المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المترادفات في القرآن الكريم .



نشيد الربيع
17/09/2005, 03:57 PM
[align=center:ed33654a63]


هذه دراسة صغير أراد مؤلفها لفت النظر للمترادفات في القرآن الكريم وأنها لم تأت أبدا بمعنى واحد .. ومعروف أن القرآن لم تأت فيه كلمة إلا وهي أبلغ في موضعها مما سواها .. ولا يقوم مقامها غيرها ....


وهي في ثلاثة فصول الأول : في التطور الدلالي .. وفيه كلام في الاشتقاق وتوليد الصيغ ..

والثاني عن ظاهرة الترادف اللفظي في اللغة العربية ..

والثالث هو اصل الدراسة ...

ويوم نقلتها اكتفيت بالثالث ( تكاسلا ..) وحتى ما نقلته اختصرته .. فلم أذكر كل المواضع التي وردت فيها الكلمات فلو جاءت الكلمة عشر مرات في عشر آيات اكتفيت بنقل ثلاثة أو اربعة ...

عموما .. أحببت أن أقلها هنا بما أننا نحضر لرمضان



أينما وردت الأخطاء في كتابة الآيات فالكل مخول بتصحيحها أو تنبيهي لأصححها ..



الحلف والقسم

في اللسان الحلف :القسم ، حلف أي أقسم وفيه القسم : اليمين ...وقد اقسم بالله واستقسمه به وقاسمه :حلف له ...
قال أبو هلال العسكري القسم ابلغ من الحلف .. وسوى الكثيرون بينهما في المعنى . لكننا لا نوفقهم في هذه التسوية ..واستعراض المادتين في القرآن يوحي بدلالات دقيقة تجعل من العسير وضع أحدهما موضع الأخرى ...

وردت مادة (حلف)في القرآن في ثلاثة عشر موضعا واستعراضها يوحي بأن الحلف دائما يكون في موضع اعتذار عن فعل أو اعتقاد وقع أو سيقع بعد زمن التكلم ، ولذا لم يرد الحلف مسندا إلى الله عز وجل في القرآن ...وورد القسم مسندا إليه سبحانه . وكفى به فرقا دلاليا على تغاير اللفظين.

1- "وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى " (التوبة 107)
2- "وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم " (التوبة 42
"يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر.." التوبة
4- "ويوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم .."المجادلة

(12 موضع من ال 13 موضع الذي ذكر فيه الحلف ذكر منسوبا إلى أعداء الإسلام ...7 منها في سورة التوبة وحدها وهي الفاضحة )

أما القسم في القرآن فعلى ضربين : الأول قسم من الله تعالى بذاته أو بعض مخلوقاته ... وقسم من اليشر وفي الحالين لا يأتي القسم في موضع الضلال ...بل هو من الله تعظيم ...ومن البشر يأتي في مواضع الحماس والعزم وعقد النية على فعل مع إظهار القوة والتصميم

1- وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءتهم آية ليؤمنن بها
2- وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت
3-وأقسموا بالله جهد ايمانهم لئن أمرتهم ليخرجن
4- ...إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين .
5- وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين

وللقارئ أن يعود للنصوص السابقة في الحلف والقسم بشيء من التدبر ليرى الصورة الحسية التي تؤكد ما تقدم هي صورة الذين يحلفون وقد أصابهم الخزى والخجل .....وصورة الذي يقسم وقد أخذه الحماس ........

النكاح والزواج :

الزوج والزواج في القرآن لا يستعملان إلا بعد تمام العقد والدخول واستقرار الحياة الزوجية .....لما في هذا المهنى من الاقتران حيب الأصل اللغوي (الزوج :الفرد الذي له قرين )

(فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها
(كذلك وزوجناهم بحور عين)

أما النكاح فهو الرغبة في الزواج أو إرادة وقوعه أي قبل أن يتحقق ...لذا نجد أن الأفعال التي تؤدي هذا المعنى في القرآن جميعا دالة على المستقبل ما عدا فعلين وردا بصيغة الماضي ويمكن توجيههما دون اعتساف في التأويل أو خروج على قواعد اللغة والعرف الاجتماعي ...

