المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشـاطئ الأخـير



د. حسين علي محمد
06/06/2008, 05:23 AM
الشـاطئ الأخـير

قصة قصيرة، بقلم: د. حسين علي محمد
.................................................. ...........

في المساء الأخير رقدت "ناعسة" على السرير الذي يتسع لها بالكاد. الدفء يتسرب من الفرن الذي سوّت فيه ابنتها قبل الإفطار "صينية" من البطاطس باللحم وأُخرى من القطايف!
هل هلالك شهر مبارك ..
ها نحن في اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك. المذياع المفتوح في الغرفة المجاورة ينقل خطبة لشيخ عن الشهر الميمون!
هاهي منذ أعوام طويلة ـ لا تعرف عددها ـ تقضي رمضان وحدها؛ فقد تفرق الأولاد في أنحاء الأرض!
أحمد في البرازيل، وسامي في السعودية، وزاهر في الإمارات، وسليمان في سنغافورة. ولم تبق بجوارها غير هانم التي حصلت على ليسانس في الحقوق منذ خمسة عشر عاما، وتعمل بالشؤون القانونية بالإدارة التعليمية، وأنجبت خمسة مثل أمها. تترك أكبرهم ـ وهو في الصف الخامس الابتدائي ـ ينام مع "سته" ليأخذ "حسها".
ـ والله فيها خير. لم تكن تحب خلفة البنات، ولكن هاهي البنت هي التي تقف بجانبها في الكهولة، بينما الأولاد بعيدون!
منذ ثلاثة أعوام أصر أحمد على أن يركب خطا هاتفيا لأمه حتى يستطيع أن يهاتفها يوما بعد يوم. وأرسل لزوج هانم عدة آلاف حتى يستطيع أن يركب لها هاتفا فوريا.
أحمد ابنها "البكر" قال لها في مكالمته الهاتفية أمس الأول إنه سيجيء لها ـ مع زوجته البرازيلية، صاحبة مصنع النسيج وابنيه ـ ليقضي شهر رمضان في البلد، وينعم بجوار الأقارب ودفء الأصدقاء!
إنها تحس بمغص يكاد يفتك بها! فهل تموت قبل أن ترى البكر العزيز وزوجته وولديه؟
هاهو طائر الموت يحوِّم في الغرفة .. يحاصرها بأجنحته السوداء الضخمة الثقيلة. حدّقت في عينيه رأت وهجا ناريا ينطلق كالسكين ليصيب الأحشاء. قاومت .. أحست به يٌقيِّد رجليها!
قشعريرة باردة تصعد من أسفل الجسم إلى أعلاه. حاولت أن تقوم فلم تستطع. لاحقت عيناها الأجنحة السوداء التي تملأ فضاء الحجرة، فرأت من خلل الجناحين أبناءها الأربعة صبية صغارا منزوين في الدهليز يبكون، وعلى حجرها وجه أبيهم الشاحب يمسك بيده المعروقة مروحة من سعف النخيل، يهف بها على وجه "ناعسة". .. بينما "ناعسة" تبتسم ابتسامة كبيرة، ولا تريد أن تُغمض عينيها.
....................
*نشرت في « المجلة العربية » ـ أغسطس 1998م.

طارق شفيق حقي
06/06/2008, 11:38 AM
سلام الله عليك , أسوب متماسك وقصة جميلة
من خلال هذا العرض المتسع في البداية ظننت أن القصة ستمتد أكثر وهذا الاستهلال يناسب أحداث أكبر وأكثر

رغم أني أعشق التكثيف كما هنا

لك تحياتي

ابو مريم
14/06/2008, 01:21 PM
الشـاطئ الأخـير

قصة قصيرة، بقلم: د. حسين علي محمد
.................................................. ...........

في المساء الأخير رقدت "ناعسة" على السرير الذي يتسع لها بالكاد. الدفء يتسرب من الفرن الذي سوّت فيه ابنتها قبل الإفطار "صينية" من البطاطس باللحم وأُخرى من القطايف!
هل هلالك شهر مبارك ..
ها نحن في اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك. المذياع المفتوح في الغرفة المجاورة ينقل خطبة لشيخ عن الشهر الميمون!
هاهي منذ أعوام طويلة ـ لا تعرف عددها ـ تقضي رمضان وحدها؛ فقد تفرق الأولاد في أنحاء الأرض!
أحمد في البرازيل، وسامي في السعودية، وزاهر في الإمارات، وسليمان في سنغافورة. ولم تبق بجوارها غير هانم التي حصلت على ليسانس في الحقوق منذ خمسة عشر عاما، وتعمل بالشؤون القانونية بالإدارة التعليمية، وأنجبت خمسة مثل أمها. تترك أكبرهم ـ وهو في الصف الخامس الابتدائي ـ ينام مع "سته" ليأخذ "حسها".
ـ والله فيها خير. لم تكن تحب خلفة البنات، ولكن هاهي البنت هي التي تقف بجانبها في الكهولة، بينما الأولاد بعيدون!
منذ ثلاثة أعوام أصر أحمد على أن يركب خطا هاتفيا لأمه حتى يستطيع أن يهاتفها يوما بعد يوم. وأرسل لزوج هانم عدة آلاف حتى يستطيع أن يركب لها هاتفا فوريا.
أحمد ابنها "البكر" قال لها في مكالمته الهاتفية أمس الأول إنه سيجيء لها ـ مع زوجته البرازيلية، صاحبة مصنع النسيج وابنيه ـ ليقضي شهر رمضان في البلد، وينعم بجوار الأقارب ودفء الأصدقاء!
إنها تحس بمغص يكاد يفتك بها! فهل تموت قبل أن ترى البكر العزيز وزوجته وولديه؟
هاهو طائر الموت يحوِّم في الغرفة .. يحاصرها بأجنحته السوداء الضخمة الثقيلة. حدّقت في عينيه رأت وهجا ناريا ينطلق كالسكين ليصيب الأحشاء. قاومت .. أحست به يٌقيِّد رجليها!
قشعريرة باردة تصعد من أسفل الجسم إلى أعلاه. حاولت أن تقوم فلم تستطع. لاحقت عيناها الأجنحة السوداء التي تملأ فضاء الحجرة، فرأت من خلل الجناحين أبناءها الأربعة صبية صغارا منزوين في الدهليز يبكون، وعلى حجرها وجه أبيهم الشاحب يمسك بيده المعروقة مروحة من سعف النخيل، يهف بها على وجه "ناعسة". .. بينما "ناعسة" تبتسم ابتسامة كبيرة، ولا تريد أن تُغمض عينيها.
....................
*نشرت في « المجلة العربية » ـ أغسطس 1998م.

