المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ديوان شعر: يلــحسن ملواني



طارق شفيق حقي
15/05/2008, 11:06 PM
ديوان شعري
الــــــــــــــــــــتفــــــاتــــــــــــــات




تأليف
لــحسن ملواني


اَلْــــمُــــــكْرَهُ


يجني دمعا ودما
تنسل أفراحه بكف من سعير
يلهث بكل ضموره
بين الطرفة والطرفة ينتفض يلبس الرجاء
تأتيه الأحزان بمزامير من زئير
يتمنى مرة من محو الوطأة بعد الوطأة
لكن الانسدال المُرّ
والخنجر الدامي
وصوت الانجراحات
المقيمة على كتلته الواهية
تدفع بقيته نحو مزيد من الغَرْفِ
في وهدة الكسر الليلية..
هنا الخوف
فوق كل الفوهات الحارقة
يصوم مكرها
بقول مكرها
ويصمت مكرها...
من ألهبة الحنق الفاجر
ومن ألق مخيف ينذر ببقية الأشباح القادمة...
محاصرا يصرخ كي يصرخ
ويصرخ ويصرخ
ويصمت
يمحي مكرها...


لا تستيقظ..

واصل لذة الرحلة المستباحةالأبعاد
في عالم الانفساح المُشرع إلى آخرالمدى
لا تستيقظ...
نومك الجميل خير من صلاتك العجفاء
وصوتك المُقعد
وقلمك الصائم ليل نهار.
نومك مجاني فضمه إليك تعيش بعيدا عن لفحات النار
وهنات العتاب
و لعنات ملة الغاب
نم مستريحا...إياك وشمس الضحى والظهيرة
إياك ...نم صامتا ساكنا
واصل نومك طريقا إلى نومك الاكبر...
هنا الخناق
هنا وصمة اختراق آخر الحصن
هنا الخنادق من حفر إخوانك وخلانك
هنا الخديعة شجاعة تتابط الكثيرين
كي يفيض علينا هذاالوبال
وهذا الوحل
وكل هذاالضجر
فنم أيها المستريح
نم قرير العين‘سعيد النبض..
أعلم أنك تخشىالذابح والذبيح
تخشى المليح والقبيح
تخشى الناروالعاروالقرار.
نم أيها الشجاع
نم ياعاشق المتاع بلا كد...
نم أيها البطل الذي لا يحلو له
سوى مهرجانات الشخير
نم أيها البطل الكبير كي تعيد إلى
وجنتيك ألق الطفولة
نم ودَعْك من غبار البطولة
نم أيها الشجاع
فانت الآن طفل يستحق تديا
ولعبة من قصب أومطاط
فلا تخف أيها الشجاع في السرير
أنت البطل وانت الرائد
في معجم الشخير.



متى الفجـــــــــر؟


من يقود السباق الخاسر؟
أين ذاك الفجـــــــــــــر؟
الشظايا قرابين بلا غاية ولا حدود في فصل السكاكين والسيف والمُدَى
هنا تزهر أمنيات الشج والرمي والثأر والرجم والردى
هنا فقط بله المشاعر والأفئدة الحجرية
هنا فقط هذا اللحن الخانق الصاعق يرسم نفسه في كل لوحة
وكل نجمة
وكل نظرة وحكاية
و كل علامة مرور للوقوف
وكل نسمة باقية في القرار
وكل طلقة تهوى الشظايا
توقف... من سيتوقف...؟ من يشعر بخير التوقف... ؟من سيتوقف؟...
ويستمر الشريط...حرا ناقما بلا شهادة يستمر...
تزدهر الشظايا كي ترسم للبعيد والقريب
للأليف والغريب...أشجارا من حميم
ونبضا من دمار وغوصا في متاهات بلا قرار...
فأين ذاك الفجر؟ أين ذاك الفخر الأبي الأمين ؟
ولِمَ هذا البحر الأحمر...لِمَ رحل الأزرق؟
لِمَ هذه الألعاب المذكرة بالغالب والغاب وقرى البحر؟
أيّان يشدو على أفنان قلوبنا ذاك الأخضر؟ أيّان ؟ أيّان؟...