ومن النصوص :


( وانكحو الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم )
(فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع )
(إني أريد ان أنكحك إحدى ابنتي هاتين )

أما الماضي (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف ..) فنكح هنا أتى بحسب الأصل اللغوي للمادة وهو (الوطء) – أي المعنى الحسي المباشر –لتذكير الأبناء بفعل الآباء وما يرتبط به من ظلال ودلالات وذلك لبث الكراهية في نفوس الأبناء لهذا الأمر خصوصا ....لذا نجد سياق الآية يعاضد بعضه بعضا لإظهار الصورة المنفرة (إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا )...... ثم إنه مذلك بانفصام عرى الزواج بموت أو طلاق لا يعبر عنه بالزواج لأن حالة الزواج أي الاقتران لم تعد قائمة . . . .فتأمل هذه الدقائق القرآنية العجيبة .

الغيث والمطر :

في اللسان الغيث : الماء المنسكب من السحاب . والجمع أمطار
وفي القاموس الغيث : المطر والكلأ ينبت بماء السماء

وإذ نستعرض المادتين في القرآن نجد أن الماء النازل من السماء يسمى باسمه ( ماء) أحيانا ويسمى باسم الغيث أحيانا أخرى . . . .( وغوث وغيث تأتيان في القرآن بمعان متقاربة والغوث المساعدة والغيث الماء الذي يغيث الناس ..

(إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ..
( وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا )

فلفظ الغيث هنا يحمل معاني الخير والعون ، لذا يأتي في مواضع إظهار النعمة والمن بها على العباد .

أما المطر فقد ورد – أسماء وأفعالا –في خمسة عشر موضعا ، أربعة عشر منها في مواطن العذاب والعقاب صراحة : (وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين )
(ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء ) ..

أما الموضع الخامس عشر فهو ( ولا جناح عليكم إن كان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى أن تضعوا أسلحتكم ) . . . ولا يخفى أن الموضع هنا موضع أذى لا موضع غوث . . واقتران المطر بالمرض يزيد الصورة وضوحا ...

قال ابن عيينة : ماسمى الله مطرا في القرآن إلا عذابا ..

الجوع والسغب والمخمصة :

ورد الجوع في خمس مواضع :
(إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى )
(وانبلونكم بشيء من الخوف والجوع ...)
(لا يسمن ولا يغني من جوع )
(فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع )
وأنت ترى في هذه المواضع جميعا أن الجوع وارد في سياق العذاب واقترانه بالخوف ونقص الأنفس والثمرا يؤكد كونه عذابا ..حتى في حال الامتنان على قريش بأن أطعمهم من جوع . فالمعنى نفسه قائم لأنه تعالى يمتن عليهم أن أمنهم العذاب (الجوع والخوف )

أما السغب فقد ورد في قوله تعالى ( أو إطعام في يوم ذي مسغبة ) وهو هنا لا من عذاب بل من فقر ...

والمخمصة وردت في موضعين
(فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم )
(ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله )

والمخمصة ليست من عذاب أو فقر ويتم بل هي حالة عارضة تكون اضطرا ..

الجسد والجسم :

الجسم ورد في موضعين
(إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم)
(وإذا رأيته تعجبك أجسامهم ...) واستعمال الجسم لما فيه روح ....

أما الجسد فيستعمل لما ليس له روح أو حياة
(واتخذ قوم موسى من بعده من حليخم عجلا جسدا )
(وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب )
( وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين )

الكتاب والسفر :

يطلق لفظ الكتاب في القرآن الكريم على معان متعددة حسب السياق فالكتاب :القرآن والتوراة والإنجيل والزبور ، والكتاب الرسالة (اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ) والكتاب : كتاب الأعمال يوم القيامة .......

أما لفظ (السفر) بمعنى الكتاب فقد ورد مجموعا ( أسفار ) في موضع واحد (مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا )
ولا تجد لفظا آخر في اللغة يقوم مقام هذا اللفظ في موضعه ، إذ إن اللفظ مشتق من (السّـَفر ) بفتح السين وسكون الفاء . وهو الكشف والوضوح ، واللفظ وارد في سياق تشبيه اليهود في حملهم للتوراة الواضحة البينة ثم في عدم استفادتهم منها بالحمار الذي يحمل أسفارا واضحة لا غموض فيها


يتــــــــــــــــــــــبع ...[/align:ed33654a63]

طارق شفيق حقي
18/09/2005, 10:40 PM
[align=center:b4f4fe8732]سلام الله عليك اهتمامك يروق لي بهذه الموضعات

تلمظت كثيرا قبل ان ارد بهذا الموضوع

الشيخ رحمة الله عليه الشعراوي من قال كذلك بهذه النظرية وهيه نظرية قديمة

تروق لي كثيرا كذلك الشيخ الكبيسي والعلامة السامرائي

تحياتي

ننتظر يتبع[/align:b4f4fe8732]

نشيد الربيع
19/09/2005, 12:57 AM
[align=center:26c5f9c31e]

تلمظت كثيرا قبل ان ارد بهذا الموضوع


[/align:26c5f9c31e]


ايه تلمظت دي يا أستاذ طارق احنا هنا مش في المسابقة ...