سلام عليك ورحمة الله وبركاته ..
تتبعت قصتك أخي ووجدتها تخلو من التشويق الذي يشد القارئ أكثر..
وجدتك تعتمد على السرد وتغيب الحوار ،ننتظر منك المثير والجديد..
محبتي.
أبومريم.

يوسف أبوسالم
15/06/2008, 11:36 AM
أخي د.حسين
مساء الخير

أعجبتني القصة
فالسرد فيها سلس مرسل
ولغتها سهلة ..لم تتقعر
التكثيف واضح في القصة كما قال أخي طارق
كنت أحب توضيح جملة ( عدة آلاف )
لعل المقصود ليرة سورية أو لبنانية
فعندنا في الأرن لا يكلف التلفون الفوري عدة آلاف
ربما يكلف أكثر مع فرق العملة
لا أدري شعرت أن
انتهاء القصة بموت بطلتها الرئيسية ناعسة
غير متوقع ودونما أي مقدمات لذلك
مما يجعل القارىء يظن أن هذا المشهد
لا يتماشى مع الخط الدرامي الطبيعي للقصة
وربما جاء هذا المشهد بسبب شدة التكثيف فلم تكن له مقدمات موحية أو دالة
وعلى عكس ما يقول أخي أبو مريم
أن القصة تخلو من التشويق لأنها خلت من الحوار واعتمدت على السرد
من قال ان السرد الخالي من الحوار ليس مشوقا
ومن قال أن وجود الحوار يجعل القصة مشوقة
الأمر لا علاقة له بطريقة تشكيل النص
ولكن بجماليات لغته ..وتسلسلها ..وتنامي أحداثها بصورة طبيعية تتفق مع بناء شخصياتها
وهو أمر لم تفتقر له هذه القصة
شكرا لك وتحياتي

ابو مريم
15/06/2008, 02:54 PM
أخي د.حسين


مساء الخير


أعجبتني القصة
فالسرد فيها سلس مرسل
ولغتها سهلة ..لم تتقعر
التكثيف واضح في القصة كما قال أخي طارق
كنت أحب توضيح جملة ( عدة آلاف )
لعل المقصود ليرة سورية أو لبنانية
فعندنا في الأرن لا يكلف التلفون الفوري عدة آلاف
ربما يكلف أكثر مع فرق العملة
لا أدري شعرت أن
انتهاء القصة بموت بطلتها الرئيسية ناعسة
غير متوقع ودونما أي مقدمات لذلك
مما يجعل القارىء يظن أن هذا المشهد
لا يتماشى مع الخط الدرامي الطبيعي للقصة
وربما جاء هذا المشهد بسبب شدة التكثيف فلم تكن له مقدمات موحية أو دالة
وعلى عكس ما يقول أخي أبو مريم
أن القصة تخلو من التشويق لأنها خلت من الحوار واعتمدت على السرد
من قال ان السرد الخالي من الحوار ليس مشوقا
ومن قال أن وجود الحوار يجعل القصة مشوقة
الأمر لا علاقة له بطريقة تشكيل النص
ولكن بجماليات لغته ..وتسلسلها ..وتنامي أحداثها بصورة طبيعية تتفق مع بناء شخصياتها
وهو أمر لم تفتقر له هذه القصة
شكرا لك وتحياتي

سلام الله عليك أخي يوسف ، لم أجد في النص عنصر التشويق والأثارة ،سفر الأبناء
وتقدم الأم في العمر ثم وفاتها ..لا جديد وفي نفس الوقت لا أنفي أن اللغة متينة والاسلوب جيد وكان بإمكان الكاتب أن يغير مسار النص عكس الطريقة التي جاءت بها كتابته..
ولا أشك في قدراته فله مؤهلات لذلك.
أبومريم.

د. حسين علي محمد
13/07/2008, 06:49 AM
سلام عليك ورحمة الله وبركاته ..
تتبعت قصتك أخي ووجدتها تخلو من التشويق الذي يشد القارئ أكثر..
وجدتك تعتمد على السرد وتغيب الحوار ،ننتظر منك المثير والجديد..
محبتي.
أبومريم.

شكراً على إبداء الرأي الذي أعتز به،
مع تحياتي.

د. حسين علي محمد
13/07/2008, 06:50 AM
سلام الله عليك أخي يوسف ، لم أجد في النص عنصر التشويق والأثارة ،سفر الأبناء
وتقدم الأم في العمر ثم وفاتها ..لا جديد وفي نفس الوقت لا أنفي أن اللغة متينة والاسلوب جيد وكان بإمكان الكاتب أن يغير مسار النص عكس الطريقة التي جاءت بها كتابته..
ولا أشك في قدراته فله مؤهلات لذلك.
أبومريم.

شكراً لأبي مريم،
مع تحياتي.