المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هدية للامام على



الحسن
03/05/2008, 08:38 AM
كل حرف للإمام علي علية الصلاة والسلام




ألفٌ. . اهواك ايا حيدر ياساقينا عند الكوثر

باءٌ . . بابُ مدينة علم من يأتيها يأتي حيدر

تاءٌ . . تكفيك شهادته انك مولانا بل أكثر

ثاءٌ . . ثق يا نبض فؤادي عن حبك لا لن اتغير
جيمٌ . . جندلت أكابرهم فسل الاحزاب وسل خيبر
حاءٌ . . حارت فيك عقولٌ حق لها بك أن تتحير

خاءٌ . . خابت نفس لئيمٍ لم يتولاك ابى شبر
دالٌ . . دامت راية نصرٍ ما دامت في كفك حيدر
ذالٌ . . ذللت رقابهمُ ونسفت الشيطان الاكبر
راءٌ .. ريحانٌ وزهورٌ عشقك كالمسك او العنبر

زاءٌ . . زينت لنا الدنيا بسنا وجهك وهو الانور

سينٌ . . سيفك لما يبرح يفلقُ هامات ويشطّر

شينٌ. . شيدت بإصرارٍ صرح الاسلام وذا مفخر

صادٌ . . صمت أذن بغيٍ من جحد الكرار وانكر

ضادٌ . . ضم اليك فؤادي كي يحضى بالفوز الاكبر

طاءٌ . . طابت نفس محبٍ بولاكم في يوم المحشر
ظاءٌ . . ظلك كم يحمينا من عرصات الفزع الاكبر
عينٌ . . عميت عين حسودٍ من ليس الى فضلك مبصر

‎غينٌ . . غصبوك وهم ادرى ان لا غيرك فيهم اجدر

فاءٌ . . فصبرت على المٍ لو لاقى جبلاً لتكسر

قافٌ . . قادوك ايا عجبي اين الصولات واين الكر

كافٌ. . كسروا ضلع الزهراء وانت بما فعلو مبصر

لامٌ. . لطموا وجه القرأن وهل لنفسك ان تصبر

ميمٌ. . من حلمك انهلني يانور الرحمن الازهر

نونٌ. . نورت دياجينا ومن الشمسِ سناكم انور

هاءٌ . . هامت فيك قلوبٌ هيمها وجدك ياحيدر

واوٌ . . واليتك لا طمعاًً في مالٍ او جاهٍ يذكر

ياءٌ . . ياربي ثبتني بولايةِ من صام وكبّر

محمد الكبيسي
03/05/2008, 09:28 AM
كل حرف للإمام علي علية الصلاة والسلام






ألفٌ. . اهواك ايا حيدر ياساقينا عند الكوثر


باءٌ . . بابُ مدينة علم من يأتيها يأتي حيدر


تاءٌ . . تكفيك شهادته انك مولانا بل أكثر


ثاءٌ . . ثق يا نبض فؤادي عن حبك لا لن اتغير
جيمٌ . . جندلت أكابرهم فسل الاحزاب وسل خيبر
حاءٌ . . حارت فيك عقولٌ حق لها بك أن تتحير


خاءٌ . . خابت نفس لئيمٍ لم يتولاك ابى شبر
دالٌ . . دامت راية نصرٍ ما دامت في كفك حيدر
ذالٌ . . ذللت رقابهمُ ونسفت الشيطان الاكبر
راءٌ .. ريحانٌ وزهورٌ عشقك كالمسك او العنبر


زاءٌ . . زينت لنا الدنيا بسنا وجهك وهو الانور


سينٌ . . سيفك لما يبرح يفلقُ هامات ويشطّر


شينٌ. . شيدت بإصرارٍ صرح الاسلام وذا مفخر


صادٌ . . صمت أذن بغيٍ من جحد الكرار وانكر


ضادٌ . . ضم اليك فؤادي كي يحضى بالفوز الاكبر


طاءٌ . . طابت نفس محبٍ بولاكم في يوم المحشر
ظاءٌ . . ظلك كم يحمينا من عرصات الفزع الاكبر
عينٌ . . عميت عين حسودٍ من ليس الى فضلك مبصر