انتظر ولن يطول الانتظار إن شاء الله

طارق شفيق حقي
22/09/2005, 01:11 PM
[align=center:c62518e20f]

تلمظت كثيرا قبل ان ارد بهذا الموضوع


[/align:c62518e20f]


ايه تلمظت دي يا أستاذ طارق احنا هنا مش في المسابقة ...

انتظر ولن يطول الانتظار إن شاء الله

تلمظ تحمل معنى ايجابي هنا

اي تشوق
للقراءة كمن يتلمظ قبل الأكل

نشيد الربيع
22/09/2005, 04:27 PM
الصوف والعهن :

ورد لفظ الصوف في موضع واحد هو ( ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين )((النحل )) وهو وارد في سياق امتنان الله تعالى على عباده بالنعم والصوف معروف وهو شعر الغنم وكذلك العهن ، وبذا فسرت المعاجم وكتب اللغة لفظ العهن في القرآن ، وفي القاموس العهن الصوف أو المصبوغ ألوانا وفي المفردات العهن : الصوف المصبوغ وأصل مادة (عهن )كما في مقاييس اللغة يدل على اللين والسهولة والضعف ...وفسر العهن كذلك بالصوف المصبوغ . ولكن القرآن يستعمل العهن في مواضع لا يقوم مقامه فيها لفظ الصوف وقد ورد الفظ في موضعين هما : (يوم تكون السماء كالمهل وتكون الجبال كالعهن ) (وتكون الجبال كالعهن المنفوش) واللفظ وارد في تشبيه الجبال الراسيات بالصوف المنفوش يوم القيامة حين ينسفها ربنا نسفا ويسيرها سيرا فلماذا فضل لفظ العهن على لفظ الصوف هاهنا .


من المعلوم أن لكل جبل تربة مميزة حسب مكونات صخوره ، ولذا تبدو الجبال ذات ألوان مختلفة ، وكما قال تعالى ((ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود )) يقول الدكتور محمد جمال الدين الفندي : وليس الإعجاز العلمي في هذع الآية الكريمة قاصرا على مجرد ذكر ما للجبال من ألوان متباينة ناجمة عن تباين المواد الداخلة أو المترسبة فيها " والحديث هنا عن الجبال في الآخرة لا في الدنيا حين تسير سيرا وتكون سرابا وينسفها الله تعالى نسفا فهم مع ذلك كله تختلط ولا ريب فلا يبقى لها هذا التمايز اللوني الذي كان لها في الدنيا فكان أقرب شبه لها هو العهن أي الصوف الملون بتلك الألوان نفسها ....وذلك حين تنفش وتسير ولا يقوم لفظ الصوف هذا المقام ولا يحتمل السياق غير لفظ العهن !! أضف إلى ذلك ما يشعر به العهن من الضعف ...فهذه الجبال التى كانت أوتادا للأرض ، هاهي يوم القيامة واهية ضعيفة حين جاءها أمر الجبار سبحانه .


[align=center:3e7e42c615]سحاب والغمام والمزن:[/align:3e7e42c615]

جاء في مفردات الراغب : أصل السحب الجر كسحب الذيل ، ومنه الساحب لجر الرياح أو لجره الماء . . . والسحاب الغيم فيها ماء أو لم يكن ، والغم ستر الشيء ، ومنه الغمام لكونه ساترا لضوء الشمس ، وفيه المزن . . .السحاب المضيء والقطعة منه مزنة . وفي المقاييس المزن السحاب . وفي اللسان ، المزن السحاب عامة وقيل السحاب ذو الماء ،ـ وفي القاموس : السحاب أو أبيضه أو ذو الماء .

