المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (((ابقي افتكرني )) قصه قصيره



راهب الشوق
02/10/2005, 06:15 PM
** : (( لا لا لا .... انت بقيت زي البمب ...بس اهم حاجه تواظب علي الدوا وتخف السجاير شويه ))
قالها وهو في مواجهه المصباح يحاول تبين ما تظهره صوره الاشعه دون ان يلقي جوابا غير ابتسامه ساخره قد اطفأها الالم قبل ان تنفرج شفتا محدثه عن كلمه واحده
* : (( إنت بتكدب ليه يا دكتور ))
طرقت مسامعه كالصاعقه وهو يتطلع اليه في ذهول وهو يتوجه الي الباب مستعدا للرحيل مشيرا اليه بيمناه
* : (( ابقي افتكرني بالخير ))
** : (( مسكين الله يكون في عونه ))
قالها وهو يتابعه وهو يجتاز الممر الطويل قبل ان يتوقف في مواجهه فراش المستشفي
* : ( عاوز حاجه يا عم عبدالله )
*** : ( شكرا ... الف سلامه يا استاذ ....ربنا يجعله بفايده )
* : ( ولا مش بفايده يا عم عبد الله ... مش هتفرق كتير ) قالها بشيء من التهكم بدأ يعلو ايقاعه مع كل خطوه يخطوها في طريقه متجاوزا فراش المستشفي العجوز بإتجاه الباب قبل ان يلتفت صارخا
* : ( ابقي افتكرني يا عم عبدالله )
كان يسير في نشوه غريبه مجتازا الطريق المزدحم دون ان يعير انتباها لصفير اجهزه انذار السيارات وصراخ السائقين المصطفين علي ول الطريق الذي كان هو سببا في توقفه
وما ان وصل ضفه الطريق الاخري حتي التفت
* : ( هيا الدنيا هتطير .....مستعجلين علي المرواح .....تقولش كل واحد مارلين منرو مستنياه في البيت )
إلتفت في هدوء الي كابينه التليفون العامه دون ان يأبه بسباب بعضهم و ضحكات البعض الاخر وذهول البقيه
وضع عمله معدنيه وبدأ في ضرب الارقام بهدوء وربما بتكاسل
* : ( الو .... ازيك يا حبيبتي )
** : ( حبك برص .... عاوز ايه يا سي زفت )
* : ( عاوز سلامتك ) ابتسامه بلاهه غريبه تلك التي ارتسمت علي وجهه قبل ان يتابع (يعني هعوز منك ايه يا ام اربعه و اربعين ..عاوز اشوف ابني يا ست هانم )
** : ( ابنك هتشوفه في المحكمه )
* : ( بطلي جنان يا حبيبتي و الله ما هطلقك لما تعملي قرد) .... ابتسامه حنان تلك التي ارتسمت علي شفتيه وهو يتابع ....( اما صحيح قليله الاصل ده مفيش اغنيه الا لما غنيتهالك )
كان لكلمته الباسمه اثر غريب علي الجهه الاخري قبل ان يتلقي اجابه اقرب الي سياق الشكوي منها الي سياق العتاب
** : ( يا محمود بطل تهريج ... انت هتعيش طول عمرك مهمل ... عمرك مهتتعدل ... انا زهقت خلاص )
لم يصبر ليسمع المزيد .... في هدوء اغلق السماعه ووضع يسراه في جيبه قبل ان يحك رأسه بيمناه متمتما
* : ( البت دي معقده .... انا كنت شاكك فيها من الاول ))