لا تغفوا لا تغادرا

يصارعك الموج وتأبى السقوط
الموج عابر
وأنت رفيق للشمس
في درب الحضور والأفول حتى النهاية
تقتات من بذور التمادي والتحدي
تروي سوسنات تعلو ابتسامات الصبايا
بحفنة من نور تمسح الجباه المتربة
تواصل والشمسَ رحلة الإزاحة
لقشّ أروقة الأفئدة الصدئة
تنسف بشهاب من عتادك أصناما
وغباء
وسدودا متعبة
هذا أنت منتصبا
وهذه الشمس جلية الزهو بحقها الساطع
لكما موقد واحد
لكما منبع صامد...
فلا تغفوا عن وصمة عار
تلون يافطات أبواب المدينة..
لا تسقطا فالظلام والضلال
وذاك الكلام الرديء يسري
لهدّ هذا الجدار..
لكما عبق واحد
لكما الصوت الأخير
فلا تغادرا المدينة
فالمدينة تخشى الفراغ
والفراغ قاتل فاتل
الأمر لا يحتاج إلى بلاغ
فلا تغفوا
ولا تغادرا
نحتاج إلي مزيد من الشمس
والشعر الفرح بمحافل النصر
والمروءة.

امرأة أخرى

هذه المرأة لم تعد بقرة، لم تعد سمكة في زجاجة مكتب،
ولم تعد....
هذه لم تعد فراشة تنجذب نحو كل بصيص
وتقبل بقلب التملق كل أصيص...
هذه المرأة تصعد بزئيرها بعيدا في الأفق
تراقبنا أقزاما نرتوي من ظل ظلها...ونغدو خلفها كالأذناب...
في الليل، حيث مرتع الكوابيس الفائضة يزورنا طيفها نشتعل
فرحة برائحة الموز والتفاح
نغني ونسلي أعيننا الشاردة بالأخضر حين ينزل مطرا
من شعرها وأصابعها الشجرية الوارفة
هذه لم تعد تلك التي تقتات من أيدي الذئاب المتهورة
هذه تروَّت وتربت في عرائن خاتمة رحلتها المجهدة
هذه...ويحكم، وبشرى لها ستتضاعف بلا مرايا
تملأ الساحات...
من أجلها يجن التصفيق والشبابات والدفوف...
من أجلها يحتفل الطير والشمس...
يحتفل الشعر بكل مجازاته عاجزا..
ترقص الذكريات الباكية الجارحة الجريحة حين تلبس قشيب الانتصار الأخير
ويحكم وبشرى لها حين اهتدت إلى ملهمها ذاك الصوت الذي أطرب الأفق العريض...
هذه المرأة وحدها الآن أدركت الطريق....



عــــــــــــــجبا
عجبا...
وأنت قطرة ساخرة
من نور بحر
يعادي العتمة
عجبا...
وأنت قطرة عجفاء
ترنو إلى خفض مصدرها الوحيد
فمن يجمع شتاتها ظهيرة الصيف القادم
من يعيد صوتك إليك كي ترسليه هراء آخر
من يعيد صورتك إلى جعبتها الوضيعة الزاهية
من يصد عنك هجوم الفناء
حين يقبل كاسحا لا يبالي
لمن تهمسين بآلام وشقاء الندم
.......................
أعرف جيدا...
ركبت الفراغ واتزرت بكبرياء الوهم
تخترقين الجموع غير مبالية بعاقبة الليالي
تصغين إلى همس الشر
فيُشعل ضآلتك زهوٌ بلا جذور
ولا أرض تعترف بقدميه
يوم شهادة الجمع بساحة الإقرار المحتوم..