والملاحظ في السياق القرآني أن لفظ الغمام يراد به ما يحجب الشمس أو ما يشبه الظل دون الإشعار بنزول الماء وقد ورد في أربعة مواضع هي ( وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى ). . . (ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا )(هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة . ) والغمام هنا من مشاهد يوم القيامة وهو أشبه بأن يكون ظللا على رؤوس الخلائق ولا إشعار بنزول الماء .
أما لفظ السحاب فقد ورد نسع مرات بمعنى واحد –والله أعلم – والراجح أن يكون مرحلة من مراحل تكون الماء النازل من السماء حيث يرسل الله تعالى الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ويرسلها كيف يشاء .
(والله الذي يرسل الرياح فتثير سحابا فيبسطه في السماء كيف يشاء ...) ،
(ألم تر أن الله يزجي سحابا ثم يؤلف بينه ثم يجعله ركاما فترى الودق يخرج من خلاله )
فالسحاب هنا مرحلة بين ارسال الرياح التي هي مقدمة لإثارته وبين جعله كسفاً أي قطعا ثم يؤلف بينها فتكون ركاما وهو المتراكم بعضه فوق بعض ، بعد ذلك يتهيأ لإنزال الماء فيسمى المزن على الراجح من كلام العرب وقد ورد لفظ المزن مرة واحدة في كتاب الله ((أفرأيتم الماء الذي تشربون ،،أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون ).

[align=center:3e7e42c615]الختم والطبع : [/align:3e7e42c615]

جاء في اللسان الختم : وهو التأثير في الطين وغيره / وطبع الله على قلبه أي ختم . . والطَّبَع : الصدأ يكثر على السيف . . . وفيه ختمه يختمه أي طبعه ، والختم على القلب أن لا يفهم شيئا ، ومعنى ختم وطبع واحد ...........
هكذا تسوي المعاجم بينهما ، ولكننا بالتدبر في لغة القرآن نجد فروقا دلالية بينهما .. .
وأول ما نجده قوله تعالى ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ) وهذا الحديث في سياق الحديث عن الكفار لا المنافقين إذ الحديث عن المنافقين وارد بعد ذلك في ثلاث عشرة آية من السورة ، والكفار كما نعلم صدوا عن الحق لأول وهلة مرة واحدة ، دون فتح الباب للتنازل أو العودة للحق أو حتى النفاق والمداراة ولذا ناسب فعلهم هذا أن يوصف بالختم الذي هو الإغلاق المحكم ، ويتضح هذا أيضا من قوله تعالى ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على قلبه وسمعه ) فالختم الإغلاق المحكم .. ولم يستعمل فعل الختم في القرآن إلا في موضع الذم حتى في قوله تعالى مخاطبا حبيبه محمد (فإن يشأ الله يختم على قلبك )تجد الفعل هنا في سياق الشرط وهو سياق لم يقع إلى زمن التكلم ، ولم يقع بعده بفضل الله . . .
والملاحظ أن الصيغ الاسمية من مادة ختم صيغ مدح وجمال وهذا من عجيب استعمالات القرآن ، وهي : (ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ) ( يسقون من رحيق مختوم ، ختامه مسك ) ..
أما الطبع فلم يستعمل إلا في موضع الذم واصله كما في اللسان : الطبع : الصدأ يكثر على السيف . . ولذا نجده في القرآن في وصف المنافقين ( ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم )أي أن الطبع يكون لمن نافق فازدادت آثامه حتى رانت على قلبه كالصدأ يعلو السيف شيئا فشيئا ...أما الختم فيكون دفعة واحدة . ..

[align=center:3e7e42c615] الأبوان والوالدان : [/align:3e7e42c615]

الوالدان والأبوان شائعان بمعنى واحد لكن القرآن لم يستعملهما كذلك ، استعمل القرآن لفظ (الأبوين )في سياق التعظيم لهما والتأدب معهما في الكلام خصوصا النداء لذا لم يأت النداء في القرآن بلفظ ياوالدي ، فقط ومن ذلك ...(يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا ...)، (يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء ) (قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير ). . .
أما لفظ الأبوين المثنى فهو يوحي بذلك (وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين ) ، (ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم واسحق ) ولهذا السبب –مقام التعظيم والتأدب – يتصرف معنى الأب والآباء للأجداد وإن بعدوا ولا يكون هذا مع الوالدين إذ لا يستعملهما القرآن إلا في الأب والأم المباشرين فقط وذلك الاشتقاقب للوالدين من حدث الولادة .

