمان تنازلات الصهاينة بحثاً عن مكاسب سياسية تؤمن الاستقرار ولو لعشر سنوات أخرى للكيان الصهويني
الكل يطرح أن عودة الجولان ستضعف سوريا في الساحة
لأن المواثيق الدولية والتي سترتبط حتما بمشاريع اقتصادية والشراكة الأوربية ستفعل فعلها

لكن الصهاينة بالأساس لن يتخلوا عن أرض أخذوها
فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة
لكن ماذا لو استردت سوريا الجولان وبقيت متمسكة بكل الأوراق القديمة
هذا مطروح بقوة
الأزمات الدولية الحالية والمشاكل الاقتصادية ستغير وجه الخارطة السياسة
هذه الأزمات هي وليدة الفكر الليبرالي وفكر العولمة
مد الأذرع سبب في ضعف المركز, والمصائب الكبرى قادمة بشكل يؤثر على الخطب السياسي الغربي من جهة كما يؤثر على فعاليته
كمثال جعجعة فرنسا ضد سوريا والخطاب المتعالي ماذا أفاد فرنسا, لقد أضعفها عالميا وأضعف حضورها , وحين قطعت الاتصال أبعدت نفسها ومن ثم حين حلت المشكلة باشرت بفتح الاتصال, قد تعتبر هذه العودة من الطرف الفرنسي مهينة لفرنسا وتعاليها ودرساً لن تنساه , لكني أجزم أنها لن تتعلم منه
بالتأكيد المثال يسحب على أمريكا وخطابها المتعالي, الذي تراجع كثيراً وكان تغيره مهيناً لأمريكا
على كل السياسة الغربية لا تعترف بالمهانة, فالسياسة لديها صفقات
أعود للجولان إن أي حرب قادمة تشنها أمريكا والكيان على سوريا , تعني بالدرجة الأولى عودة الجولان ومن ثم اشتعال جبهة المقاومة من شمال فلسطين كذلك من جنوبها, والضلع المنتظر هو من شرقها , كيف ذلك, الله مدبر الأمور

أخيراً: من تكلم سابقاً عن المحور السوري الإيراني من العرب, وقف في محور أمريكي صهويني
وهذه المحاور له سياستين متناقضتين ستضعف كل منهما الأخرى
الأولى دعم الفدراليات ( حين تكون أمريكا أو هذا المحور يسطير تماماً على المنطقة كالعراق)
والثانية دعم الوحدة( حين يخاف المحور من تقسيم فدرالي والمثال لبنان)
وتنسحب هذه السياسة على الطائفية
فهذا المحور يدعم الشيعة في العراق لأنها ( الأحزاب) موالية لهم
وتحارب الشيعة في حزب الله لأن حزب الله يقاتلهم
تحارب السنة في العراق والسنة في غزة وتدعم السنة ( الأحزاب كالمستقبل) في لبنان

هذه السياسة المتضاربة أضعفت الفوضى الخلاقة
وسنرى جهوداً للنظام الخلاق من قبل هذا المحور قريباً جداً

الملف طويل وبحاجة لمزيد من الشرح

تحياتي لك أستاذ رزاق حيث أعلم كم تتمنى لو تكون مع من يعيد الجولان وفلسطين

محمد الكبيسي
11/06/2008, 11:00 PM
شكرا اخي الجزائري على هذا الموضوع الهام 0 معلومات قيمه كم نحن بحاجه كبيره لتوضيحها
شكرا اخي طارق على التوضيح المريح
شكرا لكما فالموضوع جدير بالاهتمام

رزاق الجزائري
12/06/2008, 06:12 PM
تحياتي اليكم
أظنني استاذ طارق احلل في استرتيجية هنا اتعمد فيها الموضوعية. الموضوعية ليست التي تعني المساواة بين الجلاد و الضحية بل التي تعني حفظ الحقوق لاصحابها وانصافهم و يكون الاساس الذي اتخذه كشعار "النقد البناء امام تناقضاتنا و النقد الموضوعي لتناقضات الآخرين"وفي هذا فانا سوري قلبا وقالبا وان مواضيع تحليلية كهاته عليها ان تعتمد البراغماتية في التحليل.
لقد قرأت قرائتك في تصويري لسوريا و التي لم تكن منصفة.ان ممانعة سوريا الى اليوم هي نجاح استراتيجي لها وعدم قدرتهم على كسر شوكة هاته الممانعة يصب في نفس الخانة. انا نقلت حقائق ووقائع بل انني اعتمدت على كذا وثيقة لكتابة هذا المقال واغلبها وثائق سورية ولم اعتمد على المصدر الغربي مثلا الا في ما يخص مسار المفاوضات السوري الاسرائيلي (الذي هو حقيقةو سورية قبلت بالمبادرة العربية التي نعرف بنودها) كوثيقة ليس كتحليل والقراءة في علاقة الدولة الصهيونية التي تدعيها بالجولان.وقد اقصيت الكثير من الوثائق التي كانت محل تضارب حتى وان كانت من مصادر عرفت بالوثوق.
كما اني ارى انك توافقني التحليل في اغلب ما قلت وان كنت لا تعتمد نفس الخطاب مع تحفظي على بعض ما تقول .
اما عن تتمة المقال فهو واضح لقد قلت ما اريد قوله على لسان برهان غليون وهو الهدف الذي تسعى اليه اسرائيل و الولايات المتحدة و الذي عملوا عليه مثلما عملت عليه الدول الاستعمارية من قبل و الذي ارهم نجحوا فيه الى حد كبير فللاسف لا زلنا في مؤخرة ركب التنمية و المواطنة .
موازاة مع تحليلي كان علي ان استدرك في ان الاستحقاقات القادمة كالانتخابات الامريكية و الاسرائيلية و الاسترتيجية الامريكية في العراق ولبنان والاراضي الفلسطينية زيادة على تطورات الملف النووي الايراني ربما ستخلق استراتيجية جديدة.على اساسها يكون الاستحقاق المرحلي و التحدي الاكبر لان كل شيء في الشرق الاوسط الظاهر انه يمر بمرحلة انتقالية وقتها سيكون لنا حديث آخر اذا كنا من الاحياء .

تحياتي لك أستاذ رزاق حيث أعلم كم تتمنى لو تكون مع من يعيد الجولان وفلسطين

ان شاء الله
تحياتي اليك

رزاق الجزائري
12/06/2008, 06:17 PM
شكرا اخي الجزائري على هذا الموضوع الهام 0 معلومات قيمه كم نحن بحاجه كبيره لتوضيحها
شكرا اخي طارق على التوضيح المريح
شكرا لكما فالموضوع جدير بالاهتمام

مرحبا بك استاذ محمد ونحن في خدمتك لتوضيح اي لبس