الجـــــدار الأحمر

بعض من جسدي
بعض من عيون عيوني
أغان من أغاني نحيبي
وظلال الخوف
وطلات المنكرات
والويلات المتناسلة
والحبال والأصوات
والوطاويط المباغتة
والوعيد الرهيب
كل هذا الخطر
أمام هذا الجدار الأحمر بلون دواخلي
جدار بلا حدود
أعمى، أصم ،أبكم
لايدري ما أدري ولا يعبأ بما يجري
وانأ الوحيد أشعر ولا يشعر
أقول ولا يسمع ولا يؤمن
ماذا أنتظر ؟
ماذا ينتظر؟
اسألوا بَاني الجدار
وصابغي الجدار
وغاسلي دماغ هذا الجدار.




طلبٌ

وحين جاء هواؤها طيفا
يمتطي تعبا
يمتطي أملا
مند البدء يبحث عن جناح...
حين جاء كي يدرجني
في خارطة نحيبه المتقد بلا حدود
خرجت من شرنقتي كي أشهر شعري في وجه الضمير
كي ارقب في وجه الوقت الأثر المؤنب
لبقايا الظلم في رحم الظلام
لم أشتم الأرض والطريق
عدت بكل خواطري إلى حيث صرح الشمس.
أيتها الشمس جئت أصير طالبا
لن أرفض لك طلبا
فامسحي دمعتي وامسحي دمعتها بمزيد من نور
يجدي ويثري حين يكنس الطريق
يرد بالعطر عن أسئلة العابرين














وترفلين

وترفلين ونحن نلهث
في الشمس
في الظل
في كل أحلامنا نلهث ولا نهدأ
كعقارب الساعة تدور بنا الأشواق
وأنت تضحكين
عـَتـَــهُنا الصبياني حقل للقهقهات بلا حَدّ
وبلا رَدّ
ترفلين ويركبنا الضعف نؤاخي التراب
والقش وفضلات المآدب

وترفلين
بين النجوم
ترفلين
ونحن نلهث هنا...
نواصل تيهنا المعتوه إلى آخر
الدرب...
وترفلين...
نتعب وترفلين...
نصيح وترفلين...
وحين نموت غرقى
نصير حقلا لقهقهاتك المميتة...
وترفلين
وترفلين ،وترفلين...
ونحن نلهث كي نموت.







فرحــــــــــــــــــــــــــــة


وأسبح في روافد منارتك
الوضيئة
وأنت تحتسين من كأس كل هذا البهاء الفسيح
تنثرين بذور الحب
من عالم الأرجوان والعسجد
ترفلين في جسد الموج
وفي ألق وجهك زرقة نافذتين
على صفحة تُذََكّر بأجمل شعر
وأجمل نثر
وأعذب صوت
وأصفى صمت يعْبُرُ بي
جمال الغاب والروابي
وكل شواطئ الحُبِّ
أتعلمين ؟
في الله أحبك منارا لعش أبناء
يفيض حُبُّنا في دنيا خالق الروض.
فتفرح الغبراء
وتفرح الخضراء.
وينطلق الثناء في مآقيهم الخضراء
نرتوي جميعا
لخالق كل هذا البهاء.







يصدق المثل




قطرة
قطرتان
لن يفيض الوادي
فقطرة سقطت في فم ملتهب
وقطرة سقطت في عين سمكة تيبست بعد رحيل السرب
وقطرة سقطت في عش حمامة باضت نارا

هنا... لن يفيض الوادي.
لذا عبر الغزاة
كانوا يترنمون بلا حساب
يصولون ويركضون ويرقصون بلا هوية ولا وثائق
قطرة حمراء
قطرتان
قطرات...
يفيض الوادي
ينتهي حفل الغزاة بمخلب
وصيحة وطلقتين وقصيدة شاعر شاعر
قطرة حمراء
يفيض الوادي
ويصدق المثــــــــــــــــل

ضـــــــــــيق
تضيق به الدوائر والجحور
تلوكه حرقة الظهائر
تنحرق قرى ذاكرته بلهب اللوم
فينكسر...
يكد فينكسر وينكسر
عبر الربى و السهوب
يتدحرج صوتك الباكي
تئن
وتئن
لا دمعة تروي بقية خدك الشاحب
لا طلقة تقلك في رحلة أخيرة
لم يعد أنينك يفتح بابا
لم يعد صوتك العجوز يحرك قلبا
لم تعد خطاك تستحق ظهر الأرض
فانهج لك دربا يهديك جوابا
وافتح لصدرك بابا
وإلا ...
فصر هيكلا تلهو به الريح
فينكسر
وينكسر
وينكسر
وليته يندثر.