وفي استعمال القرآن للفظ الوالدين يكون لطلب الرفق بهما والإحسان إليهما ، بما فيه من ملمح الولادة أحد الدواعي للإحسان ...

وفي لفظ الوالدة كذلك نجد هذا المعنى كما في قوله تعال (وبرا بوالدتي )...والملاحظ أن القرآن لم يستعمل لفظ (الوالد ) المذكر ، ولا يأخذ اللفظ هذه الدلالة إلا إذا اقترن مع الأم في لفظ المثنى ...أما لفظ الوالد ووالده في القرآن فهو للوالدين معا وهذا من دقة القرآن المعهودة في استعمال الألفاظ (ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ) (ووالد وما ولد )...لفظ الوالد هنا هل يراد به الأب ؟ إن المتدبر في السياق يجد أن المراد به الوالدين معا ، وإلا فإن أردنا الأب في الآية الأولى لكان مقتضى ذلك أن المولود الذي لا يغني عن الوالد يغني عن الوالدة ، وهو أمر بعيد كما ترى ، وفي آية البلد يلحظ كذلك مطلق الولادة وهو أمر يشترك فيه الوالدان كما هو معلوم ..



خلاص يا أستاذ طارق .. تلمظ كما تشاء

طارق شفيق حقي
22/09/2005, 08:09 PM
[align=center:e6e28a2bb9]

تلمظت كثيرا قبل ان ارد بهذا الموضوع


[/align:e6e28a2bb9]


ايه تلمظت دي يا أستاذ طارق احنا هنا مش في المسابقة ...

انتظر ولن يطول الانتظار إن شاء الله

تلمظت لها هنا معنى ايجابي
كمن يتلمظ قبل الطعام الشهي
او من يشرب شراب لذيذ فيتلمظ به

تحياتي

عشتار
04/10/2005, 08:05 PM
[align=center:de60aebb17]الله يا نشيد

موضوع جميل وممتع بالفعل

جزاك الله كل خير وجعلها في ميزان حسناتك

شكراً لك[/align:de60aebb17]

نشيد الربيع
08/10/2005, 10:59 AM
[align=center:10e286e532] عشتار :


جزاك الله كل خير وجعلها في ميزان حسناتك

آمين .. وجزاك مثله .

ويظل القرآن يتجدد إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ..

(إن أعلاه لمثر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو ولا يعلا ...)




الخلق والذرأ والإبداع والإنشاء والبرء:

هذه الألفاظ تكون مجموعة دلالية متقاربة المعاني تدل على فعل الخلق من الله تعالى وقد يأتي بعضها مسندا للبشر في سياق خاص ، وأصول هذه الألفاظ قد تتقارب لكن دلالتها في القرآن تختلف كما سنذكر .

في لسان العرب : الخالق الله تعالى ، والخلاق الذي اوجد الأشياء بعد أن لم تكن موجودة وأصل الخلق التقدير ...وقوله تعالى (وتخلقون إفكا ) أي تقدرون كذبا ، ومن ذلك (أخلق لكم من الطين كهيئة الطير ) خلقه تقديره ، ولم يرد أنه أحدث معدوما ، وفي المفردات الخلق أصله التقدير ويستعمل في إبداع الاشياء على غير أصل ولا احتذاء ...وفعل الخلق في القرآن يشتمل جميع المخلوقات ..(إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار ) ، وهو في هذه الآية (أخلق لكم من الطين كهيئة الطير ) بمعنى التقدير أي أقدر لكم ولم يرد أن يحدث معدوما ...

أما الذرء فيعرفه اللسان : ذرأ : خلق ، وفي المفردات : الذرأ : إظهار الله ما أبدأه ، يقال ذرأ الله الخلق ، أي أوجد أشخاصهم ، ومثله تقريبا عند أبي هلال .

والذرء يلتقي مع الخلق في إيجاد الشيء من العدم ، ويفرق عنه في ملمح تكثير الشيء عن طريق توالده ونشره متعدد الألوان في الأرض ...

وهذه المعاني ملاحظة في تدبر سياق اللفظ مثل (وما ذرأ لكم في الأرض مختلفا ألوانه )

فاختلاف الألوان دال على الكثرة والتنوع المستفادين من لفظ ذرأ ومثله ( ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس )...

[/align:10e286e532]

مرود المجذوب
18/05/2008, 04:05 PM
مفيد جدا..
شكرا..