‎غينٌ . . غصبوك وهم ادرى ان لا غيرك فيهم اجدر


فاءٌ . . فصبرت على المٍ لو لاقى جبلاً لتكسر


قافٌ . . قادوك ايا عجبي اين الصولات واين الكر


كافٌ. . كسروا ضلع الزهراء وانت بما فعلو مبصر


لامٌ. . لطموا وجه القرأن وهل لنفسك ان تصبر


ميمٌ. . من حلمك انهلني يانور الرحمن الازهر


نونٌ. . نورت دياجينا ومن الشمسِ سناكم انور


هاءٌ . . هامت فيك قلوبٌ هيمها وجدك ياحيدر


واوٌ . . واليتك لا طمعاًً في مالٍ او جاهٍ يذكر



ياءٌ . . ياربي ثبتني بولايةِ من صام وكبّر


اخي العزيز الحسن 0 سلام الله عليك
جميل ان يتغنى الانسان بشخصيه عظيمه كشخصية الامام علي ابن ابي طالب
عليه السلام والحروف لاتكفي وحدها ان تكون هديه للامام عليه السلام بل العيون
والقلوب والروح تهدى اليه رضي الله عنه وارضاه
ولكن ياسيدي الكريم ليس من اللائق ان نهديهه شيئ من الحروف ونتهمه ونتهم
صحابته الكرام بأشياء لاتليق بهم
غصبوك وهم ادرى 00 اليس هذا اتهام لصحابته عليه وعليهم السلام
كسروا ضلع الزهرا 0000
لطموا وجه القران 00000
ما كان عليك ان تحشر هذه الكلمات مع كلمات اهديتها للامام علي عليه السلام
فقد كانت كلمات جميله ومعبره قللت هذه الكلمات من جماليتها
انك حتما لايخفى عليك ولا على كل المسلمين الشجاعه التي يتصف بها سيدنا
علي رضي الله عنه فكيف بشجاع مثله يرضى بمثل ما وصفت في كلماتك
نسأل الله ان يحشرنا مع المصطفى عليه السلام وال بيته الطيبين الطاهرين في
الجنه امين
تقبل شكري وتقديري اخي الكريم
دمت بألف خير

د.ألق الماضي
03/05/2008, 12:26 PM
أيها الفاضل...
لا أحد ينكر فضل رابع الخلفاء الراشدين رضي الله عنه...
لكنك قد جاوزت الحد في حبك بأن رميت الصحابة وممن بشر بالجنة بالغصب ، ودخلت في قضية الفاضل والمفضول...
ولا ينكر عاقل فضل الشيخين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق ومعهم عثمان بن عفان رضي الله عنهم...وقد كان أبو الحسن رضي الله عنه يعرف لهم فضلهم...
فلم الخلاف والشقاق وإثارة الفتن...؟!
جمعنا الله بهم مع نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين...

طارق شفيق حقي
03/05/2008, 04:28 PM
ألفٌ. . اهواك ايا حيدر ياساقينا عند الكوثر
فيما أعلم أن ساقينا هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

لا أعرف إن كانت معلوماتي بحاجة للتصحيح





كافٌ. . كسروا ضلع الزهراء وانت بما فعلو مبصر

كيف تتهم سيدنا علي عليه السلام بالجبن ,

ربما لا تعلم أنه أشجع الشجعان

أكان ضعيفاً لا يقدر الانتقام

حاشاه من هذه التهمة

وحاشا صحابة رسول الله من هذه الأكاذيب

حب آل البيت واجب على كل مسلم , لكن لا يكون هذا الحب مخلوطاً بالسموم والغايات السياسية والهوى الخاص
حبهم لهم لا لشىء آخر
حب طاهر نقي كمثلهم الطاهر

تستحق الإجازة
لمخالفة ميثاق المربد

عبد الجبار محمد الغريري
03/05/2008, 08:06 PM
لماذا يا أخانا هذا التجاوز على سيدنا علي رضي الله عنه.
تارة تتهمه بالجبن وأخرى تغلو في وصفه رضي الله عنه.
وإلا اخبرني ما معنى قولك:قادوك أيا عجبا....؟
وعجبي مما تقول أكبر.
هدانا الله وأياك.

بنت الشهباء
03/05/2008, 10:16 PM
يكفينا أن نسمع ونطيع ما قاله نبينا الأمي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
« لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهباَ ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه » (1)
« خيركم قرني » الحديث (2)
« ولما ذكر صلى الله عليه وسلم افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة وأنها في النار إلا واحدة ، وسألوه عن تلك الواحدة قال : هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي » (3)
_________
(1) في الحديث المتفق عليه .
(2) الحديث في الصحيحين .
(3) رواه الإمام أحمد وغيره .

وخيرا فعلت أخي طارق وجزاك الله خير وسعادة الدارين

بشير صابري
13/05/2008, 09:57 PM
:bism:
فإنَّ إبليس عليه لَعَائِنُ الله لبَّسَ على طوائف من الخَلق فخرجوا على عليٍّ رضي الله تبارك وتعالى عنه وكَفَّرُوه وقاتلوه وقتلوه، وفي المقابل لبَّس على طوائف من الخَلق غالوا في علي رضي الله عنه فادَّعى منهم أقوامٌ أنَّه الله, وادَّعى منهم أقوامٌ أنَّه نبي, وادَّعى فيه منهم مَنْ ادَّعى أقوالاً لا نُضَيِّعُ الزمان في سردها.

وعَصَمَ الله أهل السُّنَّة؛ فكانوا على الوَسَطِ الذي ارتضاه الله تبارك وتعالى لهم؛ فأحَبُّوا آل البيت, ووالوا آل البيت, ولم يُنزلوهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله تبارك وتعالى فيها، فعصمهم الله رب العالمين باتِّباع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الإفراط والتفريط, والغلو والجفاء معًا.

والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يخطب على المنبر يومًا فجاء الحسن بن علي رضي الله عنهما يتعثر, فنزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن المنبر فحَمَلَهُ وصَعِدَ به المنبرَ, وأجلسه, وقال: (إنَّ ابني هذا سيدٌ, وعسى الله أنْ يُصلح به بين طائفتين عظيمتين من المؤمنين), فكانت نبوءةً من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نطق بها بالوحي المعصوم, ووقع الأمر كما أخبر به الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في عام الجماعة لما بُويع للحسن رضي الله عنه بالخِلافة, وأرادَ معاويةُ رضي الله عنه أنْ يُصالحه وأن يشترط, فنزل له عن الخلافة واستقام الأمر, واجتمع المسلمون فسُمِّيَ العامُ (عامَ الجماعة).

النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أنَّ حسنًا وحُسينًا سيدا شباب أهل الجنة, وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحمل الحسن ويقول: (اللهم إني أُحبُّه فأَحِبَّه).

ومَضَت الأيام وتعاقبت السنون ووقع بين المسلمين ما وقع، وعصم الله من الوقوع في الفتنة من عصم, واستقام الأمر في عام الجماعة.

فلمَّا قضَى معاوية رضي الله عنه ومضى إلى ربه بُويع ليزيد في شهر رجب - وكان على رأس الرابعة والثلاثين من عمره - بُويع له بالخلافة - وقد وُلِدَ سنة ستٍ وعشرين من الهجرة - فبايعه من بايعه, وامتنع عن البيعة عبد الله بن الزبير والحسين بن علي رضي الله عنهما.

ثمَّ إنَّ أهل الكُوفة لمَّا عَلِمُوا أنَّ حُسينًا رضي الله عنه امتنعَ عن البيعةِ ليزيد راسلُوه، فتواتر الطَّوَامِيرُ - أي: الصحف - بالبيعة للحُسين رضي الله تبارك وتعالى عنه مع دعوتهِِ إلى الخروج إليهم من أجل أن يصير الأمر إلى نِصَابِهِ الذي كان ينبغي أنْ يكون فيه - كما يدَّعُون! -.

وأمّا الحُسين رضي الله عنه فإنَّه أوفَدَ مُسْلِمَ بن عَقِيل بن أبي طالب لكي يَأخُذَ له البيعةَ من أهل الكوفة, ومن أجل أن يرى الأحوال عِيَانًا, وتهافت النَّاسُ على مُسْلِمٍ رحمه الله تعالى بالبيعة للحُسين رضي الله عنه, فجاءهُ اثنا عشرَ ألفًا يُبايعونه - يبايعون الحسين بن علي -, ويعاهدونه على المنافحةِ دونه بالدماء والأموال, ثمَّ تهافتوا حتى صاروا ثمانيةَ عشرَ ألفاً، وأرسل مُسْلِمٌ حين ذلك إلى الحُسين رضي الله عنه أنَّ الأمر قد استَتَبَّ فاخرج إليهم؛ فخرج رضي الله عنه بِثِقْلِهِ وبحَشَمِهِ وأزواجه وأولاده - رضي الله تبارك وتعالى عن آل البيت أجمعين - خرج يوم التَّروِيَة لسَنَةِ ستين من الهجرة.

فلمَّا عَلِمَ بخروجه عبدُ الله بن عباس رضي الله عنهما تَعَلَّقَ به وقال: (لولا أنَّهُ يُزرِي بي وبك لَتَشَبَّثْتُ برأسك ولم أدَعْك تخرج, ولكن إنْ كنت لابد فاعلًا فدَع أهلك وذراريك ونساءك واخرج - إن خرجت - وحدك؛ فإن أهل العراق أهل غدر, وقد رأيت ما فعلوا بأبيك وأخيك من قبل؛ فلا تخرج إليهم).

قال: (انظر هذه الطَّوَامِير - أي: الصحف -), وفيها ما فيها من كلامهم باستقدامهم إيّاه، ومعاهدته على النصر والدفاع دونه حتى الموت.

فقالَ: (إنْ كانوا قدْ دَعوك وقد عزلوا واليهم وضبطوا أمورهم ثم استقدموك من أجل أنْ يُوَلُّوك والأمر جميعٌ فاخرج إليهم، وإلا فلا تخرج).

فأبى الحُسين رضي الله عنه إلا الخروج وكان أمرُ الله قَدَرًا مقدورًا.

ولمَّا عَلِمَ عبدُ الله بن عمر رضي الله عنهما بخروج الحُسين - وكان بمكة - سار إليه فَلَحِقَ به على مسافة ثلاثة أيامٍ سيرًا, فقال له ما قال وراجعه, وأَبَى الحُسين رضي الله عنه إلا الخروج، فقال ابن عمر رضي الله عنهما: (إنَّكم بَضْعَةٌ من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وإنَّ الله ربَّ العالمين قد عَرَضَ على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا الأمر - يعني: المُلك - فأباه صلى الله عليه وسلم, فوالله! لا تكونُ فيكم أبداً فارجع).

