المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الذين عطروا الدنيا بالقرآن



نشيد الربيع
05/10/2005, 03:19 PM
[align=center:e0f82ddd63]http://www.w6w.net/upload2/05-10-2005/w6w_20051005092921c04c9db9.JPG[/align:e0f82ddd63]





( وأما بنعمة ربك فحدث . لا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد بسم الله الرحمن الرحيم ألم نشرح لك صدرك ) .

كنت اسمع الشيخ عبد الباسط وأنا صغير فأهدأ من لعب ، واسكن من حركة ، وأقبع في ركن أسمع التلاوة وأنا في دنيا غير الدنيا .. وأكثر ما كنت أحب أن أسمعه هو قصار السور (التي كنت أحفظها يومها )فإذا وصل إلى الضحى .. وكبر بعدها ليصلها بالشرح (( والتكبير للوصل بين السور وجه من وجوه القراءة . يكون من الضحى للناس )) حاولت أن أقلده فيحمر وجهي وتنتفخ أوداجي وينقطع نفسي ولا أستطيع أن أكمل .

فكرت قبل رمضان في موضوعين أكتبهما هذا الشهر الأول ( مساجد وتاريخ ) ولعلي أتمه على نص الشهر إن شاء الله . والثاني عن سير القراء .. ولما اشتريت مجلة العربي هذا الشهر وجدتهم قد خصصوا ملفا بعنوان فن تلاوة القرآن فيه مقال عن شيخ القراء ( مصطفى إسماعيل ) فقلت أتم عزمي وأكتب عن قمة الإحكام في التلاوة ( الشيخ الحصري ) وقمة الجمال في التلاوة ( الشيخ عبد الباسط ) . ونبدأ بالشيخ عبد الباسط إن شاء الله .

في البداية نقول :

إن القرآن وصلنا متواترا . يعني شفاهة من جيل لجيل بسند متصل بنبينا عليه الصلاة والسلام . تخصص له في كل زمن ناس يسرهم الله لحفظ كتابه . وهذا السند متصل لزماننا معلوم عند أهل القراءة .

ثانيا : تميز في تلاوة القرآن من صحابة رسول الله ناسا كان يحب أن يسمع منهم القرآن فقال لأبي موسى الأشعري أنه أوتي مزمارا من مزامير داود وأن الملائكة كانت تستمع إليه في الليل . وقال في إتقان القراءة : من يحب أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقراه على قراءة ابن أم عبد (عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم جميعا )

وإنك لتقرأ الآية لا تقف على معانيها ، فتسمعها من أحد يقرؤها ويتفاعل معها فينفتح لك معنى وراءه معان .

ثم :

( قد وجدت هذا المقال مكتوبا في أحد المواقع أنقله كما هو ، وكنت أود لو أجمع أنا مادة الموضوع وأكتبه لكن مواعيد رمضان كثيرة ...)


شاء الله أن تتصدر مصر دولة إقراء القرآن الكريم في القرنين الثالث والرابع عشر الهجريين، وتربع قراؤها على عرش الإقراء والقراءة، ولمع في هذين المجالين أعلام بررة، فبرز في خدمة كتاب الله إقراءً وتأليفا: الشيخ محمد أحمد المتولي المتوفى سنة (1313هـ= 1895م)، والشيخ محمد مكي نصر، والشيخ علي محمد الضباع المتوفى سنة (1380هـ= 1960م) والشيخ عامر عثمان العالم الثبت المتوفى سنة (1408هـ= 1988م) وغيرهم.

أما دنيا التلاوة والقراءة فقد برز من مصر مشاهير القرّاء، الذين ملئوا الدنيا تلاوة خاشعة، وقراءة تأخذ بالألباب، مع جمال في الصوت وحُسن في الأداء، وتمثّل للمعاني، وحضور في القلب، فتسمع القرآن وهو يتلى فتنساب آياته إلى قلبك، وتحيا معانيه في نفسك، كأنك تحيا فيه أو يحيا هو فيك، وحسبك أن يكون من بين هؤلاء الأعلام الشيخ محمد رفعت، ومصطفى إسماعيل، وعبد الفتاح الشعشاعي، وأبو العينين شعيشع، وعبد العظيم زاهر، ومحمود خليل الحصري، ومحمد صديق المنشاوي، وكامل يوسف البهتيمي، وعبد الباسط عبد الصمد.

وقد أثّرت طريقة أداء هؤلاء في قرّاء الدنيا شرقًا وغربًا، فقلدوهم في التلاوة وطريقة الأداء، وتطريب الصوت، مع الاحتفاظ بأصول القراءة.. وشاع بين أهل العلم العبارة السائرة: "القرآن الكريم نزل بمكة وقُرِئ في مصر، وكُتب في إستانبول"، وبلغ من صدق هذه العبارة أنها صارت كالحقائق يصدقها التاريخ، ويؤكدها الواقع.