في المساء انتفض فجأه من علي سريره وبدل ملابسه وارتدي حذاءه ولاول مره يخطر بباله ان يحاول تعديل هندامه ... التفت الي المرآه و التقط مشطا ودون ان يمتنع عن الصفير حدث نفسه قائلا ( ياه .... اول مره اعرف ان المرايه ليها لازمه )
بسرعه صفف شعره ربما للمره الاولي منذ زمن بعيد دون ان يطلب منه احد هذا ... تجاوز الباب مسرعا الي السلم ومن ثم الي الشارع .... واتجه الي اقرب تليفون عام
رفع السماعه وضرب ذات الرقم .... لم يجد من يجيبه ... اعاد السماعه الي مكانها بشيء من الحسره متمتما (( خساره فيكي ثمن الكالمه .... وليه فقر صحيح ))
وضع كلتا يديه في جيبي سرواله وبدأ يزاول احد احب عاداته متسكعا في الطرقات .... كان يجتاز الشوار ببطيء غريب و وكأنه اتي من عالم اخر غير الذي يحياه او لعله احد السياح الاجانب علي احسن الاحوال .... علامات التعجب و التهجم و السخريب و ربما الاشمئزاز احيانا تتعاقب علي وجهه كفصول اربعه سرمديه لا تكاد تختفي مظاهرها
ما اجمل ان تكون قشه او حتي ريشه تسبح بين امواج الزحام .... عن قرب ما اروع مشاهده قطيع الاغنام .... صراخ يمزج بين الفرحه و الرغبه و الحسره ... (ايدك يا استاذ ) ....( حاسبي يا ست )....( عيب يا ابني )...( ايه الي انتي لابساه ده يخرب بيتك )..( لا احنا هناخد اتنين لازم تكرمنا في السعر )...( انت يا حمار بص قدامك )....( انت لسه فاكر يا استاذ ... لا يا عم لا اسف ولا حاجه )
كانت عينه لا تهدأ ... تاره تتابع احدهم وهو يفاصل في ثمن سلعه و تاره اخري يتعقب حسناء اعمدت ان تخترق الزحام و تاره ثالثه ورابعه وخامسه حتي قطع طريقه الطويل الي مقهاه المفضل
هناك صرخ بأعلي صوته ( ازيكم يا مقاطيق ) وما ان سمعوا صوته حتي بدأ التهليل ( اقعد يا فيلسوف ) كان بينهم كأنه سلطان اذا تكلم سمعوا واذا طلب تسابقوا الي تلبيه طلبه ولكنه بقي دوما وحيدا بينهم علي ما اظهروه من الحميميه
((يا زفت هات الشيشه بتاعت الفيلسوف )) التقط لي الشيشه قبل ان يبدأ في الحديث كانوا مشدوهين بل كانوا بخفه دمه وحلاوه قوله مفتونين وفجأه القي بلي الشيشه و اشار بيده ( ابقوا افتكروني يا غجر ) دون ان ينتظر منهم اي اجابه
لم يتبع احد منهم كانوا يعلمون انه لا يحب ان يلحق به احد إذا رحل
* : ( ابقي تعالي بكره يا فيلسوف )
التفت في هدوء دون ان يتمكن من حبس تلك الدمعه التي اجتازت خده بسرعه فائقه مشيرا بيده بذات الطريقه ( بقول افتكروني يا غجر )
ثم تقدم سريعا متجاوزا الطريق الي ممر جانبي ولجا الي احد الاركان ...ثم سعل ..
.وسعل ..
..وسعل .. ..
وسعل قبل ان ينهار علي ركبتيه محتفظا بذات البسمه التي خرج بها من البيت دون ان يشوه جمالها الا شيء واحد ...خط احمر قاني بدأ يقطر من فمه الي قميصه
خيالات قديمه تزاحمت عليه مع تحريكه اصابع يديه في مواجهه وجهه بحركه طفوليه غريبه ....امه ...زوجته ....شله المقاطيع ....و في النهايه فتاه الصغير
افاق فجأه وهو ملقي علي الارض وقد فتح ذراعيه ليستقبل الموت بذات الحيويه التي اقبل بها علي الحياه ان ان يمتنع عن ترديد سؤال خطر بباله في اخر لحظات حياته
( يا تري في حد هيفتكرك يا محمود )


:::::::
الفقير الي الله1\10\2005

طارق شفيق حقي
02/10/2005, 07:40 PM
[align=center:a380911a8d] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

راهب العزيز عدنا للقصة وما أدراك ما العودة

بحجم حبي لك بحجم عتبي عليك

سأعتب واخشى القسوة

ربما أكون قاسياً لكن علينا أن نتفهم ذلك

لن أخوض في القصة أبداً سأتلكم عن أمر فني عن اداة هي الأدب بحد ذاتها

مازلت أقول أن اللغة العامية تشوه الأدب وتكون بمثابة عازل بين المرسل والمتلقي

نبدأ من عنوان القصة "ابقى افتكرني...حاول حاول" ذكرتني بعبد الحليم وعبد الحليم له أغاني اخرى مثل قارئة الفنجان وأي روعة هي هذه القصيدة تشعرك في كل مرة تعود اليها أن هناك سحرا ولغزاً لم تدركه المرة الفائتة
وما كان ذلك الا لحسن اللغة فهي الأداة وليست الوسيلة

أدعوك كما دعوتك الى الابتعاد عن العامية قدر الامكان
أو تفصيح الكلام العامي وهناد بحوث كثيرة حول هذا الأمر

لك تحياتي راهب[/align:a380911a8d]

راهب الشوق
09/10/2005, 06:36 AM
للاسف انا لا اعرف اغنيه عبد الحليم التي تقصدها اظنك تعرف اني لا اسمع الاغاني و العربيه خصوصا
اما العاميه
فلقد علمت ضعفي في مواجهتها
فلا تثقل علي فيها

أسامة يوسف
04/01/2006, 07:52 AM
أعتقد أنّ استخدام اللغة العامية في الكتابة عامة غير مقبول بل ومرفوض، لكن في القصة
و باعتبار ها تتيح المجال لوجود الشخصيات و كتابة حوار،فلا مانع من إدراج المفردات العامية
بغية تسفير القارئ إلى حياة أخرى، وهي حياة القصة المكتوبة، فكثيرا ما تجعلك بعض الجمل
والتراكيب العامية مرتبطا بالحدث في القصة. فهي كالملح في الطعام فيجب عدم الإكثار منه.
والذي أعجبني: الصورة السنمائية في مشهد محمود وهو يودّع. وشكرا لك ..

خالد القيسي
05/01/2006, 05:33 PM
أخي الكريم :
العمل الأدبي يعنى عادة بالشكل والمضمون معاً وأول يلفت الإنتباه العنوان الذي يسحبك نحو سينما الستينات , وعند محاولة القراءة في النص تجد الأسلوب المسرحي والسيناريو المختلف عن فن القص
ومما يبعد هذا النمط عن هدف الكاتب وقصدية كتابة القصة الإيغال في استخدام اللغة العامية بشكل مفرط
على الغم من امتلاكك لها كما يبدو .

أثني على رأي الأخ الذي قال انه سيناريو لمشهد وكتبة السيناريو أيضا فن له أصوله التي تمتلك بعضا منها يشكل جيد .
تحياتي