فأبَى إلا الخروج وكان أمرُ الله مفعولًا.

فخرج الحُسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة بموعدَتِهِم واستقدامِهِم وعهودِهِم.

وأهل الكُوفة من الروافض كما قال البغدادي في ((الفَرْقِ بين الفِرَقِ)) قال: (إنَّ الروافض من أهل الكُوفة هم أغدر الناس وأبخل الناس حتى صاروا مثلاً، يُقال: أغدرُ من كُوفي, ويُقال: أبخلُ من كوفي).

وقد استبان أمرُهم في مواضع منها: أنَّهم لمَّا بايعوا الحسن رضي الله عنه, وخرج رضي الله عنه بمَنْ معه لقتال معاوية رضي الله عنه غَدَرُوا به - أي: بالحسن رضي الله عنه -, لمَّا بايعوا الحسن بن علي وسار لقتال معاوية غدروا به, وضربه من ضربه منهم في جنبه حتى ألقاه، وغدروا به عند سَابَاطِ المدائن فهذا أول الغدر.

ثمَّ غدروا بالحسين رضي الله عنه فبايع مُسْلِمَ بن عَقِيلٍ - رضي الله عنه ورَحِمَه - بايعه ثمانيةَ عشرَ ألفًا منهم, وكان على الكوفة في ذلك الوقت النُّعمانُ بن بَشِيرٍ رضي الله عنه, وكان حليمًا نَاسِكًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فلمَّا عَلِمَ بما يجري هنالك من أمر البيعة وما هنالك من الرِّيبة خطب الناس, فأَعلَمَهُم أنَّه لا يأخذ أحدًا بالظِّنَّةِ, ولكن إنْ خرجوا على إمامهم فإنَّه سَيُعْمِلُ السيف في رقابهم, ولكن لا يأخذُ أحدًا بِظِنَّة, وكانَ حليمًا ناسكًا رضي الله عنه.

فعزله يزيد وضمّ الكوفة إلى البصرة؛ فجمعهما معًا لعُبَيد الله بن زياد - عامله الله بعدله - وكان ظلومًا غشومًا، فلمَّا تولى أمرَ الكوفة مع أمرِ البصرة جاء الكوفةَ فمازال في الفَتْشِ والبحثِ والتنقيبِ؛ فانفضَّ أهلُ الكوفة عن مُسْلِمٍ حتى أَسْلَمُوهُ, وحتى صار طريدًا شريدًا فَقُتِلَ.

قُتِلَ مُسْلِمٌ رحمه الله تعالى يومَ عرفة, وكان قد أرسلَ قبل ذلك إلى الحُسين ليخرج لأهل الكوفة؛ فإنّهم على قلب رجلٍ واحد كما أَوهَمُوه, وكما ادَّعَوا!

فجاء كتابَهُ الحُسينَ رضي الله عنه فجمع أهلَه وذريته, وأخذ حَشَمَه وخرجَ رضي الله عنه يوم التَّروِيَةِ من سَنَةِ ستين من هجرة النبي صلى الله عليه وسلَّمَ، وقُتِلَ مُسْلِمٌ يومَ عَرَفَة من ذات السَّنَة في اليوم الثاني لخروج الحُسين رضي الله عنه.

والنَّاسُ في أمرِ الحسين طَرَفَان ووسط: فَطَرَفٌ هم النَّوَاصب مِنْ قَتَلَةِ الحُسين ومِنْ مُبْغِضِي آل البيت يقولون: إنَّ الحُسين قد قُتِلَ بحق، وقد خرجَ على الإمام خروجًا لا ينبغي له أن يخرجه، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول - كما يقولون - والحديث عند مسلم في الصحيح: (من جاءكم وأمرُكم جميعٌ على رجلٍ واحدٍ يريد أن يَشُقَّ العصا فاقتلوه كائِنًا من كان) معنى الحديث.

قالوا: فقد قُتِلَ الحسين بحق.

وهم لا يُحبُّون الحسين ولا عليًّا ولا آل البيت, بل إنّهم يُظهرون السرور لمقتله رضي الله عنه, فهذا طَرَف.

وطَرَفٌ آخر يقولون: إنَّهُ كان إمامَ الوقت وكان مُتَوَلِّيًا، وكان هو الذي بيده أَزِمَّةُ الأمور, فإنَّه يعقد الرَّايات لأهل الجهاد, ويُولِّي من يُولِّي من العُمَّال, ولا يُصَلَّى إلا خلف من وَلَّاه - رضي الله عنه -.

وهذا خطأ؛ فإنَّ الحُسين لم يكن مُتَوَلِّيًا رضي الله عنه وعن آل البيت أجمعين فهذا طرف.