[align=center:e0f82ddd63]عبد الباسط عبد الصمد [/align:e0f82ddd63]

ومن بين الذين لمعوا بقوة في دنيا القراءة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، حيث تبوأ مكانة رفيعة بين أصحاب الأصوات العذبة والنغمات الخلابة، وطار اسمه شرقا وغربا، واحتفى الناس به في أي مكان نزل فيه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
والشيخ عبد الباسط من مواليد بلدة "أرمنت" التابعة لمحافظة قنا بصعيد مصر سنة (1346هـ= 1927م)، حفظ القرآن الكريم صغيرا، وأتمه وهو دون العاشرة من عمره على يد الشيخ محمد سليم، ثم تلقى على يديه القراءات السبع، وكان الشيخ به معجبًا، فآثره بحبه ومودته، حيث وجد فيه نبوغا مبكرا؛ فعمل على إبرازه وتنميته، وكان يصحبه إلى الحفلات التي يدعى إليها، ويدعوه للقراءة والتلاوة وهو لا يزال غضًا لم يتجاوز الرابعة عشرة، وكان هذا مرانًا لصوته وتدريبا لأدائه.

وبدأت شهرة الشيخ في الصعيد مع إحياء ليالي شهر رمضان، حيث تُعقد سرادقات في الشهر الكريم تقيمها الأسر الكبيرة، ويتلى فيها القرآن، وكان الناس يتنافسون في استقدام القرّاء لإحياء شهر رمضان.

كما كانت موالد الأولياء الكبار في الصعيد ميدانًا للقراء، يتلون كتاب الله للزوار، وكان للصعيد قراؤه من أمثال: صدّيق المنشاوي الملقب بـ"قارئ الصعيد" وهو والد القارئين: محمود ومحمد صديق المنشاوي، والشيخ عبد الراضي، وعوضي القوصي، وقد استفاد الشيخ عبد الباسط من طرائقهم في التلاوة، كما تأثر بمشاهير القراء في القاهرة، مثل الشيخ محمد رفعت ومصطفى إسماعيل، وعلي حزين، وكان يقطع عشرات الكيلومترات ليستمع إليهم من مذياع في مقهى، وكانت أجهزة الراديو في ذلك الوقت قليلة لا يملكها كثيرون.


التألق والشهرة

قدم الشيخ عبد الباسط إلى القاهرة سنة (1370هـ= 1950م) في أول زيارة له إلى المدينة العتيقة، وكان على موعد مع الشهرة وذيوع الصيت، وشهد مسجد السيدة زينب مولد هذه الشهرة؛ حيث زار المسجد في اليوم قبل الأخير لمولد السيدة الكريمة، وقدمه إمام المسجد الشيخ "علي سبيع" للقراءة، وكان يعرفه من قبلُ، وتردد الشيخ وكاد يعتذر عن عدم القراءة لولا أن شجعه إمام المسجد فأقبل يتلو من قوله تعالى في سورة الأحزاب: "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما" وفتح الله عليه، وأسبغ عليه من نعمه، فكأنه لم يقرأ من قبل بمثل هذا الأداء، فجذب الأسماع، وأرهفت واجتمعت عليه القلوب وخشعت، وسيطر صوته الندي على أنفاس الحاضرين، فأقبلوا عليه وهم لا يصدقون أن هذا صوت رجل مغمور، ساقته الأقدار إليهم فيملؤهم إعجابا وتقديرا.

التقدم إلى الإذاعة

وما هي إلا سنة حتى تقدم الشيخ الموهوب إلى الإذاعة سنة (1371هـ= 1951م) لإجازته، وتشكلت لجنة من كبار العلماء، وضمّت الشيخ الضياع شيخ عموم المقارئ المصرية، والشيخ محمود شلتوت قبل أن يلي مشيخة الجامع الأزهر، والشيخ محمد البنا، وقد أجازته اللجنة واعتمدته قارئا، وذاع صيته مع أول قراءة له في الإذاعة، وأصبح من القرّاء الممتازين، وصار له وقت محدد مساء كل يوم سبت، تذاع قراءته على محبّيه ومستمعيه.

اختير الشيخ سنة (1372هـ=1952م) قارئًا للسورة في مسجد الإمام الشافعي، ثم قارئا للمسجد الحسيني خلفًا لزميله الشيخ "محمود علي البنا" سنة (1406هـ= 1985م) ثم كان له فضل في إنشاء نقابة لمحفظي القرآن الكريم، وانتُخب نقيبًا للقرّاء في سنة (1405هـ= 1984م).