إيقاظ الأنقاض
لملم بقية أشلائك
الشاحبة
وارفع بقية الهامة بشطر بيت
من قصيدة أبية
عد إلى الدرب
عد بشحب رباك
إلى خضرة العشب
تطاول ببقيتك في صد السرب
وانطلق ....
سابق الريح
والخيل والشراع
من الشرق إلى الغرب
وكل من خشاش الأرض
وارتق...لاتنزو.
خذ من زلال وعذب
واركض خلف النجوم مجددا
وارقص وسط الألق
مجدْ زغرودة القلب
سر فوق الثريا والتحف
زرقة سقفها
دع عن صرح قلبك شوك أكذوبة الدرب.
أيها المعذب المقيد بالهراء
أيها المحجر المنتن بالهجاء
لملم بقيتك المنهكة
صر كالطير وابحث ففي أفق بستانك الأوحد
سماوات أخر
تنادي أمثال أمثالك :
هنا الثمار...هنا الزهور ...هنا الهواء
للقلب وللكسب.




صـــــــمود

يجن السوط
ظهرك المستباح صفحة للبرق
السر منكتم في واحة بعرش قلبك
يتعب الإياب والذهاب وأنت جاثم تستلذ الصمود طيف البطولة يطبع عزاءك الأخير...
وحيدا يتراءى لك الحلم
وتلك الآفاق
وهذا الوبال وهذا الوحل
وهذا الأنين الممتد في صدور تخشى البوح
السوط يجن
اللغط يحتد كي تضيق بقية فسحتك
وحين يلوح الحلم
يرقص الماء
يرقص النور
تنتني الورود نشوى
لواك الغالي صامد يمتد ...
في خشوع النصر
قد تقتات من قش يخادع الجوع
قد تقاوم بضعفك القوي .
كل السر في جوفك
دفين كالتبر
نظيف كالثلج..
في كل لحظة
يتجدد في عمقك إيراق الصمود
كي تتوغل في عشق حلمك الوردي
صامدا والسوط يجن...
من ينقد السوط منك؟
من يفضي إلى السوط بحلمك الوردي
الصّافي ، الجَمُوح؟ من ؟

في الجرة العتيقة

في قلب الجرة العتيقة
سرّي العظيم
آية للسماء
وآية لأقطار الأرض
وسَبْحَلة عميقة للنجم والشجر.
سري العظيم وقود سنائي
في حضرته تتسع جبهة الأفق
وأنسى أن لي ظلا وغثاء يلهيني
يكبّلني
ويهزأ بي في ليالي صَيْف
عَبْر هَرَج اللّغو و الخَواء...
هنا أعترف متأججا
جريئا أقول: إني لست لِهُناك ...
هنا الحقائق والرقائق في صفائها العذب الصبوح...
هنا الإشراقات بلا تضاريس...
هنا السياحة بلا جواز أو متاريس...
هنا الألحان
تذيبك نورا يعانق الأنوار
هنا فقط
سفر بلا محطة
وطريق بلا نهاية
وعطر لأغنية تخلد الألق
ورفقةَ النجوم ...
هنا النور
في سري العظيم
في الجرة العتيقة.

طارق شفيق حقي
16/05/2008, 01:21 AM
الديوان للتحميل في كتاب....اضغط
(http://www.merbad.net/merbadup/hasan.zip)

مرود المجذوب
23/05/2008, 04:24 PM
شكرا جزيلا