طَرَفٌ قد أفرطَ فيه جدًّا, وطَرَفٌ فرَّطَ في أمرهِ جدًّا, وأمَّا أهل السُّنَّة فإنهم يقولون: إنَّ الحُسين رضي الله عنه قد قُتِلَ شهيدًا مظلومًا, وإنَّهُ رضي الله عنه لمَّا أنْ حُوصِرَ ولمَّا أنْ جَدَّ الجِدُّ وانفضَّ عنه الناس - رضي الله عنه وعن آل البيت أجمعين - طَلَبَ من عُمَر بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه - وكان ابن زياد قد أرسله في جيشٍ لمقاتلة الحسين أو الإتيانِ به - فلمَّا جدَّ الجِدُّ قال الحسين: إمَّا أنْ تدعوني كي أرجعَ إلى المدينةِ من حيث خرجت, وإمَّا أنْ تدعوني حتى أذهبَ إلى يزيد فأضعَ يدي في يده, وإمَّا أنْ تدعوني حتى أذهبَ إلى ثَغْرٍ من ثُغُورِ المسلمينَ فَأُرَابِطَ هنالك مجاهدًا في سبيل الله.

وأَبَوا عليه إلا أن يَسْتَأسِرَ لهم - ولم يكن ذلك واجبًا عليه -، وأَبَوا عليه إلا أنْ يضعَ يدَه في يد ابن زياد, وأن يصير أمرُه إليه؛ فأَبَى رضي الله تبارك وتعالى عنه, فقتلوه, فَقُتِلَ مظلومًا شهيدًا رضي الله عنه.

فأهل السُّنَّة يقولون: إنَّ الحُسين رضي الله عنه ما كان مُوَفَّقًا في الخروج رضي الله عنه.

ولذلك كما يقول علماؤنا رحمة الله عليهم وكما قرروه بعد في كتبِ العقيدة من عدم الخروج على وُلَاةِ الأمرِ, وأنَّ ذلك يَجُرُّ من الشر ما يَجُرُّ, وصار ذلك مُدَوَّنًا في كتب العقيدة كما قال شيخ الإسلام في ((مِنهَاج السُّنَّة)) وفي غيره رحمة الله عليه.

فأهل السُّنَّة يقولون: إنَّ حُسينًا رضي الله عنه لمَّا جَدَّ الجِدُّ عَرَضَ عليهم ما عرض، وكان واجبًا عليهم أنْ يُنصفوه رضي الله عنه، فإمَّا أنْ يتركوه لكي يعودَ إلى المدينةِ, وإمَّا أنْ يَدَعُوه حتى يذهب إلى يزيد، وإمَّا أن يدعوه حتى يذهبَ فيُرابطَ في سبيل الله رب العالمين مجاهدًا - وقد أَنْصَفَهُم رضي الله عنه -, ولكن أَبَوا إلا أن يَسْتَأسِرَ لهم, وأَبَى أنْ يُعطِيَ الدَّنِيَّةَ من أمرِهِ, وأنْ يأتيَ الأمرَ الذي فيه المَذَلَّة؛ فَتَأَبَّى عليهم فقتلوه, ومَنَعُوا عنه الماء والماءُ مَبذُول رضي الله تبارك وتعالى عنه وعن آل البيت أجمعين.

أهل السُّنَّة لا يأخذون بالخُرافات التي نُسِجَت في هذا الموضعِ وفي ذلك الأمرِ، فأهل السُّنَّة يعلمون مُوقِنِينَ أنَّ يزيدَ لم يَأمر بقتل الحسين رضي الله عنه, وأنَّه لمَّا حُمِلَ نَعيُهُ إليهِ استَعبَرَ بَاكِيًا وقال: لَعَنَ اللهُ ابنَ مَرْجَانَةَ - ويقصد بذلك ابنَ زياد، فاستَمْطَرَ عليه لَعَنَات الله ربِّ العالمين - وقال: قد كنت أرضى منهم بما دون ذلك - وهو: قتل الحسين، يعني: كنت أرضى منهم بما دون قَتلِهِ رضي الله تبارك وتعالى عنه -, فما أمر بقتله, ما أمر بقتل الحسين وما رَضِيَ به، وأمَّا الذي نُقِلَ بعد ذلك من تلك الأساطير فشيءٌ قد نَسَجَهُ أهلُ الكذبِ.

ومعلوم أنه لم تُسبَ هاشميةٌ قط، وأمَّا أهل الكذبِ فَيُرَوِّجُونَ في كتبهم أنَّ آل البيت من النساء قد سُبِينَ, وذلك لم يكن قط, ولم تُسبَ هاشميةٌ أبدًا، ولم يحدث من ذلك شيء, بل إنَّهُنَّ لمَّا حُمِلن فدخلن دارَ يزيد علا النُّوَاحُ هنالك في دارِهِ, وأُكْرِمنَ غايةَ الإكرام، وكلُّ الذي نُسج من ذلك إنَّما هو من الخُرافات من خُرافات الروافض.