وقد طاف الشيخ معظم الدول العربية والإسلامية، وسجل لها القرآن الكريم، وكانت بعض تسجيلاته بالقراءات السبع، ولا يزال يذاع في إذاعة القرآن الكريم بمصر المصحف المرتل الذي سجله بصوته العذب وأدائه الجميل، بتلاوة حفص عن عاصم، مع الأربعة العظام: الشيخ محمود خليل الحصري، ومصطفى إسماعيل، ومحمد صدّيق المنشاوي، ومحمود علي البنا، وقد استقبل المسلمون في العالم هذه التسجيلات الخمسة للقرآن بالإعجاب والثناء، ولا تزال أصوات هؤلاء الخمسة تزداد تألقا مع الأيام، ولم يزحزحها عن الصدارة عشرات الأصوات التي اشتهرت، على الرغم من أن بعضها يلقى دعمًا قويًا، ولكنها إرادة الله في أن يرزق القبول لأصوات بعض عباده، وكأنه اصطفاهم لهذه المهمة الجليلة.

وفاة الشيخ

ظل الشيخ عبد الباسط موضع عناية واهتمام في كل مكان ينزل به، وخصه الملوك والأمراء بالأوسمة والنياشين؛ تكريما له وإحسانا إلى أنفسهم قبل أن يحسنوا إليه، وتوفي الشيخ في يوم الأربعاء الموافق (21 من ربيع الآخر 1409 هـ= 30 من ديسمبر 1988م) بعد أن ملأ الدنيا بصوته العذب وطريقته الفريدة.

طارق شفيق حقي
05/10/2005, 11:26 PM
[align=center:fcb6ce580c] السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

رحمه الله على شيخنا الجليل عبد الباسط اسطورة القرن في التلاوة


أنا شخصيا يعجبني كثيرا صوت الشيخ صوت متولي

وخاصة في سورة مريم ربما أضع شيئا منها هنا

سلمت ربيع النشيد[/align:fcb6ce580c]

نشيد الربيع
09/10/2005, 10:22 AM
[align=center:34760971c7]
الله يسلمك .

بانتظار ما ستضيفه ..

تحياتي ..[/align:34760971c7]

[align=center:34760971c7]لتسهيل القراءة سأكتفي ب ( قطايف ) صغيرة عن كل واحد .. هذا ومقامهم جميعا عظيم .

يعني أكيد مفيش أشرف من أهل القرآن



محمد صديق المنشاوي

قالوا له : سيكون لك شرف قراءة القرآن أمام الرئيس عبد الناصر .

فأجاب : ولماذا لا يكون لعبد الناصر شرف سماع القرآن من محمد صديق المنشاوي .

ورفض الدعوة ولم يلبها ..


ذلكم هو الشيخ محمد صديق المنشاوي الذي انتقلت له الإذاعة بفنييها ومهندسيها وآلاتها لتسجل له ولأبيه ولم تنتقل لغيره من القراء .

دعاه الرئيس الأندونيسي (سوكارنو) هو والشيخ عبد الباسط عبد الصمد ليقرءا القرآن في أندونيسيا فقال لم أر استقبالا لأهل القرآن مثل استقبال الشعب الأندونيسي المحب للقرآن .. والذي بقي يبكي أثناء قراءة الشيخ المنشاوي حتى بكى هم من جلال الموقف .

لما طلب منه الملك فاروق أن يكون قارئ القصر ، وكان القرآن يقرأ في القصر الساعة الثامنة مساء ويذاع على الهواء . اشترط عليه أن تغلق المقاهي في هذه الساعة ويكف الناس فيها عن لعب الطاولة وما يصرف عن القرآن فقال الملك : تريدنا أن نعين على كل مقهى عسكري يراقب ذلك . هذا فوق طاقتنا . قال : وفوق طاقتي أن أقرأ والقرآن والناس منصرفة .

ولد في محافظة سوهاج ( في صعيد مصر ) عام 1922م في بيت حمل رسالة تعليم القرآن وتحفيظه فأبوه الشيخ صديق المنشاوي قارئ ذائع الصيت وعمه أحمد السيد .

تعلم القراءات على يد الشيخ محمود مسعود الذي انبهر به وقدمه للناس في السهرات والحفلات .

أشاعوا عنه أنه ضعيف الصوت لا يستطيع القراءة بدون ميكروفونات ، وأراد أحد هم أن يحرجه فدعاه للقراءة وكان الحضور قد تجاوز عشرة آلاف وتعلل له بأن مكبرات الصوت بها خلل ولا يمكن إصلاحها بسرعة . فما كان من الشيخ إلا أن ترجل بين الناس وأخذ يقرأ وهو يسير بينهم فسمعوا كلهم وتأثروا بقراءته .

أصيب رحمه الله بدوالي المرئ سنة 1966وتوفي به في 20/6/1969 وظل يقرأ القرآن بصوت جهوري حتى في عامه الأخير وكان الناس يقفون عند بيته يسمعونه وهو يقرا .

أما عن الأجر الذي كان يتقاضاه قيقول ابنه إن أباه علمه إلا يطلب أجرا ولا ينظر في الأجر الذي يأخذه قليلا كان أو كثيرا .[/align:34760971c7]