والروافض لم يأتِ إلى آل البيت شيء يَضُرُّ إلا مِن قِبَلِهِم, وما أُصيبَ آل البيت إلا بسببهم.

وآل البيت هؤلاء الشيعة أسلَمُوهم مرةً ومرةً ومرة، هم الذين خَذَلُوا الحسنَ رضي الله عنه, وهم الذين خَذَلُوا حُسينًا رضي الله عنه, وهم الذين خَذَلُوا زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه, وهم الذين رَفَضُوه وبها سُمُّوا (روافض).

هؤلاء الروافض أخبثُ النَّاس نِحلَةً, وأعظمُ الناس مكرًا, وأجبنُ الناس نفسًا.

هؤلاء الروافض أضرُّ على دينِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى.

هؤلاء الروافض الذين يَدَّعُون الألوهيةَ في علي - بعضهم -.

هؤلاء الروافض الذين يَدَّعُون العِصمَةَ في الأئمة.

هؤلاء الروافض الذين يُكَفِّرُونَ أصحابَ محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

يقول الشعبي عنهم: هم أحمقُ الناس, ولم أرَ قومًا أحمق من الروافض قطُّ، لو كانوا من الدَّواب لكانوا حُمُرًا, ولو كانوا من الطير لكانوا رَخَمًا.

هؤلاء الروافض هم أحمقُ الخَلق؛ لأنهم يأتون بأساطير وبأمورٍ لا يمكن أن تُصَدَّق.

هؤلاء الذين خذلوا حُسينًا رضي الله تبارك وتعالى عنه حتى قُتِلَ في اليوم العاشر من شهر الله الحرام الذي يُقال له المحرم سَنَةَ إحدى وستين من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بكربلاء, أسلموه بعدما استقدموه فاستفزوه حتى أخرجوه ثم انفضُّوا عنهُ فكانوا هباءً كما قال ابن كثير رحمه الله تعالى، فصار إلى ما صار إليه رضي الله تبارك وتعالى عنه. هؤلاء الروافض يُحيُون النُّواح عليه.

والناس في عاشوراء أضلّ الشيطانُ قسمين كبيرين منهم, وعصمَ اللهُ ربُّ العالمينَ أهلَ السُّنَّة من الوقوع فيما يخالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم: فقِسمٌ من الناس ينُوحُون ويُحيون النوح والبكاء في هذا اليوم - وهم أولئك الروافض - يأتون بما لا يأتِ به عاقل, فيخرجون وقد عَرَّوا الصدور, وأما النساء فقد نَشَرنَ الشعور يلطمن ويضربن الصدور، وأمَّا الرجال فإنهم يخرجون وقد عروا صدورهم, ويأتون بالسلاسل - وقد جعلوا في أطرافها الشَّفْرَات الدِّقاق - ويضربون بتلك السلاسل صدروهم وظهورهم, وبعضهم يأتي بسيوف وخناجر ويجرحون بها وجوههم ورؤوسهم ويُسيلون الدماء, ويحيون االنَّوحَ والبكاء في هذا اليوم.

ومعلوم أنَّ النِّيَاحةَ من أمرِ الجاهلية, وأنَّ من أكبرِ الذنوب التي يُبارز بها الله رب العالمين النياحة - يعلمون ذلك أو لا يعلمونه! -.

ومن أكبر الذنوب التي يُبارزُ بها اللهُ هو إحياء النِّيَاحةَ والبكاء على المصائب التي مَضَت, فيُحيون ذلك كفعل أهل الجاهلية - وهم الذين خذلوهُ بدءً, وهم الذين أسلفُوه سابقًا -، ثم يخرجون بعد ذلك يقول إمام ضلالتهم الخُميني: إنَّه ما حَفَظَ الإسلام مثلُ البكاء والنوح على سيد الشهداء عليه السلام - كما يقول! -, وما يحدثُ في الحسينيات.

وكَذَب بل إنَّه من أكبر مَعَاولِ الهدم لدين الله ربِّ العالمين, وما أُوتِيَ الإسلامُ في يومٍ من الأيام إلا من قِبَلِهم, فإنَّهم يُوالون كل عدوٍ لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ولدين الإسلام العظيم، وما كانوا في يومٍ من الأيام من حَمَلَةِ الجهاد والسيف في سبيل الله, وإنما تسلُّطهم على أهل السُّنَّة.

يُوالون اليهود، ويُوالون كل باغٍ على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, وعلى أتباع محمد صلى الله عليه وسلم, وعلى كل سُنِّي, وحقدُهم على أهل السُّنَّة معلوم معلوم.

فهذا قسمٌ من الناس يُحيُون النِّيَاحة كفعلِ أهل الجاهلية - بل أشد -, ويُشمِتُونَ في أهل الإسلام كل أعدائِهِ بما يصنعونَ مما يَتَرَفَّعُ عنه كلُّ صاحب عقل من كلِّ مِلَّةٍ كانت وتكون, ولكن كذلك يصنعون!

فيَتَّخِذُونَ هذا اليوم مَنَاحَة, ويتخذونه عيدًا للحُزن فيفعلونَ فيه ما يفعلون مما هو معلوم.

وطائفةٌ تَبِعُوا قَتَلَةَ الحُسين من النَّوَاصِبِ مِنْ مُبغِضِي آل البيت يتخدون يومَ عاشوراء يومَ فرحٍ ويومَ عيدٍ ويوم سرور, فَيُوَسِّعُونَ فيه على الأولاد, ويضعون الأحاديث في ذلك - وهي مكذوبةٌ على خير العبادِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم -.

ويَدَّعُون كاذبين أنَّ من وَسَّعَ في يوم عاشوراء على أولاده وعلى أهل بيته وَسَّعَ الله ربُّ العالمين عليه عامَّةِ سَنَتِهِ, وهذا كذبٌ مُختَلَقٌ على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

ويَدَّعُون أنَّ من تَكَحَّلَ بالإِثْمِدِ فيه لم يرمد إلى غير ذلك من تلك الخرفات التي وضعوها من أجلِ حَضِّ الناس على إظهار الفرح في يوم عاشوراء.

وكثيرٌ من أهل السُّنَّة لا يعلمون منشأ الدعوة إلى الفرح وإظهار الفرح والتَّوسِعَةِ على العِيَال, هذا من فعل النَّواصب من مُبغضي آل البيت الذي يُظهرون الفرحَ في هذا اليوم لمقتل الحُسين رضي الله تبارك وتعالى عنه وعن آل البيت أجمعين.

وهَدَى اللهُ أهلَ السُّنَّة للحقِّ للوسطِ في هذا الأمر فيعلمون أنَّ هذا اليوم هو يومٌ صالح نَجَّى اللهُ فيه موسى وقومَهُ من فرعونَ ملأهِ، فصامه موسى شكرًا لله تعالى, وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا سَمِعَ ذلك, قال صلى الله عليه وسلم - وما تَلَقَّاه من اليهود لمَّا سألهم, فإنَّهُ صلى الله عليه وسلم معصومٌ مُؤيدٌ بالوحي صلى الله عليه وسلم فما تلقاه منهم – قال صلى الله عليه وسلم: (نحن أولى بموسى منكم), فصامه صلى الله عليه وسلم.

بل كما قالت عائشة: كان أهل الجاهلية يُعَظِّمونَ اليوم العاشر من شهر الله المحرم, كان أهل الجاهلية يصومونه, وصامه النبي صلى الله عليه وسلم قبل البَعثة.

يقول العلماء: لَعَلَّ ذلك كان عند أهل الجاهلية قبل البَعثة كأثارةٍ من آثارِ ما تلقَّوه وما بقي فيهم مِنْ شرع مَنْ سبق ومِنْ آثار المِلَّةِ التي سبقت مما كان قبل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, فقالت عائشة كما هو في الصحيح بل في الصحيحين قالت رضي الله عنها: (إنَّ أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء, وكان النبي يصومه صلى الله عليه وسلم، فلمَّا هاجر صلى الله عليه وسلم وجدَ اليهود يصومونه، فسأل فقالوا: هذا يوم صالح نجَّى الله فيه موسى وقومه من فرعون ملأه؛ فصامه موسى شكرًا لله فنحن نصومه، فقال: (نحن أولى بموسى منكم), فصامه النبي صلى الله عليه وسلم).

وكان النبي صلى الله عليه وسلم - كما هو معلوم من أمرِهِ كلِّه - حريصًا على مخالفة أهل الكتاب, فقال في العام الذي مات فيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (نحن أولى بموسى منكم), فصامه وأمرَ بصيامه، ثم قال في العام الذي مات فيه صلى الله عليه وسلم: (لئِنْ عِشتُ إلى قَابل لأصومنَّ التاسع) صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقبض قبل ذلك صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وعليه يُحملُ حديث الحَكَمِ بن الأعرج عند مسلمٍ لما سأل ابن عباس عن يوم عاشوراء فقال له: (اعدد من الليالي تِسعًا فإذا أصبحت في يوم التاسع فصُم) وقد سألهُ عن عاشوراء، فقال بعض الناس: إنَّ عاشوراء هو اليوم التاسع من شهر الله المحرم مع أنَّهُ قد صح ثابتًا عن النبي صلى الله عليه وسلم: (عاشوراء اليوم العاشر), وهو ما يقتضيه اللفظ، فعاشوراء معدُولٌ عن عاشرة؛ للمبالغة والتعظيم كما هو معلوم.

ولكن تخريج العلماء لحديث الحكم بن الأعرج عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما, وهو حديث صحيح أخرجهُ مسلم في صحيحه لمَّا قال: (اعدد من الليالي تسعًا) - يعني: إذا دخل شهر الله المحرم ثم إذا ما أصبحت فصُم التاسع -, قال العلماء لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في العام الذي مات فيه: (لئِن عِشت إلى قابل لأصومن التاسع), فلم يَعِش صلى الله عليه وعلى آله سلم وقَبَضَهُ الله إليه.

فدَلَّه ابن عباس عن الأمر الذي يَشتبه وعن الأمر الذي يَغمُضُ وعن الأمر الذي يَخفَى على كثيرٍ من الناس لمَّا رآه يسأل عن عاشوراء - وأمرُ عاشوراء معلوم -.

بل إنَّه كان فرضًا قبل أن ينزل فرض الصيام, ثم إنَّه لمَّا فَرَضَ الله رب العالمين صيام شهر رمضان صار بعد ذلك سُنَّةَ من سُنن النبي صلى الله عليه وسلم فمن شاء صامه ومن لم يشأ لم يصمه.

فالناس يعلمون أنَّ عاشوراء - حتى في الجاهلية - هو اليوم العاشر، فكلام ابن عباس من علمه وفقهه رضي الله عنه؛ لأنَّه يَدُلُّه على الأمر الذي يَغمُض والذي يقع فيه الاشتباه؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم التاسع؛ فدله على التاسع, ثم أَمْر العاشر معلوم؛ فدَلَّه على أن يصوم التاسع كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بعدُ يصوم - كما هو معلوم - اليوم العاشر - وهو عاشوراء - كما يصومه من يصومه من المسلمين.

أهل السُّنَّة في هذا اليوم وَسَطٌ بين الروافض الذين يُقيمون المَنَاحَةَ, يحيون أمور الجاهلية, ويفعلون ما يندى له جبين كل مسلم ينتمي منتسبًا إلى القبلة وإلى دين محمدٍ صلى الله عليه وسلم, يندى جبينه ممَّا يفعلونه خِزيًا من هذا الذي يأتُونه, وهم منسُوبُون إلى القبلة, ومحسُوبُون على المِلَّة, ولكنهم يفعلون ما يفعلون.

وأهل السُّنَّةِ وسطٌ بين هؤلاء وبين النواصب الذين يُظهرون الفرح في يوم عاشوراء, ويتخذونه عيدًا يُوَسِّعُون فيه على الأهل والأولاد, وليس شيء من ذلك في سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم, وليس شيء من ذلك في فعل أحد من السلف رحمة الله عليهم، وإنما ذلك من البدع المُحدَثة, أحدثه العُبَيدِيُّون بمصر وأظهروا ما أظهروا من أمر النياحة, فكان ذلك أول ظهورٍ لأمر النياحة على الملأ - أَمْرًا عَامًّا - في أيام العُبَيدِيِّن الذين انتسبوا - زُورًا وإفكًا وطُغيانًا - لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهي بريئةٌ منهم براءةً كاملة، وإنما جَدُّهم الذي إليه ينتسبون هو ذلك القَدَّاحُ اليهودي فهذا أَصلُهم، فأظهروا ما أظهروا في ديار مصر من ذلك الأمر الشنيع, ثم مازال ذلك يَفشُو حتى صار الناس إلى ما صاروا إليه لما صارت لهم في أيامنا هذه دولة, فهم يصنعون ما يصنعون, ويأتون ما يأتون، والإسلام بريءٌ من هذا الذي يصنعونه، ومن هذا الذي يفعلونه, وهم حربٌ عليه, وهم أشد الناس خُصومة لآل محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم.

وأهل السُّنَّة أولى الناس بآل النبي صلى الله عليه وسلم يُحبونهم ويُقدمونهم ويُوالُونهم ويحترمون آل البيت, وذلك يَتَنَزَّلُ على صالحيهم - على صالحي آل البيت -.

آل البيت يعلمون حقَّ الشيخين وحق أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم, وما سُمِّيَ الشيعة رافضة إلا لرفضهم زيدَ بن علي, وذلك أنهم لمَّا خرجوا معه قالوا له: عليك أن تتبرأ من أبي بكر وعمر, فامتنع؛ فرفضوه، فقال: رفضتموني؟! فَسُمُّوا رافضةً من يوم إذ.

فهؤلاء الرافضة هم أعداء آل البيت وخذلوه, وهذا من موطن خِذلانهم لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

أهل السُّنَّة يعلمون أنَّ اليوم العاشر من شهر الله المحرم يومٌ صالح, وقد نَجَّى الله ربُّ العالمين فيه موسى وقومَهُ مِنْ فرعونَ وملأهِ؛ فصامه موسى شكرًا لله ربِّ العالمين, والنبي أولى بموسى من كلِّ أحد؛ فصامه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم, ورَغَّب في صيام التاسع لكي يخالف أهل الكتاب في صيامهم لهذا اليوم، ولكنه صلى الله عليه وسلم قُبضَ قبل أن يحولَ عليه الحول, ولكن قال ما قال, وصارت سُنَّةً مَسنونةً.
محمد سعيد رسلان